[شاعر عيونك]

بسم الله الرحمن الرحيم




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :




موقف قصير شاهدته وودت أن أنقله لكم ..






دخلت ذات يوم إلى أحد البنوك لعطل في بطاقة الصراف الخاصة بي




وبينما أنا جالسة أمام مكتب إحدى الموظفات ريثما تنتهي إجراءاتي


رأيت أمينة الصندوق قد أقفلت شباكها وغرفتها – حيث لم يكن لديها أي عميلة والدوام شارف على الإنتهاء -


وهي حاملة في يدها صحن من المعمول


قامت بواجب الضيافة نحو مجموعة من العميلات اللاتي يتابعن شاشة الأسهم


وأخذن يثنين عليها وعلى لذة طعم المعمول


سألتها إحداهن : هل أنت من صنعتيه ؟؟


أجابت باستغراب لا أنا لا أعرف أن أعمل مثله ولكنني اشتريته جاهزا"..


ثم أخذن يشكرنها كل واحدة بطريقة مختلفة


( شكرا" ... تسلمي .. يعطيكي العافية ... ...)


إلى أن قالت لها إحداهن : ( الله يدخلك الجنة )


فردت عليها باستغراب وبصوت مرتفع : أنا ؟؟؟!!!


أنا أدخل الجنة ؟؟؟!!! - جوابها كان على صيغة سؤال - !!!


بصراحة الكل أخذ ينظر إليها باستغراب على هذا الكلام


ثم قالت لها محدثتها : نعم .. إن شاء الله تدخلي الجنة ..


قالت : لا ..- وهي تهز رأسها بالنفي -!!! أنا لن أدخل الجنة ...


بصراحة كلماتها تلك نزلت على قلبي كالصاعقة ....


آلمني جدا" ما قالت .. كما أعتقد أنها آلمت كل من سمع مقولتها تلك


قالت لها محدثتها : لماذا لن تدخلي الجنة ؟؟؟


إن شاء الله ندخل كلنا الجنة


قالت : نعم أنتن تدخلن الجنة أما أنا فلن أدخلها ....أنا بالذات لأ ..


قالت محدثتها باستغراب شديد : ادعي الله أن يدخلك الجنة


نظرت إليها باستغراب أشد ولم تنطق بحرف واحد ولكن أومأت برأسها أن لا...


فهي مازالت مصرة على موقفها في عدم دخول الجنة !!!!


صمت مطبق ساد المكان بعدها ...!!!!


لحظات مخيفة مرت علي ...!!!


أول مرة يطرق على مسمعي مثل تلك العبارات الصاعقة


وفي كل عبارة وعبارة أحس بسهم دام يخترق قلبي


لماذا تقول مثل ذلك ؟؟؟!!!


ماالذي يدفعها إلى الجزم يأنها لن تدخل الجنة ؟؟؟!!!!


بدأت تجول في خاطري العديد من الأسئلة وأرد على نفسي بالأجوبة


- هل هي الذنوب والمعاصي من دفعتها لتقول ذلك ؟؟؟


- ولكن كلنا لدينا ذنوبه ومعاصيه ونستغفر الله منها ونسأل الله مع ذلك الجنة!!!


- أم هل ذنوبها من الكبائر العظيمة والتي تظن أن الله لن يغفرها لها ؟؟؟


- ولكن الله يغفر برحمته إن شاء كل شيء إلا الشرك {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ }النساء48


احترت لماذا لن تدخل الجنة !!!!


المهم أنني قرأت في نظراتها الكثير من الأحزان والحيرة مقترنة بجوابها البائس ...


أردت أن أحادثها أو أسألها أو أذكر لها أن الجنة قريبة منا جدا" والأعمال التي توصلنا إليها بسيطة


ولكن !! انعقد لساني !! لم أستطع أن أتكلم بكلمة واحدة !!!


تبعثرت في فكري كل الكلمات !! خانتني العبارات !!!


لم أستطع أن أرتب جملة مفيدة أنفع بها أختي اليائسة من الجنة ...


وكذلك للأسف حتى الحاضرات لم تدل أي واحدة منهن مثلي بالجواب الشافي لأختنا الحائرة


قطع الصمت المطبق صوت هاتفي الجوال ... سأضطر لترك المكان الآن وسأذهب إلى المنزل وسأترك خلفي أختا"


تجزم بعدم دخول الجنة !!


نزلت متثاقلة الخطى وخرجت من البنك وأنا أفكر وأفكر في ذلك الموقف ..


وحينما ركبت السيارة قلت في نفسي لماذا لم أقل لها أن الإنسان مهما عمل من الذنوب والمعاصي


وسأل الله المغفرة فإن الله يغفر له ؟؟؟؟!!!!


لماذا لم أذكرها بالذي قتل 99 نفسا" وأكمل به ال100 وحين عزم على التوبة وندم غفر الله له ؟؟؟؟!!!


هل ذنبها أعظم من ذنبه ؟؟!!!!


لماذا لم أذكر لها قصة البغي من بغايا بني إسرائيل التي رأت كلبا" كاد يقتله العطش فسقته فغفر الله لها به
والحديث صحيح ؟؟؟!!!


لماذا لم أذكرها بقول الله عز وجل في الحديث القدسي : ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا ، لقيته بمثلها مغفرة ..؟؟؟؟!!


لماذا لم أقل لها بأن من قال : سبحان الله وبحمده ، في يوم مائة مرة ، حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ؟؟؟!!!



لماذا لم أقل لها بأن هناك أعمال بسيطة تدخل الإنسان الجنة ..؟؟؟!!!


لماذا ....؟؟ لماذا ....؟؟؟ .....


كم أنا مقصرة في حقها ؟؟؟ لماذا لم أخبرها ؟؟؟


لم أفعل شيئا" لها وأنا أستطيع ذلك ....!!!


ما عذري يوم القيامة ؟؟ لم أنصحها لم أرشدها ؟؟؟


آآآآآآآآآآه ....واااأسفاه ..... تذكرت ذلك ولكن بعد فوات الأوان ....


لا أخفيكم أنني منذ ذلك اليوم وأنا أعتصر ألما" كلما تذكرت ذلك الموقف.. فكم أنا حزينة عليها وعلى نفسي المقصرة


أحيانا" عندما أخلد إلى النوم إذا تذكرت ذلك الموقف يقض مضجعي


ترن كلماتها في أذني ... ( لن أدخل الجنة )


وبعد 3 أشهر تقريبا" من ذلك الموقف اضطررت للذهاب مرة أخرى إلى البنك


وفرحت جدا"بذهابي حيث سألتقي بها وأفتح لها الموضوع فأخذت أبحث عن كتيب أو مطوية تتحدث عن الجنة حتى آخذها معي


وأعطيها إياها ...


لعلها تكون حجة لي يوم القيامة ...


وأخيرا" وجدت غايتي مطوية بعنوان أعمال بسيطة تدخلك الجنة أو الطريق إلى الجنة -لا أ ذكر تماما"-


وجدت منها نسختين


وضعتها في حقيبتي وذهبت إلى البنك


دخلت تسابقني خطاي إلى حيث تجلس أمينة الصندوق ولكن المفاجأة كانت غير سارة


وجدت موظفة أخرى تجلس مكانها وتباشر عملها


أخذت أبحث بناظري وألتفت يمنة ويسرة علي أن أراها هنا أو هناك


لم أجدها ....


سألت من كانت تجلس مكانها قلت لها :


أين الموظفة السابقة التي كانت تعمل هنا ؟؟


قالت لي : تم نقلها إلى فرع آخر ..


حزنت كثيرا" جدا" لم أكن أتوقع ذلك ...


ثم قلت لها : ألا تأتي إلى هنا ؟؟ هل تستطيعين رؤيتها ؟؟


قالت : لا أعرف هناك احتمال من أن تأتي فقد قامت بزيارتنا قبل شهر تقريبا" لقضاء عمل


وممكن أن تأتي مرة أخرى


استبشرت قليلا" وقلت لها : ممكن أطلب منك طلب ؟؟


ابتسمت واستغربت وقالت : ماهو ؟؟؟


فتحت حقيبتي وأخرجت منها المطويتين وأعطيتها واحدة وقلت لها تفضلي هذه مني لك ..


ثم أعطيتها الأخرى وقلت هذه لو تكرمتي أعطيها صديقتك فأخذتها مني وهي مستغربة وقالت : حاضر


أعدت عليها ثانية حتى تهتم بالموضوع : ( لو سمحتي أكيد تعطيها ..


الله يحفظك لا تنسي ...


طيب ..أكيد ...)


كانت تنظر إلي باستغراب على شدة حرصي وشدة لهجتي معها


ابتسمت لها وقلت : الله يخليكي الموضوع جدا" مهم بالنسبة لي لا تنسي


وضعت المطوية أمامها في مكان بارز وقالت إن شاء الله أعطيها


شكرتها كثيرا" وذهبت من عندها


وأنا أدعو الله أن توصل المطوية لأختي


وأن ينفعها الله بها



وأن يجمعني بها في الجنة ...

منقووووووول للعلم

الموضوع الأصلي: قالت : لــن ادخـل الجــنه !!!!!! | | الكاتب: شاعر عيونك | | المصدر: شبكة بني عبس

[نواري]

حمدلله والشكر
شكرا شاعر عيونك على القصة