[الضرغام]

لم يعد مقبولا السكوت على تلك الظاهرة السرطانية التي اخذت كالطفيليات تتسلق ازهار الحديقة الغناء فتتلفها.
اعني بذلك ظاهرة الغش التجاري.. فقد حمل الجري وراء الكسب غير المشروع.. العديد من الشركات والافراد على كسر القواعد المتعارف عليها.. واختراق الانظمة لاشباع نهم النزوات اللا انسانية في تحد سافر للمصلحة العامة ونسف لكل الاعراف.. في هجمة شرسة تدفع بها نفوس مريضة للاثراء على حساب مصلحة الانسان.. ضربوا عرض الحائط بكل القيم والاعتبارات.. الامر الذي اغرق اسواقنا بالمنتجات الخربة (كضمائر اولئك الخربة العفنة) وارتفعت معدلات الاصابات والامراض الخبيثة نتيجة للمواد المسرطنة البعيدة كل البعد عن الاخذ في الاعتبار ادنى حدود الرعاية الصحية. بل هي اداة فعالة للاصابات المميتة وللامراض الخبيثة.. وارتفعت معدلات الوفيات.. والاعاقة.. مما شكل هاجسا اقلق الكثيرين من المخلصين.. أمام تفشي ظاهرة الغش التجاري بانواعه.. والفكري في المقدمة. وشخص ذلك خالد الفيصل الامين القيم على الفكر العربي.. قائلا ان الغش وقرصنة الملكية الفكرية احباط للمبدعين واعاقة لحركة الابتكار والاستثمار. ويركز معالي وزير المالية السعودي من خلال المعلومات الدقيقة والموثقة على ان الخسائر تقدر بمليارات الدولارات والحل في رأيه هو ضرورة التركيز على كامل سلسلة التهريب.
ويرى احمد الحمدان رئيس مجلس ادارة حماية العالمية والذي كان له الفضل واولاده وفريق العمل الذي معه في توفير كافة فرص مقومات النجاح لتجمع جدة للحماية في المؤتمر العربي الاول.. على مستوى العالم العربي وبرعاية الجامعة العربية. ويعزو ابو خالد الاسباب التي وراء هذه الظاهرة السلبية بكل مترادفاتها وابعادها الى ازمة الضمير والفكر في الوعي وضعف الالتزام الاخلاقي كل ذلك ادى الى شيوع المتاجرة بالمواد المقلدة والمغشوشة.. ونبه الى خطورة الموقف وردات الفعل واستشهد بحديث سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم «من غشنا فليس منا..».
* من أمن العقوبة :
ونجح المؤتمر في تسليط الضوء لدرجة عمقت الاحساس بخطورة ما يجري والاخطار المحدقة والواقع المرير الذي يعيشه المستهلك من المواد المستهلكة التي ملأت اسواقنا بشكل يدعو للقلق والخوف.. وان كنا لسنا وحدنا فهي آفة يعاني منها كل العالم ولك ان تندهش وقد تصدمك حقائق الارقام اذ ان 85% من السلع المغشوشة في دولة عملاقة كالولايات المتحدة منشؤها الصين. إن الإحساس بفداحة المأساة يجب ان لايحجب عنا حقيقة الممارسات السلبية واثارها القاتلة التي مكن لها شره ذوي النفوس المريضة.. وافسح لها الطريق تدني الوعي عند قطاع كبير منا معشر المستهلكين.. اذ ان البعض يقع فريسة الاغراء السعري.. فالرخيص هو المطلوب دون النظر الى ما يترتب على ذلك من مضاعفات تهدم الاجسام وتصيب الانسان في الصميم وبلا هوادة.. في ظل موات علني للضمائر الفاسدة فساد المواد الرخيصة.. وامام خطورة الوضع تبدو اهمية مثل هذا التجمع.. وقد نجح في تكوين ثقافة معلوماتية مدعومة بالارقام والادلة الدامغة.. على اجتياح هذه الاخطار للمجتمعات الانسانية.. والمؤلم انها وضعت امام الانظار حقائق دامغة كلها تؤكد على جسامة الموقف.. وان الاساليب الوقائية وطرق المكافحة.. انما هي تحت ادنى مستوياتها.. سواء على مستوى المجهود الحكومي او الاهلي.. او من قبل الافراد.. وهذه نقطة حيوية ومهمة.. فالمستهلك مسؤول مسؤولية مباشرة عن ضرورة ان يستيقظ فيه ضميره النائم.. وان يكون لديه حساسية الاستشعار المبكر للخطر وان تسهم كل الاندية ووسائل الاعلام ومدارسنا وجامعاتنا والغرف التجارية.. والجميع في حالة من اعلان الاستنفار والوقوف في وجه هذا المد الخطير. ويرى الصديق عبدالرحمن الحصيني ضرورة المبادرة في تقصي اسباب تلك المجموعات التي تكاد تكون معروفة والوافدة من الخارج.. والتي اصطلح عليها الكثيرون بأنها سرطان البشرية.. وابعادهم.. في خطوة اولية وهامة للقضاء على اسباب هذه الظاهرة السلبية.
حسبي الله ونعم الوكيل.

((منقووووول))

الموضوع الأصلي: حماية المستهلك من المستهلك! | | الكاتب: الضرغام | | المصدر: شبكة بني عبس

[ولد الشرقية]

مشكور الضرغام على النقل .

[البعيد الهادي]

بارك الله فيك اخوي
الضرغام على كل
مواضيعك المنقوله
وغير المنقوله
اشكرك جزيل الشكر

[خاتم الرشيدي]

مشكور الضرغام على النقل .