• لوحة التحكم
  • مواضيع اليوم
  • خروج

ضــع اعــلانك هنا

انشاء حساب جديد

الترتباتتلتلتلاتل 
 عدد الضغطات  : 2708



  قبيلة بني رشيد > الساحات العامه > المنتدى الإسلامـــي
العقيدة الإسلامية

الملاحظات
اضغط هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسة
للانتقال لصفحة مرابط بني رشيد

موضوع مغلق
صفحة 2 من 3 < 1 2 3 >

 
خيارات الموضوع

  رقم المشاركة : [ 9  ]
قديم 29-12-2007, 09:06 PM
الاجهر
كبير المـراقـبـيـن
الصورة الشخصية لـ الاجهر
رقم العضوية : 146
تاريخ التسجيل : 27 / 8 / 2006
عدد المشاركات : 12,470
قوة السمعة : 31
من ابناء القبيلة

الاجهر بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
العقيدة الإسلامية وأثرها :‏


"إن أعظم سلطان على النفوس والأرواح هو سلطان الدين الذي ارتضاه الله لعباده لأنه الذي يهيمن ‏عليها ويستولي على جماع أقطارها وينفذ إلى سويداء القلوب وأعماق الأفئدة فيصلح الضمائر ويزكي ‏النفوس ويطهر المجتمعات بطهور الهداية الربانية ومدد الوحي المعصوم فينشر العدل والسلام ويقيم ‏دولة الحب والوئام ويدفع للعمل الجاد المثمر البهيج ويغرس في كيان الإنسان أسمى المعاني التي ‏تصنع البطولات وتظهر المثل العليا والفضائل الخلقية .‏


ولما كانت العقيدة هي أساس الدين وقوامه والدعامة الكبرى لبنائه كانت قوتها هي الميزان الدقيق ‏لعظمة الأمم والأفراد لأنها إذا رسخت في لب الأعماق وتمكنت في مكامن السرائر وجهت أصحابها ‏إلى معارج الكمال البشرى المنشود وسمت بهم إلى مراقي العزة والكرامة ليكونوا خير أمة أخرجت ‏للناس ولذلك فإن الرعيل الأول من المسلمين لما كانت العقيدة قد بلغت القمة في ثباتها في قلوبهم فقد ‏ملأوا الدنيا هديا ونورا وسعادة وأمنا وانتصروا على كل قوى الشر وأدبوا جبابرة الدنيا وسادوا الحياة ‏بأسرها رافعين راية التوحيد عالية خفاقة مبشرة بالنصر في كل مكان واستطاعوا في زمن يسير من ‏إبان الدعوة الإسلامية أن يبلغوا كلمة الله إلى ما يقرب من ربع الكوكب الأرضي آنذاك ولما ضعفت ‏العقيدة بأصحابها بعد ذلك تخطفهم أعداؤهم من كل جانب وأصبحوا عزين متفرقين لا تجمعهم وحدة ‏ولا يضمهم هدف.‏


ويوم أن نريد القوة لأمتنا والتمكين لديننا نربي جيلنا على العقيدة الحقة والإيمان القوي ليعود ‏للإسلام مجده السالف وسؤدده العظيم .‏


وإن من تدبر في هذه الآية عندما تتحدث عن الصالحات فتذكر العقيدة في طليعة أعمال البر يرى أنها ‏الأصل الذي تتفرع منه جميع الأعمال الصالحة والأساس الذي تقوم عليه . يقول الله تعالى :‏ {‏ لَيْسَ ‏الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ ‏وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ ‏وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ ‏وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ‏} ‏ سورة البقرة ، آية : 177‏



العقيدة التي جاءت بها الرسل واحدة :‏


إن هذه العقيدة التي أنزل الله بها كتبه ، وأرسل بها رسله وجعلها باقية أبد الآباد من بداية البشرية ‏إلى نهايتها هي عقيدة واحدة ، لا تتغير بتغير الزمان أو المكان ولا تختلف باختلاف الأنبياء والأمم بل ‏هي ثابتة محكمة لأنها تشمل الإيمان بالله وملائكته ، ورسله واليوم الآخر. قال جل شأنه:‏ {‏ شَرَعَ لَكُمْ ‏مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا ‏الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ‏} سورة الشورى ، آية : 13‏


أي ما شرعه الله لنا من الدين ، ووصانا به هو الدين الذي جاء به رسله السابقين كنوح وإبراهيم ‏وموسى وعيسى [ على نبيّنا سيدّنا محمد وعليهم وعلى سائر الأنبياء والمرسلين أشرف صلوات الله وتسليماته ] وذلك في جوهر العقيدة وأصول الدين ، لا فروعه ولا تشريعاته الخاصة ، لأن لكل ‏أمة منهجا يتفق مع ظروفها ، وأحوالها ويتلاءم مع مستواها الفكري وحياتها الراهنة واستعدادها ‏الروحي قال سبحانه وتعالى: ‏{‏ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً ‏} سورة المائدة ، آية : 48‏" اهـ 1/23


علم العقيدة الإسلامية


"إن علم العقيدة الإسلامية هو أعظم العلوم على الإطلاق وأمسها حاجة للمسلم ، لأن العقيدة ‏الإسلامية هي الأصل الذي تبنى عليه فروع الدين ، والأساس الذي يقوم عليه بنيانه والحصن الحصين ‏لحماية المسلم من عواصف الشك وأخطار الضلال والشرك وهذه العقيدة هي التي جاءت بها جميع ‏الرسل والأنبياء : قال الله تعالى :‏ {‏ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا ‏فَاعْبُدُونِ ‏} سورة الأنبياء ، آية : 25‏


ويجب أن يعرف المسلم أن جميع الأعمال الصالحة التي يعملها لا يقبلها الله سبحانه وتعالى إلا إذا ‏صحت العقيدة ثبت الإيمان .‏


قال تعالى :‏‎ {‏ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا ‏وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ‏} سورة البقرة ، آية : 217‏


وتظهر الأهمية الكبرى لهذه العقيدة بأن عدم الإيمان بالأمور الغيبية هو الذي يحكم على الإنسان ‏بالكفر .‏


قال الله تعالى :‏ {‏ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ ‏شَرُّ الْبَرِيَّةِ.‏‎ ‎إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ. جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ ‏تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ‏} سورة البينة ، آية : 6/8‏


المباحث التي تشملها العقيدة الإسلامية


إن العقيدة الإسلامية تشمل معرفة ما يجب لله تعالى وما يستحيل وما يجوز في حقه تعالى وهذا ما ‏يسمى بالإلهيات ومعرفة ما يجب للرسل عليهم الصلاة والسلام وما يستحيل وما يجوز في حقهم ‏وصدق معجزاتهم ورسالاتهم وهذا ما يسمى بالنبوات.‏


ومعرفة جميع الأمور الغيبية التي جاءت عن طريق كتاب الله تعالى أو سمعت من رسول الله صلى ‏الله عليه وآله وسلم وتشمل الإيمان بالملائكة والكتب واليوم الآخر والجنة والنار والصراط والميزان ‏والحوض وعذاب القبر ونعيمه والشفاعة وهكذا وهذا ما يسمى بالسمعيات.‏



مصادر العقيدة الإسلامية


إن العقيدة تشمل علم التوحيد الذي هو رأس مال المؤمن وسبب سعادته الأبدية قال الله تعالى:‏ {‏ إِنَّ ‏اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ‏} سورة النساء ، آية : 48‏


والعقيدة هي : انعقاد القلب عقدا مؤكدا على يقين صادق بحقيقة ما عليه الأمر في ذاته ونفس الأمر ‏، ولا يتم ذلك إلا عن طريق القرآن المجيد وخبر الصادق المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم فإن ‏الكمالات الإلهية لا يدركها العقل وحده لأنه لا يمكنه إلا بقدر ما يتضح له من الدلائل على عظمته ‏سبحانه وهذه الدلائل تتفاوت العقول في إدراكها. فإن الله سبحانه وتعالى خلق الكون كله وسخره ‏للإنسان .

‏
قال تعالى :‏{‏ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ‏}‏ سورة الجاثية ، آية : 13‏


فلقد وهـب الله العقل للإنسان وجعل له السيطرة على الأرض لتظهر حكمة ‏التسخير وهو مع ما بلغه من العلوم الحديثة عاجز عن الإحاطة بما في المادة من خواص أودعها ‏القادر الحكيم من فضله فإذا انكشف للعقل شيء يذعن أن لهذا الكون إلها مدبرا ليعرفه بقدر ما شاهد ‏من هذه الآيات لا بقدر جلاله سبحانه وتعالى .‏


ولذلك لا يكون الإنسان مسلما إلا إذا شهد بنور الإيمان آيات الخالق العظيم مشرقة دالة على كمال ‏التنزيه والتقديس لذات الإله الحق سبحانه وتعالى ، ولا يمكن ذلك إلا بطريق الوحي الإلهي، ولهذا ‏فإن مصادر العقيدة الإسلامية هي ما عليه الإجماع من كتاب الله تعالى والسنة النبوية الصحيحة،وهي ‏عقيدة النجاة.‏" اهـ 1/25



توقيع الاجهر

 

 



Facebook Twitter
الاجهر
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن المزيد من مشاركات الاجهر
  رقم المشاركة : [ 10  ]
قديم 29-12-2007, 09:09 PM
الاجهر
كبير المـراقـبـيـن
الصورة الشخصية لـ الاجهر
رقم العضوية : 146
تاريخ التسجيل : 27 / 8 / 2006
عدد المشاركات : 12,470
قوة السمعة : 31
من ابناء القبيلة

الاجهر بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
من الذي يجب عليه معرفة تلك العقيدة ؟



"إن معرفة هذه العقيدة تجب على كل مكلف :‏


وهو البالغ العاقل ، الذي بلغته الدعوة الإسلامية فلا تجب على الصبي ، ولكن يجب على وليه أن ‏يقوم بتعليمه العقيدة متدرجا معه حسب ما يستطيع إدراكه لينشأ نشأة إسلامية تحميه من الزيغ ‏والانحراف إذا ما كبر وبلغ سن التكليف.‏


وإن معرفة أمور العقيدة معرفة جازمة يقينية فرض عين على كل مسلم ومسلمة كما هي عقيدة أهل ‏السنة والجماعة لذلك يجب على الأب أن يلقن أبناءه ويتدرج بهم في تمكين العقيدة من نفوسهم .‏



طريقة تعليم العقيدة :‏


يجب على الداعي إلى الله تعالى أن يسلك طريق تثبيت الإيمان قبل العلم قال سيدنا أبو هريرة ‏رضي الله عنه: " كنا نتعلم الإيمان قبل القرآن ، وأنتم تتعلمون القرآن قبل الإيمان" ‏


وذلك لأن الصحابة ‏‎–‎‏ رضوان الله عليهم ‏‎–‎‏ كانوا يتعلمون التصديق قبل العلم ، فإن الإيمان دليل ‏على صفاء النفس وصدقها والإنكار دليل على مرض النفس ونقصها ، لأن النفس الصافية تقبل الحق ‏وتستجيب له لأنها تميل إليه بطبعها وتألفه ، ولما كان لابد من التصديق قبل العلم لزم أن يبدأ الداعي ‏بتعليم التصديق، حتى تتمكن العقيدة في أعماق النفس وترسخ في الوجدان والعقل.‏


وطريقة تعليم التصديق: أن يبدأ المعلم بغرس جذور الإيمان عن طريق العقل لأن التوحيد أمر ‏بدهي للعقول تقبله الفطرة السليمة ببيان دلائله وذلك بأن ينبه إلى ما يراه حوله من الأشياء الكثيرة ‏التي خلقت لأجلنا كالهواء والماء والأرض التي نمشي عليها والشمس التي تضيء لنا وتعطينا الحرارة ‏، فإذا تنبه فكر المرء وحضر قلبه بين له أن تلك الكائنات لابد أن يكون قد أوجدها قادر حكيم ، وأنه ‏سبحانه وتعالى خلقها صالحة لنفعنا، وهو ما يسمى ببرهان العناية والإيجاد فإذا رأى من المستمع ‏التصديق بأن هذا الوجود أحدثه خالق مبدع بإرادة وتدبير وأنه سبحانه وتعالى سخره لبني الإنسان ‏شرع في تعليم العقيدة وبيان صفات الله تعالى ويجب عند بيان الصفات الإلهية أن يشرح للمتعلم ‏المقصود من العلم بها ، فإن كانت صفة السمع والبصر مثلا بين له أن الله سبحانه وتعالى لا يخفى ‏عليه شيء من الأقوال والحركات والسكنات فيجب أن يراقب المؤمن ربه في سره وعلنه وهكذا في ‏كل صفة من الصفات يجب أن يعتني بتلك المعاني المرادة من دراسة هذا العلم ليقوى الإيمان واليقين ‏وتدوم المراقبة لله تعالى ." اهـ

حاجة الإنسان للعقيدة


"إن حاجة الإنسان إلى العقيدة حاجة ماسة وضرورة ملحة لمعرفة نفسه ومعرفة ما يحيط به من هذا ‏الوجود المتناسق المحكم العجيب.‏


فالإنسان منذ نشأته تثور في نفسه أسئلة يريد أن يعرف الجواب عنها ومن ذلك على سبيل المثال :‏

من أين جئت وجاء هذا الوجود المتناسق البديع؟

وإلى أين المصير بعد هذه الحياة المليئة بالأعاجيب والخير والشر وبعد الموت؟

ولماذا وجدت في هذه الحياة وميزت بالعقل والإرادة عن سائر الكائنات المشاهدة المحسوسة ؟

فهذه الأسئلة قد تتردد في كل عصر والإنسان يتطلع للجواب الذي يطفىء الظمأ ويطمئن الوجدان ويقنع ‏العقل ولا سبيل إلى ذلك إلا بالعقيدة الحقة الخالصة.‏


لأن هذه العقيدة هي التي تكشف للإنسان عن حقيقة نفسه فيعرفها ، فإذا عرف نفسه عرف ربه ‏فيوقن انه لم يظهر في هذا الكون من العدم صدفة ولا عبثا وإنما هو عبد لإله خالق عظيم هو الذي ‏خلقه فسواه وأحسن خلقه ونفخ فيه من روحه ووهبه السمع والبصر والفؤاد وأحاطه بنعمه التي لا تعد ‏ولا تحصى ظاهرة وباطنة .‏


وهذا الوجود كله بما يحويه من أرض وسماء وحيوانات ونباتات وأفلاك وجمادات ، إنه مخلوق ‏مقهور لله تعالى لا يسير عبثا ولم يترك سدى بل كل شيء بتقدير إلهي وتسخير دقيق وفق إرادة ‏الخالق المبدع جل جلاله.‏


فالعقيدة هي التي توقف الإنسان على سر الحياة بعد الموت وهي التي تعرفه أن الموت ليس عدما ‏وفناء وإنما هو مرحلة أخرى بعد الحياة الدنيوية تأتي بعدها النشأة الأخرى التي تجزى فيها كل نفس ‏ما كسبت فلا يظلم أحد شيئا ليوفى كل إنسان عمله.‏


وكذلك ليستطيع أن يدرك الإنسان لماذا خلق! وأنه جاء ليعبد ربه ويعرفه وانه جعل خليفة في ‏الأرض ليعمرها ويسخرها وفق نظام معين ومنهاج شرعه الله سبحانه وهيأ الله له الأسباب ليكتشف ما ‏فيها من أسرار ويتمتع بطيباتها مؤديا حق ربه عز وجل وحق العباد والكائنات من حوله.‏


وبذلك يدرك سر وجوده ويقف على حقيقة أمره في هذه الحياة وإن الإنسان بغير عقيدة صحيحة ‏يعيش في وادي الحيرة ويتخبط في ساحة الخذلان ويسقط في هوة الشقاء النفسي بل إنه حكم على ‏نفسه بالجحيم الأبدي مهما كان في رخاء مادي ورفاهية كما نرى اليوم بعض الناس في الدول الغنية ‏التي لا تستظل بسماء العقيدة الإسلامية ، يحاولون التخلص من الحياة بطريق الانتحار لأنهم خالفوا ‏الفطرة التي فطر الله الناس عليها .‏


وإن الفطرة في الإنسان لا يقنعها شيء مهما كان ولا يطفىء ظمأها مباهج الحياة ولا يسد فراغها ‏تقدم العلوم وتطورها بل تظل تطالب الإنسان دائما بما يشبع نهمها ويكمل نقصها حتى تصل إلى ‏العقيدة الحقة فتهدأ وتسكن فيشعر الإنسان بحقيقة وجوده وسعادته المنشودة .‏


ومن هنا كانت العقيدة عند كل الأمم بدائية ومتحضرة وفي كل الأزمان ولكنها إن لم تؤخذ من ‏الوحي المعصوم تنحرف بأصحابها عن الصراط المستقيم .‏


يقول بلوتارك المؤرخ الإغريقي : قد وجدت في التاريخ مدن بلا حصون وبلا قصور وبلا سدود ‏وقناطر ، ولكن لم توجد أبدا مدن بلا معابد.

‏
وإن الله تعالى جعل الدين هو الفطرة الإنسانية،قال الله تعالى:‏{‏ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ ‏الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ‏}‏ سورة الروم ، آية : 30‏فالإنسانية في حاجة ماسة إلى العقيدة الصحيحة للإيمان بالله تعالى وبرحمته ‏


والإيمان باليـوم الآخر وانتظار الجزاء العادل ونوال الثواب في دار الخلود ‏لتكتمل للإنسان سعادته الروحية ويعيش في رياض الأمن النفسي والأمل الباسم فيستقبل مشاكل الحياة ‏بنظرة متفائلة وصبر جميل وإن القوانين التي هي من وضع البشر لا تكون باعثا على الالتزام ‏بالمبادىء والقيم ولا تربي في الإنسان ملكة المراقبة للخير والشر فتكون حاجزا له عن الشر لأن ‏الاحتيال على هذه القوانين ممكن ولكن العقيدة الدينية تهيمن على ضمير المؤمن وتضع له ضوابط ‏عادلة حكيمة.‏"اهـ26

‏


توقيع الاجهر

 

 



Facebook Twitter
الاجهر
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن المزيد من مشاركات الاجهر
  رقم المشاركة : [ 11  ]
قديم 29-12-2007, 09:11 PM
الاجهر
كبير المـراقـبـيـن
الصورة الشخصية لـ الاجهر
رقم العضوية : 146
تاريخ التسجيل : 27 / 8 / 2006
عدد المشاركات : 12,470
قوة السمعة : 31
من ابناء القبيلة

الاجهر بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
أسباب الجحود والإنكار


"إن الذين جادلوا في الله بغير علم شرذمة آثمة سيطرت عليهم الشهوات الدنيئة فبرروا سقوطهم في ‏حمأة الرذيلة بالإنكار حتى لا يسألهم أحد ولا يسألوا أنفسهم فيظلوا في لهوهم الحقير سائرين وفي الملذات ‏الحيوانية منهمكين .‏


لهذا لم يكن كل قصد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام متجها إلى إثبات وجود الله تعالى فهذا ‏أمر فطري ومسلم به وإنما كان جل قصدهم تصفية العقيدة في الله تعالى مما شابها من أدران الشرك ‏وضلالات الوثنية.‏


وإن الدلائل على وجود الله تعالى أسطع من الشمس في رابعة النهار فلماذا نرى من يقولون إن ‏هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر والحقيقة أن أسباب جحودهم ترجع إلى أسباب ‏كثيرة أهمها :‏


الإغراق في الماديات ، والانهماك في الشهوات:‏


فمن الأسباب الأساسية الحاجبة عن الإيمان هو الانحصار في دائرة المحسوسات التي يعيش فيها ‏الأطفال الصغار لأنهم يقولون: إذا كان الله موجودا فلماذا لا نراه بأعيننا ولا ندركه بحواسنا ، كما ‏نرى وندرك سائر المحسوسات وكيف يصح أن نؤمن بما لا نراه ، وهذا الحكم باطل وساقط في نظر ‏الإنسان الذي استعمل عقله وفكره لأن حصر الموجودات فيما يرى الإنسان ويحسه فقط رأي فاسد ‏فهناك موجودات كثيرة لا تحس ولا ترى كما أن تحصيل المعرفة عن طريق الحس فقط وهم وضلال ‏لأن من وسائل المعرفة البدهية : الفطرة والعقل والنظر والبصيرة والوجدان.‏


فإن علماء الفلك يقدرون وجود كواكب بعيدة عنا بملايين السنين الضوئية ويحددون مواقعها ‏والأبعاد بين بعضها البعض بدون رؤية واضحة بالحس والمشاهدة ولكنه الاستدلال بالأثر على ‏المؤثر، فهم قد وصلوا إلى معرفة هذه الكواكب البعيدة بآثارها لا بذواتها ، فلمَ نسلم لهم ونؤمن بما لم ‏يروه ولم يحسوه؟ مع أنهم عرفوا ذلك بالمنطق الرياضي الذي يعتمد على الأرقام والاستنتاج العقلي ، ‏وكذلك علماء الذرة الذين استخدموا قوانين الطاقة مع أنهم لم يروا الذرة حتى الآن ، وإنما آخر ما ‏وصلوا إليه أنهم رأوا ظلها أو خيالها بالمكبرات الهائلة.‏


وهكذا في الكهرباء وغيرها من الأمور الكثيرة التي صدق العلماء بوجودها مع أنهم لم يروها رأي ‏العين ، فلمَ نصدق بهذا الاستدلال العلمي وما فيه من الاستدلال بالآثار في مجال علوم الطبيعية ‏والفلك ولا نصدق به ونستخدمه في وسائل المعرفة بأمور الدين والآخرة .


‏
التقليد الأعمى البغيض :‏


والتقليد الأعمى من أسباب الكفر والضلال لأنه يفقد الإنسان عقله وشخصيته ويجعله يفكر بتفكير ‏غيره ويعيش إمعة لا رأي له يؤمن بما آمن به آباؤه وأهل بيئته ، ويسلم زمام نفسه إليهم ، فيهوى في ‏جحيم الحيرة والشكوك ويتردى في عذاب الخزي والحرمان ، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في ‏قوله تعالى : ‏{‏ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ ‏لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ ‏}‏ سورة البقرة : آية : 170‏وبين لنا سبحانه حال زعماء الكفر وتابعيهم يوم القيامة بقوله تعالى:‏ {‏ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ ‏الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ. وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا ‏تَبَرَّأُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ‏} سورة البقرة ، آية : 166/167‏



العناد والغفلة :‏


ومن أشد هذه الحجب وأجلها خطرا العناد والغفلة لأن الأدلة لن تقنع هؤلاء المعاندين الذين يصمون ‏آذانهم لئلا يصل إليهم صوت الحق ويغمضون أعينهم لئلا تبصر نور المعرفة ويقفلون قلوبهم وأفئدتهم ‏لكيلا تمتد إليها أضواء الإيمان الساطعة ، فهم يجادلون بالباطل لا ليعرفوا الصواب وإنما هي ‏المكابرة والجحود وقد كشف الله حقيقتهم .بقوله جل جلاله :‏ {‏ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ ‏لَكَاذِبُونَ ‏} سورة الإنعام ، آية : 28‏


أي ولو ردوا إلى الدنيا كما يزعمون لرجعوا إلى الكفر إطاعة لأهوائهم ، وانهم لكاذبون في ادعائهم ‏الإيمان لو عادوا إليها فجدالهم إنما هـــو للباطل والعناد.‏


قال تعالى :‏‎ {‏ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِير.ٍ ثَانِيَ عِطْفِهِ ‏لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ‏}سورة الحج ، آية : 8‏


لقد ظهر عناد الكفار والمشركين الضالين فطلبوا أن ينزل عليهم كتابا من السماء فيلمسوه بأيديهم ‏ويسمعوا كلام الملائكة الذين يشهدون بنبوته صلى الله عليه وآله وسلم فرد الحق تعالى على ‏ضلالاتهم وإفكهم بقوله سبحانه:‏{‏ وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ ‏كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ } سورة الأنعام ، آية : 7‏


وبين سبحانه عنادهم ومكابرتهم بقوله سبحانه وتعالى : ‏{‏ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا ‏فِيهِ يَعْرُجُونَ. لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ ‏} سورة الحجر ، آية : 14 ‏وبذلك يتبين لنا أن كل الأدلة لا تكفي لإقناع من سفه نفسه وأغلق قلبه وأصر على العناد والكفران ‏وإن كل شيء في الأرض أو في السماء حولنا لهاد لمن يريد الوصول إلى سبيل الحق والاهتداء إلى ‏طريق النجاة ومعرفة الواحد الأحد الذي ظهر في خلقه بآيات إبداعه وإتقان صنعه ، قال تعالى ‏‏:‏ { وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ . وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ‏} سورة الذاريات ، آية : 21‏




ولله في كل تحريكــــة ‏ = وفي كل تسكينة شـــاهد
وفي كل شيء له آيـــة ‏ = ‏ ‏ تدل على أنه الواحــــد‏

1
2 ولـلـه فــي كــل تـحـريـكــة ii‏ وفـي كـل تـسـكـيـنـة شـاهـد
وفـي كــل شــيء لــه آيــة ii‏ ‏ ‏ تــدل عـلــى أنــه الـواحــد‏





وكذلك الغفلة التي طمست عقول بعض الناس وأصابت مداركهم بالشلل وقلوبهم بالعمى فعطلت ‏الفكر والمعرفة لديهم فكان كل مقصدهم إرواء الغرائز وإشباع الشهوات والتمتع بأنواع المتع الحيوانية ‏كالأنعام.‏


وهؤلاء قد بينهم الله تعالى بقوله :‏{‏ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا ‏يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ ‏هُمُ الْغَافِلُونَ ‏} ‏ سورة الأعراف ، آية : 179‏


فحقا هم أضل من الأنعام السائمة ، لأن الأنعام لم توهب من العقل والمعرفة وسائر النعم ما منحوا، ‏ومع ذلك فهي تقوم بوظيفتها التي خلقت لها ولا تنازع ولا تغفل عن أداء مهمتها فالإنسان الغافل عن ‏معرفة ربه هو شر من الدواب وأقل منزلة وأضل سبيلا من البهائم لأنه غفل عن سر الله فيه ولم ‏يستعمل عقله وفكره فيما خلق له في هذه الحياة الدنيا.‏" اهـ


توقيع الاجهر

 

 



Facebook Twitter
الاجهر
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن المزيد من مشاركات الاجهر
  رقم المشاركة : [ 12  ]
قديم 29-12-2007, 09:14 PM
الاجهر
كبير المـراقـبـيـن
الصورة الشخصية لـ الاجهر
رقم العضوية : 146
تاريخ التسجيل : 27 / 8 / 2006
عدد المشاركات : 12,470
قوة السمعة : 31
من ابناء القبيلة

الاجهر بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
من الذي يحكم عليه بالكفر ؟



"لا يجوز الحكم بالكفر على أحد من المسلمين لم ينكر معلوما من الدين بالضرورة ولم يعتقد ما ‏يخرج عن دين الإسلام لما ورد في ذلك من وعيد شديد وتحذير رهيب.‏


فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إذا قال الرجل ‏لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما ، فإن كان كما قال ، وإلا رجعت عليه "‏ رواه مالك والبخاري ومسلم


وأكد ذلك المعنى وزاده وضوحا في حديث آخر ، فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال صلى ‏الله عليه وآله وسلم : " ما أكفر رجل رجلا إلا باء أحدهما بها إن كان كافرا ، وإلا كفر بتكفيره "‏ رواه ابن حبان في صحيحه


أي أنه إما أن يصدق عليه أو يكذب ، فإن صدق فهو كافر ، وإن كذب عاد الكفر إليه بتكفيره أخاه ‏المسلم .‏


وقيل : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر أن الذي يصف أخاه المسلم بالكفر ينال ذنبا عظيما ‏وإثما كبيرا إن لم يكن كذلك ، لأن القائل لأخيه يا كافـــر اعتقد أن عقائده زائغة وأعماله باطلة ‏وأفعاله سيئة ، فإن صدق في قوله نجا وإن كذب في قوله لأخيه ووصفه بالكفر فقد افترى عليه ‏وتعدى عليه بما لا يليق بمسلم، ولذلك يجب معرفة الأمور التي يصدق على صاحبها الحكم بالكفر لئلا ‏يرجع إلى القائل هذا الحكم.‏


تحديد معالم الكفر

‏
إن الكفر في الإسلام يدل على الجحود والإنكار وقد يراد به جحد النعم وترك شكر المنعم والقيام ‏بحقه فالكفر الذي يخلد صاحبه في النار يوم القيامة وتجري عليه أحكام الكفار في الدنيا هو المقصود.‏


وعلى هذا فالذي يصدق عليه الحكم بالكفر هو من جحد شيئا من العقائد الثابتة بالأدلة القطعية.‏


وقد جاء في كتاب غريب القرآن : الكافر على الإطلاق متعارف فيمن يجحد الوحدانية أو النبوة أو ‏الشريعة أو ثلاثتها.‏


وقيل الكفر على أربعة أنحـــاء : ‏


كفر إنكار بأن لا يعرف الله أصلا ، ولا يعترف به.‏
وكفر جحود ككفر إبليس يعرف الله بقلبه ، ولا يخضع ويقر بلسانه.‏
وكفرعناد : وهو أن يعترف بقلبه ، وربما صرح بلسانه ولا يدين به حسدا وبغيا.‏
‏ وكفر نفاق ، وهو أن يعترف بلسانه ولا يعتقد بقلبه.‏


فمن أنكر معلوما من الدين بالضرورة كوحدانية الله تعالى أو أنكر وجوده كالدهريين أو أشرك معه ‏غيره أو نسب لله تعالى ما لا يليق بذاته العلية أو شبهه بالحوادث كطائفة المشبهة والمجسمة أو لم ‏ينزهه عن الحلول والمماسة كالحلولية أو عطل اسما من أسمائه أو صفة من صفاته كالمعطلة فهو ‏كافر وجميع الطوائف الضالة كالبهائية والقاديانية والإسماعيلية وغيرهم من الفرق المنحرفة.‏


وبالجملة كل من خالف عقيدة أهل السنة والجماعة وزاغ عن منهج الكتاب والسنة ، بتأويل فاسد ‏وشبه باطلة ، تؤدي إلى نقص في ذات الله تعالى أو صفاته أو أسمائه أو أفعاله ، فهو من قرناء ‏الشيطان وأئمة الكفر.‏


وكذلك يكفر من وصف الملائكة بغير ما أخبر الله تعالى عنهم كقول المشركين الملائكة بنات الله ‏تعالى ، أو أن جبريل عليه السلام أمين الوحي قد أخطأ في نزول الرسالة على رسول الله صلى الله ‏عليه وآله وسلم أو لم يؤمن بكتاب من الكتب المنزلة كالتوراة والإنجيل والزبور وأنها من عند الله ‏تعالى كما أخبر الله تعالى في كتابه العزيز وذلك بخلاف ما هو موجود الآن مما يزعمه اليهود ‏والنصارى كتبا مقدسة وهي محرفة ومبدلة ومنسوخة بالقرآن الكريم.‏


أو أنكر نبيا من الأنبياء المذكورين في القرآن المجيد وأن الله ختمهم بالرحمة الكبرى للعالمين ‏صلى الله عليه وآله وسلم وأن شريعته باقية خلود الزمن ناسخة لجميع الشرائع السابقة أو نسب إليهم ‏القبائح العظام وما يتنافى مع العصمة التي حفظهم الله بها أو غالى فيهم واعتقد أن لهم بعض الصفات ‏الإلهية ورفعهم عن مستوى العبودية لله تعالى.‏


وكذلك من لم يؤمن بالآخرة وما فيها من أمور غيبية صرح بها القرآن المجيد ، أو جاءت في ‏صريح السنة الصحيحة أو أنكر القضاء والقدر أو سلب الاختيار عن العبد وأنه مسير لا كسب له ، ‏كقول الجبرية أو القدرية أو الجهمية وغيرهم من الفرق الزائغة عن الحق.

‏
وهناك أمور أخرى يكفر معتقدها وذلك مثل السجود للصنم اختيارا أو الاستهانة لما عظمه الدين ‏كالقرآن المجيد ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشريعته الخالدة وفرائض الإسلام كالصلاة أو ‏الزكاة ، أو التلفظ بكلمة الكفر أو تكذيب آية من كتاب الله تعالى وكأحاديث الرسول صلى الله عليه ‏وآله وسلم المتواترة أو استحل حراما ثبتت حرمته بدليل قطعي كقتل النفس والزنا والسرقة ، لأن هذا ‏كله يتنافى مع الإذعان والتصديق والانقياد الإسلامي الواجب توافره ليكون المرء مؤمنا ومسلما.‏


فمن صـرح بشيء من هذه المعتقدات فيحكم عليه بالكفر الصريح ويصير مرتدا حلال الدم تقام ‏عليه حدود الإسلام التي ينفذها الحاكم الشرعي.‏" اهـ30

الشرك وأنواعه



"إن الشرك في الإسلام نوعان : الشرك الجلي والشرك الخفي .‏


فالشرك الجلي : هو اعتقاد شريك لله تعالى في بعض صفاته أو اتخاذ أرباب أو أنداد من دونه ‏تعالى يحرمون ويحللون أو العبادة لغير الله تعالى ، أو إسناد النفع والضر لغير الله تعالى فهذا كله ‏ارتداد عن دين الله تعالى : وخروج عن حظيرة الإسلام ، وكفر صريح يجر صاحبه إلى الخلود في ‏الجحيم الأبدي والشقاء الدائم في الدنيا والآخرة.‏


وأما الشرك الخفي : فهو الرياء وهو ضعف في الإيمان لا يخرج صاحبه عن الملة الإسلامية، ‏وإنما هو ذنب كبير يجب على صاحبه أن يتوب منه وأما الجلي فلا يغفر أبدا قال تعالى :‏{ إِنَّ اللَّهَ لا ‏يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً ‏} سورة النساء ، آية : 48.‏


أي أن الله لا يغفر الإشراك به ويعفو عما دون الإشراك من الذنوب لمن يشاء من عباده.‏


قال سبحانه وتعالى : ‏{‏ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً ‏} سورة النساء ، آية : 116‏


أي أن من يشرك بعبادة الله تعالى شيئا فقد تاه عن طريق الحق وبعد عن سبيل النجاة لأنه سفه ‏نفسه وأفسد عقله وذلك لأن الشرك ظلم وافتراء خطير .‏


قال الله تعالى : ‏{‏ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ‏} سورة لقمان ، آية : 13‏


أي واذكر إذ قال لقمان لابنه وهو يعظه : يا بني لا تشرك بالله أحدا في عبادته وطاعته وإن ‏الشرك بالله لظلم عظيم لأن المشرك يسوي بين المستحق للعبادة وغير المستحق ولذلك حرمه الله ‏تحريما شديدا وجعله أكبر الكبائر.‏


‏ قال تعالى :‏{ ‏ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ ‏تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُون ‏} سورة الأعراف ، آية : 33‏


أي قل أيها الرسول : إنما حرم ربي الأمور العظيمة في القبح كالزنى سواء منها ما يرتكب سرا ‏وما يرتكب جهارا والمعصية أيا كان نوعها والظلم الذي ليس له وجه من الحق وحرم سبحانه أن ‏تشركوا به دون حجة صحيحة أو دليل قاطع وأن تفتروا عليه سبحانه بالكذب في التحليل والتحريم ‏وغيرهما.‏"اهـ22



توقيع الاجهر

 

 



Facebook Twitter
الاجهر
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن المزيد من مشاركات الاجهر
  رقم المشاركة : [ 13  ]
قديم 29-12-2007, 09:16 PM
الاجهر
كبير المـراقـبـيـن
الصورة الشخصية لـ الاجهر
رقم العضوية : 146
تاريخ التسجيل : 27 / 8 / 2006
عدد المشاركات : 12,470
قوة السمعة : 31
من ابناء القبيلة

الاجهر بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
حجة الله البالغة على المشركين



"بين الله تعالى سفاهة المشركين وفضحهم بإظهار فساد معتقداتهم الباطلة. قال تعالى : ‏{‏ أَيُشْرِكُونَ ‏مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ.وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ ‏} سورة الأعراف ، آية : 191‏


أي هل يصح أن يشركوا مع الله أصناما لا تقدر أن تخلق شيئا من الأشياء ‏وهم مخلوقون لله تعالى ولا تستطيع أن تعين غيرها وتنصره فضلا عن أن تنصر نفسها.وقال ‏سبحانه وتعالى :‏{ ‏ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي ‏السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ‏} سورة الأحقاف ، آية : 4‏


أي قل للذين يدعون غير الله: أخبروني عن حال ما تدعون من دون الله، أعلموني: أي شيء خلقوا ‏من الأرض أم لهم مشاركة في السموات ، ائتوني بكتاب من عند الله أو أثر من علم الأولين تستندون ‏إليه في دعواكم إن كنتم صادقين؟


ثم بين سبحانه عاقبة شركهم وإفكهم المبين يوم يجمعون للحساب.‏ قال الله تعالى :‏{ ‏ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ‏} سورة الأنعام ، آية : 22‏


أي واذكر لهم ما سيحصل يوم نجمع الخلق كلهم للحساب ثم نقول : توبيخا وتقريعا للذين عبدوا مع ‏الله غيره : أين الذين جعلتموهم شركاء لله لينفعوكم ويدفعوا عنكم عذاب الخزي والخلود في الشقاء ‏الأبدي.‏ فالشرك والعياذ بالله تعالى عاقبته أليمة في الدنيا والآخرة .‏


‏ قال الله تعالى:‏ {‏ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي ‏مَكَانٍ سَحِيقٍ ‏} سورة الحج ، آية : 31‏


أي أن من يشرك بالله تعالى فقد سقط في هوة الخسران الشديد وتنازعته الضلالات وعرض نفسه ‏لأقسى صورة من صور الهلاك وكان حاله حينئذ كحال الذي سقط من السماء فتمزق قطعا تخاطفتها ‏الطيور فلم يبق له أثر أو عصفت به الريح العاتية فشتت أجزاءه وهوت بكل جزء منه في مكان بعيد ‏‏.‏"اهـ34

كيف دخل الشرك جزيرة العرب؟



"إن العجب العجاب من هؤلاء الكفار المشركين أنهم رضوا بالألوهية للحجر ولم يرضوا بالنبوة ‏للبشر وقد كانت جزيرة العرب تعيش في ظل بقايا الحنيفية السمحة ملة سيدنا إبراهيم [ ] خليل الرحمن ‏ومن مظاهر ذلك تعظيم البيت الحرام وتقديسه واحترام شعائره والذود عنه والقيام بخدمته إلى أن دخل ‏الشرك وعبادة الأصنام، وكان أول من أدخل فيهم الشرك وحملهم على عبادة الأصنام عمرو بن لحى ‏بن فمعة جد خزاعة.‏


فقد روى ابن إسحاق عن محمد بن ابراهيم بن الحارث التيمي أن أبا صالح السمان حدثه أنه سمع ‏أبا هريرة رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لاكثم بن جون ‏الخزاعي:‏ ‏" يا أكثم رأيت عمرو بن لحى بن فمعة بن خندف يجر قصبه في النار فما رأيت رجلا أشبه برجل ‏منك به ولا بك منه " فقال أكثم : عسى أن يضرني شبهه يا رسول الله؟ قال : لا إنك مؤمن وهو كافر ‏، إنه كان أول من غير دين إسماعيل فنصب الأوثان وبحر البحيرة وسيب السائبة ووصل الوصيلة ‏وحمى الحامي "‏ رواه البخاري ومسلم بألفاظ متقاربة


وروى ابن هشام كيفية إدخال عمرو بن لحى هذا عبادة الأصنام في العرب ، فقال : خرج عمرو ‏بن لحى من مكة إلى الشام في بعض أموره ، فلما قدم " مآب" من أرض البلقاء وبها يومئذ العماليق ‏‎–‎‏ ‏وهم ولد عملاق ، ويقال عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح ‏‎–‎‏ رآهم يعبدون الأصنام ، فقال لهم : ما هذه ‏الأصنام التي أراكم تعبدون؟ قالوا له : هذه أصنام نعبدها نستمطرها فتمطرنا ، ونستنصرها فتنصرنا ‏، فقال لهم : أفلا تعطونني منها صنما فأسير به إلى أرض العرب فيعبدوه ، فأعطوه صنما يقال له " ‏هبل " فقدم به مكة فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه .‏


وهكذا انتشرت عبادة الأصنام في الجزيرة العربية وشاع في أهلها الشرك والجحود فانسلخوا بذلك ‏عما كانوا عليه من عقيدة التوحيد واستبدلوا بدين ابراهيم [] وإسماعيل [ ] غيره ووقعوا في ما وقعت فيه ‏الأمم الأخرى من الضلالات والقبائح في المعتقدات والأعمال وذلك إلى أن بعث الله تعالى رسوله ‏الخاتم صلوات الله وسلامه عليه بهذا الكتاب المعجز الخالد ليحرر العقول ويطهر القلوب من شوائب ‏الشرك وأدران الوثنية ويثبت جذور التوحيد وأصول الإيمان في أعماق النفوس وبواطن السرائر بأدلة ‏واضحة وآيات بينات إلى أن يأتي أمر الله تعالى ولذلك حذر من الشرك وارتكاب الموبقات.‏


فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " اجتنبوا السبع الموبقات ‏، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال : الإشراك بالله والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ‏وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات" رواه البخاري ‏ومسلم ‏." اهـ 1/35


توقيع الاجهر

 

 



Facebook Twitter
الاجهر
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن المزيد من مشاركات الاجهر
  رقم المشاركة : [ 14  ]
قديم 29-12-2007, 09:18 PM
الاجهر
كبير المـراقـبـيـن
الصورة الشخصية لـ الاجهر
رقم العضوية : 146
تاريخ التسجيل : 27 / 8 / 2006
عدد المشاركات : 12,470
قوة السمعة : 31
من ابناء القبيلة

الاجهر بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
الموحدون هم أولياء الرحمن



"أوضح صلوات الله وسلامه عليه في حجة الوداع صفات أولياء الله تعالى وأنهم يؤدون الفرائض ‏والأركان ويجتنبون الكبائر التي أعظمها الإشراك بالله تعالى .‏


فعن عبيد بن عمير الليثي عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة ‏الوداع: " إن أولياء الله المصلون ، ومن يقيم الصلوات الخمس التي كتبهن الله عليه ويصوم رمضان ‏ويحتسب صومه ويؤتي الزكاة محتسبا طيبة بها نفسه ، ويجتنب الكبائر التي نهى عنها ، فقال رجل ‏من أصحابه : يارسول الله وكم الكبائر؟ قال: تسع أعظمهن: الإشراك بالله، وقتل المؤمن بغير حق، ‏والفرار من الزحف ، وقذف المحصنة والسحر ، وأكل مال اليتيم ، وأكل الربا ، وعقوق الوالدين ‏المسلمين ، واستحلال البيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتا ، لا يموت رجل لم يعمل هؤلاء الكبائر : ‏ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة إلا رافق محمدا صلى الله عليه وآله وسلم في بحبوحة جنة أبوابها ‏مصاريع الذهب "رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن ‏


فالشرك بالله تعالى الذي توعد الله صاحبه بالخلود في النار والحكم عليه بالكفران والجحود هو من ‏يجعل لله ندا أو شريكا في صفاته وأفعاله أو ينسب ‏إليه سبحانه ما لا يليق به أو يكذب بآياته ورسله .‏



الرياء من الشرك


وأما الشرك الخفي : فهو الرياء ، والتظاهر بالعمل لأجل الخلق وقد حذر منه النبي صلى الله ‏عليه وآله وسلم تحذيرا شديدا ، لأنه أخفى من دبيب النمل ، وقد يجر صاحبه إلى الشرك الأكبر ‏والعياذ بالله تعالى ، إن لم يتب منه ويسمى ، الشرك الأصغر ، أو شرك السرائر .‏


فعن ربيع بن عبدالرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده قال : خرج علينا رسول الله ‏صلى الله عليه وآله وسلم ونحن نتذاكر المسيح الدجال فقال : ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي ‏من المسيح الدجال ؟ فقلنا بلى يارسول الله ، فقال:" الشرك الخفي أن يقوم الرجل فيصلى فيزين ‏صلاته لما يرى من نظر رجل "‏ رواه ابن ماجه والبيهقي


فليحذر المؤمن من مراآت الخلق بعمله لأن ذلك من الشرك الخفي .‏


فعن شداد ابن أوس ‏‏ أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول :" من صام يرائي فقد ‏أشرك ومن صلى يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك" رواه البيهقي


وإن المرائي بعمله يفضحه الله تعالى يوم القيامة ويوبخه على رؤوس الأشهاد مبينا له سوء قصده ‏وشركه في عمله الذي كان سببا في الخزي والحرمان من الأجر والثواب .‏


فعن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : "إن أخوف ما أخاف عليكم ‏الشرك الأصغر ، قالوا وما الشرك الأصغر يارسول الله ؟ قال : الرياء ، يقول الله عز وجل إذا جزى ‏الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء " رواه أحمد ‏بإسناد جيد ، وابن أبي الدنيا والبيهقي


فالمؤمن الذي قوي إيمانه وصحت عقيدته وكمل توحيده يخلص عمله لله تعالى من الشرك الخفي ‏ويراقب نواياه ويحاسب نفسه عند كل أمر يقوم به ليرفع عمله إلى الله تعالى وتقبل حسناته ويخلص ‏من شوائب الشرك وموبقات الرياء.‏


ولما كان الشرك من أدق الأمور وأجلها خطرا فلابد أن يقف المؤمن على الأشياء التي توقع في ‏مزالق الشرك ليكون على بينة من دينه وبصيرة من أمر ربه عز وجل.‏" اهـ 1/36

بعض مزالق الشرك


"إن الشرك بالله تعالى محبط للأعمال كلها وموقع في غضب الله تعالى وانتقامه وموجب للعذاب ‏الأكبر والمصير المؤلم لذلك فإن المؤمن الصادق في توحيده لا يرى في الوجود فاعلا مؤثرا حقيقيا ‏إلا الله تعالى بل يرى الأسباب كلها مقهورة بأمر مسببها جل جلاله فلا يتحرك ولا يسكن شيء في ‏الوجود إلا بأمره ولا يصل إليه خير ولا يدفع عنه ضر إلا بتقديره تعالى وحده فالطعام لا يشبع إلا ‏بإذنه جل شأنه والماء لا يروى إلا بسره تعالى والدواء لا يشفي والنار لا تحرق والسكين لا تقطع إلا ‏بتقديره عز وجل وهكذا يشهد الله تعالى في كل شيء مع التنزيه الكامل والتقديس اللائق بكماله العلي.‏


أمور حذر منها الشرع


وإليك بعض الأمور التي حذر منها الشرع الشريف وبينها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنها ‏محل الشرك والضلال وذلك مثل الحلف بملة غير الإسلام ، فعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه ‏قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من حلف بملة غير الإسلام كاذبا فهو كما قال " ‏‏ رواه البخاري ومسلم ‏


أي أقسم بدين غير الإسلام فظاهره أن يكفر بذلك وهو كذلك إن قصد الرضى بما قاله معتقدا ‏بطلان دين الإسلام وإلا بأن قصد إبعاد نفسه عن الفعل أو أطلق ، فلا يكفر لكنه ارتكب إثما كبيرا ‏يجره إلى الشرك إن لم يتب ‏إلى الله تعالى توبة نصوحا .‏


فعن بريدة ‏‏ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:‏ ‏" من حلف قال إني برىء من الإسلام فإن كان كاذبا فهو كما قال وإن كان صادقا فلن يرجع إلى ‏الإسلام سالما " ‏رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم


وكذلك من يقول بأنه يهودي أو نصراني : فقد روى ابن ماجه من حديث أنس ‏‏ قال: سمع ‏رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا يقول أنا إذا يهودي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ‏وسلم " وجبت "‏


قال السندي في حاشيته على البخاري كأن يقول إن فعلت كذا فأنا يهودي أو نصراني فيرضى ‏لنفسه هذه الملة التي جاء الإسلام فنسخها وبدلها بالملة السمحاء الحنيفية ، وكذلك الحلف بغير الله ‏تعالى.‏
فقد روى ابن ماجه من حديث بريدة قال : سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلا يحلف بأبيه ‏فقال : " لا تحلفوا بآبائكم ، من حلف بالله فليصدق ومن حلف له بالله فليرض ومن لم يرض بالله فليس ‏من الله "‏


وعن بريدة ‏‏ أنه سمع رجلا يقول: لا والكعبة فقال ابن عمر لا يحلف بغير الله فإني سمعت ‏رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك " ‏رواه الترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه


وفي رواية للحاكم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " كل يمين يحلف بها دون ‏الله شرك "‏


أي من أقسم بغير الله معظما له كتعظيم الله تعالى فقد جعل لله شريكا وقد خرج من الإسلام وقد ‏جحد نعمة الله وأنكر فضله.‏


قال المناوي : أي فعل فعل أهل الشرك وتشبه بهم إذ كانت أيمانهم بآبائهم وما يعبدون من دون الله ‏، فقد أشرك غير الله في تعظيمه وقال الحفني : أي فقد فعل مثل فعل المشركين لأنهم كانوا يحلفون ‏بأسماء آلهتهم ، فلا يجوز الحلف بغير الله تعالى.‏


ولكن عند الإمام أحمد بن حنبل وأكثر أصحابه يجوز الحلف بنينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ‏فقد جاء في الموسوعة الفقهية بدولة الكويت (1) " لاخلاف بين الفقهاء في أن الحلف بغير الله تعالى لا ‏ تجب بالحنث فيه كفارة ، إلا ما روي عن أكثر الحنابلة من وجوب الكفارة على من حنث في ‏الحلف برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنه أحد شطري الشهادتين اللتين يصير بهما الكافر ‏مسلما ، وعن بعضهم : أن الحلف بسائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام تجب بالحنث فيه الكفارة ‏أيضا. ‏‏(1) الجزء السابع ص 265‏


وقد جاء في فتح الباري قال العلماء : السر في النهي عن الحلف بغير الله تعالى أن الحلف بالشيء ‏يقتضي تعظيمه والعظمة في الحقيقة إنما هي لله وحده.‏


فإن اعتقد في المحلوف به من التعظيم ما يعتقده في الله كان بذلك الاعتقاد كافـرا وعليه يتنزل ‏الحديث المذكور. وأما إذا حلف بغير الله غير معتقد في ‏المحلوف به ذلك فلا يكفر بذلك ويحرم الحلف به ولا تنعقد يمينه.‏


قال الماوردي : لا يجوز لأحد أن يحلف أحدا بغير الله لا بطلاق ولا عتاق ولا نذر ، وإذا حلف ‏الحاكم أحدا بشيء من ذلك وجب عزله لجهله.‏" اهـ 1/38



توقيع الاجهر

 

 



Facebook Twitter
الاجهر
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن المزيد من مشاركات الاجهر
  رقم المشاركة : [ 15  ]
قديم 29-12-2007, 09:21 PM
الاجهر
كبير المـراقـبـيـن
الصورة الشخصية لـ الاجهر
رقم العضوية : 146
تاريخ التسجيل : 27 / 8 / 2006
عدد المشاركات : 12,470
قوة السمعة : 31
من ابناء القبيلة

الاجهر بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
إسناد المطر إلى الأنواء وسب الدهر


"وكذلك القول مطرنا بنوء كذا ففي صحيح مسلم عن عبدالله بن عتبة بن زيد بن خالد الجهني قال : ‏صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلاة الصبح بالحديبية في أثر السماء كانت من الليل ‏فلما انصرف أقبل على الناس فقال : " هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : ‏قال: أصبح من عبادي مؤمن وكافر، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر ‏بالكواكب وأما من قال : مطرنا بنوء كذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب ".‏ رواه مسلم


والأنواء هي الكواكب وأوضاع أبراج السماء ونجومها وتغيرها كل شهر وموسم وكان العرب ‏وغيرهم ينسبون لها نزول الأمطار وخروج الزرع، وما هي إلا قرائن وعلامات لحساب أوان احتمال ‏المطر والله المنزل له .‏


قال النووي : النوء من ناء إذا سقط وغاب.‏


وقيل : نهض وطلع وعرف ذلك بثمانية وعشرين نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة كلها ، ‏وهي المعروفة بمنازل القمر الثمانية والعشرين يسقط في كل ثلاثة عشرة ليلة منها نجم في المغرب ‏مع طلوع الفجر ، ويطلع آخر يقابله في المشرق من ساعة ، وكان أهل الجاهلية إذا كان عند ذلك ‏مطر ينسبونه إلى الساقط الغارب منها .‏


قال الأصمعي : إلى الطالع منها.‏


فقوله صلى الله عليه وآله وسلم ـ عن الله تعالى ـ " مؤمن بي " لأنه نسب الفعل إلى فاعله الذي ‏
لايقدر عليه غيره لأنه قال : مطرنا بفضل الله ورحمته وقوله : كافر بي " إذا اعتقد أن للنوء تأثيرا ‏في نزول المطر من دون الله تعالى فهذا كفر لأنه شرك في الربوبية والمشرك كافر وإن لم يعتقد لها ‏تأثيرا فلا يكفر.‏



ســـــب الدهـــــر


وليحذر المؤمن أيضا من سب الدهر .‏


فعن أبي هريرة ‏‏ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله تعالى : " يسب بنو ‏آدم الدهر وأنا الدهر بيدي الليل والنهار " ‏


وفي رواية : أقلب ليله ونهاره وإذا شئت قبضتهما " رواه البخاري ومسلم وغيرهما ‏


وفي رواه لمسلم " لا يسب أحدكم الدهر فإن الله هو الدهر " ‏


قال الحافظ : معنى الحديث أن العرب كانت إذا أنزلت بأحدهم نازلة وأصابته مصيبة أو مكروه ‏يسب الدهر اعتقادا منهم أن الذي أصابه فعل الدهر، فكان هذا كاللعن للفاعل ولا فاعل لكل شيء إلا ‏الله تعالى.‏


فمن سب الدهر قاصدا من يصرف حوادث الدهر فقد أشرك لأنه لا يملك تقلبات الدهر إلا الله ‏تعالى ، ومن سب الله تعالى فقد كفر ، وإن لم يكن قاصدا ذلك بل هو متسخط على أحوال الأيام ‏والليالي فقد أخطأ خطأ كبيرا يجب أن يقلع عنه لأن ذلك يتنافى والرضا بالقضاء والقدر والتسليم ‏لشؤون الله تعالى في خلقه .‏" اهـ 1/38 ‏


وصل الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه و صلى وسلم على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون صلاةً وتسليماً دائمين متلازمين مع البركات

والحمد لله رب العالمين
آخر تعديل بواسطة الاجهر ، 29-12-2007 الساعة 09:35 PM.


توقيع الاجهر

 

 



Facebook Twitter
الاجهر
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن المزيد من مشاركات الاجهر
  رقم المشاركة : [ 16  ]
قديم 29-12-2007, 09:36 PM
الاجهر
كبير المـراقـبـيـن
الصورة الشخصية لـ الاجهر
رقم العضوية : 146
تاريخ التسجيل : 27 / 8 / 2006
عدد المشاركات : 12,470
قوة السمعة : 31
من ابناء القبيلة

الاجهر بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
الاخ عبدالطيف
اشكر مرورك


توقيع الاجهر

 

 



Facebook Twitter
الاجهر
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن المزيد من مشاركات الاجهر
موضوع مغلق
صفحة 2 من 3 < 1 2 3 >

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

خيارات الموضوع
عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة
قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاح
الابتسامات متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق

قوانين المنتدى
إنتقل إلى

مواضيع مشابهة
الموضوع الكاتب القسم الردود آخر مشاركة
50 سؤالاً وجواباً في العقيدة مبارك الشويلع المنتدى الإسلامـــي 12 14-10-2009 04:29 AM
تنبيه مهم عند دراسة العقيدة هتاف قلب الرشيدي المنتدى الإسلامـــي 6 09-01-2009 11:37 PM
أمر خطيريمس العقيدة هتاف قلب الرشيدي المنتدى الإسلامـــي 10 24-11-2008 10:04 PM
دور العقيدة في صياغة الشخصية rashidhoa المنتدى الإسلامـــي 4 20-05-2007 10:27 PM
تنقية العقيدة من الشوائب . حادي الجبيل المنتدى الإسلامـــي 7 10-04-2007 08:29 AM





 شبكة بني عبس ساحات للحوار الهادف الاجتماعي
فعلى كل شخص تحمل مسئولية نفسه إتجاه مايقوم به من مواضيع وردود والالتزام التام بقوانين

الموقع الذي تنص على ان كل مايطرح يكون اجتماعيا وهادف مبني على

التعاون والتكاتف لما يخدم قبيلتنا وديننا ووطننا الغالي وكل الاوطان  شعارنا . لاعنصرية ولا كراهية


الساعة الآن +4: 05:59 PM.

شبكة بني عبس - الأرشيف - للأعلى


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
هذا المنتدى يعمل على نسخة في بي بلص


أقسام الموقع

  • قريبا
  • رابط نصى
  • رابط نصى
  • رابط نصى
  • رابط نصى
  • رابط نصى

نبذة عنــــا

جميع الحقوق محفوظة شبكة بني عبس