• ×

10:41 صباحًا , الجمعة 10 شوال 1445 / 19 أبريل 2024

الأخلاق والقيم الإسلامية والآداب العامة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
غرست الحسبة تاريخياً في المجتمع السعودي عبر جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي تأسست عام 1940. مدة طويلة مضت على تأسيس الهيئة، ولنقرأ المهام التي أخذتها على عاتقها إذ تقول: "تطبيق الشريعة الإسلامية في الأسواق العامة وغير ذلك من الأماكن العامة والحيلولة دون وقوع المنكرات الشرعية والتي منها منع الممارسات التي تظهر عدم الاحترام للدين الإسلامي؛ ومنع أعمال السحر والشعوذة، والدجل لأكل أموال الناس بالباطل، والتواجد في أماكن التجمعات العامة وحث الناس على المسارعة إلى تلبية النداء، والصلاة جماعة بالمسجد، والتأكد من غلق المحلات، ومغادرة الناس لها، وتوقف البيع والشراء أثناء إقامة الصلاة، وأمر الناس بالحكمة والحسنى ودعوتهم إلى الخير والمساهمة في المحافظة على الأخلاق والقيم الإسلامية والآداب العامة".

في 29-7-1980 أصدر الملك خالد مرسوماً يقضي باعتماد تنظيم الهيئة، ومع مرور الوقت والدهور والأزمان لم يتم تطوير أساليب ونظم الهيئة كما ينبغي تبعاً لتطور العصر وسير الزمن. بل إن عمل الهيئة يتضارب أحياناً ويتناقض تبعاً للتناقض الاجتماعي، فهي كانت ضد "الدشوش" لكن رموزها أصبحوا الآن ضيوفاً على القنوات، وضد "جوال أبو كاميرا" غير أن أعضاءها أصبحوا يقتنون هذه الجوالات، وضد عمل المرأة وهي اليوم تخطط لتوظيف المرأة.

وفي حوار حديث مع رئيس الهيئة الشيخ عبداللطيف آل شيخ قال: "عمل المرأة يدرس من قبل الجهات ذات العلاقة وهي التي تقرر بشأنه، لكننا في حاجة ماسة لتعيين كادر نسائي يقوم بالتوعية لأمثالهن من النساء في جميع أعمال الهيئة، وتعيين المرأة في مجالات الهيئة سيكون وفق الأطر الشرعية وفي إدارة واحدة مستقلة وأتمنى أن يكون ذلك قريبا، فالحاجة قائمة وملحة وعمل المرأة في الهيئة في التوعية والإرشاد وفيما يتطلب وجودها شرعا سيكون مثل عملها في باقي قطاعات ومؤسسات الدولة المختلفة، مثل وزارة العدل ورئاسة الحرمين الشريفين والادعاء العام وديوان المظالم ونحن في الهيئة نحتاج عمل المرأة، ولن يكون عملها ميدانيا، ولكن كل مكان تتواجد فيه النساء نحتاج إلى عضوات أو منسوبات للهيئة للتوعية والتوجيه والنصح والإرشاد لأمثالهن".

بآخر السطر، فإن التطوير التنظيمي أهم من التطور التلقائي غير الواعي الذي تجبر عليه الهيئة بفعل الزمن، وأقوى أنواع التطوير تجديد الأساليب في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والانتقال من الغلظة إلى السماحة ومن التشدد إلى الهدوء والروية والحكمة.

*صحيفة الرياض


بواسطة : تركي الدخيل
 0  0  1884
حتوم ديزاين