![]() |
|
خيارات الموضوع |
|
هل تستطيع الزوجة او المرأة عموما أن تحتفظ بسر ما
هل تستطيع الزوجة ان تحتفظ بأسرار زوجها عندما يقول لها : اننى أقوم بتدبير مؤامرة وسوف أشترك فى جريمة قتل تتم بعد أيام؟ هل تستطيع المرأة أن تحتفظ بالسر ؟ هذا السؤال قد يجيب عنه الكثيرون بان المراة بطبيعتها عاجزة عن كتمان الأسرار.وأن السر اذا عرفته إمرأة واحدة فانه ينتشر بين الجميع ولا يصبح سراً لكن التاريخ يقدم لنا نماذج حية للمرأة القوية التى تستطيع أن تحتفظ بالاسرار وتصونها بصوره كاملة ورغم قلتها الا انها تثبت أن المرأة ليست ضعيفة بطبيعتها وهذه احدى الشخصيات النسائية القوية التى يقدمها لنا التاريخ القديم وهى شخصية ( بورشيا) زوجة ( بروتس)و(بروتس) هو الزعيم الرومانىالكبير الذى اختاره المتآمرون على قتل ( يوليوس قيصر) ليكون قائد لهم بحكم مكانته العالية وسمعته الطيبة بين الشعب الرومانى. وقد تحدث التاريخ عن شخصية ( بورشيا ) زوجة بروتس وقال عنها المؤرخون أنها كانت امراة قوية شجاعة وأنها وقفت الى جانب زوجها فى أصعب الظروف وعرفت أسراره الخطيرة ولم تنطق بكلمةواحدة عنها وظلت قوية الى النهاية وقدمت بذلك نموذج نادر الى أبعد الحدود لقدرة المرأة – إذا أرادت - على أن تحفظ السر ولا تكشفه لاحد كان( بروتس ) زوج (بورشيا) زعيماً محبوباً وكان( يوليوس قيصر) نفسه يحبه ويقدره ويثق به كل الثقة وكان( بروتس) من أشد المؤمنين بالنظام الجمهورى فى روما والذى كان يعتمد على وجود مجلس الشيوخ يحاسب الحاكم ويتابع اعماله ويوافق عليها او يرفضها او يقوم بتعديلها. وهو نظام يختلف عن نظام الاستبداد الذى يقوم على حكم الفرد ولكن (قيصر) استطاع ان يحقق لبلاده انتصارات عسكرية كبرى لم يسبق لاحد أن حققها ومع ضخامة انتصاراته واتساعها بدأ قيصر يشعر انه جدير بأن يخرج من النظام السياسى القائم فى روما ويصبح ملكاً على البلاد وكان قيصر له هيبة عظيمة يقول عنه (أنطونيو) الذى كان من كبار أنصاره اذا قال( قيصر )افعل هذا أصبح أمره نافذا على الفور وقد أحس زعماء روما بميول( قيصر) الىالاستبداد بالسلطة وملأ الخوف قلوبهم من أن يفاجئهم قيصر باعلان قراره وتنفيذه بالقوة العسكرية فبدأو يجمعون صفوفهم ويدبرن مؤامرة شديدة الاحكام للتخلص من قيصر والقضاء عليه قبل أن يقوم بتنفيذ ما يحلم به ، ولكن كيف يمكن أن تنجح هذه المؤامرة ضد رجل فى حجم قيصر يقود جيشاً قويا جبارا ويحظى باعجاب شعبه وتأيده ؟ واتجه الرأى بين المتآمرين الى ضرورة ضم (بروتس) اليهم وتسليم الزعامة له ولم يكن هذا بالامر السهل فبروتس صديق لقيصر وكان قيصر يحبه ويثق به فكيف يمكن ان يتحول هذا الصديق القريب الى متآمر يشارك فى قتل الرجل الذى أحبه ولم يشك فيه أبدا لكن المتآمرون اعتمدوا علىورقة واحدة فى أيدهم هى أن( بروتس ) كان رجلاً معروفا بالاستقامة الأخلاقية ، وكان رجلا من رجال من رجال المبادىء والمثل العليا وكان النظام الجمهورى فى نظره الوحيد الصحيح الذى يحفظ للناس كرامتهم وحريتهم ويحميهم من الطغيان ومن هنا حاول المتآمرون أن يبدأوا عملهم فىاستمالة ( بروتس) باستغلال هذه الورقة الوحيدة التى فىأيدهم باقناعه بان( قيصر ) قد أصبح خطر على هذه المبادىء خاصة مبدأ الايمان بالحرية وبدأو يوسوسون فى قلب (بروتس ) بما يريدون وينبوه أن حبه (لقيصر) أعماه عن المخاطر الشديدة التى تهدد الجمهورية وان (قيصر )على وشك التحول الى طاغية مستبد وبدأ (بروتس) فى التفكير فى الأمر ولم يكن (بروتس) من الرجال ذوى العقل الخفيف بل كان رجلا مثقفاً عميق التفكير كثير التأمل فى الأمور لذلك عاش فى حيرة وقلق قبل تنفيذ المؤامرة بعد أن كشف له المتآمرون عن خطتهم وطالبوه بالمشاركة بل وعرضوا عليه زعامتهم كان ( بروتس ) يحمل هماً كبيراً فى قلبه وعقله وكان يشعر بصراع كبير بداخله وقال عنه أحد المؤرخين انه كان " رجلاً يحارب نفسه " فهو يحب (قيصر) لكن يكره الطغيان ومستعد للتضحية باى انسان حتى لو كان (قيصر ) صديقه اذا احس بالخطر على الجمهورية التى يقدسها ولايرى لها بديلاً وقد لاحظ بالفعل علامات تدل على صحة الاتهامات وقضى اياما عسيرة جدا وهو يفكر فى هذا الأمر المعقد الصعب وعاش فريسة لصراع كبير يكاد يقوده الىالدمار والانهيار واحست زوجته ( بروشيا) بما يعانيه زوجها من القلق العاصف ولم يكن الأمر سهلا على زوجة محبة صادقة فى حبها مثلها ولم تكن هذه الزوجة القوية الجميلة تستطيع ان تقف صامته امام ماحسته ورأته بعينيها من قلق يعصف بزوجها الحبيب ويظهر على وجهه ويؤدى به الى الصمت الطويل وعدم القدرة على النوم وعدم الاستقرار ورغبته فى الانعزال كانت تدرك أن زوجها يخفى فى داخله سراً كبيراً وقد احست بفطرتها السليمة ان هذا السر خطير وليس سرا عاديا سطحياً قليل الشأن وأصرت على أن تعرف هذا السر الذى لتشارك زوجها قلقه وتحمل عنه بعض همه وكان (بروتس ) مترددا الى ابعد حد فى البوح بسره الخطير فهو ليس بالسر الهين التىيمكن كشفها بين الزوج والزوجة وقد كان (بروتس) قد توصل الى قرار بالمشاركة فىالمؤامرة ضد قيصر وكان يبرر ذلك بقوله لنفسه ان يحب قيصر ولكن يحب روما أكثر من قيصر ومن أجل روما سيقود المؤامرة ضد حبيبه وصديقه قيصرولم يصل الى هذا القرار بسهولة فقد تعذب كثيراً وتعرض للأرق وعاش ايام مليئة بالهموم وفى مسرحية يوليوس قيصر توقف شكسبير كثيرا امام العديد من المواقف اهمها موقفان القلق الذىاستبد بقلب بروتس وحياته وصراعه بين الواجب والعاطفة والموقف الآخر إلحاح ( بروشيا) على زوجها لكى يفضى لها بالسر الذى يقلقه ويحرمه من النوم وقالت له ان الزوجة التى يختارها (بروتس ) له لابد ان تكون جديرة بأن تشارك زوجها اسراره وتكون سنداً له بمتاعبه وقد طعنت نفسها بخنجر وسالت دمائها امام زوجها لتقدم اليه الدليل علىقوة ارداتها وقدرتها على حفظ السر وتوسلت اليه ان يكشف سره قائلة ها انا اركع امامك اريدك ان تفضى الى بما يثقل كاهلك من الاسرار فانا منك واليك .. وأنا زوجتك وأمام هذه الكلمات القوية الصادقة اعترف( بروتس ) لزوجته بسر المؤامرة التىأصبح زعيماً لها وهدفها قتل صديقه وسمعت ( بروشيا )السر وحافظت عليها وقالت لنفسها – كما فى مسرحية شكسبير – ألا ياقوةالارادة كونىلى نصيراان لى قلب رجل وان كان حظى هو ضعف إمرأة وماأشق كتمان الأسرار ولكنها كتمت سر زوجها وساندته واثبتت أن المرأة ان كانت قوية وصادقة فى حبها فانها تسطيع كتم السر حتى لو سرا خطيرا مثل سر " بروتس" ومضت الأيام فى طريقها وتمت المؤامرة وقاد ( بروتس) المتآمرين فى مجلس الشيوخ الرومانى 15 مارس عام 44 قبل الميلاد وقتلوا قيصر وصرخ قيصر صرخته الشهيرة قائلاً " حتى انت يابروتس" وفى رواية أخرى قال " حتى انت ياولدى " لان قيصر كان يحب بروتس ويعتبره ولده ولا يتصور منه الخيانة ولم يكن مقتل قيصر حلا للمشكلة كما تصور( بروتس) فقد اشتعلت الحرب الأهلية بين أنصار قيصر وبين الذين قتلوه وعلى رأسهم بروتس وانهزم ( بروتس) فى هذه الحرب فطعن نفسه بالسف وانتحر ، وعندما سمعت زوجته ( بروشيا) بهزيمة زوجها كادت تفقد عقلها وتجن ، ثم اتخذت قرار بأن يصير مصيرها هو مصير زوجها الحبيب فانتحرت هى الأخرى ولكن انتحارها تم بوسلة من أغرب الوسائل وأعجبها وهىأن ابتلعت جمرات من النار قضت عليها ولم تنتحر بالسم كما هى عادة النساء المنتحرات اذ أن السم لايغير وجه المرأة ولا جسمها بعد الموت فحتى فى الموت تحرص المرأة ألا يتعرض وجهها أو جسمها للتشويه ولكن( بروشيا) لم تعبأ بما يحدث بعد موتها لانها كانت تفكر فى شيىء واحد هو ان تشارك زوجها مصيره الأليم بعد أن احتفظت بسره الخطير ولم تبح به لأحد وهى بذلك مثال نادر فالسر الذى احتفظت به يصعب على اى انسان رجل أو امرأة الاحتفاظ به الموضوع الأصلي: هل تستطيع الزوجة او المرأة عموما أن تحتفظ بسر ما | | الكاتب: االعويمري | | المصدر: شبكة بني عبس
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
خيارات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
العملة الخضراء تحتفظ بقوتها لليوم الثاني 22/2/2013 من iOption | mouhalilfanie | المنتدى الإعلامــــي | 0 | 22-02-2013 01:07 PM |
سامح ولا تحتفظ بسجل الإساءة | الـريـم | المنتدى الإسلامـــي | 5 | 18-05-2012 09:19 AM |
موطن بحتفظ بساعه جلالة الملك عبد العزيز آل سعود | سيوف بني عبس | المنتدى الإعلامــــي | 7 | 19-09-2010 11:36 AM |
هل تستطيع التخلي....... | صالح المطيري | المنتدى العــــــــــــــــام | 0 | 07-04-2009 04:43 PM |