![]() |
دروس مؤفيده
التعامل مع الناس في المفهوم الإسلامي
لايزال الأسلوب الاسلامي في التعامل مع الناس وسيظل هو الأسلوب الأمثل والأحسن ولايزال المسلم الحق الملتزم بدينه المحافظ على أخلاقه الإسلامية شامة بين الناس وقدوة حسنة يحبه كل من يخالطه ويسر له من يجالسه المسلم الصادق شخصية اجتماعية راقية تخلق بآدب الإسلام وتحلى بمكارم الأخلاق حتى غدا نموذجا حيا للإنسان الاجتماعي الراقي المهذب التقي الطيب وقدوة المؤمنين ومثالهم الأول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وصفه ربه {وإنك لعلى خلق عظيم } والذي وصفته عائشة رضي الله عنها " كان خلقه القرآن " وقد كان صلى الله عليه وسلم خير الناس وخيرهم لأهله وخيرهم لأمته ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) وقد دعا الإسلام إلى حسن التعامل مع الناس رغبة في تحبيبهم إلى الخير وسعيا في هدايتهم للحق وإشعارا بكرامة الإنسان قال الله تعالى { ولقد كرمنا بني ءادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا } وحث الإسلام على مخاطبة الناس بالحسنى { وقولوا للناس حسنا } وحتى من كان جبارا وطاغية أمر الإسلام بأن يخاطب بخطاب لين { إذهبا إلى فرعون إنه طغى* فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى } إن كان الموقف بحاجة إلى جدال ونقاش وحوار ، أكد الإسلام على ضرورة الإحسان في المجادلة { وجادلهم بالتي هي أحسن } وطالب بأن تستمر هذه المعاملة مع العدو رجاء عودته إلى الحق قال تعالى { ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم } وقال عز وجل { عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة } ومن أجل تحسين العلاقة الاجتماعية مع الناس أوصى الإسلام بصلة الأرحام وحذر من قطعها وذلك قول الرسول على الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه أحمد ( صل من قطعك وأعط من حرمك واعف عمن ظلمك ) هذه هي أخلاق التعامل في الإسلام فما أحوج البشرية اليوم إلى الاعتصام بحبل الله المتين وإلى التمسك بمثل الإسلام وهديه الذي لاتطيب الحياة إلا به ولاتسود القيم الإنسانية الرفيعة إلا بوجوده . |
رد : دروس مؤفيده
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ،،،
معاملة الإنسان لنفسه وقبل أن يحسن الإنسان معاملة الآخرين ، عليه أن يحسن معاملة نفسه فمن قدر على ضبط نفسه وترويضها في فضائل الأعمال ومكارم الأخلاق كان على معاملة غيره بالحسنى أقدر ومن الأدب الذي ينبغي أن تحمل عليه النفس ترك مايشينها ويدنسها من الرذائل والمنكرات الظاهرة والباطنة والتزين بالفضائل ظاهرا وباطنا وأن يستوي عند النفس السر والعلانية عملا بقول الله تعالى { وذروا ظاهر الإثم وباطنه } فلا يفعل الإنسان معصية في السر مايستحيي من فعلها في الملأ ومن الأدب مع النفس أن تملك من الخير في غير كبر وأن تتواضع من غير ذلة وأن تلقى العدو والصديق بوجه الرضى من غير ذل لهم ولاخوف منهم وأن تتحفظ في مجالسك من تشبيك أصابعك وادخال أصبعك في أنفك ومن كثرة البصاق والتثاؤب ومن الأدب أن تصغي إلى من يحدثك محاولا أن لاتسأله الإعادة ولاتجادل بإعجابك بولدك وأزواجك ولاتتصنع تصنع المرأة في التزين فإن ذلك مناف للأدب ولاتتبذل تبذل العبد ومن الأدب إذا دخلت مجلسا أن تجلس حيثما انتهى بك المجلس ولاتجلس على الطريق فإن جلست فغض البصر وأعط الطريق حقه وأعن المظلوم وأرشد الضال واحذر كثرة المزاح فإن اللبيب يحقد عليك والسفيه يجترئ عليك قال العلماء وكن ذا مروءة فإن المروءة من الأدب فمروءة اللسان حلاوته وطيبه ولينه وترطيبه بذكر الله ومروءة الخلق سعته وبسطه للحبيب والبغيض ومروءة المال الإصابة ببذله في المواقع المحمودة عقلا وعرفا وشرعا ومروءة الجاه بذله للمحتاج إليه وعدم الافتتان به ومروءة الإحسان تعجيله وتيسسيره وتوفيره وعدم رؤيته حال وقوعه ونسيانه بعد وقوعه ومروءة الترك ترك الخصام وكثرة المعاتبة وترك الجدل والمراء ومروءة الدعوة توقير الكبير ورحمة الصغير ومن حسن الأدب مع النفس حملها على جملة آداب ظاهرة مثل حسن الهيئة والتجمل للأصدقاء والأصحاب لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا خرج الرجل إلى إخوانه فليهيء من نفسه فإن الله جميل يحب الجمال ) وإذا كان له شعر فليمشطه لقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه أبو داود ( من كان له شعر فليكرمه ) ومن حسن الأدب التزام النظافة الدائمة والرائحة الزكية ليكون المسلم دائما محبب المنظر مألوفا عند الآخرين روى الامام مسلم بإسناد عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال ماشممت عنبرا قط ولامسكا ولاشيئا أطيب من ريح رسول الله عليه الصلاة والسلام وكان عليه الصلاة والسلام إذا صافح المصافح ظل يومه يجد ريح الطيب في يده وإذا وضع يده على رأس الصبي عرف من بين الصبيان بالرائحة الزكية وذكر البخاري في تاريخه الكبير عن جابر أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن يمر في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أن سلكه من طيبه . |
رد : دروس مؤفيده
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ،،،
معاملة الوالدين ليس هناك أحق بالبر والإحسان في المعاملة من الوالدين فهما أساس الوجود بعد الله ولهما الفضل الكبير على الإنسان وقد رفع الإسلام من قدر الوالدين إلى درجة لم تعرفها الإنسانية في غير الإسلام وجعل هذه المنزلة تلي منزلة الإيمان بالله قال الله تعالى {واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا وبالوادين إحسانا } وقال تعالى { وقضى ربك الا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا } وتتجلى معاملة الوالدين في الأمور التالية إذا احتاجا إلى طعام أطعمهما وإذا احتاجا إلى كسوة كساهما إن قدر عليه وإذا احتاج أحدهما إلى الخدمة خدمه وإذا دعواه أجابهما وإذا أمراه أطاعهما مالم يأمراه بالمعصية والغيبة وإذا دعواه أجابهما أن يتكلم معهما باللين ولايتكلم معهما بالكلام الغليظ قال الله تتعالى { وقل لهما قولا كريما } وأن لايدعهما بإسمهما وإنما يقول أمي وأبي ويوقرهما ويخفض لهما جناح الذي قال الله تعالى { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } أن يدعو لهما بالمغفرة كلما يدعو لنفسه { وقل رب ارحمهما كما ربياني صغير } أن يبر أهل ودهما لقول الرسول عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم( أبر البر أن يصل الرجل ود والديه ) وبر الأم مقدم على بر الأب إذا تعارضا وذلك لأسباب ثلاثة تتميز بها الأم صعوبة الحمل وصعوبة الوضع وصعوبة الرضاع وفي الحديث المتفق عليه أن رجلا جاء إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فسأله يارسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي فأجابه الرسول عليه الصلاة والسلام( أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أبوك ) وتقدم طاعة الوالدين على غيرها من الطاعات في بعض الأمور منها ترك المسنونات والتطوع في حالة حاجتهما إلى ابنهما كترك الصلاة النافلة والحج النافلة والجهاد غير الواجب والصوم نفلا والسفر للتجارة والانتقال من بيت إلى بيت أو من بلد إلى بلد وتجب مخالفة الوالدين إذا أمرا في غير المعروف من ذلك إذا دعوك لتناول طعام محرم وكذلك ليس للوالدين أن يلزما ابنهما بزوجة معينة فمن خالفهما في ذلك لايعد عاقا وأيضا إذا أمره والده بطلاق زوجته فإنه لايجيب ومخالفته ليست من العقوق أما عقوق الوالدين فكثيرة منها إبكاؤهما وتحزينهما بقولك أو فعلك إدخال المنكرات وفعلها أمامهما البراءة منهما والتخلي عنهما عدم زيارتهما والسؤال عنهما أو التأخير في ذلك تقديم الزوجة على الأم أو الأب فيما للوالدين فيه دخل لعنهما أو التسبب في ذلك ... |
رد : دروس مؤفيده
معاملة الزوجة
الزوجة في الإسلام سكن ورحمة ونعمة وهي من خير المتاع كما أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم ( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ) ومن أجل الزوجة الصالحة حث الإسلام على اختيار ذات الدين يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه ( تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) وفي سبيل حسن العلاقة مع الزوجة دعا الإسلام إلى معاملتها بالمعروف وجعل خير الناس أحسنهم لأهله قال الله تعالى { وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثير } ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الترمذي ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم ) ومن أدب الإسلام في التعامل مع المرأة إنصافها والاعتراف بمحاسنها وإن ظهر منها بعض الخطأ لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم ( لايفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا ورضي منها آخر ) ومن ذلك إدخال السرور عليها ولو بالتحية الطيبة والوجه الطلق قال الله تعالــى { فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة } ومن حسن معاملة الزوجة ترك معاتبتها على طعامها وشرابها لأن ذلك يحزن قلبها وقد كان من أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام فيما ورد في الحديث المتفق عليه ( ماعاب طعاما قط إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه ) ومن ذلك إحسان القوامة على المرأة فيتحمل الرجل مقابل ذلك تبعات النفقة والكد على العيال وتتحمل المرأة معه رعاية الأولاد وحسن تربيتهم لقول الرسول الله عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والأمير راع والرجل راع على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) ومن حسن عشرة الزوجة العدل معها إن كان الزوج عنده غيرها لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( إذا كان عند الرجل امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط ) ومن ذلك المحافظة على أسرارها وعدم كشف عيوبها لأحد ومن حقها على زوجها أن يعلمها دينها ولايمنعها من الحج إلى بيت الله الحرام وأن يحافظ على حقوقها الزوجية |
رد : دروس مؤفيده
معاملة الأولاد
يدرك المسلم الحق مسؤوليته الكبرى نحوى أولاده وأهله فيؤدي حقوقهم جميعا كاملة قال الله تعالى { ياأيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة } وتمثل هذه الحقوق أعلى مقام بلغت فيه معاملة الأولاد ومن ذلك معاملتهم بالحب والحنان والرحمة لنشأوا نشأة نفسية صحيحة تعمر قلوبهم الثقة وتشيع في نفوسهم الصفاء ورد في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه قال مارأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله عليه الصلاة والسلام قال كان إبراهيم مسترضعا له في عوالي المدينة فكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت فيأخذه فيقبله ثم يرجع وفي الحديث المتفق عليه أن النبي عليه الصلاة والسلام قبل الحسن بن علي فقال الأقرع بن حابس إن لي عشرة من الولد ماقبلت منهم أحدا فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام من لايرحم لايرحم ومن ذلك الانفاق على العيال بسخاء حتى لايحتاجوا فيمدوا أيديهم للغير روى الإمام مسلم قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله ) ومن حسن التعامل مع الأولاد عدم التفرقة في النفقة بين الذكور والإناث لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم ( من كان له ثلاث بنات يؤويهن ويكفيهن ويرحمهن فقد وجبت له الجنة البتة فقال رجل من بعض القوم وانثنتين يارسول الله قال واثنتين ) ومن ذلك أن يسوي بينهن وأن لايفضل أحدهم على الآخر في الأمور كلها أخرج البزار عن أنس رضي الله عنه أن رجلا كان عند النبي عليه الصلاة والسلام فجاء ابن له فقبله وأجلسه على فخذه وجاءته بنت له فأجلسها بين يديه فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( ألا سويت بينهم ) والمساواة بين الأولاد من أكثر الأساليب التربوية أثرا في صحة نفسية الأولاد واستقامتها ومن حسن التعامل مع الأولاد توجيههم إلى الخير وإرشادهم إلى أحسن الأعمال ووصية لقمان لابنه خير مثال وصدق من قال الصلاح من الله والأدب من الآباء |
رد : دروس مؤفيده
بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ) وفي الحديث الذي رواه مسلم فقد جاء رجل إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال يارسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون على فقال عليه الصلاة والسلام ( لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل أي الرماد الحار ولايزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك )
ومن هنا كان المسلم على صلة وثيقة بأقاربه وأرحامه لايقاطعهم ولايهاجرهم جاء في الحديث المتفق عليه ( الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله ) |
رد : دروس مؤفيده
كيف تتعامل مع الأصدقاء
يتعامل المسلم الصادق مع إخوانه وأصدقائه من منطلق الحب في الله عملا بقوله الله تعالى {إنما المؤمنون إخوة } فهي إخوة مرتبطة بالإيمان يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لايحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) ومنهج التعامل مع الأصدقاء زاخر بالقيم والآداب والفضائل من ذلك إظهار المحبة والإعلان عنها لتقوية العلاقات وتوثيق الصداقات لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الترمذي وأبي داود ( إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أن يحبه ) إفشاء السلام لزيادة المحبة لما روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال ( والذي نفسي بيده لاتدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولاتؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ) التعاون في الخير والمناصرة على الحق وهذا واجب من واجبات الأخ المسلم تجاه إخوانه وأصدقائه لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) لاهجران للأصدقاء أكثر من ثلاثة أيام إذا دعت الضرورة فقد يقع شيء من الخلاف أو عدم التوافق في حالة من نزوات الغضب فيسارع المسلم الصادق إلى إصلاح ذات البين وإعادة صفاء الأخوة وقوتها إلى ماكانت عليه وفي ذلك يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم ( لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) وقد حذر الرسول عليه الصلاة والسلام من الهجران الطويل وعده من قبيل العدوان على الحياة فقد أخرج البخاري في الأدب المفرد من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه لابغض ولاحسد للأصدقاء لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم (لاتقاطعوا ولاتدابروا ولاتباغضوا ولاتحاسدوا وكونوا إخوانا كما أمركم الله ) يلقى المسلم أصدقاءه بالبشر والترحاب لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم ( لاتحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) ومن شروط الصداقة الفاضلة ينصح المسلم لإخوانه ويحب لهم من الخير مايحب لنفسه لما ورد في الحديث المتفق عليه ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه ) ولايمكن أن يحب له مايحب لنفسه إلا إذا كان محبا نصوحا ومن حسن معاملة الأصدقاء عند المسلم العفو عن زلاتهم والرفق بهم وعدم اغتيابهم وإعطاؤهم حقوقهم والدعاء لهم بظهر الغيب |
رد : دروس مؤفيده
الأخوة حقوق وواجبات
ومن حقوق المسلم على أخيه المسلم أن يتقي مواضع التهم صيانة لقلوب الناس عن سوء الظن ولألسنتهم عن الغيبة روى مسلم عن أنس رض الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام كلم إحدى زوجاته فمر به رجل فدعاه رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال ( يافلان هذه زوجتي صفية ) فقال يارسول الله من كنت أظن فيه فإني لم أكن أظن فيك فقال ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) ومنها إذا بلي بالسفهاء وبذي الشر فليصبر على معاملتهم وليدفعهم بالتي هي أحسن لقوله تعالى { ادفع بالتي هي أحسن } وقوله { ويدرءون بالحسنة السيئة } وقد جاء بالحديث المتفق عليه عن عائشة رضي الله عنها قالت استأذن رجل على رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال ( ائذنوا له فبئس رجل العشيرة هو ) فلما دخل ألان له القول حتى إن له عنده منزلة فلما خرج قلت له الذي قلت ثم ألنت له فقال ( ياعائشة إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه ) ومنها النصيحة لكل مسلم والجهد في إدخال السرور على قلبه لما صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه ) ومن حقوق الأخوة الإعانة بالمال قال العلماء والمواساة بالمال مع الأصحاب على ثلاث مراتب المرتبة الأولى أن تنزله منزلة من تعولهم وهي أدناها والمرتبة الثانية أن تنزله منزلة نفسك وترضى بمشاركته إياك في مالك قال الحسن كان أحدهم يشق إزاره بينه وبين أخيه والمرتبة الثالثة وهي العليا أن تؤثره على نفسك قال الله تعالى { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهن خصاصة } ومن هذه الحقوق الإعانة بالنفس على قضاء الحاجات والقيام بها قبل السؤال مع البشاشة وإظهار الفرح قال الحسن رضي الله عنه (( إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا وإخواننا يذكروننا بالآخرة )) وقال عطاء ( تفقدوا إخوانكم بعد ثلاث فإن كانوا مرضى فعودوهم أو مشاغيل فأعينوهم أو كانوا نسوا فذكروهم ) ومن هذه الحقوق إحسان الظن بالمسلمين وعدم تتبع عوراتهم لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ) وسوء الظن يدعو إلى التجسس والتحسس وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه ( لاتحسسوا ولاتجسسوا ولاتقاطعوا ولاتدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ) والتجسس في تطلع الأخبار والتحسس بالمراقبة بالعين فستر العيوب والتجاهل والتغافل عنها شيمة أهل الدين وفي الحديث الذي رواه أبو داود ( المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس مجلس يسفك فيه دم حرام ومجلس يستحل فيه فرج حرام ومجلس يستحل فيه مال من غير حلة ) |
رد : دروس مؤفيده
حق المسلم على المسلم
هناك جملة أخلاق وآداب تلزم المسلم تجاه أخيه المسلم تمثل قمة التعامل وترفع المتخلفين بهذه الآداب إلى مستوى خير أمة أخرجت للناس ومن هذه الآداب والحقوق أن يؤدي حقوقه الشخصية والاجتماعية عملا بقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم ( حق المسلم على المسلم ست إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فأنصح له وإذا عطس فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فشيعه ) وفي الصحيحين من حديث براء أمرنا رسول الله عليه الصلاة والسلام بسبع فذكر منها ( وإبرار المقسم ونصر المظلوم ) ومنها أن يحب له مايحب لنفسه لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه ) وأن يتواضع لكل مسلم ولايتكبر عليه قال الله تعالى { إن الله لايحب كل مختال فخور } وجاء في الحديث الصحيح عند أبي داود قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لايفخر أحدكم على أحد ) وأن لايغتابه ولايسمع غيبة الناس فيه لما ورد في الحديث المتفق عليه ( لايدخل الجنة فتان ) ومن ذلك أن لايؤذي أخاه المسلم ولا يدخل الروع عليه لما ورد في الحديث المتفق عليه (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) ومنها أن لايزيد من هجره إذا غضب عليه أكثر من ثلاث لما ورد في الحديث المتفق عليه (لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) ومنها أن لايدخل على أحد من المسلمين إلا بإذنه فإن لم يؤذن له انصرف لما ورد في الصحيحين ( الإستئذان ثلاث فإن أذن لك وإلا فارجع ) ومنها أن يخالق الجميع بخلق حسن لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( وخالق الناس بخلق حسن ) ومنها توقير الكبار ورحمة الصغار لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه أبو داود ( من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم ) ومنها أن يكون طليق الوجه والاستبشار مع الجميع للحديث المتفق عليه ( اتقوا الناس ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة ) ومنها أن يصلح ذات البين ويؤلف بين المتخاصمين لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه أبو داود ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة قالوا بلى قال إصلاح ذات البين وفساد ذات البين هي الحالقة ) ومنها أن يستر على أخيه المسلم إذا زلت به القدم أو وقع خطأ لما ورد في الصحيحين ( من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ) |
رد : دروس مؤفيده
كيف تعامل جيرانك
يؤكد الإسلام على أهمية الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع ومن هذه الروابط رابطة الجوار فقد أمر الله سبحانه وتعالى بالإحسان إلى الجار فقال { واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم } والجار ذو القربى هو الذي تجمعك به مع الجوار آصرة النسب أو الدين والجار الجنب هو الذي لاتجمعك به صلة من نسب أو دين والصاحب بالجنب هو الرفيق في أمر حسن فكل من جاورك في السكن له عليك حق الجوار ولو لم يكن بينك وبينه وشيجة من نسب أو رابطة من دين وفي هذا تكريم للجار وأي تكريم ومن توجيهات الرسول عليه الصلاة والسلام في الإحسان إلى الجار ماورد في الحديث المتفق عليه ( مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) ويعامل المسلم جاره بأخلاق كثيرة منها السماحة مع الجار وتلبية مطالبه لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه (لايمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره ) محبته وتفقد حاجته لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الطبراني (ماآمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم ) تقديم المعروف إلى الجار ولو كان قليلا وهذا مانبه إليه الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه البخاري ( يانساء المسلمات لاتحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة ) وفرسن الشاة ظلفها وهو كناية عن القلة أي لاتحقرن جارة أسدت لجارتها شيئا من معروف ولو كان قليلا كفرسن شاة فهو خير من العدم والله تعالى يقول { فمن يعمل مثقال ذرة خير يره } وفي الحديث الذي أخرجه البخاري ( اتقو النار ولو بشق تمرة ) ويرتقي المسلم في إحسانه فيحسن إلى غير المسلمين من جيرانه وهذا من سماحة الإسلام ورحمته فهذا عبد الله بن عمرو الصحابي الجليل تذبح له شاة فيسأل غلامه (( أهديت لجارنا اليهودي فإني سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول ( مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )) رواه أحمد وأبو داود تجنب الوقوع في الخطأ مع الجار ذلك لأن الإثم مع الجار أشد وقعا وأفدح جريمة وقد سأل الرسول عليه الصلاة والسلام أصحابه عن الزنى فقالوا حرام حرمة الله ورسوله فقال ( لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره ) وبهذه الأخلاق يتطهر المجتمع ويعيش أفراده حياة الأمن والاستقرار |
رد : دروس مؤفيده
التعامل مع المجتمع
المسلم مع كونه اجتماعي بطبعه فهو اجتماعي بحكم دينه يخالط الناس وينفعهم ويبذل لهم المعروف ويصبرعلى أذاهم مما يجعل منه شخصية اجتماعية راقية يحبه الناس لأكثر من سبب ويألفونه لما يجدون فيه من الخير يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( المسلم إذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لايخالط الناس ولايصبر على أذاهم ) ويتعامل المسلم مع مجتمعه وفق كثير من السلوكيات والآداب فهو صادق مع الناس جميعا في قوله وفعله لأنه يعتقد أن الصدق رأس الفضائل عملا بقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عن الله كذابا ) متفق عليه وهو لايغش ولايغدر ولايخدع لأن الغش محرم في الإسلام للحديث الذي رواه مسلم ( من غشنا فليس منا ) وكذلك الغدر للحديث المتفق عليه ( لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان ) ومن صفات المسلم نحو مجتمعه أن ينصح لهم بالخير لما ورد في صحيح البخاري ومسلم (الدين النصيحة قال الصحابة الكرام لمن فقال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) ومن واجب المسلم تجاه أفراد مجتمعه الوفاء لهم بالعهد وإنجاز الوعد لقول الله تعالى {ياأيها الذين ءامنوا أوفو بالعقود } ولقوله عز وجل { ياأيها الذين آمنوا لم تقولون مالاتفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالاتفعلون } فيحذر المسلم كل الحذر من إنكاث العهد أو إخلاف الوعد لأن ذلك من صفات المنافقين الذي أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام عن علاماتهم وذلك في الحديث المتفق عليه ( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ) ويعامل المسلم أفراد مجتمعه بأحسن الأخلاق فلا يتكبر ولايفحش عليهم في القول لقول الرسول في الحديث الذي رواه الطبراني ( إن الفحش والتفحش ليسا من الإسلام في شيء وإن أحسن الناس إسلاما أحسنهم خلقا ) ويعاملهم برفق ولين لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه ( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ) ويعاملهم برحمة وشفقة فلا يقصر رحمته على أهله وولده وذوي قرابته بل يشمل بها الناس جميعا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الطبراني ( لن تؤمنوا حتى تراحموا قالوا يارسول الله كلنا رحيم قال إنه ليس برحمة أحدكم لصاحبه ولكنها رحمة للناس عامة ) ويجل الكبير وصاحب الفضل ويعاشر كرام الناس ويحرص على نفع الجميع ودفع الضرر عنهم -------------------------------------------------------------------------------- معاملة المسؤول المسؤول في الإسلام أكثر الناس حملا وأثقلهم واجبا أنيطت به التكاليف وأسندت إليه المهمات فكان لزاما على أتباعه أن يعاملوه بما هو أهله من الإعانة والتوقير والاحترام والسمع والطاعة وإبداء النصيحة إذ أن المسؤولية في الإسلام وإن كانت فردية من جهة فهي جماعية من جهة أخرى لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه البخاري ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته ) ولضبط العلاقة بين المسؤول وأتباعه ولتحقيق المصلحة العليا للأمة دعا الإسلام إلى معاملة المسؤول بجملة قواعد وآداب من ذلك طاعته في غير معصية الله تعالى لقوله تعالى { ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا } ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه ( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولاطاعة ) ومن ذلك بذل النصيحة له بتوجيهه إلى الخير وإعانته عليه وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر بالرفق وبالتي هي أحسن وأن يذكر بالواجبات الملقاة على عاتقه ومسؤوليته تجاه الأمانات المكلف بها لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) ومن ذلك أن يكفوا عن ذكر معايبه في المجتمعات والأندية والأسواق والمساجد ونحوها وينتهروا ومن يفعل شيئا من ذلك لما ورد في صحيح مسلم ( خيار أئمتكم الذي تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم أي تدعون لهم ويدعون لكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنوهم ويلعنوكم ) ومن ذلك معاونته على الخير وتشجيعه على الصالحات عملا بقول الله تعالى { وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الاثم والعدوان } ومن ذلك توقير المسؤول واحترامه سواء كان في الخطاب أو في المعاملة لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه ) رواه الطبراني وأحمد وإسناده حسن |
رد : دروس مؤفيده
كيف يعامل المسؤول موظفيه
المسؤول والموظف لدى دائرته كلاهما شركاء في تحمل مسؤولية العمل واتقانه والإخلاص فيه وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية إلا أن درجة المسؤول تقتضي محاسبة من معه من الموظفين والعاملين وتوجيههم الوجهة الصحيحة التي تخدم مصلحة العمل وتنهض بمستواه وكل مسؤول كبرت مسؤوليته أم صغرت مطالب أن يعامل مساعديه ومن معه بجملة آداب وأخلاق ومن ذلك أن يخاطب المسؤول موظفيه ومن معه بخطاب واضح ومفهوم وأن يوجههم بكلام تدركه عقولهم ولايكون فيه لبس أو شبهة يقول ابن مسعود ضي الله عنه (( ماأنت محدث القوم حديث لاتبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم )) أن ينصح المخطئ منهم على انفراد لأن من طبيعة الناس أنهم يكرهون أن تبرز عيوبهم أمام الناس يقول الإمام الشافعي رحمه الله عن ذلك تعمدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة فإن النصح بين الناس نوع من التوبيخ لاأرضى استماعه فإن خالفتني وعصيت أمري فلا تجزع إذا لم تعط طاعه أن لايتصيد المسؤول السلبيات وينسى الحسنات فإن ذلك مما يكرهه الناس ولايحبونه وهذا رسول الله عليه الصلاة والسلام يضرب لنا المثل الرفيع في تقدير الناس وذكر محاسنهم ليكون ذلك أعون لهم على الخير جاء في البخاري أن رسول الله عليه الصلاة والسلام خطب قائلا ( أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي (يعني بطانتي وخاصتي ) فقد قضوا الذي عليهم (يقصد أنهم وفوا بما تعهدوا به في بيعة العقبة ) وبقي الذي لهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم ) ومن صفات المسؤول أن يعفو عن الزلات ويتجاوز عن الهفوات ولايذكر موظفيه بأخطائهم دائما قال الله تعالى { والعافين عن الناس } ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم (من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ) ومن صفات المسؤول الجود والكرم ليستميل قلوب الناس ويظهر الاهتمام بهم وفي الحديث الذي رواه البيهقي وحسنه الألباني ( تهادوا تحابوا ) ومن صفات المسؤول شكر موظفيه على عملهم وشكرهم عند انتهاء خدمتهم جاء في الحديث من مشكاة المصابيح ومن صنع إليه معروفا فقال لصاحبه جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء |
رد : دروس مؤفيده
منهج التعامل مع العلماء
للعلماء مكانة متميزة في الإسلام فدرجاتهم من أعلى الدرجات لقول الله تعالى { يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } ومقامهم يأتي بعد مقام النبوة لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( العلماء ورثة الأنبياء ) والإسلام يدعو إلى احترام العلماء والاستفادة منهم والاجتهاد في طلب العلم بين ايديهم وإنزالهم المنزلة اللائقة بهم من صور التعامل مع العلماء النفرة إليهم لطلب العلم وسؤالهم في حالة الجهل لقول الله تعالى { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين } ولقوله عز وجل { فسئلوآ أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون } محبتهم وتوقيرهم لأنهم أكثر الناس خشية لله لقوله تعالى { إنما يخشى الله من عباده العلماء } قال طاووس بن كيسان ( من السنة أن يوقر العالم وذلك لرفع درجاتهم عن الله ) ومن ذلك طاعتهم والاقتداء بهم قال الله تعالى { وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منك } قال أهل العلم وأولي الأمر هم العلماء والأمراء والعلماء هم ورثة الأنبياء كما قال عليه الصلاة والسلام يبلغون عن الله ويدعون الناس إلى الخير والهدى وقد أمرنا الله بالاقتداء بهم فقال تعالى { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده } ومن ذلك عدم معاداة العلماء أو إيذائهم لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي يرويه عن ربه ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) وقد قال الإمام أبو حنيفة والشافعي رحمهما الله (( إن لم يكن الفقهاء أولياء الله ليس لله ولي )) وفي ترك معاداة العلماء يقول ابن عساكر رحمه الله إن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة وإن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } والذي يطلق لسانه على العلماء إنما يؤذي رسول الله عليه الصلاة والسلام وينتقص من الإسلام قال ابن عباس رضي الله عنهما من آذى فقيها فقد آذى رسول الله عليه الصلاة والسلام ومن آذى رسول الله عليه الصلاة والسلام فقد آذى الله عز وجل والمتأمل في طعون الناس للعلماء ودعاة الحق يجد أنها لاتخرج عن واحدة من هذه الأسباب إما حسدا لما يتمتع به العلماء من الفضل والعلم والهدي كما قال الإمام الذهبي كلام الأقران بعضهم في بعض لايعبأ به لاسيما إذا كان لحسد أو مذهب وهوى وإما تعصبا أو انحيازا وقد قال الإمام أبو حامد الغزالي في ذم التعصب (( وهذه عادة ضعفاء العقول يعرفون الحق بالرجال لاالرجال بالحق )) وإما نفاقا وانسياقا وراء أعداء الإسلام الذين يحاربون الإسلام في علمائه ودعاته ليشوهوا صورة الإسلام وقد قال الله تعالى موضحا فعل إخوانهم المنافقين { وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون } |
رد : دروس مؤفيده
كيف نعامل البالغ المراهق
البلوغ مرحلة انتقالية من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج وفي هذه المرحلة تحدث عدة تغيرات في حياة البالغ من تغيرات عضوية جسمانية وتغيرات فسيولوجية في وظائف الأعضاء وتغيرات اجتماعية في العلاقة مع الآخرين والبلوغ يبدأ من سن 9 - 13 سنة عند البنات وقد يتأخر إلى مابعد الثالثة عشر أما بلوغ الفتى فيتراوح مابين 12 - 15 سنة وقد يصاحب حالة البلوغ مايسمى بالمراهقة والتي غالبا ماتبدأ مع سن البلوغ إلى الثامنة عشر وقد تصل إلى العشرين وتغلب على بعض المراهقين صفات وتصورات وسلوكيات خاطئة كسرعة الغضب وطلب العزلة وإهمال الدراسة وشرود الذهن وكثرة السرحان والميل إلى النوم الكثير بالنهار والقليل بالليل وإذا لم يجد المراهق من يعينه على التخلص من هذه السلبيات فقد تتطور به الحالة وتصدر منه بعض المخالفات التي تضر بالنفس والمجتمع كالتمرد على القيم والأخلاق والخروج عن المألوف وعقوق الوالدين وإهمال الصلاة أو هجرها والرغبة في اللهو والمغامرة والانجذاب إلى أصحاب السوء والتأخير في الدراسة والميل إلى الشهوات والرغبة في العدوان وإيذاء الآخرين والتحلل من مسؤوليات البيت والمجتمع والوطن وهناك بعض الأسباب التي تساهم في وصول المراهق إلى هذه الحال من ذلك ضعف التربية أو فقدانها رفقة السوء وخاصة الجانحين منهم حالة الفقر والحاجة تدفع بعض المراهقين إلى الانحراف معاملة الوالدين للمراهقين بقسوة وشدة تفكك أسرة المراهق وانعدام القدوة وجود المهيجات والمغريات كالاختلاط والعرى والإباحية والأفلام المثيرة والمسرحيات الهابطة والأغاني الفاحشة تفضيل بعض الأبناء وغبن البعض الآخر غيبة الأبوين عن تربية أبنائهم وإسناد هذه المسؤولية عند البعض لدى الخادمات الخطأ في التعامل وعدم تقدير مراحل تطور النمو عند الأولاد والأسلوب الإسلامي التربوي في التعامل مع البالغين والمراهقين يبدأ من خلال تعليم الولد الثقافة الجنسية منذ أن يميز الأحكام الشرعية المتصلة بالجانب الجنسي الغريزي ويستوي في ذلك الذكر والأنثى وهذه المسؤولية تقع على عاتق المربين من آباء وأمهات معلمين فالولد إذا بلغ ونزل منه مني ذو دفق وشهوة أصبح بالغا ومكلفا شرعا ويجب عليه مايجب على الرجال الكبار من مسؤوليات وتكاليف وكذلك البنت إذا بلغت سن التاسعة فما فوق وتذكرت احتلاما ورأت الماء الرقيق الأصفر على ثوبها بعد الاستيقاظ أصبحت بالغة ومكلفة شرعا يجب عليها مايجب على النساء الكبار من مسؤوليات وتكاليف |
رد : دروس مؤفيده
الأسلوب التربوي في معاملة البالغين
من الأساليب الحكيمة التي حث عليها الإسلام في معاملة البالغين والمراهقين حثهم على الزواج المبكر لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الجماعة ( يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإن له وجاء ) وقد أجمع العلماء وأهل التربية على أهمية الزواج وفوائده العظيمة للبالغين والمراهقين ومن هذه الفوائد المحافظة على الشباب من الضياع والانحراف وسكن نفسي وروحي يعصمهم من خواطر السوء وهواجس الشر وقد اتخذ الإسلام عدة تدابيبر لتيسير مهمة الزواج من ذلك تكليف ولي الأمر المقتدر بتزويج ابنه المحتاج إلى الزواج كراهية الإسلام لحياة العزوبة لما روى الطبراني والبيهقي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال ( من كان موسرا لأن ينكح ثم لم ينكح فليس مني ) تيسير مهر الزواج وجعل القليل منه أكثر بركة من الكثير لقول الرسول عليه الصلاة والسلام (أقلهن مهرا أكثرهن بركة ) جواز تقسيم المهر إلى قسمين مقدم ومؤخر فمن لم يستطع دفع المهر كاملا في المقدم جاز له تأخير شيء منه جواز إهداء المرأة مهرها لزوجها جواز عرض الرجل الصالح بناته وأخواته على أهل الخير والصلاح للزواج ولابد من توعية الأبناء بهذه الحقائق الإسلامية ليكون ذلك دافعا لهم على سلوك الطريق المستقيم ومن أساليب التربية الإسلامية الحكيمة لغير القادرين على الزواج دعوتهم إلى التعفف وغض البصر والابتعاد عن مواطن الفحش والإكثار من الصوم والسمو بالطاعات وممارسة الهوايات ومن ذلك توفير المناخ الصالح للأبناء البالغين والمراهقين فيحثون على حضور مجالس العلم والذكر ويختار لهم الصحبة الصالحة ويشجعون على قراءة القرآن والاستفادة من الأنشطة التربوية والثقافية والرياضية والقيام برحلات الحج والعمرة ورحلات البر وخيمات الكشافة وغيرها من الأنشطة النافعة ومن أساليب التربية الإسلامية في معاملة المراهقين ملء فراغ أوقاتهم بالواجبات الدينية والدنيوية لأن النفس إذا لم تشغل بالحق شغلت صاحبها بالباطل ومن أسباب وقاية البالغين التفريق بين الذكور والإناث في المضاجع عملا بتوجيهات الرسول عليه الصلاة والسلام ( وفرقوا بينهم في المضاجع ) ومن أساليب الحفاظ على البالغين متابعة ذويهم وأهليهم لهم جاء في الحديث الذي رواه النسائي ( إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه حتى يسأل الرجل عن أهل بيته ) |
رد : دروس مؤفيده
التعامل مع الشباب
مرحلة الشباب من أدق مراحل العمر فيها قوة الطموح وقوة التعلم وقوة في الاكتشاف وقوة في النشاط وقوة في التحول والتغير من أجل ذلك كان الأسلوب التربوي الرفيع والمعاملة الحسنة الراقية والتدرج في التربية هو المناسب لهذه المرحلة وقد ضرب لنا الرسول عليه الصلاة والسلام المثل الرفيع في التعامل مع هذه الشريحة من المجتمع وجعل من أخلاقه الكريمة عليه الصلاة والسلام مايحبب إليه دعوته وسيرته حتى قالوا ( كان عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خلقا لم يكن فاحشا ولامتفحشا ولاصخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح ولايكاد يواجه أحدا في وجهه بشيء يكرهه وماضرب شيئا قط بيده ولاامرأة ولاخادما إلا أن يجاهد في سبيل الله وإذا استلف سلفا قضى خيرا منه وماسئل رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال لا وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالك يكن إثما ) ومن معاملة الرسول عليه الصلاة والسلام والتي تدل على حسن خلقه معهم مايلي الرفق بهم والشفقة عليهم جاء في صحيح البخاري عن أبي سليمان مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال أتينا النبي عليه الصلاة والسلام ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة فظن أنا اشتقنا أهلنا وسألنا عمن تركنا في أهلنا فأخبرناه وكان رفيقا رحيما فقال ( ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم وصلوا كما رأيتموني أصلي وإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ثم ليؤمكم أكبركم ) الابتسام لهم والترحيب بهم عن جرير بن عبد الله قال ماحجبني رسول الله عليه الصلاة والسلام منذ أسلمت ولارآني إلا تبسم في جهي أخرجه مسلم تقديرهم واحترام حقوقهم جاء في الحديث المتفق عليه عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام أتى بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ فقال للغلام ( أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ) فقال الغلام والله يارسول الله لاأؤثر بنصيبي منك أحدا قال فتله أي وضعه رسول الله عليه الصلاة والسلام في يده دعاؤهم بأحب الأسماء إليهم وقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يدعو عليا بأبي تراب جاء في صحيح مسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال كان لعلي اسم أحب ليه من أبي تراب وإن كان ليفرح إذا دعي به عيادة مرضاهم جاء في صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان غلام يهودي يخدم رسول الله عليه الصلاة والسلام فمرض فأتاه النبي عليه الصلاة والسلام يعوده فقعد عن رأسه فقال له (أسلم) فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال يابني أطع أبا القاسم عليه الصلاة والسلام فأسلم فخرج النبي عليه الصلاة والسلام وهو يقول (الحمد لله الذي أنقذه من النار ) |
رد : دروس مؤفيده
من آداب جيل الصحابة
جيل الصحابة رضي الله عنهم هو الجيل المثالي الذي يقتدي ببه المسلمون على مر الأيام والسنين ذلك لأنه الجيل الذي تربى على يد رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي وصفه الله تعالى { وإنك لعلى خلق عظيم } فكانوا خير جيل أخرجته البشرية وهذه طائفة من آداب ذلك الجيل برهم للوالدين جاء في طبقات ابن سعد الكبرى عن مناقب أبي هريرة رضي الله عن أنه ماكان يحج حتى ماتت أمه لصحبتها وكان من أحسن البر بها اجتهاده في إسلامها جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنت أدعو أمي إلى أمر الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله عليه الصلاة والسلام ماأكره فأتيت رسول الله عليه الصلاة والسلام وأنا أبكي قلت يارسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره فادع الله أني يهدي ام أبي هريرة فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( اللهم اهد أم أبي هريرة ) الحديث فهداها الله الى الإسلام ببركة دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام واجتهاد ابنها لها أدبهم مع العلماء أخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى عن ابن عباس رضي الله عنه قوله إن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه فتسفي الريح علي التراب فيخرج فيراني فيقول يابن عم رسول الله ألا أرسلت إلى فآتيك فأقول أنا أحق أن آتيك فأسألك معاملتهم مع عامة الناس أخرج البخاري عن وصف أبي هريرة رضي الله عنه لكرم جعفر بن أبي طالب الذي يقوم عنه (( كان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب كان ينقلب بنا فيطعمنا ماكان في بيته حتى إنه ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء فيشقها فنلعق مافيها)) وأخرج أبو نعيم في حلية الأولياء عن نافع قال إن كان ابن عمر ليفرق في المجلس ثلاثين ألفا ثم يأتي عليه شهر مايأكل مزعة لحم وأخرج أبو نعيم عن أبي وائل الراسبي قال أتى ابن عمر بعشرة آلاف ففرقها وأصبح يطلب لراحلته علفا بدرهم نسيئة ومن حسن عشرة ابن عمر رضي الله عنهما لأصحابه في السفر ماجاء في طبقات ابن سعد عن مجاهد قوله كنت أسافر مع عبد الله بن عمر فلم يكن يطيق شيئا من العمل إلا عمله ولايكله إلينا ولقد رأيته يطأ على ذراع ناقتي حتى أركبها كما كان رضي الله عنهما يشترط على من يصحبه في السفر الفطر والأذان والذبيحة يشتريها للقوم ولقد شهد رسول الله عليه الصلاة والسلام لذلك الجيل بحسن الأخلاق فقال عن جعفر ( أشبهت خلقي وخلقي ) |
رد : دروس مؤفيده
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ،،، الإهــــداء الى دعاة الأدب والفضيلة والأخلاق والى الباحثين عن منهج التعامل مع الأفراد والمؤسسات والمجتمعات والى كل من يخالط الناس ويتعامل معهم نهدي هذا الكتاب قال الله سبحانه وتعالى {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ }البقرة83 وقال عز وجل {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }فصلت34 ويقول صلى الله عليه وسلم ( صل من قطعك واعط من حرمك واعف عمن ظلمك) المقدمة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد الإنسان مدني بطبعه لايستطيع أن يعيش وحيدا بمفرده بل من سروره وسعادته أن يخالط الناس ويجالس الأصدقاء ويصاحب الرفقاء وهو بحاجة إلى أن يتعامل مع غيره بحكم المصالح المشتركة وحاجة كل إنسان لأخيه الإنسان ولقد أكد الإسلام هذه الحقيقة الاجتماعية عند الإنسان وأبان الغرض الحقيقي الذي ينبغي أن يجتمع عليه الناس قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13 وقضية التعامل بين الناس من أهم القضايا التي يجب أن تتوجه إليها جهود العلماء والمفكرين والمصلحين ليقوموا بدورهم في معالجة هذه القضية التي باتت كغيرها مهددة بالتردي والانحطاط إن كثيرا من المجتمعات وأعدادا من الناس لايزالون إلى اليوم يتعاملون مع غيرهم معاملة سيئة منافية لكل أدب بعيدة عن كل مروءة وذوق فتجد إنسانا يكلمك وهو مشغول بأمر آخر ووالد يحاسب ابنه على كل خطأ بقسوة ومدرس يستخدم الضرب مع طلابه لأتفه الأسباب وامرأة تتعامل مع وليدها الصغير بدلال زائد فلا تفارقه ولا تتركه وحده حتى لايتأذي وخطيب يرفع صوته أكثر من حاجة السامعين ولايبالي أطال الوقت أم قصر ومدير يحاسب موظفيه على كل تقصير ولايشكرهم على إنجاز العمل وزائر يدخل عليه بشعر ثائر ومظهر مشين ورائحة كريهة ورجل يجالس الناس فيمد رجله أمام الحاضرين وآخر يقص أظفاره في المجلس أو يمتخط بين رفقائه أو يستاك بالسواك في وجوه الناس وزائر يطرق الباب بعنف ورب عمل لايسمح للموظفين عنده بأداء الصلاة في وقتها ومتحدث يتكلم مع جلسائه ولايكاد يسكت وإمام يصلي بالناس فيطيل ومسؤول عابس بوجهه لايكاد يبتسم وشخص يسلم عليك والمفتاح أو القلم بيده وهكذا أمثلة كثيرة من الواقع تدل على الممارسات الخاطئة في سلوك التعامل والتعامل الخاطئ مع الآخرين لايقف عند حد التخلق بصفات ذميمة وذوقيات فاسدة وإنما يتعدى إلى فساد كبير فتتردى أخلاق الناس وتتقطع أواصر المودة والمحبة وتنتشر البغضاء ويعجب كل ذي رأي برأيه وينقلب الصدق إلى كذب والأمانة إلى خيانة ويقرب السفيه وينحى الصالح ويتصدر الرويبضة ومن أجل إصلاح هذا الفساد وغيره كانت مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم التي عبر عنها بوضوح " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " إقتباس:
|
رد : دروس مؤفيده
جزاك الله ألف خير اخوي ((جامع ))
على جميل ما قدمت لنا من نصائح مفيده ودروس اتمنى لك مزيد من التوفيق بإذن الله ولكم أجمل تحيه دفء المشاعر |
رد : دروس مؤفيده
جزاك الله ألف خير اختي
دفء المشاعر وشكرأ على مرورك. |
رد : دروس مؤفيده
الإنسان مدني بطبعه لايستطيع أن يعيش وحيدا بمفرده بل من سروره وسعادته أن يخالط الناس ويجالس الأصدقاء ويصاحب الرفقاء وهو بحاجة إلى أن يتعامل مع غيره بحكم المصالح المشتركة وحاجة كل إنسان لأخيه الإنسان
اخي الجامع وفقك الله لما يحبه ويرضاه وتقبل تحياتي وشكري وتقديري |
رد : دروس مؤفيده
جزاك الله خير
على الموضوع الجميل وبارك الله فيك |
الساعة الآن +4: 02:03 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.