![]() |
|
خيارات الموضوع |
|
شهر شعبان من الشهور التي جاءت السنة بتعظيمه وتفضيله، ومن رحمة الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بيّن لنا ما نصنع فيه مما يقربنا إلى الله، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وكان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلا)، وإن هذا الشهر هو شهر ترفع فيه أعمال العباد كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (شعبان بين رجب ورمضان، يغفل الناس عنه، ترفع فيه أعمال العباد، فأحب أن لا يرفع عملي إلا وأنا صائم) فنسأل الله قبول الأعمال ولقد أحببنا أن نشارك أحباءنا القراء الكرام بأن نبين ما في هذا الشهر من فضائل وردت في السنة الصحيحة وما فيه من بعض البدع والأمور التي ينبغي التنبيه عليها والتذكير بها.
لماذا سمي بـ شعبان ؟ سمي بذلك لأن العرب كانوا يتشعبون فيه (أي يتفرقون لطلب المياه» وقيل تشعبهم في الغارات، وقيل لأنه شعب (أي ظهر) بين شهري رجب ورمضان، ويجمع على شعبانات وشعابين. من فضائل شهر شعبان ثبت عند النسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر ما تصوم من شعبان، فقال صلى الله عليه وسلم: (ذاك شهر يغفل فيه الناس، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم). فالحكمة من إكثاره صلى الله عليه وسلم الصيام في شعبان أمران: الأمر الأول: أنه شهر تغفل الناس عن العبادة فيه ومعلوم أن أجر العبادة يزداد إذا عظمت غفلة الناس عنها، وهذا أمر مشاهد. الأمر الثاني: أن الأعمال ترفع إلى الله فيه، وأفضل عمل يجعل أعمال العبد مقبولة عند الله هو الصيام، وذلك لما فيه من الانكسار لله تعالى، والذل بين يديه، ولما فيه من الافتقار إلى الله. أكثر من الصيام في شهر شعبان ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان فحسُن أن يكون فيه شيء مما يكون في رمضان من صيام. عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان) البخاري. وعنها أيضا قالت: (كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان) صححه الألباني. قال الإمام ابن حجر رحمه الله: (وفي الحديث دليل على الصوم في شعبان). وقال الإمام ابن رجب رحمه الله: (وأما صيام النبي صلى الله عليه وسلم من أشهر السنة فكان يصوم من شعبان ما لا يصوم من غيره من الشهور) سبل السلام. عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: (ذاك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) حسنه الألباني. قال الإمام ابن رجب رحمه الله في بيان الحكمة من صيام شعبان: (وفيه معان، وقد ذكر منها النبي صلى الله عليه وسلم: أنه لما اكتنفه شهران عظيمان: الشهر الحرام وشهر الصيام، اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولا عنه، وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيام شعبان لأنه شهر حرام، وليس كذلك). ولقد ثبت علميا أن الجسم في أيام الصوم الأولى يبدأ باستهلاك مخزونه الاحتياطي من الدهون والبروتينات وغيرها، فينتج بسبب ذلك سموما تتدفق في الدم (هرمون الأدرينالين)، قبل أن يتخلص منها الجسم مع الفضلات، مما يؤدي إلى شعور الصائم ببعض الأعراض: كالصداع والوهن وسرعة الغضب وانقلاب المزاج وقد يشتم ويسب...الخ، مما قد يضطره لأن يترك الصيام أحيانا، وهذه الأعراض تزول بعد أن تعود نسب الهرمونات إلى وضعها الطبيعي في الدم خلال أيام من بدء الصوم - بإذن الله تعالى - (وهذا ملاحظ لدى الصائمين). فالصيام من شهر شعبان ما هو إلا كالتمرين على صيام رمضان، حتى لا يدخل المسلم في صوم رمضان على مشقة وكلفة.. والله سبحانه أعلم. الأحاديث الواردة في كثرة الصيام بشهر شعبان عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَان (رواه البخاري). عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا إِلَّا شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ (رواه أبو داود وصححه الألباني). عن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ (رواه النسائي وحسنه الألباني). الصيام قبل رمضان بيوم أو يومين عن أبي هريرة رضي الله عنه، حافظ السنة وحبيب المؤمنين، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقدموا شهر رمضان بصيام قبله بيوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صوما فليصمه) متفق عليه. ومثال من له عادة: أن يكون الرجل اعتاد أن يصوم يومي الاثنين والخميس مثلا فإنه يصومهما. كما نهى صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الشك وهو يوم الثلاثين من شعبان، إلا أن يوافق عادته في الصيام. من البدع المشتهرة في شعبان وليلة النصف منه - صلاة البراءة: وهي تخصيص قيام ليلة النصف من شعبان وهي مائة ركعة. صلاة ست ركعات: بنية دفع البلاء وطول العمر والاستغناء عن الناس، قراءة سورة ( يس ) والدعاء في هذه الليلة بدعاء مخصوص بقولهم (اللهم يا ذا المن، ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام.. ). - اعتقادهم أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة القدر.. قال الشقيري: وهو باطل باتفاق المحققين من المحدثين. أهـ (السنن والمبدعات 146) وذلك لقوله تعالى {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} وقال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} وليلة القدر في رمضان وليس في شعبان. - الاحتفال بليلة النصف من شعبان بأي شكل من أشكال الاحتفال، سواء بالاجتماع على عبادات، أو إنشاد القصائد والمدائح، أو بالإطعام واعتقاد أن ذلك سنة واردة. - صلاة أربع عشرة ركعة أو اثنتي عشرة ركعة أو ست ركعات. - تخصيص صلاة العشاء في ليلة النصف من شعبان بقراءة سورة يس، أو بقراءة بعض السور بعدد مخصوص كسورة الإخلاص أو تخصيصها بدعاء يسمى: دعاء ليلة النصف من شعبان، وربما شرطوا لقبول هذا الدعاء قراءة سورة يس وصلاة ركعتين قبله، وكذلك تخصيصها بالصوم أو التصديق أو اعتقاد أن ليلة النصف من شعبان مثل ليلة القدر في الفضل. احذر الأحاديث الموضوعة والضعيفة عن علي رضي الله عنه مرفوعا قال: (إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها ) وقد رواه بن ماجه في السنن، وهو حديث موضوع. وحديث (إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد غنم بني كَلْب) وقد رواه بن ماجة 1389 وهو حديث ضعيف. والحاصل أن هذه الأمور لم يأت فيها خبرٌ ولا أثرٌ غير الضعاف والموضوعات: قال الحافظ ابن دحية: (قال أهل التعديل والتجريح: ليس في حديث النصف من شعبان حديثٌ يصح، فتحفّظوا عباد الله من مُفترٍ يروي لكم حديثًا يسوقه في معرض الخير، فاستعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعًا من الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا صح ّ أنه كذب خرج من المشروعية، وكان مستعمله من خدم الشيطان لاستعماله حديثًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُنزل الله به من سلطان). حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان؟؟ سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن ليلة النصف من شعبان؟ وهل لها صلاة خاصة؟ فأجاب: ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح.. كل الأحاديث الواردة فيها موضوعة وضعيفة لا أصل لها وهي ليلة ليس لها خصوصية، لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة.. وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية فهو قول ضعيف فلا يجوز أن تخص بشيء.. هذا هو الصواب وبالله التوفيق. وختاماً فلنعلم إن العمل الصالح في أوقات الغفلة أشق على النفوس، ومن أسباب أفضلية الأعمال مشقتها على النفوس لأن العمل إذا كثر المشاركون فيه سهُل، وإذا كثرت الغفلات شق ذلك على المتيقظين، وعند مسلم (رقم 2984) من حديث معقل بن يسار: «العبادة في الهرْج كالهجرة إلي» (أي العبادة في زمن الفتنة؛ لأن الناس يتبعون أهواءهم فيكون المتمسك يقوم بعمل شاق). اللهم نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين, آميـــن
|
|
|
|
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان | الوآآفي | المنتدى الإسلامـــي | 2 | 05-06-2014 12:31 AM |
فضائل الاستغفار | ثويمرالعجوني | المنتدى الإسلامـــي | 5 | 03-08-2012 08:34 AM |
فضائل أبو هريره | الرساله | المنتدى الإسلامـــي | 17 | 23-08-2011 03:39 PM |
فضائل يوم عرفة | ابو ريان الرشيدي | المنتدى الإسلامـــي | 3 | 04-12-2008 05:36 PM |
فضائل شهر رجب | سيف الجزيرة | المنتدى الإسلامـــي | 6 | 29-07-2007 07:36 PM |