• لوحة التحكم
  • مواضيع اليوم
  • خروج

ضــع اعــلانك هنا

انشاء حساب جديد

الترتباتتلتلتلاتل 
 عدد الضغطات  : 2681



  قبيلة بني رشيد > الساحات الادبية > اقسام خاصة للشعراء والشخصيات > قسم الفارس (عنترة بن شداد)
من الأشعار عن غطفان في الجاهلية والإسلام

الملاحظات
اضغط هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسة
للانتقال لصفحة مرابط بني رشيد

موضوع مغلق
صفحة 1 من 2 1 2 >

 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع

  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 10-11-2006, 03:32 PM
راعي البلها
عضو شرف
الصورة الشخصية لـ راعي البلها
رقم العضوية : 333
تاريخ التسجيل : 25 / 9 / 2006
عدد المشاركات : 623
قوة السمعة : 19
من ابناء القبيلة

راعي البلها بدأ يبرز
غير متواجد
 
Thumbs up من الأشعار عن غطفان في الجاهلية والإسلام
من الأشعار عن غطفان في الجاهلية والإسلام

في موقعة خزاري الفاصلة بين العدنانية وعرب اليمن والتي انتصر فيها بنو نزار بقيادة كليب الوائلي على أقيال حمير وقبائل اليمن .

قال ابن الأثير : وكان يوم خزازي أعظم يوم ألتقته العرب في الجاهلية ، فإن بني نزار لم تكن تتصف من اليمن ولم تزل قاهرة لها في كل شيء حتى كان يوم خزارة ، فلم تزل نزار ممتنعة قاهرة لليمن في كل يوم التقو به بعد خزازي حتى جاء الإسلام ، ولما انتصر كليب وفض جموع اليمن وهزمهم في هذه الوقعة اجتمعت عليه معد كلها وجعلوا له قسم الملك وتاجه وتحيته وطاته ، وكان من بغية أنه كان يحمي مواقع السحاب فلا يرعى حماه ، وكان له جرو كلب فإذا نزل بمكان فيه كلأ ، قذف ذلك الجرو فيه فلا يرعي أحد من ذلك الكلأ امتداد عوانه يختص هو به ويشاركهم في غيره ، حتى ضرب العرب به المثل : فقالوا : (أعز من كليب وائل) وكان يجير على الدهر فلا تخفر ذمته (انتهى قول ابن الأثير) .

هنا يتضح لنا أن هذه الموقعة هي سبب عز كليب ومن ثم عز بني نزار من ربيعة ومضر ، وفي ذلك النصر الخالد يقول كليب شعراً يشيد بقبيلة غطفان من عبس عيلان من مضر بن نزار ، ويشبههم بالأسود في ساحة الوغي والحرب والطعان .
قال كليب :
قد عرفت قحطان صبري ونجدتي


غداة خزازي والحتوف دوان

غداة شفيت النفس من ذال حمير

وأورثتها ذلاً بصدق طعان

طلقت إليهم بالصفائح والقنا

على كل ليث من بني غطفان

ووائل قد جزت مقاديم يعرب

فصدقها في صحوها الثقلان

ويقول صاحب ذات الفروع في الفخر بقبائل قيس قائلاً :

وعيلان صفر الصفو من آل قيذر

إذا طاب في آل الذبيح التنسب

وجواد إذا ما لغيث أخلف نوءه

وماج حريق بالأعاصير أنكب

لعمري لقد أبقى لقيس شمائلاً

يقوم بها بيت الفخار المطنب

وهم القوم نبعة الجود منهمو

وغيرهم وفيا سلام وخلب

وقد ملأت ما بين برقة عنوة

إلى الشحر من قيس ألوف مكتب

وهم ما همو في كل يوم كريهة
إذا جن نبع بالمنايا تغلب

وفيهم رباط الأعوجيات والقنا
وأسيافهم فيها القضاء المجرب

وهم جمرات الحرب لم يلف مثلهم


إذا لم يكن للناس في الأمر مذهب

وجوههم تندي وتندي أكفهم

إذا لاح برق للمخيلين خلب

وسليم وعدوان وفيهم تناولوا
مفاخر عز لهم تنهلن يعرب

قبائل من قيس عيلان فخم

لهم في العدى ناب خضيب ومخلب

وقيس هم الفرسان مازال منهم

إلى الموت خطأرون والموت ينهب

وعبس وذبيان وأنمار إنهم

لهم في العلا بيت الفخار المطنب

ومن مثل عبدالله ولاليث أشجع

إذا قيل في يوم الهياج ألا أركبو

بنت غطفان المجد وارتقت العلا

نبعتها في قيس عيلان أصلب

وإن أدع في عليا هوازن تأتني

قبائل أركى حين تنمى وأحسب
إلى أن قال :

فتلك على الحالات قيس ولم يزل

لها القدح في المجد الذي لا يخيب


وقال جرير يفخر في قصيدة بقيس نذكر منها هذا البيت عن غطفان :

لن تدركوا غطفان ، ولو أجريتم



يا ابن القيون ، ولا بني منصور






وقال جرير شاعر قيس يفخر بقومه :

أزرت ديار الحي أم لا تزورها



وإني من الحي الجماد فدورها



فلا تأمن الحي قيسا فإنهم



ينو المحصنات لم تدنس حجورها



ميامين خطارون يحمون نسوة



منا جيب تعلو في قريش مهورها



ألا إنما قيس نجوم مضيئة



يشق دجى الظلماء بالليل نورها



تعد لقيس من قديم فعالهم



بيوت أواسيها طوال وسورها



فوارس قيس يمنعون حماهم



وفيهم حماة الخيل تدمي نحورها



وقيس هم قيس الأعنة والقنا



وقيس حماة الخيل تدمي نحورها

سليم وذبيان وعبس وعامر


حصون إلى عز طوال عمورها


ألم تر قيسا لا يرام لها حمى



ويقض بسلطان عليك أميرها


ملوك وأخوال ملوك وفيهم


غيوث الحيا يحي البلاد مطيرها



فإن جبال العز من آل خندف



لقيس فقد عزت وعز نصيبها






(وخندف هو الجزء الثاني من مضر وفيه عمود النسب لأن النبي صلى الله عليه وسلم من خندف) .

وقال جرير شاعر قيس عيلان يرد على الفرزدق شاعر بن تميم من خندف )

لا نهج قيسا ولكن لو شكرتهم



إن اللئيم لأهل السر وغياب



قيس الطعان فلا تهجو فوارسهم



لحاجب وأبي القعقاع أرباب



أقصر فإنك معلم تؤنسوا فزعاً



عند المراء خيف النوك قبقاب



فأسأل أقومك أم قومي هم ضربوا



هام الملوك وأهل الشر أحزاب



منا عتيبة فانظر من تعدله



والحارثان ومنا الردف عتاب






وقال جرير أيضاً :

والحي قسيس بأعلى المجد منزلة



فاستكرموا من فروع زندها وأرى



قومي فأصلهم أصلي وفرعهم



فرعي وعقدهم عقدي وأمراري






يقول زهير بن أبي سلمى من مزينة من خندف :

إذا ابتدرت قيس عيلان غابة



من المجد ، من يسبق إليها يسبق






ويقول الشاعر الحطيئة العبسي الغطفاني ( من قيس عيلان) :

دع المكارم لا ترحل لبغيتها



وأقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي



متى يفعل الخير لايعدم جوازيه



لا يذهب العرف بين الله والناس






وهذه الأبيات للحطيئة من قصيدة كان يهجو فيها الزبرقان بن بدر من بني تميم .

وفي مقتل زهير العبسي من قبيلة غطفان وكان ملكاً عليها قال زهير قصيدة يمجد كلاب وسائر بن عامر من هوازن ويرد على خالد بن جعفر بن كلاب بعدهما احتج عليه :

وكانت هوازن من قيس عيلان في الجاهلية تدفع الإتاوة لزهير بن جذيمة بن رواحة العبسي سيد غطفان ، فأرسل ابنه شاس إلى النعمان ملك الحيرة وفي عودته أمر بماء من مياه (غني) وهي قبيلة من قيس ، فقتله رباح بن الأشل الغنوي ، وهم حلفاء في بني عارم من هوازن ، وجاء زهير وطلب من هوازن تسليم رباح لقتله والتخلي عن غني لقتالهم والثأر منهم ، فكان خالد بن جعفر بن كلاب من بني عامر حاضراً ،وغني هم أخواله ، فقال : والله ما رأينا كاليوم تعدي رجل على قومه (يقصد أن زهيراً العبسي طغى وبغى على قبائل قيس التي هي من قومه لأنه عبسي من غطفان من قيس ) فخشع زهير ثم قال لخالد بن جعفر بن كلاب : هل لك أن تكون طلبتي عندك وأترك غنيا ؟

قال : نعم . فقال زهير شعراً يمجد بني عامر من هوازن :

فلولا كلاب قد أخذت قرينتي


برغني أعبدا وماليا



ولكن حمتهم عصبة عامرية


يهزون في الأرض القصار العواليا


مساعير في الهيجا مصاليت في الوغى


أخوهم عزيز لا يخاف الأعاديا



يقيمون في دار الحفاظ تكرما


إذا ما فني القوم أضحت فواليا






فكانت هذه الأشعار من زهير العبسي وفيها يمجد بن عامر من هوازن لأنهم أولاً وأخيراً هم أبناء عمومته ، وعزهم هو عزه وأصلهم هو أصله من قيس عيلان ، ثم يشاء الله ويقدر أن يقتل زهير العبسي على يد خالد بن جعفر بن كلاب من بني عامر من هوازن وكان زهير حينئذ عائداً من سوق عكاظ بالحجاز فقال ورقاء بن زهير :

رأيت زهيراً تحت كلكل خالد



فاقبلت أسعى كالعجول أبادر



إلى بطلين يعتران كلاهما



يريد رياش السيف والسيف نادر



فشلت يميني يوم أضرب خالدا



وبمنعه مني الحديد المظاهر



فياليت أني قبل أيام خالد



وقبل زهير لم تلدني تماضر






قلت : وتماضر هي بنت الشريد شاعرة مشهورة من بني سليم بن منصور ، ثم قال خالد بن جعفر الكلابي من بني عامر يمن على هوازن يقتله لزهير العبسي :

أبلغ هوازن كيف تكفر بعدما



اتقتهم فتوالدوا أحرار



قتلت ربهم زهيراً بعدما



جدع الأنوف وأكثر الأونار



جعلت مهر نسائهم دياتهم



عقل الملوك هجائنا وبكارا






ثم قتل خالد بن جعفر الكلابي بعد ذلك على يد الحارث بن ظالم المري من بين ذبيان من غطفان ، فلما طالبت به هوازن استجار بيزيد بن عمرو فغدر به وقتله لغدره ، لأنه كما قيل قد قتل خالداص وهو نائم .. فارتاحت هوازن :

قال عنترة بن شداد يرثي الملك زهير بن جذيمة العبسي :

خف البدر حين كان تماما



وخفى نوره فعاد ظلاما



ودراري النجوم غارت وغابت



وضياء الآفاق صار قتاما



حين قالوا زهير ولي قتيلا



خيم الحزن عندنا وأقاما



قد سقاه الزمان كأس حمام



وكذاك الزمان يسقي الحماما



كان عوني وعدني في الرزايا



كان درعي وذابلي والحساما



ياجفوني إن لم تجودي بدمع



لجعلت الكرى عليك حراما



قسما بالذي أمات وأحيا



وتولى الأرواح والأجساما



لارفعت الحسام في الحرب حتى



أترك القوم في الفيافي عظاما



يا بني عامر ستلقون برقا



من حسامي يجري الدماء سجاما



وتضج النساء من خيفة السبي



وتبكي على الصغار اليتامى






وقال أيضاً يرثي مالك بن زهير العبسي وكان صديقاً له :

ألا يا غراب البين في الطيران



أعرني جناحا قد عدمت بناني



ترى هل علمت اليوم مقتل مالك



ومصرعه في ذلة وهوان



فإن كان حقاً فالنجوم لفقده



تغيب ويهوي بعده القمران



لقد كان يوماً أسود الليل عابساً



يخاف بلاه طارق الحدثان



فلله عيناً من رأي مثل مالك



عقيرة قوم إن جرى فرسان



فليتهم لم يجريا نصف فلوة



وليتهما لم يرسلا لرهان



وليتهما كان جميعاً ببلدة



وأخطاهما قيس فلا يريان



فقد جلبا حيناً وحرباً عظيمة



تبيد سراة القوم من غطفان






وقال في حرب كانت بين بني عامر من هوازن وبين بني عبس من غطفان يذكر قتل زهير بن جذيمة العبسي :

إذا نحن حالفنا شفار البواتر



وسمر القنا فوق الجياد الضوامر



على حرب قومٍ كان فينا كفاية



ولو أنهم مثل البحار الزواخر



رما الفخر في جميع الجيوش وإنما



فخار الفتى تفريق جميع العساكر



سلي ابنة الأعمام عني وقد أتت



قبائل كلب مع غنى وعامر



لوج كموج البحر تحت غمامة



قد انتسجت من وقع ضرب الحوافر



تولوا سراعا والقنا في ظهورهم



تشك الكلى بين الحشى والخواصير



بالسيق قد خلفت في الفقر منهم



عظاماً ولحماً للنسور الكواسر



بارع قومي غير قول ابن ظالم



وكان خبيثاً قوله قول ماكر



في وادعي أن ليس في الأرض مثله



فلما التقينا بان فخر المفاخر



أحب بني عبس ولو هدروا دمي



محبة عبد صادق القول صابر



أدنو إذا ما أبعدوني وألتقي



رماح العدا عنهم وحر الهواجر



ولي زهير والمقانب حوله



قتيلا وأطراق الرماح الشواجر



كان أجل الناس قدراً وقد غدا



أجل قتيل زار أهل المقابر



وا أسفا كيف أشتقي قلب خالد



بتاج بني عبس كرام العشائر



كيف أنام الليل من دون ثأره



وقد كان ذخري في الخطوب الكبائر






والأشعار عن بني غطفان كثيرة في الجاهلية والإسلام ، ومن غطفان شعراء جهابذة في الجاهلية والإسلام ، نذكر النابغة الذبياني والحطيئة العبسي ، وغيرهم . ومن أراد الاطلاع والميزد فليرجع إلى دواوين هؤلاء لينهل منها :

وقد رشحنا في الموسوعة إبراز أشعار عنتر بن شداد العبسي من ديوانه الشهير ، ومن شعره في المعلقات كم هو معروف في الجاهلية ، وكان عنترة قبيل الإسلام يفترة وجيزة ، وعنترة بن شداد بطل أسطورة ويطلق عليه ( أبا الفوارس) ولا تزال ذكراه في وجدان العرب لا تنسى – لم يمحها الدهر - .

وقد افتخر به عبس وسائر غطفان بل وجل قيس عيلان ، ومازالت ذكرى هذا البطل في أذهان بني رشيد في البوادي والحواضر ، فهم ورثة عبس وأحفاده في جزيرة العرب .

وقد ذكر في أشعار البادية النبطيين من بني رشيد ، وقد أسلفنا عن هذه الأشعار لنربط الحاضر بالماضي التليد .

(من ديوان عنترة بن شداد) يقول سيف الدين الكاتب وأحمد عصام الكاتب : كانت أم عنترة أمة حبشية تسمى (زبيبة ) ولعلها صارت إلى شداد العبسي في سبي ، وقال أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني :

وقد كان شداد نفاه مرة ، ثم اعترف به فالحق بنسبه ، وكانت العرب تفعل ذلك ، تستبعد أولاد الإمعاء ، فإن أنجب اعترفت به ، وغلا بقي عبداً .

عرف عن عنترة من الشجاعة والمروءة والإقدان مالم يعرف عن سواه ، حتى أصبح مضرب المثل في ذلك ، لا يماري في هذا أحد ، وكان شهماً كريم النفس يعف عن المحارم حتى قال :

وأغض طرفي إن بدت لي جارتي



حتى يواري جارتي مأواها




فهذا خلق حسن رفيع قلما كان يؤثر عن أهل الجاهلية مثله : فإذا عرفنا ملامح عنترة العاشق .. عرفنا ثم رجلاً متيماً بعبلة إلى حد قوله في معلقته :

ولقد ذكرتك والرماح نواهل



مني وبيض الهند تقطر من دمي



فوددت تقبيل السيوف لأنها



لمعت كبارق ثغرك المتبسم






ثم هو لا يلتفت إلى سواها مهما بلغ بها الحسن والجمال والبهاء .. فأنت حيال فارس لا يعرف المساومة ولا المهادنة ، ومن هنا فقد كانت فروسية عنترة قائمة في عشقه ، وكان عشقه ماثص في فروسيته ، توأمان لا يملكان فكاكاً ، ونحن بينهما قراء لهذا التراث الشعري الفريد ، الذي أثرى العربية أيما إثراء .

ولقد اجتمع إلى شجاعة عنترة وحبه عناصر أخرى .. جعلت من حياة هذا الفارس مادة لقصة أو السيرة ، حتى بلغت مبلغ الأسطورة .. وتداولها الناس جيلاً بعد جيل منذ أن دونها يوسف بن إسماعيل المصري على عهد العزيز بالله الفاطمي ( بعد عام 400هـ ) في القاهرة .

ويبقى عنترة في شعره أمانة في رقبة الأجيال .. ولطالما تتكشف للنقاد كل يوم جوانب جديدة ومضيئة في حياة هذا الفارس الشاعر فإنه خليق بذلك حقاص وسوف يدرك ذلك من يتاح له أن يطالع هذه الأشعار :

قلت وسترشح أشعاراً من ديوان عنترة بن شداد تذكر منها التالي :





(أنا الموت )

قال شيبوب لأخيه وهو يتوعد قوماً بالحرب : ألا تخش الموت يا أخي ؟

فأنشأ عنترة العبسي يقول :

إذا لم أروي صارمي من دم العدا



ويصبح من إفرانده الدم يقطر



فلا كحلت أجفان عيني بالكرى



ولا جاءني من طيف عبلة مخبر



إذا ما رآني الغرب ذل لهيبتي



ومازال باع الشرق عني يقصر



أنا الموت إلا أنني غير صابر



على أنفس الأبطال والموت يصبر



أنا الأسد الحامي حمى من يلوذ بي



وفعلي له وصف إلى الدهر يذكر



إذا ما لقيت الموت عممت رأسه



بسيف على شرب الدمخا يتجوهر



سوادي بياض حين تبدو شمائلي



وفعلي له وصف إلى الدهر يذكر



ألا فلعيش جاري عزيزاً وينثني



عدوي ذليلاً نادماً يتحسر



هزمت تميماً ثم جندلت كبشهم



وعدت وسيفي من دم القوم أحمر



بني عبس سودوا في القبائل وافخروا



بعبد له فوق السماكين منبر



إذا مامنادي الحي نادى أجبته



وخبل المنايا بالجماجم تعثر



سل المشرفي الهنداوني في يدي



يخبرك عني أنني أنا عنتر






وفي قصيدة أخرى بها بيت شهير هو :

وسيفي كان في الهيجا طبيباً



يداوي رأس من يشكو الصداعا






قال عنترة :

قال يوم المصانع قد تركنا

لنا بفعالنا خبراً مشاها



اقمنا بالذوابل سوق حرب



وصيرنا النفوس لها متاعاً



وسيفي كان في الهيجاء طبيباً



يداوي رأس من يشكو الصداعا



أنا العبد الذي خبرت عنه



وقد عاينتني فدع السماعا



ولو أرسلت رمحي مع جبان





لكان بهبي يلقى السباعا



ملأت الأرض خوفاً من حسامي



وخصمي لم يجد فيها اتساعاً



إذا الأبطال فرت خوف بأسي



ترى الأقطار باعا أو ذراعا






وقال عنترة في صباه :

لئن ألك أسودا فالملك لوني



ومالواد جلدي من دواء



ولكن تبعد الفحثاء عني



كبعد الأرض عن جو السماء






وقال أيضاً قصيدة تعبر عن اعتزازه بنفسه في صباه :

مادمت مرتقيا إلى العلياء



حتى بلغت إلى ذرى الجوزاء



فهاك لا أقوى على من لامنى



خوف الممات وفرقة الأحياء



فلا عضبن عواذلي وحواسدي



ولأصبرن على قلبي وجواء



ولأجهدن على اللقاء لكي أرى



ما أترجيه أو يحين قضائي



ولأحمين النفس عن شهواتها



حتى أرى ذا ذمة ووفاء



من كان يجحدني فقد برح الخفا



ما كنت أكتمه عن الرقباء



ما ساءني لوني واسم زبيبة



إن قصرت عن همتي أعدائي



فلئن بقيت لأصنعن عجائباً



ولأبكمن بلاغة الفصحاء






وقال عنترة :

كم يبعد الدهر من أرجو أقاربه



عن ويبعث شيطاناً أحاربه



لياله من زمان كلما انصرفت



صروفه فتكت فينا عواقبه



دهر يرى الغدر من إحدى طبائعه



فكيف بهنا به حر يصاحبه



ثم ليلة سرتُ في البيداء منفرداً



والليل للغرب قد مالت كواكبه



سيفي أنيسي ورمحي كلما نهمت



أسد الدحال إليها مال جانبه



وكم غدير مزجت الماء فيه دما



عند الصباح وراح الوحش طالبه



يا طامعا في هلاكي عد بلا طمع



ولا ترد كأس حتف أنت شاربه






وقال يتوعد النعمان بن المنذر ملك الحيرة ويفتخر بقوله :

لا يحمل الحقد من تعلوا به الرتب



ولا ينال العلا من طبعه الغضب



ومن يكن عبد قوم لا يخالهم



إذا جفوه ويترضي إذا عتبوا



قد كنت فيما مضى أرعى جمالهم



واليوم أحمي حماهم كلما نكبوا



لله در بني عبس لقد نسلوا



من الأكارم ما قد تنسل العرب



لئن يعيبوا سوادي فهو لي نسب



يوم النزال إذا ما فاتني النسب



إن كنت تعلم يا نعمان أي فتي



يلقى أخاك الذي قد غره العصب



فتي يخوض غمار الحرب مبتسماً



وينثني وسنان الرمح مختضب



إن سل صارمه سالت مضاربه



وأرشق الجو وانشقت له الحجب



والخيل تشهد لي أن أكلفكفها



والطعن مثل شرار النار يلتهب



إذا التقيت الأعادي يوم معركة



تركت جمعهم المغرور ينتهب



لي النفوس وللطير اللحوم



وللوحش العظام وللخيالة السلب



لا أبعد الله عن عيني غطارفة



إنا إذا نزلوا جنا إذا ركبوا



أسود غاب ولكن لا نيوب لهم



إلا الأسنة والهندية القضب



ما زلت ألقى صدور الخيل مندفعا



بالطعن حتى يضج السرج واللبب



فالعمى لو كان في أجفانهم نظروا



والخرس لو كان في أفواههم خطبوا



والنقع يوم طراد الخيل يشهد لي



والضرب والطعن والأقلام والكتب






وقال يفتخر :

إذا كان أمر الله أمراً يقدر



فكيف يفسر المرء منه ويحذر



ومن ذا يرد الموت أو يدفع القضا



وضربته محتومة ليس تعبر



لقد هان عندي الدهر لما عرفته



وإني بما تأتي الملمات أخبر



وليس سباع البر مثل ضباعه



ولاكل من خاض العجاجة عنتر



سلوا صرف هذا الدهر كم شن غارة



ففرجتها والموت فيها مشمر



بصارم عزم لو ضربت بحده



دجى الليل ولي وهو بالنجم يعثر



دعوني أجد السعي في طلب العلا



فأدرك سؤالي أو أموت فاعذر



ولا تختشوا مما يقدر في غد



فما جاءنا من عالم الغيب مختبر



وكم من نذير قد أتانا محذراً



فكان رسولاً في السرور يبشر



ففي وانظري يا عبل فعلي وعايني



طعاني إذا ثار العجاج المكدر



تري بطلاً يلقى الفوارس ضاحكاً



ويرجع عنهم وهو أشعث أغبر



ولا ينثني حتى يخلي جماجما



تمر بها ريح الجنوب فتصفر



وأجاد قوم يسكن الطير حولها



إلى أن يرى وحش الفلاة فينفر






وقال يتوعد جموع الأعاجم من الفرس :

وغداً يمر على الأعاجم من يدي



كأس أمرٌ من السموم نقيعها



وأذيقها طعنا نذل لوقعه



ساداتها ويشيب منه رضيعها



وإذا جيوش الكسروي تبادرت



نحوي وأبدت ما تكن ضلوعها



فانلتها حتى تمل ويشتكي



كرب الغبار رفيعها ووضيعها



فيكون للأسد الضواري لحمها



ولمن صحبنا جيلها ودروعها



يا عبل لو أن المنية صورت



لغدا إلى سجودها وركوعها



وسطت بسيفي في النفوس



مبيدة من لا يجيب مقالها ويطيعها






وقال أيضاً في حرب كانت بين عبس والأعاجم :

يا عبل قري بوادي الرمل آمنة



من العداة وإن خوفت لا تخفي



فدون بيتك أسد في أناملها



بيض تقد أعالي البيض والجحف



لله در بني عبس لقد بلغوا



كل الفخار ونالوا غاية الشرف



خافوا من الحرب لما أبصروا فرسي



تحت العجاجة يهوي بي إلى التلف



ثم اقتفوا أثري من بعد ما علموا



أن المنية سهم غير منصرف



أخضت الغبار ومهري أدهم



فعاد مختضباص بالدم والجيف



مازلت أنصف خصمي وهو يظلمني



حتى غدا من حسامي غير منتصف



وإن يعيبوا سواداص قد كسبت به



فالدار يستره ثوب من الصدف








وقال عنترة في إحدى غاراته :

لوما أوقدوا نار المنايا



بأطراف المثقفة العوالي



طغاها أسود من آل عبس



بأبيض صارم حسن الصقال



إذا ماسل دما نجيعاً



ويخرق حده صم الجبال



وأسمر كلما رفعته كفي



يلوح سنانه مثل الهلال



نبراه إذا تلوى في يمني



تسابقه المنية في شمالي



ضمنت لك الضمان ضمان صدق



واتبعت المقالة بالفعال



وفرقت الكتائب عند ضرب



تخر له صناديد الرجال



ملأت الأرض خوفاص من حسامي



فبارت الناس في قيل وقال






وكانت بنو طيء قد أغارت على بني عبس فأصابوا منهم وقتلوا أنفاراً من الحي وسبوا نساء كثيرة ، وكان عنترة معتزلاً عنهم في ناحية من إبله على فرس له فمر به أبوه فقال : ويك يا عنترة كر ، فقال عنترة : العبد لا يحسن الكر وإنما يسحن الحلب والصر ، فقال كر وأنت حر : فكر وحده وهبت في أثره رجال عبس فهزم السرية المغيرة واستنفذ الغنيمة من أيديهم وقال في ذلك :

عقاب الهجر أعقب لي الوصولا



وصدق الصبر أظهر لي المحالا



عتبت الدهر كيف يذل مثلي



ولي عزم أقد به الجبالا



أنا الرجال الذي خبرت عنه



وقد عاينت مع خبري الفعالا



غداة أتت بنو طيء وكلب



تهز بكفها السمر الطوالا



بجيش كلما لاحظت فيه



حسبت الأرض قد ملئت رجالا



وداسوا أرضنا بمضمرات



فكان صليلها قيلاً وقالا



تولوا جفلا منا حياري



وفائوا الظعن منهم والرحالا



وما حملت ذوو الأنساب ضيماً



ولاسمعت لداعيها مقالا



وما رد الأعنة غير عبد



ونار الحرب تشتعل اشتعالا



بطعن ترعد الأبطال منه



لشدنه فتجتنب القتالا



صدمت الجيش حتى كل مهري



وعدت فما وجدت لهم ظلالا



وراحت خيلهم من وجه سيفي



خفافا بعد ماكانت ثقالا



تدوس على الفوارس وهي تعدو



وقد أخذت جماجمهم نعالا



وكم بطل تركت بها طريحا



يحرك بعد يمناه الشمالا



وخلصت العذاري والغواني



وما أبقيت مع أحد عقالا



تعنفني زبيبة في الملام



على الإقدام في يوم الزحام



تخاف علي أن ألقى حمامي



بطعن الرمح أو ضرب الحسام



مقال ليس تقبله كرام



ولا يرضى به غير اللئام



يخوض الشيخ في بحر المنايا



ويرجع سالماً والبحر طام



ويأتي الموت طفلاً في مهده



ويلقى حتفه قبل الفطام



فلا ترضى بمنقصة وذل



ويقنع بالقليل من الحطام



فعيشك تحت ظل العز يوماً



ولا تحت المذلة ألف عام






وقال أيضاً في حربه مع العجم :

سلي يا ابنة العبسي رمحي وصارمي



وما فعلا في يوم حرب الأعاجم



سقيتهما والخيل تعثر باقنا



دماء العداء ممزوجة بالعلاقم



وفرقت جيشاً كان في جنباته



دمادمم رعد تحت برق الصوارم



على مهرة منسوبة عربية



تطير إذا اشتد الوغي بالقوائم



وتصهل خوفاً والرماح قواصد



إليها وتنسل انسلال الأراقم



قحمت بها بحر المنايا فحمحمت



وقد غرقت في موجه المتلاطم



أحب بني عبس ولو هدروا دمي



لأجلك يا بنت السراة الأكارم



وأحمل ثقل الضيم والضيم جائر



وأظهر أني ظالم وابن ظالم






وقال عنترة في قصيدة له حرب كانت بين العرب والعجم :



خلقت من الجبال أشد قلبا



وقد تغتي الجبال ولست أفنى



أنا الحصن المشيد لآل عبس



إذا ما شادت الأبطال حصنا



شبيه الليل لوني غير أني



بفعلي من بياض الصبح أسنى



جوادي نسبتي وأبي وأمي



حسامي والسنان إذا انتسبنا






وقال في إحدى غاراته هذه الأبيات الرائعة التي تعبر عن بطولته وحكمته :

حكم سيوفك في رقاب العدل












بنو رشيد ( عبس )

وقال في إحدى غاراته هذه الأبيات الرائعة التي تعبر عن بطولته وحكمته
حكم سيوفك في رقاب العذل



وإذا نزلت بدار ذلٍ فارحل



وإذا بليت بظالم كن ظالماً



وإذا لقيت ذوي الجهالة فاجهل



وإذا الجبان نهاك يوم كريهة



خوفاً عليك من ازدحام الجحفل



فاعص مقالته ولا تحفل بها



وأقدم إذا حق اللقاء في الأول



واختر لنفسك منزلاً تعلو به



أو مت كريماً تحت ظل القسطل



فالموت لا ينجيك من آفاته



حصن ولو شيدته بالجندل



موت الفتى في عز خير لـه



من أن يبيت أسير طرف أكحل



إن كنت في عدد العبيد فهمتي



فوق الثريا والسماك الأعزل



أو أنكرت فرسان عبس نسبتي



فسنان رمحي والحسام يقر لي



وبذابلي ومهندي نلت العلا



لا بالقرابة والعديد الأجزل(1)



ورميت مهري في العجاج فخاضه



والنار تقدح من شفار الأنصل(2)



خاض العجاج محجلاً حتى إذا



شهد الوقيعة عاد غير محجل(3)



ولقد نكبت بني حريقة نكبة



لما طعنت صميم قلب الأخبل(4)



وقتلت فارسهم ربيعة عنوة



والهيذبان وجابر بن مهلهل



وابني ربيعة والحريس ومالكاً



والزبرقان غداً طريح الجندل



وأنا ابو سوداء الجبين كأنها



ضبع ترعرع في رسوم المنزل



الساق منها مثل ساق نعامة



والشعر منها مثل حب الفلفل



والثغر من تحت اللثام كأنه



برق تلألأ في الظلام المسدل



يا نازلين على الحمى ودياره



هلا رأيتم في الديار تقلقلي



قد طال عزكم وذلي في الهوى



ومن العجائب عزكم وتذللي



لا تسقني ماء الحياة بذلة



بل فاسقني بالعز كأس الحنضل



ماء الحياة بذلة كجهنم



وجنهم بالعز أطيب منزل








وقال أيضاً :

حاربتني يا نائبات الليالي



عن يميني وتارة عن شمالي



واجهدي في عداوتي وعنادي



انت والله لم تلمي ببالي



إن لي همة أشد من الصخور



وأقوى من راسيات الجبال



وسناناً إذا تعسفت في الليل



هداني وردني عن ضلالي(1)



وجواداً ما سار إلا سرى البرق



وراه من اقتداح النعال(2)



ادهم يصدع الدجى بسواد



أين عينيه غرة كالهلال(3)



يقتديني بنفسه وأفديه



بنفسي يوم القتال ومالي



وإذا قام سوق حرب العوالي



وتلظى بالمرهفات الصقال



كنت دلالها وكان سناني



تاجراً يشتري النفوس الغوالي



يا سباع الفلا إذا اشتعل الحرب



اتبعيني من القفار الخوالي



اتبعيني تري دماء الأعادي



سائلات بين الربى والرمال



ثم عودي من بعد ذا واشكريني



واذكري ما رأيته من فعالي



وخذي من جماجم القوم قوتاً



لبنيك الصغار والأشبال








جشم يومئذ دريد بن الصمة الجشمي ، فأرسل قيس بن زهير وكان سيد عبس يستنجد عنترة فأبى وامتنع . ولما عظم الخطب على بني عبس خرجت إليه جماعة من نساء القبيلة من جملتهن الجمانة بنت قيس ، فلما قدمن عليه طلبن أن ينهض معهن لمقاومة العدو وإلا انقطعت العشيرة وتشتت شملها . فاحتمس ونهض من وقته طالباً ديار قومه وأنشأ يقول :

سكت فغر أعدائي السكوت



وظنوني لأهلي قد نسيت



وكيف أنام عن سادات قوم



أنا ف فضل نعمتهم ربيت(1)



وإن دارت بهم خيل الأعادي



ونادوني أجبت متى دعيت(2)



بسيف حسده موج المنايا



ورمح صدره الحتف المميت(3)



خلقت من الحديد أشد قلباً



وقد بلى الحديد وما بليت(4)



وإني قد شربت دم الأعادي



بأقحاف الرءوس وما رويت(5)



وفي الحرب العوان ولدت طفلاً



ومن لبن المعامع قد سقيت(_6)



فما للرمح في جسمي نصيب



ولا للسيف في أعضاي قوت



ولي بيت علا فلك الثريا



تخر لعظم هيبته البيوت




وقال عند خروجه إلى بلاد العراق في طلب النوق العصافيرية مهر عبلة :

أي عبل مني بطيف الخيال



على المستهام وطيب الرقاد



عسى نظرة منك تحيي بها



حشاشة ميت الجفا والبعاد



وحقك لا زال ظهر الجواد



مقيلي وسيفي ودرعي وسادي(7)



إلى أن أدوس بلاد العراق



وأفني حواضرها والبوادي



إذا قام سوق لبيع النفوس



ونادى وأعلن فيها المنادي



واقبلت الخيل تحت الغبار



بوقع الرماح وضرب الحداد



هنالك أصدم فرسانها



فترجع مخذولة كالعماد(8)



وأرجع النوق موقورة



تسير الهوينا وشيبوب حاد(9)



وتسهر لي أعين الحاسدين



وترقد أعين أهل الوداد




وقال يفخر ببني عبس :

وما زال الشباب ولا اكتهلنا



ولا أبلى الزمان لنا جديدا



وما زالت صوارمنا حداداً



تقد بها أناملنا الحديدا



ملأنا سائر الأقطار خوفاً



فأضحى العاملون لنا عبيدا



وجاوزنا الثريا في علاها



ولم نترك لقاصدنا وفودا



إذا بلغ الفطام لنا صبي



تخر لـه أعادينا سجودا(1)



فمن يقصد بداهية إلينا



يرى منا جبابرة أسودا



ويوم البذل نعطي ما ملكنا



ونملأ الأرض إحساناً وجودا



وننعل خيلنا في كل حرب



عظاما داميات أو جلودا



فهل من يبلغ النعمان عنا



مقالاً سوف يبلغه رشيدا



إذا عادت بنو الأعجام تهوي



وقد ولت ونكّست البنودا(2)



غير أني مثل الحسام إذا ما



زاد صقلاً جاد يوم جلاد



حنكتني نوائب الدهر حتى



أوقفتني على طريق الرشاد



ولقيت الأبطال في كل حرب



وهزمت الرجال في كل واد



وتركت الفرسان صرعى بطعن



من سنان يحكي رءوس المزاد



وحسام قد كنت من عهد شداد قديماً



وكان من عهد عباد



وقهرت الملوك شرقاً وغرباً



وأبدت الأقران يوم الطراد



قل صبري على فراق غصوب



وهو قد كان عدتي واعتمادي



وكذا عروة وميسرة حامي



حمانا عند اصطدام الجياد



لأفكن أسرهم عن قريب



من ايادي الأعداء والحساد









وقال في قصيدة معروفة بالعقيقة :

بين العقيق وبين بقرة ثهمد



طل لعبلة مستل المعهد






إلى أن قال :

وتنوفه مجهولة قد خضتها



بسنان رمح ناره لم تخمد



باكرتها في فتية عبسية



من كل أروع في الكريهة أصيد



وترى بها الرايات تخفق والقنا



وترى العجاج كمثل بحر مزبد



فهناك تنظر آل عبس موقفي



والخيل تعثر بالوشيج الأملد



وبوارق البيض الرقاق لوامع



في عارض مثل الغمام المرعد



وذوابل السمر الدقاق كأنها



تحت القتام نجوم ليل أسود



وحوافر الخليل العتاق على الصفا



مثل الصواعق في قفار الفدفد



باشرت موكبها وخضت غبارها



وطفئت جمر لهيبها المتوقد



وكررت والأبطال بين تصادم



وتهاجم وتحزب وتشدد



وفوارس الهيجاء بين ممانع



ومدافع ومخادع ومعربد



والبيض تلمع والرماح عواسل



والقوم بين مجدل ومقيد



وموسد تحت التراب وغيره



فوق التراب يئن العنان الأربد



أقحمت مهري تحت ظل عجاجة



بسنان رمح ذابل ومهند



ورغمت أنف الحاسدين بسطوتي



فغدوا لها من راكعين وسجد








وقال عنترة أيضاً يفتخر بفروسيته :

كم فارس غادرت يأكل لحمه



ضاري الذئاب وكاسرات الأنسر



أفري الصدور بكل طعن هائل



والسابغات بكل ضرب منكر



وإذا ركبت ترى الجبال تضج من



ركض الخيول وكل قطر موعر



وإذا غزوت تحو م عقبان الفلا



حولي فتطعم كبد كل غضنفر



ولكم خطفت مدرعاً من سرجه



في الحرب وهو بنفسه لم يشعر



ولكم وردت الموت أعظم مورد



وصدرت عنه فكان أعظم مصدر



يا عبل لو عانيت فعلي في العدا



من كل شلو بالتراب معفّر



والخيل في وسط المضيق تبادرت



نحوي كمثل العارض المتفجر



من كل أدهم كالريح إذا جرى



أو أشهب عالي المطا أو أشقر



فصرخت فيهم صرخة عبسية



كالرعد تدوي في قلوب العسكر



وعطفت نحوهم وصلت عليهم



وصدمت موكبهم بصدر الأبجر



وطرحتهم فوق الصعيد كأنهم



أعجاز نخل في حضيض المحجر



ودماؤهم فوق الدروع تخضبت



منها فصارت كالعقيق الأحمر



ولربما عثر الجواد بفارس



ويخال أن جواده لم يعثر



وبين ثنايها إذا ما تبسمت



مدير مدام يمزج الراح بالشهد



شكا نحرها من عقدها متظلماً



فوا حرباً من ذلك النحر والعقد



فهل تسمح اليام يا ابنة مالك



بوصل يداوي القلب من ألم الصد؟



سأحلم عن قومي ولو سفكوا دمي



وأجرع فيك الصبر دون الملا وحدي



وحقك أشجاني التباعد بعدكم



فهل أنتم أشجاكم البعد من بعدي






وسأله بعض أصحابه يوماً أن يصف عبلة فقال :

لعوب بألباب الرجال كأنها



إذا أسفرت بدر بدا في المحاشد



شكت سقماً كيما تعاد وما بها



سوى فترة العينين سقم لعائد



من البيض لا تلقاك إلا مصونة



وتمشي كغصن البان بين الولائد



كأن الثريا حين لاحت عشية



على نحرها منظومة في القلائد



منعمة الأطراف خود كأنها



هلال على غصن من البان مائد



حوى كل حسن في الكواعب شخصها



فليس بها إلا عيوب الحواسد






ونختم أشعار عنترة بهذه الأبيات من معلقته المشهورة :

هلا سألت الخيل با ابنة مالك



إن كنت جاهلة بما لم تعلمي



إذ لا أزال على رحالة سابح



نهد تعاوره الكماة مكلم



طوراً يجرد للطعان وتارة



يأوي إلى حصد القسى عرمرم



يخبرك من شهد الوقيعة أنني



أغشى الوغى وأعف عند المغنم



ولقد ذكرتك والرماح نواهل



منى وبيض الهند تقطر من دمي



فوددت تقبيل السيوف لأنها



لمعت كبارق ثغرك المتبسم






إلى أن قال :

يدعون عنترة والرماح كأنها



أشطان بئر في لبان الأدهم



وما زلت أرميهم بثغرة نحره



ولبانه حتى تسربل بالدم



حالت رماح ابني بغيض دونكم



وزوت جواني الحرب من لم يجرم






وقال يتوعد بني زبيد في قصيدة بها دعوة للشجاعة والكرم لفتيات قومه :

إذا قنع الفتى بذميم عيش



وراء سجف كالبنات(1)



ولم يهجم على أسد المنايا



ولم يطعن صدور الصافنات



ولم يقر الضيوف إذا أتوه



ولم يرو السيوف من الكماة



ولم يبلغ بضرب الهام مجداً



ولم يك صابراً في النائبات



فقل للناعيات إذا بكته



ألا فأقصرن ندب النادبات



ولا تندبن إلا ليث غاب



شجاعاً في الحروب الثائرات



دعوني في القتال أمت عزيزاً



فموت العز خير من حياتي



لعمري ما الفخار بكسب مال



ولا يدعى الغني من السراة



ستذكرني المعامع كل وقت



على طول الحياة إلى الممات



فذاك الذكر يبقى ليس يفنى



مدى الأيام في ماض وات



وإني اليوم أحمي عرض قومي



وأنصر آل عبس على العداة



وأخذ مالنا منهم بحرب



تخر لها متون الراسيات



وأترك كل نائحة تنادي



عليهم بالتفرق والشتات








ومن شعره في وصف عبلة بنت عمه مالك

لمن الشموس عزيزة الأحداج



يطلعن بين الوشى والديباج(1)



من كل فائقة الجمال كدمية



من لؤلؤ قد صرت في عاج(2)



تمشي وترفل في الثياب كأنها



غصن ترنح في نقا رجاج(3)



حفت بهن مناصل وذوابل



ومشت بهن ذوامل ونواج(4)



فيهن هيفاء القوام كأنها



فلك مشرع على الأمواج(5)






وقال أيضاً في وصفها ببراعة وفصاحة عبسية :

مهفهفة بالسحر من لحظاتها

إذا كملت ميتا يقوم من اللحد(6)


اشارت إليها الشمس عند غروبها


تقول إذا اسود الدجى فاطلعي بعدي(7)

وقال لها البدر المنير ألا أسفري

فإنك مثلي في الكمال وفي السعدي(8)

فولت حياءً ثم أرخت لثامها

وقد نثرت من خدها رطب الورد(9)


وسلت حساماً من سواجي جفونها

كسيف أبيها القاطع المرهف الحد


تقاتل عيناها به وهو مغمد

ومن عجب أن يقطع السيف في الغمد


مرنحة الأعطاف مهضومة الحشا


منعمة الأطراف مائسة القد


يبيت فتات المسك تحت لثامها


فيزداد من أنفاسها أرج الند



ويلطع ضوء الصبح تحت جبينها



فيغشاه ليل من دجى شعرها الجعد











(1) الذابل والمهند : الرمح والسيف ، العديد الأجزل . العدد الكثير من الناس والأقرباء .

(2) الشفار : جوانب النصل

(3) المحجل : الأبيض القوائم من الخيل .

(4) الأخيل : المتكبر .

(1) تعسفت : خبطت في العتمة .

(2) وراه : وراءه

(3) الأدهم : شديد السواد . ويصدع : يشق .

(1) ربيت : يريد عنترة أنه تربى ونشأ في فضل قومه .

(2) دارت بهم خيل العدو : أحدقت وأحاطت بهم .

(3) موج المنايا : يريد أن سيفه يفتك بالأعداء فتكا ذريعاً ، وكأنه في حركته بحر هائج لا نجاة من موجه العنيف القاتل ، وصدر الرمح . رأسه . والحتف : الموت والأجل المحتوم .

(4) الأقحاف : جمع مفردة قحف بكسر أوله : وهو العظم الذي يكون في الجمجمة فوق الدماغ ، ويطلق على ما تصدع من الجمجمة .

(5) الحرب العوان : حامية الوطيس ، والمعامع : من أسماء الحرب .



(_6) يقصد أن جسمه لم يبق فيه موضع لم يصب .

(7) المقيل : موضع القيلولة : يريد أنه لا يبرح جواده .

(8) يقصد هنا أنه يجابه فرسان أعدائه حتى يردهم على أعقابهم مشتتين كالبنيان الواهي .

(9) موقورة : محملة بالأسلاب والغنائم .

(1) قلت : قد جاء في معلقة عمرو بن كلثوم التغلبي ( من تغلب بن وائل ) نحو هذا وهو قوله : إذا بلغ الفطام لنا وليد تخر له الجبابر ساجدينا

(2) البنودا : الرايات .

(1) السجف : الستر والحجاب الذي يضرب دون النساء خدورهن ويقول : لا يليق بالفتى أن يرضى بحياء الضع

(1) الشموس : كنى بها النساء ، والأحداج : خرب من المراكب التي تصنع للنساء وأراد بقوله عزيزة الأحداج كريمة أصيلة ، والوشي : النقوش في الثياب ، والديباج : ضرب من الثياب المنمنمة المنقوشة .

(2) هنا يصف نساء قومه بأنهن في وضاءة اللؤلؤ وإشراقه وفي صفاء العاج وملاسته .

(3) ترفل : تجر ذيلها خيلاء ، إشارة إلى أنها من الكبر والعجب ، والنقا : كثيب الرمل وشبهها في تثنيتها بالغصن في تأوده ، وجعل ثوبها في انسحابه خلفها ككثيب الرمل في تحدبه واضطرابه .

(4) المناصل : السيوف الذوابل الرماح ، والذوابل النواجي : النوق السريعة .

(5) هيفاء : رقيقة الخصر ضامرة البطن .

(6) المهفهفة : الدقيقة الخصر .

(7) الجفون : السواجي : الساكنة الوادعة

(8) ترنح الأعطاف : تمايلها في غنج ، ومهضومة الحشا : ضامرة البطن .

(9) الأرج عبق الطيب . والند : ضرب من الطيب أو العنبر .


المصدر
كتاب موسوعة القبائل العربية

الأستاذ / محمد سليمان الطيب

الموضوع الأصلي: من الأشعار عن غطفان في الجاهلية والإسلام | | الكاتب: راعي البلها | | المصدر: شبكة بني عبس




توقيع راعي البلها

 

 



Facebook Twitter
راعي البلها
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن المزيد من مشاركات راعي البلها
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 10-11-2006, 03:47 PM
الاجهر
كبير المـراقـبـيـن
الصورة الشخصية لـ الاجهر
رقم العضوية : 146
تاريخ التسجيل : 27 / 8 / 2006
عدد المشاركات : 12,470
قوة السمعة : 31
من ابناء القبيلة

الاجهر بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي رد: من الأشعار عن غطفان في الجاهلية والإسلام
مشكور اخي راعي البلها

جميل كل ماتقدمة عن تاريخ وامجاد اجدادنا بالحاضر والماضي

تحياتي وتقدري لشخصك الكريم


توقيع الاجهر

 

 



Facebook Twitter
الاجهر
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن المزيد من مشاركات الاجهر
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 10-11-2006, 04:00 PM
راعي البلها
عضو شرف
الصورة الشخصية لـ راعي البلها
رقم العضوية : 333
تاريخ التسجيل : 25 / 9 / 2006
عدد المشاركات : 623
قوة السمعة : 19
من ابناء القبيلة

راعي البلها بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي رد: من الأشعار عن غطفان في الجاهلية والإسلام
هلا وغلا بالاخ العزيز الاجهر
كم يسعدني مرورك وردك
على مثل هذه المواضيع

تحياتي وتقديري
لك
اخوك
راعي البلها


توقيع راعي البلها

 

 



Facebook Twitter
راعي البلها
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن المزيد من مشاركات راعي البلها
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 01-12-2006, 03:04 PM
مبارك الشويلع
مــراقــب عـــام
الصورة الشخصية لـ مبارك الشويلع
رقم العضوية : 35
تاريخ التسجيل : 27 / 7 / 2006
عدد المشاركات : 4,542
قوة السمعة : 23
من ابناء القبيلة

مبارك الشويلع بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي رد: من الأشعار عن غطفان في الجاهلية والإسلام
اخوي الغالي

راعي البلها


بيض الله وجهك

على هذا النقل المميز

ولاهنت


ننتظر جديدك




توقيع مبارك الشويلع
https://play.google.com/store/apps/d...opesun.kabeela

تابعوآ قلعة المجد و التاريخ بـ تويتر

http://twitter.com/#!/bani_3abs



~ ~ وفقكم الله تعالى أبـ الجميـع..



~ حفظكم الله ورعآكم ونفع بكم العبـآد والبلاد ؛

 

 



Facebook Twitter
مبارك الشويلع
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن المزيد من مشاركات مبارك الشويلع
  رقم المشاركة : [ 5  ]
قديم 02-12-2006, 03:15 PM
راعي البلها
عضو شرف
الصورة الشخصية لـ راعي البلها
رقم العضوية : 333
تاريخ التسجيل : 25 / 9 / 2006
عدد المشاركات : 623
قوة السمعة : 19
من ابناء القبيلة

راعي البلها بدأ يبرز
غير متواجد
 
Smile رد: من الأشعار عن غطفان في الجاهلية والإسلام

اقتباس من مشاركة ابوعبدالله

اخوي الغالي

راعي البلها


بيض الله وجهك

على هذا النقل المميز

ولاهنت


ننتظر جديدك



ووجهك اخوي ابو عبدالله ولاهنت على مرورك وردك


توقيع راعي البلها

 

 



Facebook Twitter
راعي البلها
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن المزيد من مشاركات راعي البلها
  رقم المشاركة : [ 6  ]
قديم 04-12-2007, 04:43 PM
ابو براك الرياض
عضو سوبر
الصورة الشخصية لـ ابو براك الرياض
رقم العضوية : 2504
تاريخ التسجيل : 23 / 10 / 2007
عدد المشاركات : 4,122
قوة السمعة : 22
من ابناء القبيلة

ابو براك الرياض بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
الله يعطيك العافيه


توقيع ابو براك الرياض





 

 



Facebook Twitter
ابو براك الرياض
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن المزيد من مشاركات ابو براك الرياض
  رقم المشاركة : [ 7  ]
قديم 05-12-2007, 05:24 PM
موسى بن سيار
عضو مبدع
الصورة الشخصية لـ موسى بن سيار
رقم العضوية : 1966
تاريخ التسجيل : 12 / 8 / 2007
عدد المشاركات : 447
قوة السمعة : 18

موسى بن سيار بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
راعي البهلا


سلمت أناملك علي هذا الطرح الجميل والرائع ...


لك خالص تقديري وأعذب سلامي


Facebook Twitter
موسى بن سيار
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن المزيد من مشاركات موسى بن سيار
  رقم المشاركة : [ 8  ]
قديم 07-12-2007, 11:51 AM
عبدالاله الرشيدي
امبراطور المنتدى
الصورة الشخصية لـ عبدالاله الرشيدي
رقم العضوية : 1827
تاريخ التسجيل : 24 / 7 / 2007
عدد المشاركات : 2,876
قوة السمعة : 20
من ابناء القبيلة

عبدالاله الرشيدي بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
مشكور اخي راعي البلها

جميل كل ماتقدمة عن تاريخ وامجاد اجدادنا بالحاضر والماضي

تحياتي وتقدري لشخصك الكريم


توقيع عبدالاله الرشيدي

 

 



Facebook Twitter
عبدالاله الرشيدي
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن المزيد من مشاركات عبدالاله الرشيدي
موضوع مغلق
صفحة 1 من 2 1 2 >

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

يتصفح الموضوع حالياً : 3 (0 عضو و 3 ضيف)
 

خيارات الموضوع
عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة
ابحث بهذا الموضوع

بحث متقدم
قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاح
الابتسامات متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق

قوانين المنتدى
إنتقل إلى

مواضيع مشابهة
الموضوع الكاتب القسم الردود آخر مشاركة
عفة نساء العرب في الجاهلية الاجهر المنتدى الأدبــــــــــــي 8 24-09-2007 04:58 PM





 شبكة بني عبس ساحات للحوار الهادف الاجتماعي
فعلى كل شخص تحمل مسئولية نفسه إتجاه مايقوم به من مواضيع وردود والالتزام التام بقوانين

الموقع الذي تنص على ان كل مايطرح يكون اجتماعيا وهادف مبني على

التعاون والتكاتف لما يخدم قبيلتنا وديننا ووطننا الغالي وكل الاوطان  شعارنا . لاعنصرية ولا كراهية


الساعة الآن +4: 01:10 PM.

شبكة بني عبس - الأرشيف - للأعلى


Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
هذا المنتدى يعمل على نسخة في بي بلص


أقسام الموقع

  • قريبا
  • رابط نصى
  • رابط نصى
  • رابط نصى
  • رابط نصى
  • رابط نصى

نبذة عنــــا

جميع الحقوق محفوظة شبكة بني عبس