|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
|
حن الآن أمام أستاذ في فن التضحية ….عجيب!!
انه خبيب بن عدي…رجل من أوس المدينة و أنصارها…تردد على رسول الله مذ هاجر اليهم و آمن بالله رب العالمين… كان عذب الروح , شفاف النفس , وثيق الايمان وريان الضمير… كان كما و صفه "حسان بن ثابت" شاعر الاسلام: صقر توسط في الأنصار منصبه سمح السجية محضا غير مؤتشب ولما رفعت غزوة بدر اعلامها كان هناك جنديا باسلا ومقاتلا مقداما… وكان من بين المشركين الذين وقعوا في طريقه إبان المعركة فصرعهم بسيفه"الحارث بن عامر بن نوفل" . وبعد انتهاء المعركة..وعودة البقايا المهزومة من قريش إلى مكة عرف بنو الحارث مصرع أبيهم وحفظوا جيدا اسم المسلم الذي صرعه في المعركة: خبيب بن عدي… وعاد المسلمون إلى المدينة يثابرون على بناء مجتمعهم الجديد. وهناك كان خبيب عابدا ناسكا أقبل على العبادة بروح العاشق يقوم الليل و يصوم النهار. وذات يوم اراد الرسول ان يستطلع تحركات قريش فأرسل عشرة من اصحابه منهم خبيب وجعل اميرهم "عاصم بن ثابت" …. وانطلق الركب إلى غايته وهناك نمى خبرهم إلى قبيلة "بنو حيان" فسارعوا يتبعونهم بمائة رجل من امهر رماتهم…. و أحس "عاصم" انهم يطاردون فصعدوا إلى قمة عالية في راس جبل… فحاصروهم ودعوهم لتسليم انفسهم بعد أن اعطوهم موثق الامان … فقال "عاصم":فوالله لا انزل في ذمة مشرك" فشرع الرماة المائة يرمونهم بالنبال فاصيب اميرهم "عاصم" وسبعة اخرون و استشهدوا… فنزل الباقين بعد ان اعطوهم العهد و الميثاق…. واقترب الرماة من خبيب و صاحبة "زيد بن دثنة" فربطوهم….اما الثالث فلما رأى الغدر اختار ان يموت شهيد كم اصحابة واستشهد حيث اراد…. واقتاد خبيب وزيد إلى مكة حيث باعوهما لمشركيها… ودوي في الاذان اسم خبيب وتذكر بنو الحارث قتيل بدر وسارعوا إلى شرائه لينتقموا منه… اسلم خبيب امره و مصيره لله …. ودخلت عليه يوما احدى بنات "الحارث" الذي كان اسيرا في داره فغادرت مكانه مسرعه إلى الناس تناديهم لكي يبصروا عجبا … "والله لقد رأيته يحمل قطفا كبيرا من عنب يأكل منه ..وانه لموثوق في الحديد وما بمكة ثمرة عني واحدة ما أظنه الا رزقا رزقه الله خبيبا" وحمل المشركون اليه نبأ مصرع زميله و أخيه "زيد بن الدثنه" رضي الله عنه ظانين انهم بهذا يسحقون أعصابه وما كانوا يعلمون ان الله الرحيم قد استضافه وانزل عليه سكينته ورحمته. وراحوا يساومونه على ايمانه و يلوحون له بالنجاة اذا كفر بالله و بمحمد ..لكنهم كانوا كمن يحاول اقتناص الشمس برمية نبل…!!! فقد كان ايمان خبيب كالشمس قوة و بعدا ونارا و نورا…أأأ وعندما يئسوا منه قادوا البطل إلى مصيره وخرجوا به إلى مكان يسمى "التنعيم" حيث هناك سيكون مصرعه… وما ان بلغوه حتى استأذنهم "خبيب" ان يصلي ركعتين واذنوا له ظانين بأنه قد يجري مع نفسه حديثا ينتهي باستسلامه واعلان الكفر… وصلى خبيب ركعتين في خشوع و سلام واخبات… فود لو يصلي و يصلي ويصلي…لكنه التفت اليهم قائلا: "و الله لولا أن تحسبوا لأن بي جزعا من الموت لازددت صلاة.."!!! ثم شهر ذراعيه نحو السماء قائلا: "اللهم احصهم عددا … واقتلهم بددا.." ثم تصفح وجوههم في عزم و راح ينشد: ولست ابالي حين اقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي وذلك في ذات الاله وان يشأ يبارك على اوصال شلو ممزع ولعله اول مرة في تاريخ العرب يصلبون رجل ثم يقتلونه فوق الصليب… أأ ولقد اعدوا من جذوع النخل صليبا كبيرا اثبتوا فوقه خبيبا وشدوا فوق اطرافه وثاقه …وجرت هذه الوحشية ببطء متعمد امام البطل المصلوب… وهو ساكن لم تغمض عينه ولم تزال السكينة المضيئة وجهه…. وبدات الرماح تنوشه و السيوف تنهش لحمه… وهنا اقترب منه أحد زعماء قريش وقال له: "اتحب أن محمدا مكانك و انت سليم معافى في اهلك" فقال: و الله ما احب ان اكون في اهلي وولدي معي عافية الدنيا و نعيمها و يصاب رسول الله بشوكة. نفس الكلمات العظيمة الشاهقة التي قالها صاحبه "زيد بن الدثنة" وهم يهمون بقتله مما جعل ابا سفيان- ولم يكن قد اسلم بعد- يضرب كفا بكف و يقول مشدوها: "والله ما رايت أحدا يحب احدا كما يحب اصحاب محمد محمدا" وكان خبيب عندما رفعوه إلى جذوع النخل و عندما شدوا عليه الوثاق كان قد يمم وجهه إلى السماء و ابتهل إلى ربه العظيم قائلا: "اللهم انا قد بلغنا رسالة رسولك فبلغه الغداة ما يصنع بنا" واستجاب الله دعاءه… فبينما الرسول في المدينة أذ غمره احساس و وثيق بان اصحابه في محنة ..وتراءى له جثمان احدهم معلقا … ومن فوره دعا الرسول المقداد بن عمرو و الزبير بن العوام فركبا فرسيهما و مضيا يقطعان الارض وثبا .. وجمعهما الله بالمكان المنشود و انزلا جثمان صاحبهما خبيب حيث كانت بقعة طاهرة من الارض في انتظاره لتضمانه تحت ثراها الطيب… ولا يعرف احد حتى اليوم اين قبر خبيب … ولعل ذلك احرى به و اجدر حتى يظل مكانه في ذاكرة التاريخ وفي ضمير الحياة…بطلا فوق الصليب….!!!!! وتقبلوا تحياتى
طارق
|
|
طاااااااارق ... فن التضحيه ... قصه راااااااائعه
تقبل مروري ...
|
|
|
|
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|