![]() |
|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مايروى عن عنتر حقيقه... عنترة بن عمرو بن شداد بن معاوية بن قراد العبسي هو أحد أشهر شعراء العرب في فترة ما قبل الإسلام، اشتهر بشعر الفروسية، وله معلقة مشهورة. وشداد جده غلب على اسم أبيه، وإنما أدعاه أبوه بعد الكبر وذلك أنه كان لأمة سوداء حبشية يقال لها زبيبة، وسرى إليه السواد منها، وكانت العرب في الجاهلية إذا كان للرجل منهم ولد من أمة استعبده، كان بعض أحياء العرب قد أغاروا على بني عبس فأصابوا منهم فتبعهم العبسيون فلاحقوهم فقاتلوهم عمّا معهم وعنترة فيهم، فقال له أبوه: «كر يا عنترة»، قال : «العبد لا يحسن الكر، إنما يحسن الحلاب والصَّر»، فقال : «كر وأنت حر»، فكرَّ وهو يقول : أنا الهجين عنترة كل امرئ يحمي حره أسـوده وأحـمـره والــواردات مشـفـرة فقاتل وأبلى واستنقذ ما كان بأيدي عدوهم من الغنيمة فادّعاه أبوه، وألحق به نسبه، وكان لا يقول من الشعر إلا بيتين أو ثلاثة حتى سابه رجل من بني عبس فرد عليه وافتخر بأفعاله في الغزوات والغارات وكان أول ما قال معلقته الشهيرة التي مطلعها: هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهـم وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفساً، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة. وكان مغرماً بابنة عمه عبلة فقل أن تخلو له قصيدة من ذكرها. اجتمع في شبابه بامرئ القيس الشاعر، وشهد حرب داحس والغبراء، وعاش طويلاً، وقتله الأسد الرهيص وقيل: جبار بن عمرو الطائي.. قرية النعي يقال أنه قبر عنتر وكهفه .. والله أعلم .. هذا ما يقال عنه أنه قبر عنتر ![]() وهذا كهفه من الأسفل ![]() تحولت قصة حياته إلي سيرة شعبية تتناقلها الأجيال كان عنترة بن شداد شاعرا وفارسا تغلب علي ظروف حياته القاسية حتي أصبح أحد أبطال العصر الجاهلي، وأصبحت سيرة حياته وبطولاته مضرب الامثال.. أصبحت سيرة بطل شعبي تعشقه الجماهير عبر كل العصور! مازلت أذكر طفولتي في القرية، وكيف كنت استمع في ليالي القرية إلي قصة عنترة بن شداد من المنشدين والرواة، وكيف خلبتني هذه الشخصية.. فهو المنتصر في كل المعارك الذي يخوضها. وهو العاشق الذي طلب منه أن يذهب إلي الشام ليحضر ألفا من النوق مهرا لحبيبته وغامر وحقق هذا الأمل.. وهو الشاعر الذي يقول أجمل أشعار الحب والبطولة! ومع الأيام.. وكلما امتدت بي أيام العمر أحاول أن أعرف حقيقة هذا الشاعر.. لا كما رسمتها الاساطير، ولكن كما كان علي الحقيقة.. وقرأت عنه الكثير.. انه واحد من البشر جاء إلي الدنيا ليجد أن والده شداد بن قراد قد أنجبه من أمته الحبشية (زبيدة).. فجاء أسود اللون.. ينظر قومه إليه بازدراء لسواد لونه، وعدم اعتراف والده به، وأراد هو أن يحقق ذاته.. ويثبت وجوده، لأنه يملك كل مقومات الرجولة والصعود إلي قمة الاحترام..! تدرب علي الفروسية فأصبح فارسا مغوارا.. وعرفته الحروب بطلا لا يهاب الموت ولايخشاه، كما عرفته قبيلته 'عبس' شاعرا مرموقا، فلماذا لايكون في صدارة مجتمع هذه القبيلة؟ ولماذا لايحقق حلمه بالزواج من ابنة عمه 'عبلة' تلك الفتاة الجميلة التي أحبته عندما رأته يزود عن حياض القبيلة بشجاعة منقطعة النظير؟ وأنه آن له أن يحقق ذاته..! وجاءته الفرصة عندما أغارت احدي القبائل علي قبيلته، فابتعد عنترة عن ميدان القتال، مما اضطر أبوه أن يرجوه الدخول في المعركة حتي لاتنهزم القبيلة، وتبوء بالذل والعار، ولكن عنترة رفض علي أساس أنه مجرد عبد لايحسن الكر والفر، ولكن يحسن الرعي.. وهنا قال له والده: قاتل وأنت حر. فشعر عنترة بأنه في بداية الطريق لتحقيق ذاته.. وحارب وانتصر. وقال في قصيدة من أجمل قصائده. والخيل تعلم والفوارس أنني فرقت جمعهم بضربة فيصـل وقال فيها أيضا: ولقد أبيت علي الطوي وأظله حتـي أنـال بـه كـريـم المـأكـل وهذا البيت الأخير أنشده الرسول عليه الصلاة والسلام فيما بعد وقال: مــا وصــف لــي اعـرابـي فأحببت أن أراه إلا عنترة. وقد أصبح عنترة أحد أصحاب المعلقات، والتي يقول في مطلعها: هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهـم وهو يعني أن الشعراء الذي سبقوه لم يتركوا شيئا لم يتحدثوا عنه. وفي هذه القصيدة يتحدث عن حبه (عبلة) بقوله: يــادار عـبـلـة بـالـجـوار تكـلـمـي وعمي صباحا دار عبلة واسلمي لقد أراد أن يكون فارسا.. فأصبح فارسا. وأراد أن يكون شاعرا فأصبح شاعرا وأراد أن يحب كما يحب الناس فأحب ابنة عمه عبلة وقال فيها أجمل الأشعار، حتي أنه يذكرها أثناء معاركه: ولقـد ذكـرتـك والـرمـاح نـواهـل مني وبيض الهند تقطر من دمي فــوددت تقبـيـل السـيـوف لأنـهـا لمعـت كـبـارق ثـغـرك المتبـسـم وقد سئل عنترة: أأنت أشجع العرب وأشدٌجها؟ قال: لا قيل: فبم شاع لك هذا في الناس؟ قال: كنت أقدم اذا رأيت الاقدام عزما، وأحجم اذا رأيت الأحجام حزما، ولا أدخل موضعا لا أري لي منه مخرجا، وكنت أعتمد الضعيف الجبان فأضربه الضربة الهائلة يطير لها قلب الشجاع فأجهز عليه فاقتله. إذن فنحن أمام شاعر حكيم موهوب، يعرف مواضع القوة ومواضع الضعف، ويدرس ظروف المعركة قبل أن يخوض غمارها، ويعرف مواقع الضعف والقوة، ثم يخوض معركته بعد أن يدرس أرض المعركة كما تقول بلغة هذا العصر. لقد عاش عنتره حياته كما أحب أن يعيشها بعد أن تحرر من رق أبيه، وبعد أن اعترف أبوه ببنوته له، وخاض المعارك تلو المعارك فأصبح اسمه علي كل لسان. وأحب، وسواء انتهي هذا الحب بالزواج كما يقول بعض الرواة، أو بالفشل في ذلك، فقد عاش الرجل حياته.. وامتد به العمر حتي تجاوز التسعين عاما (525- 615م).. وهناك من قال أن حياته انتهت عام 600 م، وقيل أن مات في إحدي الغارات التي كان يشنها علي أعدائه بسبب قوة الريح، وكان قد كبرت سنه. وقيل أنه مات بضربة سهم من الأسد الرهيص. ويقول الأستاذ علي الجارم عن نهاية هذا الفارس: '.. ومات عنترة بعد أن شاخ وكبر، كان في غزاة فسقط عن جواده، ولم يستطع الركوب، فرآه فتي من طيء فقتله. وهكذا يموت أشجع الشجعان، وأفرس الفرسان، ولكنه يموت كما يموت كل حي، ثم يعيش كما يعيش كل عبقري بآثاره، ويخلد كما يخلد كل نابغ بما ترك وراءه من مجد وذكريات'. ويقول عن هذه النهاية الشاعر الصديق أحمد سويلم في كتابه 'الفارس الأسود'. '.. علي أن تعدد الروايات لم يحل دون تداول رواية أن عنترة مات مقتولا إثر رمية السهم من الأسد الرهيص. ونظرا لكبر سنه، وضعف بصره فإنه لم يستطع أن يتحامي الرمية من السهم الغادر الذي سدد إلي ظهره. ولابد أن خيال القاص الشعبي قد صور هذا المشهد تصويرا رائعا وملخصه أن عنترة البطل حينما أصيب بالسهم المسموم الذي سدده إليه الأسد الرهيص أحسن أنه ميت لا محالة وحينئذ اتخذ خطة الليث المناضل حتي بعد مماته، فقد ظل ممتطيا صهوة جواده، مرتكزا علي رمحه السمهري، ثم أمر الجيش بالتراجع والنجاة من بأس الأعداء. وظل عنترة في وقفته تلك، حاميا ظهر الجيش، والعدو يبصر الجيش الهارب ولكنه لايستطيع اللحاق به لاستبسال قائده البطل في الذود عنه، حتي نجا الجيش. وأسلم عنترة أنفاسه الأخيرة، ولكنه بقي مكانه متكئا علي الرمح، وظل جواده ثابتا، فلما طال وقوفه وجاوز حد المألوف، ارتاب العدو في الأمر، وشك في مصير البطل، فأطلق إلي الجواد حجرا ليهيجه، وحينما يصدمه الجوا شب براكبه، فخر الفارس علي الأرض بعد أن ثأر لنفسه باضاعة فرصة النصر علي عدوه وحماية قومه من براثنه. وهكذا كانت نهاية عنترة بين الحقيقة والخيال، لتضع آخر سطر في هذه الحياة الحافلة لأشهر فارس في العصر الجاهلي.. وأخدق من ضرب بالسيف، وطعن بالرمح، وقاد الكتائب إلي النصر، وخاض غمار الحروب دون هوادة، وأحب حبا مستحيلا واجه به تقاليد المجتمع بقوة وبأس ولسان حاله يقول: فما أوصي مراس الحرب ركني ولكـن مـا تـقـاوم مــن زمـانـي. و... ما أجمل الابحار في مسيرة حياة هذا الشاعر الفارس، الذي انحدرت شمس حياته نحو المغيب، بعد أن ترك تراثا خالدا تردده الأجيال منذ العصر الجاهلي إلي اليوم.. نراه بعين الحقيقة حينا..! ونراه بعين الخيال في كثير من الأحيان. مراجع العصر الجاهلي د. شوقي ضيف جارميات علي الجارم الفارس الأسود أحمد سويلم جمعت هذه المعلومات من اماكن متعدده لحبي الشديد لهذا البطل . قصه رائعه اتمنى انها تعجبكم تحياتي الموضوع الأصلي: عنتــــــــــــر بن شــــــــداد "فارس بني عبس" | | الكاتب: ثامر ضيف الله | | المصدر: شبكة بني عبس
|
|
شكرا لك علي القصه الرائعه
|
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوي اشكرك على موضوع بس عندي ملاحظتين اول وحد تقول ان شداد مو ابو عنتر انزين هذا بيت شنو ترد عليه منهم أبـي شـداد أكـرم والـد والأم من حـام فهـم أخوالـي واذا تبي القصيده كامله هاذي هي عفت الديـار وباقـي الأطـلال ريح الصبـا وتقلـب الأحـوال وعفا مغانيهـا فأخلـق رسمهـا ترداد وكف العـارض الهطـال فلئن صرمت الحبل يا ابنة مالك وسمعـت فـي مقالـة العـذال فسلي لكيمـا تخبـري بفعائلـي عند الوغى ومواقـف الأهـوال والخيل تعثر بالقنا فـي جاحـم تهفو بـه ويجلـن كـل مجـال وأنا المجرب في المواقف كلهـا من آل عبس منصبـي وفعالـي منهم أبـي شـداد أكـرم والـد والأم من حـام فهـم أخوالـي وأنا المنية حين تشتجـر القنـا والطعن منـي سابـق الآجـال ولرب قرن قد تركـت مجـدلا ولبانـه كنواضـح الجـريـال تنتابه طلـس السبـاع مغـادرا فـي قفـرة متمـزق الأوصـال ولرب خيل قد وزعت رعيلهـا بأقـب لا ضغـن ولا مجـفـال ومسربل حلـق الحديـد مدجـج كالليث بيـن عرينـة الأشبـال غادرته للجنـب غيـر موسـد متثني الأوصـال عنـد مجـال ولرب شرب قد صبحت مدامـة ليسـوا بأنكـاس ولا أوغــال وكواعب مثل الدمـى أصبيتهـا ينظرن في خفـر وحسـن دلال فسلي لكيمـا تخبـري بفعائلـي وسلي الملوك وطـيء الأجيـال وسلي عشائر ضبـة إذ أسلمـت بكـر حلائلهـا ورهـط عقـال وبني صباح قـد تركنـا منهـم جزرا بذات الرمث فـوق أثـال زيدا وسودا والمقطـع أقصـدت أرماحنا ومجاشـع بـن هـلال رعناهم بالخيـل تـردي بالقنـا وبكل أبيـض صـارم فصـال من مثل قومي حين يختلف القنا وإذا تـزل قـوائـم الأبـطـال والطعن منـي سابـق الآجـال صدق اللقاء مجـرب الأهـوال عند الوغى ومواقـف الأهـوال نفسي وراحلتي وسائـر مالـي قومي صمام لمن أرادوا ضيمهم والقاهرون لكـل أغلـب صـال والمطعمون وما عليهـم نعمـة والأكرمون أبـا ومحتـد خـال نحن الحصى عددا ونحسب قومنا ورجالنا في الحرب غير رجـال منا المعين على النـدى بفعالـه والبذل في اللزبـات بالأمـوال إنا إذا حمس الوغى نروي القنـا ونعـف عنـد تقاسـم الأنفـال نأتي الصريخ على جياد ضمـر خمص البطون كأنهـن سعالـي من كل شوهاء اليديـن طمـرة ومقلـص عبـل الشـوى ذيـال لا تأسين علـى خليـط زايلـوا بعد الألى قتلـوا بـذي أغيـال كانوا يشبون الحروب إذا خبـت قدمـا بكـل مهـنـد فـصـال وأنا المجرب في المواقف كلهـا وسمعـت فـي مقالـة العـذال ترداد وكف العـارض الهطـال طعنـا بكـل مثقـف عـسـال يعطي المئين إلى المئين مـرزأ ناج مـن الغمـرات كالرئبـال يعطى المئين إلى المئين مـرزءا حمـال مفظعـة مـن الأثقـال وإذا الأمـور تحولـت ألفيتهـم عصم الهوالك ساعـة الزلـزال وهم الحماة إذا النساء تحسـرت يوم الحفاظ وكـان يـوم نـزال يقصون ذا الأنف الحمى وفيهـم حلم وليـس حرامهـم بحـلال المطعمون إذا السنـون تتابعـت محلا وضـن سحابهـا بسجـال وثاني ملاحظه هي الصور مالت القبر على ما اعتقد مات القبر الجذبي في الامارات وهذا تقرير اخونا عبدالله عويمري عن قبر عنتر الحقيق وتقبل مروي عبدالله بن سعد العويمري الرشيدي تلقت الرياض تعقيباً على ما نشر في الصفحة تحت عنوان ا«هالي الشنان والنعمي ما بين عنترة والتصدعات) من عبد الله بن سعد الرشيدي وفيما يلي نص التعقيب صحيفة «الرياض» الغراء السلام عليكم ورحمة الله، وبعد: تعقيباً على ما نُشر في صحيفتكم الغراء صفحة (آثار) في العدد 13444 يوم الجمعة السادس من ربيع الأول لعام 1426ه تحت عنوان «أهالي الشنان والنعي ما بين عنترة والتصدعات»، تحقيق أحمد قطب. وكذلك أصدرت الهيئة العليا للسياحة كتاب (اكتشف حائل) ذكر فيه أن قبر عنترة العبسي في بلدة النعي على بعد ما يقارب الثمانين كيلاً من مدينة حائل! وهذا مع الأسف الشديد بدون أي سند تاريخي أو أي حقيقة علمية يعتمد عليها وهو خطأ جسيم، أما الهيئة العليا للسياحة على الرغم من الجهود التي بُذلت للتأكد من صحة المعلومات في الكتيب فقد نوهت مشكورة إلى أنها لا تتحمل المسؤولية عن أي خطأ في المعلومات الواردة فيه. ولأن التاريخ لم يغفل الحقيقة وهي أن قبر عنترة بن شداد العبسي في ذروة جبل العلم (علم عباس) الذي يبعد عن مدينة حائل ما يقارب المائتين وعشرين كيلاً تقريباً فيما بين منطقتي المدينة المنورة وحائل وهذا ما تؤكده سيرة عنترة المشهورة للأصمعي التي رواها عن الحمزة وعن أبي طالب وعن عمر بن معد يكرب الزبيدي وعن حاتم طي وعن امرئ القيس الكندي وعن هاني بن مسعود وعن حازم المكي وعن عبيدة بن ود العامري وعن دريد بن الصمة وعن عامر بن الطفيل، وانظر ما قاله الدكتور رحاب عكاوي عن الأصمعي في كتابه (الأصعمي صاحب اللغة وإمام الرواة) (ص 78) فقال: «روى الأصمعي فيما رواه أخبار العمالقة وحروبهم ومجالسهم وأشكال معيشتهم وعاداتهم وأحوال بعض ملوكهم وعظمائهم، وحدث عن العرب البائدة والعاربة والمستعربة، وروى الكثير عن عرب الجاهلية قبل الإسلام وأيامهم والحروب التي استعرت بينهم، فذكر حرب البسوس بين بكر وتغلب وروى أشعار أبطالها كالمهلهل وجساس بن مرة وأخته جليلة والحارث بن عباد وجحدر وغيرهم، وعن حرب داحس والغبراء بين عبس وذبيان وعن أبطال بني عبس كزهير بن جذيمة وقيس بن زهير وعنترة بن شداد مع ذكر أشعارهم التي قالوها في حروبهم ..»ويمكننا تحقق ذلك من خلال شعر عنترة. وبما ان المسؤولية تقع بالدرجة الاولى على طبقة الأدباء والباحثين والمثقفين في المنطقة كان لابد من طرح هذا الموضوع في هذا الصرح الشامخ جريدة «الرياض»، رداً على من يعتمد على روايات الأهالي فيما يتعلق بالمعالم والرموز ويتجاهل ما سطره التاريخ، لا سيما أن التساؤلات تتردد كثيراً بين الأوساط الشعبية وطبقة المثقفين والجهات الحكومية المعنية بالعناية بالمعالم والآثار والمواقع التاريخية العديدة التي تُعد من أهم الركائز الأساسية للسياحة خصوصاً في حائل لذا كان لابد من الاهتمام بإيضاح أماكن المعالم التاريخية الهامة التي حظيت بها منطقتنا الغالية والتي منها كما أسلفت قبرا عنترة بن شداد العبسي وحاتم الطائي وهما رمزا الشجاعة والكرم وهي صفات كريمة يحث الإسلام على التحلي بها. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». وكلا الرمزين في ثرى منطقة حائل، هذا ما أكده التاريخ في الكتب وبديع السير وملاحم الشعر الجاهلي الغني بمصادر التاريخ الذي يعتبر المصدر الأهم من مصادر التاريخ الجاهلي، والتاريخ لم يغفل هذه الحقائق الدامغة فيما يتعلق بحقيقة قبر عنترة بن شداد وموطنه بل اظهرها بوضوح وما على المعنيين بهذه الأمور إلا الرجوع إلى ما دونه التاريخ وكذلك شعر عنترة وسيرته المشهورة وبناءً عليه يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة على أُسس علمية ثابتة. وإن الجهات المعنية بهذا الأمر في الهيئة العليا للسياحة عندما لم تجد الرأي الصائب من ذوي الاختصاص والدراية بفنون الأدب والتاريخ في المنطقة حول هذه المعلومة الهامة اعتمدوا في كتاب (اكتشف حائل) على ما يتداوله العامة وهذا لا يكفي في تحديد مكان شخصية تاريخية هامة مثل عنترة، وهي الشخصية المعروفة في التاريخ الذي روته أيامه وكتبته صحائفه. مع أن في شعر عنترة وسيرته المشهورة ما يمكن الرجوع إليه لحسم الكثير من المسائل المتعلقة بنشأته وموطنه وشعره وقبره، وما دعاني إلى الرد على هذه الأخطاء إلا الحرص على إيضاح الحقيقة التاريخية من قبل الباحثين والأدباء والمتاحف بوزارة التربية والتعليم فيما يتعلق بقبر عنترة بن شداد العبسي وهو أحد رموز التاريخ. ولا شك أن عنترة العبسي أو كما يسميه العامة (عنتر) هو الشخصية الشعرية الأكثر شهرة في العالم العربي بل وفي بعض البلدان الأفريقية والإسلامية حتى وصل إلى العالمية، يقول الدكتور عكاوي في كتابه (ملحمة العرب سيرة عنترة بن شداد) تعتبر سيرة عنترة الشعبية من روائع الملاحم العالمية فالشعوب تتبادل التأثر والتأثير على اختلاف الأجناس والأديان على الرغم من اختلاف العصور وتباعد الدور. والمؤرخون إذا تجاوزوا ما في الملاحم الشعبية من وجوه التماثل، فإنهم يسجلون، وخصوصاً عن سيرة عنترة، أنها كانت من الروائع التي احتفلت بها أوروبا في القرن الثامن عشر، وربما قبل ذلك، ثم غدت من الموضوعات الرئيسية في الدراسات الأدبية عموماً، وفي دراسات الأدب المقارن خصوصاً في القرن التاسع عشر) كما أننا لا نستطيع أن نغفل إعجاب الناقد الأدبي العظيم (هيبوليت) الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي بهذه السيرة العربية وتصنيفها بين الروائع الملحمية العالمية مثل «سيغفر يد» و«رستم» و«أد يسوس» و«أخيل» كما أن الشاعر الفرنسي «لمارتين» كانت تطير به النشوة ويستبد به الطرب كلما ذكر هذا البطل العربي عنترة أو اطلع على جانب من ملحمته الشعبية الرائعة. حيث مرد هذه الشهرة يعود إلى سيرة عنترة ملحمة العرب الشهيرة التي شكلت طوال قرون عدة الخبز الفكري اليومي للتلاميذ من الناطقين بلغة الضاد في مختلف أمصارهم وتنوع طبقاتهم الاجتماعية، كما يؤكد التاريخ أن سيرة عنترة لم تنطلق من عدم، وقد نظمت فروسيته أشعاره، وصدقت أشعاره فروسيته، وناهيك بشاعر ينطق لسانه عن سنانه وتتجلى مآثره في بيانه، ويُضرب المثل العالي في شجاعته وأخلاقه وفي شدته ولينه وفي قتاله ونسيبه. والعرب أمة ذات خصائص ومقومات، وذات مجد وتاريخ. في ذروة العلم قبر عنترة: إن ما تقوم به فرق الآثار من بحث وتنقيب وما تُسفر عنه من مفاجآت جميلة في منطقة حائل بشكل عام وفي حرة بني رشيد بالذات الواقعة في جنوبها الغربي وهي المعروفة في العصر الجاهلي ب (حرة النار) والتي تحظى بغزارة فائقة من مواقع الآثار، وقد تتميز في كثير من آثارها، وهي في حاجة ماسة إلى زيادة جهود البحث الكثيف والمتواصل ليواصل العلم جهده ويعبئ طاقته لمعرفة الكثير عما حباه الله هذه الأرض الطيبة من حضارات وحملها من رسالات وبوأها من درجات الريادة والقيادة عبر التاريخ. وما كشف عنه مؤخراً من آثار وتراث في حرة بني رشيد كما هو الحال في آثار الشويمس والقور والعلم والحائط والحويط المعروفتين في التاريخ بواحتي فدك ويديع من بلاد فزارة ومرة وكافة غطفان بفرعيها الكبيرين عبس وذبيان. ومن ما كشف عنه حتى الآن من اللوحات الفيزيقية في الشويس أحد أهم مواقع الحرة التي قيل عنها أنها نقلة في تاريخ آثار الجزيرة. حيث تشير الدراسات إلى أن استيطان الشومس في الحرة يعد ثاني أقدم موقع استيطان في العالم. وجبل العلم من المواقع السياحية والأثرية الهامة لما يحتوي بين جنباته من موروث غزير من الثقافة والتاريخ ويقع على بعد 265 كم من مدينة حائل وهو عبارة عن العديد من القرى المأهولة بالسكان كما تضم من الآثار أساسيات لقصور تعود للعهود المتقدمة وكتابات كوفية كما عثر فيها على أميال بريدية وفي ذروة جبل علم بني عبس يرقد عنترة العبسي هو من مواطن قومه وقد قال فيه عنترة: يا بارقاً عرضت من جانب الحمى فحي بني عبس على العلم السعدي وقال أيضاً وهو في طريقه إلى العراق في طلب النعمان : أيا علم السعدي هل لنا راجع وأنظر في قطريك قطر الأراجع وتبصر عيني الربوتين وحاجرا وسكان ذاك الجزع بين المراتع وتجمعنا أرض الشربة واللوى ونرتع في أكناف تلك المرابع وقال أيضاً وهو في طريقه للعراق: أرض الشربة شعب ووادي رحلت وأهلها في فؤادي يحلون فيه وفي ناظري وإن أبعدوا في محل السوادي وأرض الشربة هي كل ما بين وادي الرمة ووادي الجرير يتوسطها ذلك الجبل الأشم علم بني عبس المعروف بالعلم السعدي نسبة إلى بني سعد بن قيس عيلان. انظر شرح ديوان عنترة بن شداد - ص 71 من منشورات دار مكتبة الحياة - بيروت - لبنان، وانظر معجم البلدان لياقوت الحموي. والعلم يوالي لحرة بني رشيد من الشرق. وقد أجمع كافة محققي ديوان عنترة على ما جاء في رواية الأصمعي التي تؤكد إصابته غدراً على ضفاف الفرات على يد الرهيص من بني نبهان حيث أوصى عنترة أن يُدفن بين قبري الملك زهير بن جذيمة وصديقه مالك في ذروة جبل العلم هذا ما أورده الأصمعي في روايته. ومن المعروف أن عبدالملك بن قريب أبا سعيد الأصمعي غني عن التعريف فهو أحد ألمع العربية وأدبائها ومن أشهرهم في الأسماع وأكثرهم ذكراً في الكتب وجرياً على الألسنة لعلمه وفضله وأدبه ونوادره وظرفه وآثاره وكتبه. كما ضمت دفاتره وأوراقه قدراً كبيراً من أخبار العرب في صدر الإسلام والعهد الأموي حتى أيام بني العباس، العصر الأول الذين عاصرهم، ولم يدع خليفة ولا قائداً ولا والياً ولا شاعراً إلا ذكر نبذة عن شخصيته. مصرع البطل عنترة: من ملحمة العرب - سيرة عنترة بن شداد - دار الحرف العربي للطباعة والنشر - بيروت، تحقيق الدكتور رحاب عكاوي لسيرة عنترة برواية الأصمعي رضي الله عنه الجزء التاسع والأربعون من المجلد الثامن - المكتبة العلمية الحديثة، وهي المصدر الأول والأهم. يقول الدكتور عكاوي: كان وزر بن جابر الملقب بالأسد الرهيص من ألد أعداء عنترة وقد ظهر في بني نبهان، ولما كانت جنايات الأسد الرهيص قد كثرت، أمر عنترة شيبوباً أن يعذبه عذاباً أليماً، ثم فتقت له الحيلة، فأمر شقيقه أن يكحل عينيه فكحله وأعماه وذات ليلة وعلى ضفاف الفرات خرج عنترة من الخباء وخرج معه شقيقه، وراحا يتحدثان عن سبب هذا النباح، فسمع الأسد الرهيص صوت عنترة وقد كان يرصده، فسدد سهماً من سهامه إليه، وشاء القدر أن يقع السهم في جزء حساس من جسده، فلم يحمل عنترة همه، وصرخ بأعلى صوته غاضباً، فسمع الأسد الرهيص صوته، فظن أن السهم لم يصل إليه فمات لساعته، وقضى من الخوف نحبه بعد أن شقت مرارته. وتبادر إلى عنترة الرجال والنساء يسألونه عن حاله.. فأعلمهم أنه أصيب بسهم لا يدري من أين أتاه، فخرج شقيقه ليتحرى الخبر، فوجد الأسد الرهيص ميتاً والقوس والنبال بجانبه، فعرف أنه هو من رمى عنترة بالسهم، وأنه قد مات بعد ذلك فعاد إلى عنترة وأخبره بالخبر. عند إذ يئس عنترة من نفسه وعلم أنه هالك لا محالة، فجمع أهله وأمرهم بالاستعداد للرجوع إلى أرض الوطن، وسار في هودج إلى دياره وهي العلم التي ورت في شعره أنها ديار قومه، ثم وأمر عنترة رفاقه بالإسراع في السير إلى أرض الوطن، وأن يتركوه وشأنه لأنه سيموت حتماً، وأن يعود الفرسان بعد ذلك، فيأخذوا جثمانه ليُدفن في أرض بني عبس. وعندما أعلنوا موت عنترة، أرسل الملك قيس بن زهير ملك عبس وكافة غطفان جماعة من الفرسان لحمل جثته إلى أرض الوطن، فساروا فلما بلغوا المكان وشاهدوا آثار التراب والحفر حفروا الأرض فوجدوا عنترة مسجى في حفرته، فلفوه في الحرير وحملوه على الجمال وساروا به عائدين إلى ديارهم. قلت: والنص كما هو في أصل رواية الأصمعي «فنبشوا عليه وأطلعوه وهو ملفوف في ثيابه من غير أكفان فأدرجوه في قطع من الأديم الطائفي كانوا قد اتخذوه لهذا الشأن ثم حملوه على الجمل وعادوا راجعين إلى الأوطان» انظر أصل الرواية ص 184. وفي أرض الوطن، وبين قبري الملك زهير والأمير مالك صديقه وهي وصيته، قلت: وكما ورد النص في أصل الرواية «.. حفروا له قبراً بجانب قبر أبيه وقبر صديقه مالك بن جذيمة وهما على ذروة العلم السعدي وتلك المسالك..» (انظر ص 184 من أصل السيرة): وكما في أصل الرواية أيضاً ص 318 «صارت العرب تتلاحق ببعضها البعض وتقصد أرض الشربة والعلم السعدي..». يقول الدكتور عكاوي: وفيها أقاموا عليه المأتم، وجاءت العرب من جميع الأقطار تعزيهم بفقده، وتنشد الأشعار على قبره، وتذبح الذبائح فوق الأرض التي ينام تحت ترابه. هذا مما ورد في سيرة عنترة للأصمعي المصدر الأول لمحققي سيرة عنترة. أما الأصمعي فقد امتدحه صفوة العلماء والأدباء والشعراء وأكثروا في إطرائه، فالإمام الشافعي يقول: ما رأيت بذلك العسكر أصدق من الأصمعي. وفي وصف آخر له قوله: ما عبَّر أحدٌ عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي، والإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يثنيان عليه، وشهادة هؤلاء الثلاثة الأئمة ترفع قدر الأصمعي درجات. ويقول إسحاق الموصلي: لم أر الأصمعي يدعي شيئاً من العلم فيكون أحداً أعلم به منه. هذا مما جاء عن أخبار نهاية عنترة في تلك الرواية المشهورة عن أبي الفوارس عنترة.وهكذا ودع بطل العرب وفارس الصحراء دنيا الناس، وهذا ما لزم إيضاحه منعاً للبس. والله ولي التوفيق. -------------------------------------------------------------------------------- جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة اليمامة الصحفية 2006 صورة القبر ![]()
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
"""أنت أنت"""وأنـا أنـا"""وطاروقنا ايـاهـ"" | ابـو هـذا (.*_^ | منتدى المحــــــــــــــاوره | 59 | 13-10-2012 04:20 PM |
التربية: الحسم على الموظفين بقرار إداري.. و28 نظاما لـ"فارس" | عقيد المدرهمات | منتدى التربية والتعليم | 4 | 20-04-2012 04:27 PM |
"،،::،،" نــــدآء آلى " طفلـــة آلربيـــعَ " تعآلي قبـل "آلخـريفَ" تـع ـــآلي "،،:،،" | العبسي الغامض | منتدى ملتقى الاعضاء | 50 | 18-07-2010 03:38 PM |
ماكينة "سنجر" .. عندما تَحوَّل مسلسل "لمّا الثعلب فات" واقعاً.. خرافة "الزئبق الأحمر" | *الشقردي* | المنتدى الإعلامــــي | 5 | 16-04-2009 03:33 PM |