![]() |
|
خيارات الموضوع |
" يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا * إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم " الآية .
فإنها نزلت في قصة الاحزاب من قريش ، والعرب الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : وذلك أن قريشا قد تجمعت في سنة خمس من الهجرة ، و ساروا في العرب وجلبوا واستنفروهم لحرب رسول الله صلى الله عليه وآله فوافوا في عشرة آلاف ومعهم كنانة وسليم وفزارة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله حين أجلا بني النضير وهم بطن من اليهود من المدينة ، وكان رئيسهم حيي بن أخطب ، وهم يهود من بني هارون عليه السلام ، فلما أجلاهم من المدينة صاروا إلى خيبر وخرج حيي بن أخطب إلى قريش بمكة وقال لهم : إن محمدا قد وتركم ووترنا وأجلانا من المدينة من ديارنا وأموالنا ، وأجلا بني عمنا بني قينقاع ، فسيروا في الارض ، وأجمعوا حلفاءكم وغيرهم حتى نسير إليهم فإنه قد بقي من قومي بيثرب سبعمائة مقاتل وهم بنو قريظة ، وبينهم وبين محمد عهد وميثاق ، وأنا أحملهم على نقض العهد بينهم وبين محمد ، ويكونون معنا عليهم فتأتونه أنتم من فوق ، وهم من أسفل ، وكان موضع بني قريظة من المدينة على قدر ميلين ، وهو الموضع الذي يسمى ببئر بني المطلب ، فلم يزل يسير معهم حيي بن أخطب في قبائل العرب حتى اجتمعوا قدر عشرة آلاف من قريش وكنانة والاقرع بن حابس في قومه وعباس بن مرداس في بني سليم ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ، واستشار أصحابه وكانوا سبعمائة رجل فقال سلمان : يا رسول الله إن القليل لا يقاوم الكثير في المطاولة ، قال : فما نصنع ؟ قال : نحفر خندقا يكون بيننا و بينهم حجابا ، فيمكنك منعهم في المطاولة ، ولا يمكنهم أن يأتونا من كل وجه ، فإنا كنا معاشر العجم في بلاد فارس إذا دهمنا دهم من عدونا نحفر الخنادق فيكون الحرب من مواضع معروفة ، فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : أشار بصواب ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بمسحه من ناحية أحد إلى راتج ، وجعل على كل عشرين خطوة وثلاثين خطوة قوم من المهاجرين والانصار يحفرونه فأمر فحملت المساحي والمعاول ، وبدأ رسول الله صلى الله عليه وآله وأخذ معولا فحفر في موضع المهاجرين بنفسه ، وأميرالمؤمنين عليه السلام ينقل التراب من الحفرة ، حتى عرق رسول الله صلى الله عليه وآله وعي وقال : " لا عيش إلا عيش الآخرة ، اللهم اغفر للانصار والمهاجرين " فلما نظر الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يحفر اجتهدوا في الحفر ونقلوا التراب ، فلما كان في اليوم الثاني بكروا إلى الحفر . وقعد رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجد الفتح ، فبينا المهاجرون والانصار يحفرون إذ عرض لهم جبل لم تعمل المعاول فيه ، فبعثوا جابر بن عبدالله الانصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يعلمه ذلك ، قال جابر : فجئت إلى المسجد ورسول الله صلى الله عليه وآله مستلقى على فقاه ، ورداؤه تحت رأسه ، وقد شد على بطنه حجرا ، فقلت : يا رسول الله إنه قد عرض لنا جبل لا تعمل المعاول فيه ، فقام مسرعا حتى جاؤه ، ثم دعا بمآء في إناء وغسل وجهه وذراعيه ومسح على رأسه ورجليه ، ثم شرب و مج ذلك الماء في فيه ثم صبه على ذلك الحجر ، ثم أخذ معولا فضرب ضربة ، فبرقت برقة فنظرنا فيها إلى قصور الشام ، ثم ضرب أخرى فبرقت برقة فنظرنا فيها إلى قصور المدائن ، ثم ضرب أخرى قبرقت برقة فنظرنا فيها إلى قصور اليمن ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أما إنه سيفتح الله عليكم هذه المواطن التي برقت فيها البرق ، ثم انهال علينا الجبل كما ينهال الرمل . فقال جابر : فعلمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله مقوى أي جائع لما رأيت على بطنه الحجر ، فقلت : يا رسول الله هل لك في الغداء ؟ قال : ما عندك يا جابر ؟ فقلت : عناق وصاع من شعير ، فقال : تقدم وأصلح ما عندك ، قال جابر : فجئت إلى أهلي فأمرتها فطحنت الشعير وذبحت العنز وسلختها ، وأمرتها أن تخبز وتطبخ وتشوي فلما فرغت من ذلك جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت بأبي وأمي أنت يا رسول الله قد فرغنا فاحضر مع من أحببت ، فقام صلى الله عليه وآله إلى شفير الخندق ثم قال : يا معشر المهاجرين والانصار اجيبوا جابرا ، وكان في الخندق سبعمائة رجل ، فخرجوا كلهم ثم لم يمر بأحد من المهاجرين والانصار إلا قال : اجيبوا جابرا ، قال جابر : فتقدمت وقلت لاهلي : قد والله أتاك رسول الله صلى الله عليه وآله بما لا قبل لك به ، فقالت : أعلمته أنت ما عندنا ؟ قال : نعم . قالت : هو أعلم بما أتى ، قال جابر : فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله فنظر في القدر ثم قال : اغرفي وأبقي ، ثم نظر في التنور ، ثم قال : أخرجي وأبقي ، ثم دعا بصحفة فثرد فيها وغرف ، فقال : يا جابر أدخل علي عشرة ، فأدخلت عشرة ، فأكلوا حتى نهلوا ، وما يرى في القصعة إلا آثار أصابعهم ، ثم قال : يا جابر علي بالذارع ، فأتيته بالذراع فأكلوه ، ثم قال : أدخل علي عشرة فدخلوا فأكلوا حتى نهلوا وما يرى في القصعة إلا آثار أصابعهم ، ثم قال : يا جابر علي بالذراع فأتيته فأكلوا وخرجوا ، ثم قال : أدخل علي عشرة ، فأدخلهم فأكلوا حتى نهلوا وما يرى في القصعة إلا آثار أصابعهم ، ثم قال : يا جابر علي بالذراع فأتيته بالذراع ، فقلت : يا رسول الله كم للشاة من ذراع ؟ قال : ذراعان ، فقلت : والذى بعثك بالحق نبيا لقد أتيتك بثلاثة ، فقال : أما لو سكت يا جابر لاكلوا كلهم من الذراع ، قال جابر : فأقبلت أدخل عشرة عشرة ، فيأكلون حتى أكلوا كلهم : وبقي والله لنا من ذلك الطعام ما عشنا به أياما . قال : وحفر رسول الله صلى الله عليه وآله الخندق وجعل له ثمانية أبواب ، وجعل على كل باب رجلا من المهاجرين ورجلا من الانصار مع جماعة يحفظونه ، وقدمت قريش وكنانة وسليم وهلال فنزلوا الزغابة ، ففرغ رسول الله صلى الله عليه وآله من حفر الخندق قبل قدوم قريش بثلاثة أيام ، وأقبلت قريش ومعهم حيي بن أخطب ، فلما نزلوا العقيق جاء حيي بن أخطب إلى بني قريظة في جوف الليل وكانوا في حصنهم قد تمسكوا بعهد رسول الله صلى الله عليه وآله ، فدق باب الحصن ، فسمع كعب بن أسيد قرع الباب ، فقال لاهله : هذا أخوك قد شأم قومه ، وجاء الآن يشأمنا ويهلكنا ويأمرنا بنقض العهد بيننا وبين محمد وقد وفى لنا محمد وأحسن جوارنا ، فنزل إليه من غرفته فقال له : من أنت ؟ قال : حيي بن أخطب قد جئتك بعز الدهر ، فقال كعب : بل جئتني بذل الدهر ، فقال : يا كعب هذه قريش قي قادتها وسادتها قد نزلت بالعقيق مع حلفائهم من كنانة ، وهذه فزارة مع قادتها وسادتها قد نزلت الزغابة ، وهذه سليم وغيرهم قد نزلوا حصن بني ذبيان ، ولا يفلت محمد وأصحابه من هذا الجمع أبدا ، فافتح الباب وانقض العهد بينك وبين محمد ، فقال كعب : لست بفاتح لك الباب ، ارجع من حيث جئت ، فقال حيي : ما يمنعك من فتح الباب إلا جشيشتك التي في التنور تخاف أن أشركك فيها ، فافتح فإنك آمن من ذلك ، فقال له كعب : لعنك الله لقد دخلت على من باب دقيق ، ثم قال : افتحوا له الباب ففتحوا له ، فقال : ويلك يا كعب انقض العهد بينك و بين محمد ، ولا ترد رأيي فإن محمدا لا يفلت من هذا الجمع أبدا ، فإن فاتك هذاالوقت لا تدرك مثله أبدا ، قال : واجتمع كل من كان في الحصن من رؤساء اليهود مثل غزال بن شمول ، وياسر بن قيس ، ورفاعة بن زيد والزبير بن باطا، فقال لهم كعب : ما ترون ؟ قالوا : أنت سيدنا والمطاع فينا وصاحب عهدنا وعقدنا ، فإن نقضت نقضنا معك ، وإن أقمت أقمنا معك ، وإن خرجت خرجنا معك ، قال الزبير بن باطا ، وكان شيخا كبيرا مجربا قد ذهب بصره : قد قرأت التوراة التي أنزلها الله في سفرنا بأنه " يبعث نبيا في آخر الزمان يكون مخرجه بمكة ، ومهاجره في هذه البحيرة ، يركب الحمار العري ، ويلبس الشملة ، ويجتزئ بالكسيرات والتميرات ، وهو الضحوك القتال ، في عينيه الحمرة ، وبين كتفيه خاتم النبوة ، يضع سيفه على عاتقه ، لا يبالي من لاقى ، يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر " فإن كان هذا هو فلا يهولنه هؤلاء وجمعهم ، ولو ناوى على هذه الجبال الرواسي لغلبها ، فقال حيي : ليس هذا ذاك . ذلك النبي من بني إسرائيل ، وهذا من العرب من ولد إسماعيل ، ولا يكونوا بني إسرائيل أتباعا لولد إسماعيل أبدا ، لان الله قد فضلهم على الناس جميعا ، وجعل منهم النبوة والملك ، وقد عهد إلينا موسى أن لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار ، وليس مع محمد آية ، وإنما جمعهم جمعا وسحرهم ويريد أن يغلبهم بذلك فلم يزل يقلبهم عن رأيهم حتى أجابوه ، فقال لهم : أخرجوا الكتاب الذي بينكم وبين محمد فأخرجوه ، فأخذه حيي بن أخطب ومزقه ، وقال : قد وقع الامر فتجهزوا و تهيأوا للقتال ، وبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك فغمه غما شديدا ، وفزع أصحابه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لسعد بن معاذ وأسيد بن حصينوكانا من الاوس ، وكانت بنو قريظة حلفاء الاوس : ائتيا بني قريظة فانظروا ما صنعوا ، فإن كانوا نقضوا العهد فلا تعلما أحدا إذا رجعتما إلي وقولا : عضل والقارة ، فجاء سعد بن معاذ وأسيد بن حصين إلى باب الحصن فأشرف عليهما كعب من الحصن فشتم سعدا وشتم رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال له سعد : إنما أنت ثلعب في حجر ، لتولين قريش وليحاصرنك رسول الله صلى الله عليه وآله : ولينزلنك على الصغر والقمأ ، وليضربن عنقك ، ثم رجعاإلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالا له : عضل والقارة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " لعنا ، نحن أمرناهم بذلك " وذلك أنه كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله عيون لقريش يتجسسون خبره ، وكانت عضل والقارة قبيلتان من العرب دخلا في الاسلام ثم غدرا ، وكان إذا غدر أحد ضرب بهما المثل ، فيقال : عضل والقارة . ورجع حيي بن أخطب إلى أبي سفيان وقريش فأخبرهم بنقض بني قريظة العهد بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وآله ، ففرحت قريش بذلك ، فلما كان في جوف الليل جاء نعيم بن مسعود الاشجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقد كان أسلم قبل قدوم قريش ، بثلاثة أيام ، فقال : يا رسول الله قد آمنت بالله وصدقتك وكتمت إيماني عن الكفرة ، فإن أمرتني أن آتيك بنفسي وأنصرك بنفسي فعلت ، وإن أمرت أن أخذل بين اليهود وبين قريش فعلت حتى لا يخرجوا من حصنهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : خذل بين اليهود وبين قريش ، فأنه أوقع عندي ، قال : فتأذن لي أن أقول فيك : ما أريد ؟ قال : قل ما بدالك ، فجاء إلى أبي سفيان فقال له : تعرف مودتي لكم ونصحي ومحبتي ان ينصركم الله على عدوكم ، وقد بلغني أن محمدا قد وافق اليهود أن يدخلوا بين عسكركم ويميلوا عليكم ، ووعدهم إذا فعلوا ذلك أن يرد عليهم جناحهم الذي قطعه بني النضير وقينقاع ، فلا أرى أن تدعوهم يدخلوا عسكركم حتى تأخذوا منهم رهنا تبعثوا بهم إلى مكة ، فتأمنوا مكرهم و غدرهم ، فقال له أبوسفيان : وفقك الله وأحسن جزاءك ، مثلك أهدى النصائح ، ولم يعلم أبوسفيان بإسلام نعيم ولا أحد من اليهود ، ثم جاء من فوره ذلك إلى بني قريظة فقال له : يا كعب تعلم مودتي لكم ، وقد بلغني أن أبا سفيان قال : نخرج هؤلاء اليهود فنضعهم في نحر محمد ، فإن ظفروا كان الذكر لنا ، وإن كانت علينا كانوا هؤلاء مقاديم الحرب ، فلا أرى لكم أن تدعوهم يدخلوا عسكركم حتى تأخذوا منهم عشرة من أشرافهم يكونون في حصنكم ، إنهم إن لم يظفروا بمحمد لم يبرحوا حتى يردوا عليكم عهدكم وعقدكم بين محمد وبينكم ، لانه إن ولت قريش ولم يظفروا بمحمد غزاكم محمد فيقتلكم ، فقالوا : أحسنت وأبلغت في النصيحة ، لا نخرج من حصننا حتى نأخذ منهم رهنا يكونون في حصننا . وأقبلت قريش فلما نظرواإلى الخندق قالوا : هذه مكيدة ما كانت العرب تعرفها قبل ذلك ، فقيل لهم : هذا من تدبير الفارسي الذي معه ، فوافى عمرو بن عبد ود وهبيرة بن وهب وضرار بن الخطاب إلى الخندق ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله قد صف أصحابه بين يديه ، فصاحوا بخيلهم حتى طفروا الخندق إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وآله فصاروا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلهم خلف رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقدموا رسول الله صلى الله عليه وآله بين أيديهم ، وقال رجل من المهاجرين وهو فلان لرجل بجنبه من أخوانه : أما ترى هذا الشيطان عمرو ؟ ألا والله ما يفلت من يديه أحد ، فهلموا ندفع إليه محمدا ليقتله ، ونلحق نحن بقومنا ، فأنزل الله على نبيه في ذلك الوقت : " قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لاخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا " إلى قوله : " أشحه على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا " وركز عمرو بن عبد ود رمحه في الارض وأقبل يجول جولة ويرتجز ويقول : ولقد بححت من النداء * بجمعكم هل من مبارز ووقفت إذ جبن الشجاع * مواقف القرن المناجز إني كذلك لم أزل * متسرعا نحو الهزاهز إن الشجاعة في الفتى * والجود من خير الغرائز فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : من لهذا الكلب ؟ فلم يجبه أحد ، فوثب إليه أميرالمؤمنين عليه السلام فقال : أنا له يا رسول الله ، فقال : يا علي هذا عمرو بن عبد ود فارس يليل ، قال : أنا علي بن أبي طالب ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : ادن مني ، فدنا منه فعممه بيده ، ودفع إليه سيفه ذا الفقار ، وقال له : " اذهب وقاتل بهذا ، اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته " فمر أميرالمؤمنين عليه السلام يهرول في مشيته وهو يقول : لا تعجلن فقد أتاك * مجيب صوتك غير عاجز ذو نية وبصيرة * والصدق منجى كل فائز إني لارجو وأن أقيم * عليك نائحة الجنايز من ضربة نجلاء يبقى * صوتها بعد الهزاهز فقال له عمرو : من أنت ؟ قال : أنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله و ختنه ، فقال : والله إن أباك كان لي صديقا ونديما ، وإني أكره أن أقتلك ، ما أمن ابن عمك حين بعثك إلي أن أختطفك برمحي هذا ، فاتركك شائلا بين السماء والارض لا حي ولا ميت ؟ فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام : قد علم ابن عمي أنك إن قتلتني دخلت الجنة وأنت في النار ، وإن قتلتك فأنت في النار وأنا في الجنة ، فقال عمرو : كلتا هما لك يا علي تلك إذا قسمة ضيزى ، فقال علي : دع هذا يا عمرو ، إني سمعت منك وأنت متعلق بأستار الكعبة تقول : لا يعرض علي أحد في الحرب ثلاث خصال : إلا أجبته إلى واحدة منها ، وأنا أعرض عليك ثلاث خصال فأجبني إلى واحدة ، قال : هات يا علي ، قال : تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، قال : نح عني هذا ، قال : فالثانية ، أن ترجع وترد هذا الجيش عن رسول الله ، فإن يك صادقا فأنتم أعلى به عينا ، وإن يك كاذبا كفتكم ذؤبان العرب أمره ، فقال : إذا تتحدث نساء قريش بذلك وينشد الشعراء في أشعارها أني جبنت ورجعت على عقبي من الحرب ، وخذلت قوما رأسوني عليهم ، فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام : فالثالثة أن تنزل إلي فإنك راكب وأنا راجل حتى أنابذك ، فوثب عن فرسه وعرقبه ، وقال : هذه خصلة ما ظننت أن أحدا من العرب يسومني عليها ، ثم بدأ فضرب أميرالمؤمنين عليه السلام بالسيف على رأسه ، فاتقاه أمير المؤمنين عليه السلام بالدرقة فقطها ، وثبت السيف على رأسه ، فقال له علي : يا عمرو أما كفاك أني بارزتك وأنت فارس العرب حتى استعنت علي بظهير ؟ فالتفت عمرو إلى خلفه فضربه أميرالمؤمنين عليه السلام مسرعا على ساقيه فأطنهما جميعا ، وارتفعت بينهما عجاجة ، فقال المنافقون : قتل علي بن أبي طالب ، ثم انكشفت العجاجة و نظروا فإذا أميرالمؤمنين عليه السلام على صدره قد أخذ بلحيته يريد أن يذبحه ، ثم أخذ رأسه وأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله والدماء تسيل على رأسه من ضربة عمرو ، وسيفه يقطر منه الدم ، وهو يقول والرأس بيده : أنا علي بن عبدالمطلب * الموت خير للفتى من الهرب . (1) ---------
آخر تعديل بواسطة نديم الشوق ، 09-09-2010 الساعة 04:33 PM.
|
|
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
|
غزوة الخندق .
((1074)) : الـمـقـدمـات : قال علي بن ابراهيم القمي في تفسيره : لما اجلارسول اللّه (ص ) بني قينقاع وبني النضير عن المدينة صاروا الى خيبر , وكان رئيس بني النضير حيي بن اخطب , فخرج الى قريش بمكة وقال لهم : (( ان مـحـمـدا قـد وتركم , ووترنا واجلانا من ديارنا واموالنا من المدينة ,واجلا بني عمنا بني قينقاع . وقـد بـقي من قومي بيثرب سبعمئة مقاتل , وهم بنوقريظة , وبينهم وبين محمد عهد وميثاق , فانا امشي اليهم فاحملهم على نقض العهدبينهم وبين محمد , فيكونون معنا عليهم . وسيروا انتم في الارض فاجمعواحلفاكم وغيرهم حتى نسير اليهم . فـتـاتـونـه مـن فـوق , وهـم مـن اسـفـل )) اذ كان موضع بني قريظة بئر المطلب على ميلين من المدينة ((1075)) . وقال المفيد في (( الارشاد )) : ان جماعة من اليهود منهم : سلام بن ابي الحقيق النضيري , وحيي بـن اخطب , وكنانة بن الربيع , وهوذة بن قيس الوالبي ,وابو عمارة الوالبي في نفر من بني والبة , خـرجـوا ( من المدينة ) حتى قدموا مكة ,الى ابي سفيان صخر بن حرب , لعلمهم بعداوته لرسول اللّه وتسرعه الى قتاله . فذكروا له ما نالهم (من وقعة بني النضير) وسالوه المعونة لهم على قتاله . واضـاف الطبرسي في تفسيره : ابا رافع وكعب بن الاشرف في جماعة من علما اليهود ((1076)) ونـقـل عن اكثر المفسرين : ا نه خرج في سبعين راكبا من اليهودالى مكة بعد وقعة احد , ليحالفوا قـريـشـا على رسول اللّه وينقضوا العهد الذي كان بينهم وبين رسول اللّه , فنزلت اليهود في دور قريش ونزل كعب بن الاشرف على ابي سفيان فاحسن مثواه . فـقـال لـهم اهل مكة : انكم اهل كتاب ومحمد صاحب كتاب , فلا نامن ان يكون هذا مكرا منكم اردت ان نخرج معك فاسجد لهـذين الصنمين وآمن بهما ثم قال لهم كعب : يا اهل مكة ليجي منكم ثلاثون ومنا ثلاثون فلنلصق اكبادنا بالكعبة فنعاهد رب البيت لنجهدن على قتال محمد. ففعلوا ذلك . فـلـما فرغوا قال ابو سفيان لكعب : انك امرؤ تقرا الكتاب وتعلم , ونحن اميون لا نعلـم , فاينا اهدى طريقا واقرب الى الحق نحن ام محمد ؟ قال كعب :اعرضوا علي دينكم . فقال ابو سفيان : نحن ننحر للحجيج الناقة الكوما ((1077)) ونسقيهم الما , ونقري الضيف , ونفك العاني ((1078)) ونصل الرحم , ونعمر بيت ربناونطوف به ونحن اهل الحرم . ومحمد فارق دين آبائه وقطع الرحم وفارق الحرم ,وديننا القديم , ودين محمد الحديث . فقال : انتم اهدى سبيـلا مما عليه محمد نـصـيـبا من الكتـاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفـروا هؤلا اهدى من الذين آمنوا سـبـيـلا #اولئك الذين لعنهـم اللّه ومن يلعـن اللّه فلن تجد له نصيـرا # ام لهم نصيب من المـلك فاذا لا يـؤتـون الناس نقيـرا # ام يحسدون الناس على ما آتـاهم اللّه من فضـله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والـحـكـمـة وآتـيـنـاهـم ملكا عظيمـا # فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا ) ((1079)) . قال المفيد في (( الارشاد )) : فنشطت قريش لما دعوهم اليه من حرب رسول اللّه . وجــاهم ابو سفيان فقال لهم : قد مكنكم اللّه ( عنكم حتى يؤتى على جميعها او تستاصله ومن اتبعه ثـم خرج اليهود ( من مكة ) الى غطفان وقيس عيلان , فدعوهم الى حرب رسول اللّه وضمنوا لهم النصرة والمعونة , واخبروهم باجتماع قريش لهم على ذلك ((1080)) . خروج الاحزاب للحرب : قـال الـمفيد في (( الارشاد )) : وخرجت قريش وقائدها ابو سفيان , وخرجت غطفان وقائدهم : عـيـيـنة بن حصن في بني فزارة , والحارث بن عوف في بني مرة ,ووبرة بن طريف في قومه من اشجع . واجتمعت قريش معهم ((1081)) . ورواه الطبرسي في (( مجمع البيان )) عن ابن كعب القرظي واضاف : وكتبواالى حلفائهم من بني اسد فاقبل طلحة فيمن تبعه من بني اسد. وكـتـبـت قـريـش الـى رجـال مـن بـنـي سليم فاقبل ابو الاعور السلمي فيمن تبعه من بني سليم مددالقريش ((1082)) . وذكرهم ابن شهرآشوب فقال : فكانوا ثمانية عشر الف رجل . والمسلمون في ثلاثة آلاف ((1083)) . وقـال الـمـسـعـودي : فـكـان عـدة الـجـمـيع : اربعة وعشرين الفا , والمسلمون نحومن ثلاثة آلاف ((1084)) يقودها ابو سفيان بن حرب . واقـبلت بنو سليم في سبعمئة يقودهم ابو الاعور سفيان بن عبد شمس حليف حرب بن امية ـ وكان مع معاوية بصفين ـ. وخرجت بنو فزارة وهم الف يقودهـم عيينة بن حصن . وخرجت اشجع في اربعمئة وقائدها مسعود ( كذا ) بن رخيلة . وخرجت بنو مرة في اربعمئة يقودهم الحارث بن عوف . فـكـان جـمـيع القوم الذين وافوا الخندق من قريش وسليم وغطفان واسد : عشرة آلاف في ثلاثة عساكر , وعناج ((1085)) الامر الى ابي سفيان . |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
الخرينج: أؤيد إشهار الأحزاب فالديموقراطية لا تكتمل إلا بوجودها | عبس404 | منتدى المجالس البلديه والشؤون البرلمانية | 1 | 21-04-2009 01:21 PM |
إلى جميع الأحزاب | سبع الغداري | منتدى المحــــــــــــــاوره | 4 | 11-04-2009 11:37 PM |
غزوت تبوك | منارة الذئاب | المنتدى الإسلامـــي | 3 | 17-01-2009 07:00 PM |
نفكك الأحزاب | الكابتن | منتدى المحــــــــــــــاوره | 119 | 12-01-2009 01:44 AM |
أحمد الهيفي: إشهار الأحزاب انتهاك لأمن الوطن | عبس404 | منتدى المجالس البلديه والشؤون البرلمانية | 8 | 19-04-2008 09:01 PM |