[ذرا عبس]

| كتب أنور الفكر |

أعرب النائب علي الدقباسي عن اسفه ان بعض مؤسسات الوطن العربي «سيطر عليها عائلات محددة يقتاتون منها»، مشيرا الى ان البرلمان العربي( الذي يترأسه) لم يكن في مستوى الطموح في الاحداث العربية مقارنة بالمنظمات الغربية حتى ان «بعض الدول العربية تطلعت لإقامة علاقات مشتركة مع الاتحاد الأوروبي لأنها يئست من العمل العربي المشترك المتواضع». وأقامت جمعية الخريجين مساء أمس الأول ندوة «أيام الغضب العربي 2».
وقال الدقباسي: «ان العجز العربي صاحب الامتياز بوصف جديد بعد الربيع والغضب العربي، على الرغم من فداحة الكارثة وهي لا تقل عن أحداث الـ 48 أو أحداث الغزو العراقي الغاشم وعلى الرغم من هذا كله ومن آثاره السلبية ويما يترتب عليه أعتقد أن المشكلة الأكبر هي التعامل العربي مع هذه القضايا والتطورات والتحولات العربية».
وأضاف «أعتقد أن من مكامن الخلل الواضحة في الشأن العربي هو مؤسسات العمل العربي المشترك مثل جامعة الدول العربية وعشرات المنظمات التابعة لها،ونحن نعيش في حالة عجز والشأن العربي مفروض تدافع عنه مؤسسات قادرة على أن يكون لها حد أدنى من المعايير والضوابط في ما يتعلق بالشأن العربي المشترك».
وأضاف «عندما نتكلم عن الأحداث الجديدة في سورية واليمن لم نر للمؤسسات أي تحرك في القتل والتشريد وامتهان الكرامات، ونحن نعيش في مرحلة عجز واضحة والأمة العربية أمامها خياران الأول أن نجهز على العمل العربي المشترك لأنه أصبح بلا قيمة أو دور واضح لاسيما مع ما يحدث، والخيار الثاني هو إصلاح هذه المؤسسات بالفعل وأن تكون بمستوى تطلعات وطموحات المواطنين العرب وأن تؤدي الاغراض التي أنشئت من أجلها».
وتابع «في أحداث ثورة تونس كان البرلمان العربي ينعقد ولكن لم يتخذ أي إجراء وكذلك مع أحداث مصر حتى جاءت الأحداث المتلاحقة في سورية وليبيا واليمن، وللأسف لم يكن مستوى تعامل البرلمان العربي بالمستوى اللائق لاسيما مع بيانات المنظمات الغربية ونحن لم نستطع أن ندين قطرا عربيا معينا».
وأكد «ان الديموقراطية التي لا تحمي حقوق الإنسان ليست لها أي قيمة»، واصفا المؤسسات العربية بـ «المريضة والفاشلة ولا تحقق طموح المواطن العربي وبعد التجربة مع الكثير من المؤسسات كعضو في البرلمان العربي قبل أن ازكى رئيسا له، اقول ان العمل العربي المشترك أصبح أكثر من عاجز».
وأضاف «بعض مؤسسات الوطن العربي سيطرت عليها عائلات محددة يقتاتون منها، والسؤال من هو المسؤول عن تقويم تلك المؤسسات؟ والإجابة لا يوجد».
وتابع «يجب أن يكون لهذه المؤسسات دور في انتشال الدول العربية من الوضع المأساوي المخيف، ويجب ألا ننسى المواقع الأخرى من الوطن العربي مثل الصومال وجزر القمر، مؤكدا أن الوطن العربي مخيف والخليج العربي مهدد على العلن من إيران وهذا الكلام لا يمس دولة دون أخرى بل يمس الوطن العربي ككل وكذلك القضية الفلسطينية وصلت إلى مرحلة خطيرة عندما تطالب السلطة الإسرائيلية بعدم الاتفاق بين الأطراف الفلسطينية».
وأكد «أن البعض يحاول أن يلغي الطرف الآخر في الصراعات السياسية في الوطن العربي، أنظمة عربية تضرب شعبها بالدبابات والصواريخ وتعادي كل صوت يقول لا لامتهان كرامة الإنسان، وليس هناك حد أدنى لرفض ما يحدث «مؤكدا أن الكويت استطاعت أن تعبر عن ضمير الأمة العربية، والكويت كانت مصدر إشعاع وتسليط الضوء على قضاياهم مثل سورية، متمنيا أن تكون ثقافة احترام الآخر والحريات وتحقيق حقوق الإنسان ثابتة في المستقبل».
وبين ان «البرلمان العربي لم يكن في مستوى الطموح مقارنة بالمنظمات الغربية يجب أن تكون لدينا مؤسسات عربية مشتركة مبنية على المصلحة»، مشيرا إلى أن «بعض الدول العربية يتطلع أن يقيم علاقات مشتركة مع الاتحاد الأوروبي لأنه يئس من العمل العربي المشترك المتواضع».
وتابع قائلا «الأخطر هو أن استعيد ثقة المواطن العربي المؤسسات التي أصبحت عبئا على العرب بدلا من أن تكون مؤسسات تحقق الطموح»، مؤكدا أن الربيع العربي الذي نعيشه أثبت أننا أمة عربية قادرة على التغيير وأن تعمل على مبدأ الحرية هو أساس العمل».
بدوره، اعتبر الكاتب الصحافي صالح السعيدي ان هناك «حالة استلهام جماعي شاملة دفعت ملايين العرب إلى حالة ثورية عامة لا عنفية سلمية سلاحها هو التظاهر والاعتصامات عن طريق حالة وطنية عامة وشاملة دون ما سيطرة لتيار أو فصيل سياسي بعينه أو طائفة أو منطقة بذاتها، لافتا إلى أن بعض الثورات نجحت في تحقيق أهدافها في زمن قياسي بينما تأخر بعضها وتعثرت أخرى».
وأوضح السعيدي «أن كثيرا من الباحثين يربطون بين تجربة الثورات العربية وتجربة حركة اتبورا المقاومة -الصربية اللاعنفية التي أطاحت بنظام الرئيس ميلسوفيتش عام 2000، لافتا إلى أنه في الواقع هناك تاريخ من الصور للثورات اللاعنفية ونماذجها في العالم كثيرة مثل الثورة الروسية عام 1905 والتي استخدمت هي الأخرى أسلوب حرب اللاعنف، مشيرا إلى استخدام الزعيم الهندي «غاندي» في كفاحه ضد الحكم البريطاني ونجح في حصول الهند على استقلالها عام 1947، وكذلك الثورة الإيرانية اللاعنفية عام 1979 التي أسقطت نظام الشاه الديكتاتوري».
وأوضح السعيدي «أن هناك جملة من العوامل ساهمت في تغذية الثورات العربية مثل تطور وسائل الاتصال وانتشار وسائط التواصل الاجتماعي وما نتج عنه في تضعضع سيطرة الإعلام الرسمي وتآكل قدرته على التوجيه والتحكم والسيطرة وتراجع إمكانيات الرقابة الأمنية في ظل أنظمة استبدادية فاسدة قمعية فشلت في انجاز أي مشروع للجماعات التي تحكمها».
وأشار «إلى أن بعض الثورات نجحت في إكمال دورتها وتحقيق أهدافها مثل تونس ومصر وبعضها نجح في هز النظام الحاكم وتحجيمه ومحاصرته كما هو الحال في ليبيا واليمن»، معتبرا «ان الثورة في سورية تتلمس بداياتها».
من جانبه، قال عريف الندوة إبراهيم المليفي «اليوم الربيع العربي امتد واكتسح الصحراء العربية باللون الأخضر وما زالت هناك الكثير من الإرهاصات والتحركات ونأمل أن تنتهي بخير لصالح الإنسان العربي الذي نأمل أن يعيش في عالم مختلف عن عالمنا».

الموضوع الأصلي: الدقباسي في «أيام الغضب»: عائلات سيطرت على مؤسسات عربية تقتات منها | | الكاتب: ذرا عبس | | المصدر: شبكة بني عبس

[الشقاويه]

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

[ذرا عبس]

الله يعافيك ومشكووره على الرد