• لوحة التحكم
  • مواضيع اليوم
  • خروج

ضــع اعــلانك هنا

انشاء حساب جديد

الترتباتتلتلتلاتل 
 عدد الضغطات  : 2687



  قبيلة بني رشيد > الساحات الادبية > المنتدى الأدبــــــــــــي
رحلت هي.. وبقيت أنا.......

الملاحظات
اضغط هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسة
للانتقال لصفحة مرابط بني رشيد

موضوع مغلق

 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع

  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 31-07-2008, 04:46 PM
غزلآن
عضو ماسي
الصورة الشخصية لـ غزلآن
رقم العضوية : 3062
تاريخ التسجيل : 24 / 12 / 2007
عدد المشاركات : 1,952
قوة السمعة : 19
من ابناء القبيلة

غزلآن بدأ يبرز
غير متواجد
 
مشاركة رحلت هي.. وبقيت أنا.......
الســــــــــــلام علــــــيكم ورحمــــة الله وبركـــاته

هذه قصة قرأتها في احدى المجلات واسمها "رحلت هي.. وبقيت أنا" لــ " مها عبود أبوبكر باعشن"

ما أعجبني فيها انا مكتوبة بإحساس عالي .. اعجبتني العبارات البسيطة الغير المعقدة التي استخدمتها

الكاتبة ..


مع رنين الهاتف شعرت بأن خفقات قلبي تسابق الخوف, قلقة أنا من هذه المكالمة, فبالتأكيد هي مكملة لخبر أرهق نفسيتي وحطم ابتساماتي. لقد حدث ما كنت أخشاه.

فوضعت سماعة الهاتف متوجهة نحو غرفة أخي الأكبر, وأنا في حالة من الخوف والحذر.
فقال لي بهدوء وعطف: لاتخافي.. ستكون بخير إن شاء الله.
فأجبته باكية: لكني خائفة من شيء أجهله في هذه المرة.
فطلب مني التماسك والنوم, فأمامنا رحلة طويلة في الصباح الباكر.
لن أصف تلك الليلة القاسية, فهي معاناة ومأساة.. لكنها مضت رغم دموعي وأحزاني.
صحونا متوجهين نحو مطار شارل دوجال بباريس.. ثم صعدنا الطائرة في طريق عودتنا إلى مملكتنا الحبيبة. كان كلٌّ منا شارد الذهن, يتحاشى النظر إلى الآخر, وكانت الساعات ثقيلة.. باردة.. فارغة إلا من تفكير واحد.


وأخيرًا وصلنا إلى أرض الوطن, ثم توجهنا نحو المستشفى, كنت أشعر بأن المسافات تزداد طولًا وبعدًا.. حتى انتهى الطريق ووصلنا. وهأنا الآن متوقفة أمام غرفتها بالعناية الفائقة, فدخلت أنظر إليها بشوق وحزن.. مقبلة جبينها. فاقتربت مني والدتي محتضنة لي, ثم طلبت من شقيقي وشقيقتي مرافقتي إلى المنزل. وبعد وقت مضى في الطريق.. وصلنا إلى المنزل الذي لم أتمكن من الدخول إليه, فوقفت مشدوهة أمام الجميع, ثم استجمعت أنفاسي وحملت أقدامي بثقل.. وخطوت الخطوة الأولى. وعند دخولى, توقفت تحت شرفتها, فرأيت طيورها حزينة, ومقعدها فارغًا. فتابعت السير ونفسي تلهث مغصوبة خلف خطواتي, ثم توجهت نحو غرفتها, وفتحت بابها المغلق, وألقيت بنفسي فوق فراشها الخالي إلا من آثارها. فبكيت وبكيت.. والحرقة كالنار توقدها الذكرى, وقلبي يطعن بنبال كالجمر, تدميه.. تحرقه.. تفتته. فانهارت أعصابي وانهزمت قواي, فجاء الكل ملتفًا حولي, ولم أر سوى خيالات مرتبكة. فطلبت منهم تركي منفردة. فرحلوا, وبقيت أتأمل مكانها.. حاجاتها.. أجهزتها.. فرشاة شعرها وملابسها.


هي لم تغب عن بالي.. ألوم نفسي لتركها.. ليتني لم أسافر, ليتني بقيت بقربها. كنت في الماضي أتألم عند سماع كلمات الشفقة وكنت أشعر بالذنب ولا ذنب لي.


مؤمنة أنا بقضاء الله وقدره, لكن عباد الله لا ترحم.

والآن في هذه اللحظات وكأنه الحلم البعيد.. تمر في أروقة مخيلتي ذكريات من آلام السنين الفائتة. كنت أحبها ولا أفارقها أبدًا, بالكاد أذهب إلى المدرسة ويبقى قلبي وعقلي معها, وعند عودتي أقضي ما تبقى من اليوم معها.

كنت منعزلة, منطوية.. فهي كل حياتي وصداقاتي. رغم بعدها.

كان حناني نحوها متدفقًا معطاءً لاحدود له أو ثوابت. فتعلمت إطعامها وتنظيفها, وعشت معها جميع مراحل حياتها.. نموها.. عجزها ومرضها.. يومًا بعد يوم, ونهارًا خلف نهار.. ولكن كل ما نظرت إليها أشعر بالندم, لكن إيماني بالله عميق وقوي.

مسكينة هي لا تشعر بطيورها التي وضعتها لها, بل قد تشعر الطيور بسكون جسدها.

ولا تسعد بالألعاب التي حولها، فهي كغيرها من الأثاث والقطع التي أمامها, ولا تنظر إلى ساعة يدها، لأن الليل والنهار لا دقائق لهما.. حتى تلك الشرفة والكرسي. كتلة فقط بالنسبة لها, وتبقى هي سجينة هذا الفراش مع ذاك الجهاز الذي يقبض على جميع أجزاء جسدها.

ورغم كل تلك المعاناة.. لم تنس والدتي أمومتها نحوي, وذات يوم أخبرتني أن هناك من يريد التقدم لخطبتي. كنت حينها في السابعة عشر من عمري. لم أتقبل الفكرة لأني قطعت وعدًا على نفسي بأن أبقى مع شقيقتي طوال عمري, وكأني بذلك أُعزي نفسي.

فمن سيعتني بها؟ فبرغم اهتمام والدتي وحرصها على شقيقتي يظل قلقي عليها يرافقني.

لكني أخشى من أن تغفل عنها الممرضة, أو تسهو عن مواعيد أدويتها, أو تغير أوضاع جسدها. وماذا لو داهمتها أزمة الربو الشديدة ولم تلاحظ الممرضة ازرقاق لونها وضيق نفسها! فصارحت والدتي بما يجول داخل نفسي.. لكنها لم تتقبل وطمأنتني بأنها معها.

فوافقت بعد تفكير وتردد.. على رؤية المتقدم لخطبتي, ولكن الحمدلله.. قلتها في داخل قلبي قبل أن أخبر والدتي.. لم أشعر بارتياح نحوه يا أمي.

وبعد مرور الوقت, وتقدم أكثر من خاطب.. حدث ما كنت أخشاه. أعجبت بناصر وانجذبت إليه, شعرت بطمأنينة نحوه.. أحببت طريقة تفكيره.. أسلوبه.. تعليمه.. أفكاره.. وهذه المرة الأولى التي أشعر فيها بتأنيب الضمير. سألتني والدتي, فلم أرفض ولم أستطع القبول. فطلبت منها وقتًا للتفكير والاستخارة.. فشعرت بحيرتي وصراعي النفسي.. فقبلتني قائلة: سأنتظر سماع موافقتك يا ابنتي.

كم هو مؤلم ذلك الإحساس الذي أخذ يعصف بأفكاري ومخيلتي.. فكنت أحدث نفسي وألومها, أسمع صوتًا يقول لي: أنت السبب في ذبولها ومرضها.. ماذا لو كنت مكانها؟

هل ستسامحينها عندما تقرر الزواج وترحل من هنا, وتبقين أنت أسيرة هذا الفراش بسببها؟

كيف تعطين نفسك الحق بالسعادة.. بينما هي محرومة منها؟!

أين ضميرك؟ أين محبتك لها وحنوك عليها طوال تلك السنوات؟

وغيرها من الأصوات والأسئلة التي قيدتني حول دائرة الإحباط النفسي والكآبة.

فأصبحت أخشى النظر إليها من شدة العذاب وألوم نفسي آلاف المرات, عندما أتذكر الهمسات القديمة بأني كنت ضاغطة عليها ونحن أجنة، ما سبب لها نقصًا في الغذاء والأكسجين أدى إلى ضمور المخ والأعصاب.

مسكينة شقيقتي.. أحبها وأشفق عليها, هي حرمت من الحياة وحرمت أنا منها, ولكنها إرادة الله. ولكن هل أرفض ناصرًا؟ وما ذنب قلبي ومشاعري..؟ وللمرة الأولى أطلب من والدتي السماح لي بالسفر مع شقيقي فقد أبقى مع نفسي لأحاورها.

لم تتردد والدتي, ووافقت فورًا, فقد كانت تشعر بعذابي وتتفهم نفسيتي.. فسافرت أنا وشقيقي إلى فرنسا, ثم جاءنا اتصال من والدتي بأن شقيقتي تعرضت لأزمة صدرية حادة ونقلت على أثرها إلى المستشفى.

وفي اليوم الخامس عدنا.. أمضيت معها عشرين عامًا, وبعدت عنها أربعة أيام.. لقد كنا روحين وجسدين, قدمنا إلى الحياة معًا.. رحلت هي.. وبقيت أنا.




الموضوع الأصلي: رحلت هي.. وبقيت أنا....... | | الكاتب: غزلآن | | المصدر: شبكة بني عبس




توقيع غزلآن
ابتسم ::
فإن هناك من يحبك يعتني بك يحميك ينصرك يسمعك يراك انه(( الله ))

ماأخذ منك الا ليعطيكـ وما ابكاك الا ليضحكك وماحرمك الا ـليتفضل عليك وما ابتلاك
الا لانه يحبكـ

 

 



Facebook Twitter
غزلآن
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن المزيد من مشاركات غزلآن
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 03-08-2008, 12:03 PM
بدر الشويلعي
عضو مميز
الصورة الشخصية لـ بدر الشويلعي
رقم العضوية : 4165
تاريخ التسجيل : 13 / 5 / 2008
عدد المشاركات : 636
قوة السمعة : 18

بدر الشويلعي بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
يعطيك العافيه


Facebook Twitter
بدر الشويلعي
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن المزيد من مشاركات بدر الشويلعي
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 11-08-2008, 12:15 PM
ولد الشرقية
عضو شرف
الصورة الشخصية لـ ولد الشرقية
رقم العضوية : 4292
تاريخ التسجيل : 30 / 5 / 2008
عدد المشاركات : 6,979
قوة السمعة : 24
من ابناء القبيلة

ولد الشرقية بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
يعطيكي العافية غصون الراك


Facebook Twitter
ولد الشرقية
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن المزيد من مشاركات ولد الشرقية
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 11-08-2008, 12:15 PM
ولد الشرقية
عضو شرف
الصورة الشخصية لـ ولد الشرقية
رقم العضوية : 4292
تاريخ التسجيل : 30 / 5 / 2008
عدد المشاركات : 6,979
قوة السمعة : 24
من ابناء القبيلة

ولد الشرقية بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
يعطيكي الف عافية غصون الراك


Facebook Twitter
ولد الشرقية
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن المزيد من مشاركات ولد الشرقية
موضوع مغلق

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع
عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة
ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق
ابحث بهذا الموضوع:

بحث متقدم

قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاح
الابتسامات متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق

قوانين المنتدى
إنتقل إلى

مواضيع مشابهة
الموضوع الكاتب القسم الردود آخر مشاركة
انتقل الى رحمة الله عايض بن مسعود البراك رحمة الله عليه وليد البراك منتدى اخــبار القبيلــة 8 07-05-2012 12:35 AM
وبقيت مثل السيف فردا ؟ طلال المناور المنتدى الأدبــــــــــــي 4 28-05-2010 04:49 PM
تعديل مواعيد إجازة الوكلاء ووكيلات المدارس وبقية الهيئة الإدارية ولدعبس المنتدى الإعلامــــي 3 18-06-2009 01:34 PM
رحل الــورد وبقيت وحدي الراسى المنتدى الأدبــــــــــــي 18 01-03-2008 08:15 PM
رحلة الي ام حزم فهد المويسه منتدى المقناص والرحلات البرية 33 06-11-2007 12:05 PM





 شبكة بني عبس ساحات للحوار الهادف الاجتماعي
فعلى كل شخص تحمل مسئولية نفسه إتجاه مايقوم به من مواضيع وردود والالتزام التام بقوانين

الموقع الذي تنص على ان كل مايطرح يكون اجتماعيا وهادف مبني على

التعاون والتكاتف لما يخدم قبيلتنا وديننا ووطننا الغالي وكل الاوطان  شعارنا . لاعنصرية ولا كراهية


الساعة الآن +4: 03:08 AM.

شبكة بني عبس - الأرشيف - للأعلى


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
هذا المنتدى يعمل على نسخة في بي بلص


أقسام الموقع

  • قريبا
  • رابط نصى
  • رابط نصى
  • رابط نصى
  • رابط نصى
  • رابط نصى

نبذة عنــــا

جميع الحقوق محفوظة شبكة بني عبس