![]() |
|
خيارات الموضوع |
|
قال الشافعي رحمه الله :
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم *** إن الجواب لباب الشر مفتاح فالعفو عن جاهل أو أحمق أدب *** نعم وفيه لصون العرض إصﻼح إن اﻷسود لتخشى وهي صامته *** والكلب يحثى ويرمى وهو نباح في رحلة الحياة ربما تعرضت ﻹساءات متكررة من بعضهم .. رميت بسهم الكلمة .. أحرقت بشرارة تلك النظرة ... أوذيت في أهلك .. في عرضك ... بل في دينك ! فبعض الناس مبتلي بتصنيف عقائد الناس حسب اﻷهواء وبأكبر قدر من الجهل المركب !!. .. ممن أتاك اﻷذى ؟ أمن اليهودية ؟ أم من نصرانية ؟ وا حسرتاه ... إنه من (........) ! ويكون الجرح عميقاً بعمق البحار إذا كانت تلك الرمية ممن تتوسمين فيها الخير ! إن جرحك غائر وينزف بغزارة ... فﻼ بد أن تفعلي شيئاً لتوقفي تلك الدماء ... لتبدئي من جديد ... أنظري من حولك لتبدئي ... قد تفاجئين بجيوش من البشر تشجعك على الظلم والبطش ورد الصاع صاعين ، ستشعرين عندها بالقوة والتمكن فالحق معك ... ولكنك ... تتذكرين قدرة الله عليك ... فيعظم العفو عندك رجاء عظم الثوب ... فترددين : " إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها " وترفعين يديك بالدعاء للطيف الخبير ... للسميع القريب ... أن يفرج همك ، وأن يعفو عمن ظلمك ، وعمن تخلى عنك وهو يملك نصرتك – سامحهم الله – وتشهدين الله على عفوك عن الجميع ابتغاء وجهه الكريم ... يا لطيفة الخصال ... أنت ﻻ تعيشين في الدنيا وحدك ، بل هناك أشخاص كثيرون حولك تشكلين معهم مجتمعك الذي تعيشين فيه ، وﻻ شك أن احتكاكك بالناس سيتولد منه بعض التصادمات ، في اﻵراء ... في اﻷخﻼق ... في الطباع والعادات .... أو نتيجة سوء فهم منك أو من الطرف اﻵخر ... أو ربما توضعين رغما عنك في موقف تكرهينه ! وهذه كلها أمور عادية ... أكرر عادية ! تفرضها علينا طبيعة التجمع البشري فأنت تعلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : { إن الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم في العروق} صحيح البخاري . فﻼ بد أن توطني نفسك على مواجهة مثل هذه المواقف وتحملها .... نعم تحمليها ، وكيفي نفسك على التحكم والسيطرة على انفعاﻻتك حسب ما يمليه عليك دينك ، ثم توجي ذلك كله بالعفو .... العفو ... العفو .... ستفعلين ذلك – يا طيبة – ﻷن بروق اﻹيمان تسطع في قلبك بقوة ... تأكدي أنك لن تقدري على العفو الحقيقي إﻻ إذا احتسبت : 1- عمرك كله تدعين الله أن يغفر لك .. لقد أتتك المغفرة فﻼ ترديها !... قال الله تعالى:{ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } فاصفحي أخية رجاء أن يغفر لك الغفور الرحيم ... 2- افعلي ذلك لوجه الله ... واقهري أول أعدائك الشيطان ... فإن عفوك عمن أساء إليك يؤلمه أشد اﻹيﻼم لما يترتب على فعلك هذا من اﻷجر العظيم جداً ... جداً . قال تعالى : { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } . يا إلهي ! ... هل تدركين معنى { فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}؟ ... إن أجرك لن يأتيك من وزير ... وﻻ من أمير ... وﻻ حتى من ملك مطاع ! بل سيأتيك من ملك الملوك سبحانه ... فماذا تريدين أفضل من ذلك ؟! وقد تكفل الله بأجرك وضمنه لك !... 3- العفو هو طريقك إلى .. "الحظ العظيم " ... قال الله تعالى : { وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } . " أي ادفع السيئة إذا جاءتك من المسيء بأحسن ما يمكن دفعهاً به الحسنات ومنه مقابلة اﻹساءة باﻹحسان والذنب بالعفو ، والغضب بالصبر ، واﻹغضاء عن الهفوات ، واﻻحتمال للمكروهات . وقال مجاهد وعطاء : بالتي هي أحسن : يعني بالسﻼم إذا لقي من يعاديه ، وقيل بالمصافحة عند التﻼقي { فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } هذه هي الفائدة الحاصلة من الدفع بالتي هي أحسن ، والمعنى : انك إذا فعلت ذلك صار العدو كالصديق .{ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا} قال الزجاج : ما يلقى هذه الفعلة وهذه الحالة ، وهي دفع السيئة بالحسنة إﻻ الذين صبروا على كظم الغيظ واحتمال المكروه { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } في الثواب والخير . وقال قتادة : الحظ العظيم الجنة " . ينظر فتح القدير 4- احتسبي ثواب اﻹقتداء بالله سبحانه ، " والعفو صفة من صفات الله وهو الذي يتجاوز عن المعاصي ، وحظ العبد من ذلك ﻻ يخفى وهو أن يعفو عن كل من ظلمه بل يحسن إليه كما يرى الله محسنا في الدنيا إلى العصاة غير معاجل لهم بالعقوبة " . قال الله تعالى : { إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا } . { فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا } عن عباده { قَدِيرًا} على اﻻنتقام منهم بما كسبت أيديهم فاقتدوا به سبحانه فإنه يعفو مع القدرة " . 5- أجر اﻹقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، واﻷنبياء جميعاً في عفوهم عمن ظلموهم وأساءوا إليهم مع قدرتهم عليهم .. فهؤﻻء خيرة البشر يتركون العقوبة لوجه الله ! ... فمن نحن حتى نتعالى عن العفو ونعتبره ذلة ومهانة في حقنا ؟! .. طبعا هذا إذا كان العفو في مكانه المناسب . 6- احتسبي بعفوك عن المسلمين أن تكوني ممن يدرءون بالحسنة السيئة لتنالي جنات عدن ، قال الله تعالى : { وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّﻼَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَﻼَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ {22} جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَﻼَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ {23} سَﻼَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} " { أُوْلَئِكَ } إلى الموصوفين بالصفات المتقدمة . { لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ } والمراد بالدار الدنيا ، وعقباها الجنة { جَنَّاتُ عَدْنٍ } العدن أصله اﻹقامة . { وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ } يشمل اﻵباء واﻷمهات { وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ } أي ويدخلها أزواجهم وذرياتهم ، وذكر الصﻼح دليل على أنه ﻻ يدخل الجنة إﻻ من كان كذلك من قرابات أولئك ، وﻻ ينفع مجرد كونه من اﻵباء أو اﻷزواج أو الذرية بدون صﻼح { وَالمَﻼَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ } أي من جميع أبواب المنازل التي يسكنونها . { سَﻼَمٌ عَلَيْكُم } أي قائلين سﻼم عليكم أي سلمتم من اﻵفات أو دامت لكم السﻼمة { بِمَا صَبَرْتُمْ } أي بسبب صبركم { فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } جاء سبحانه بهذه الجملة المتضمنة لمدح ما أعطاهم من عقبى الدار المتقدم ذكرها للترغيب والتشويق ". إيه يا عظيمة الحظ ... عندما عفوت عن اﻵخرين قمت بعبادات كثيرة ... وصلت ما أمر الله به أن يوصل إن كان من عفوت عنه ذا رحم ... عفوك عﻼمة على خشيتك لله وهذه عبادة عظيمة تدل على عبادة الخوف من الله ... كذلك الصبر على اﻹساءة ... والصبر على العفو نفسه يرفعك المنازل العالية ... وبهذا أصبحت ممن يدرءون بالحسنة السيئة وهذه عبادة جليلة فأبشري وأملي ... 7- إن عفوك عمن ظلمك إحسان منك إلى مسلم ترجين به إحسان الله إليك ... قال الله تعالى : { هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } ... " ومعاملة الله له من جنس عمله , فإن من عفا عن عباد الله عفا الله عنه " . 8- أﻻ يفوتك فضل الله يوم اﻻثنين والخميس ... قال صلى الله عليه وسلم : ( تفتح أبواب الجنة يوم اﻻثنين , ويوم الخميس فيغفر لكل عبد ﻻ يشرك بالله شيئاً إﻻ رجﻼً كانت بينه وبين أخيه شحناء , فيقال : أنظروا هذين حتى يصطلحا . أنظروا هذين حتى يصطلحا ) رواه مسلم . وأسألك بالله ما الذي يستحق في هذه الدنيا أن تحرمي نفسك من مغفرة الله ﻷجله ؟ !... 9- أن يحبك الله وهذه من أغلى اﻷماني ... قال الله تعالى : { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } ومن أحبه الله أحبته المﻼئكة وأحبه الناس ... 10- احتسبي أن يزيدك الله عزاً ورفعة , إما في الدنيا وإما في اﻵخرة أو فيهما معا ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وما زاد الله عبدا بعفوا إﻻ عزا ، وما تواضع أحد لله إﻻ رفعه الله " رواه مسلم . وهل هناك أفضل ممن تواضعت لله فعفت عمن ظلمها . إن العفو ليشمل التواضع كل التواضع .. فهنيئا لك العز والرفعة .. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " كل الناس مني في حل " قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله : " إنك إن تلقى الله ومظلمتك كما هي ، خير لك من أن تلقاه وقد اقتصصتها " اﻵن ... فكرووا وبهدوء قبل أن تقررووا عدم العفو ! الموضوع الأصلي: ماذا تحتسبون في العفو عن الناس . . ! | | الكاتب: أميرة البنات | | المصدر: شبكة بني عبس
|
{ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
بلى و ربكِ .. جزاكِ الله خير الجزاء .
|
|
|
|
|
بعض الناس قوي يسامح ويعفو وبعضهم مايقدر لانه اذا عفاء عن هذا اعتداء علية هذاك
والشرع ضمن للناس حقوقهم وكذلك يزيد بحسناتهم اذا تنازلو عنها --- فقط ( لله) جزاك الله خير
|
|
تســــــــــــــلم يمينك
روووعه ربي يسعدك ويجزاك كل خير الله لايحرمك الأجر ويجعلنا من الكاتمين الغيظ والعافين عن الناس |
|
جزاك الله خير
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
أميل للعزله وبعد عن الناس مبي عيون الناس تنضر للحالي..!! | تعبت منك | المنتدى الأدبــــــــــــي | 883 | 05-11-2014 01:06 PM |
شيلة : الناس ماترحم ليا ضاعت الناس 3/> - كلمات حنان العجمي | أحمَـد الرشيدي | قسم القصائد الصوتية | 8 | 06-12-2011 02:48 PM |
العفو والتسامح | الرساله | المنتدى الإسلامـــي | 6 | 12-10-2011 02:26 PM |
؛’؛ زهـرة الظـن ؛‘؛ | عطر الاوركيد | المنتدى العــــــــــــــــام | 6 | 13-11-2009 03:05 PM |
عندما تتألم من أعز الناس هل تفكر بالإنتقام ؟ أم العفو والتسامح ؟ | حلا | منتدى الحوار الهادف | 11 | 28-05-2009 10:36 PM |