[ابن قبلان]

حبيبتي اكتب لك من جديد... بعد أن استقر مقامي.. وسكنت نفسي من الم فراقك .. وخفت بي لوعة الفراق في مطار الكويت ... اكتب لك من ميامي ...
في مساء اختلط فيه كل شي ... من نافذتي أرى كل ما حولي في تركيبة عجيبة غريبة ... تلك هي "ميامي " ... مدينة لا تنام.. وذلك هو وسطها الصاخب الغارق حتى الثمالة في السهر والموسيقى... من وسطها تصدح موسيقى " الصلصه الشهيرة ويلف سمائها دخان السيجار الهافاني .... ومن حقولها البعيدة تهب نسائم هادئة باردة ... تنعش .. لكنها لا تشفي ... يختلط في تلك النسائم رائحة البرتقال المحيطة بالمدينة من كل جانب .. ورائحة البحر بكل ما فيه من حزن.. وبكل ما فيه من شجن ...
وها هو وجهك أنت حبيبتي يطل على مراسلك في الأفق البعيد.. ترتسم عل محياك ابتسامتك المعهودة لتدخل مع ثغرك في عناق ، معه لا ادري أي منها يزين الآخر .. والحظ في عينيك عتاب علي وشفقة... عتاب على الفراق والبعد... وشفقة على حبيبك من الألم والغربة .....

وها هو حبيبك يحفظ منك ولك كل شي... رسائلك على المنضدة ... منديلك الأزرق.. رسائل جبران ... أشعار المتنبي ... ثلاثية محفوظ... وقصائد حامد زيد ....

ومن خلفي ... من غرفتي ... يصدح صوت " أبو نوره " .... بعد سكون رهيب ... وكأنه صمت راهب في محرابه ... لتكتمل تلك اللوحة السريالية ... اسمع " ابن عبده " واتذكر كل محطات علاقتنا ... أتذكرين ؟ تذكرين كيف كان عنواناً لنا ورسولاً بيننا في كل لحظاتنا ... في العتاب والخصام والشوق ... وقبل ذلك كله في بث العشق والحب والحرقة... كان وكنا ... وها هو الآن .... يصدح بـ (طال السفر ) ليحكي لي ولك... وليقول عني وعنك... وليصور بي وبك ... الم الغربة ومرور الوقت ... بطيئاً قاتلاً عند ترقب اللقاء ... وسريع مرعب في انقضاء العمر بعيد عنك... ( يوم وشهر... عزاه والعمر مره ...)

ثم ليقول في رائعة أخرى ... ليقول وعلى لساني ... ( آنت محبوبي ) لأتمنى أن يقف العمر على ساعة لقاك ( باليت العمر يتوقف على ساعة هنا جنبك )..
يمضي ( ابو نوره ) في مشواره معنا ... لتكون كلماته وألحانه رسالة لك بنبرة حزينة يغلبها الشوق وتغليه ... ( يا شوق إنا عنك ظروفي حدتني... ) ....
ورغم الحزن وألمه ... ورغم الغربة وهمها... إلا أني اطلب منك في إجلال وتقدير... أن لا تغرق دموعك ورداً عهدته في وجنتيك....
( حسايف الدمع يغشى وجهك الطاهر ... والورد في وجنتك حرام تغريقة ... )

ثم ليحكي لكل الناس وليسألهم عن " ميانة العيون " ليقول ... ( هي تمون العين والا ما تمون ... ليا خذت قلبي وقفت يا سعد )... كل ذلك وأكثر ليكمل علاقتنا بـ المعازيم .. ليلة خميس ... الساحل الشرقي... لينتهي بـ ليال نجد..
دمتي لي

الموضوع الأصلي: انا وانتِ... ومحمد عبده | | الكاتب: ابن قبلان | | المصدر: شبكة بني عبس

[عطر الريف]

روعه
//
ابداع
//
فن
//
حبكة
//
شكرا

[ابن قبلان]

اقتباس من مشاركة عطر الريف روعه // ابداع // فن // حبكة // شكرا

عطر الريف ...

اشكر لك مرورك ... واقدر كلماتك ...