اسمعوني بقول لكم خاطرة
.
.
حبيبتي
أين أنتِ ؟؟ فلم تجب.
أين هي ؟؟
بحثت كثيرا , فلم أجدها , من هي؟ أين تسكن؟
كم عمرها؟ كيف شكلها؟ ما لون عينيها و شعرها؟
نعم, بحثت عنها في صحراء الضياع الشاسعة, فوق جبالهاالعالية,
بين حنايا وديانها الضيقة المظلمة تحت رمالها الحارة كحرارة حبي لها,
فلم أجدها...!
بحثت عنها في بحور الغدر العميقة القاتمة المليئة بالأسرار و الخفايا,
تلك البحور التي لها قاعٌ مليءٌ بالخيانة و غدر الأصحاب و الأحباب,
تلك التي يتجاهل فيها الأخ أخاه و يزينها الحقد و ظلمة القلوب القاسية
و ظلم العبد للعبد وعصيان المخلوق للخالق,
و تنبعث منها رائحة العداوة و الكراهية.!
إفتقدتها, لم أجدها,
عدت الى بيتي كالعادة فاشلاً متضايقاً من عدم رؤيتها,
دخلت غرفتي بحثت عن دليل, عن صورة,
عن بصمةٍ تؤكد وجودها, بحثت على مكتبي,
في أوراقي بين صفحات كتابي,
كتابي الذي كتبته بدمع عيوني و زينته بقطراتٍ من دمي,
لم أجدها,لم أجد أي شيأً, لم أجد ما يثبت وجودها في حياتي,
فقدت الأمل.!
و فجأةً سمعت صوتاً يناديني, صوتاً رقيقاً كنسمة ربيعٍ مزهرٍ,
و دون تردد حاولت أن أتبع الصوت, ركضت و ركضت حتى نال مني التعب,
حزنت حتى انهمر مني الدمع كالمطر, سمعت الصوت من جديد,
و لكن هذه المرة كان في داخلي, بين ضلوعي وسط قلبي,
ذلك القلب المسكين اللطيف, المحب العفيف النظيف,
القلب الذي لم يحقد, و لم يغدرحتى أنه لا يعرف
معنى القسوة و الغدر و الخداع, إنه فقط و بكل فخر قلبي,
و عندما فتحته, وجدتها, عثرت عليها بين جدران قلبي,
نعم, وجدت من كنت أبحث عنها, إنها حبيبتي,
ملكة هذه القلعة (قلبي)....!
وبسبب ما فعلته بي من عذاب و تعب,
قدمتها للمحاكمة بتهمة أنها طعنتني في قلبي بسكين العشق و الغرام,
ذلك السكين الذي لا دواء له, أما تهمتها الثانية انها سرقت مني حياتي,
و أقسمت أن لا تعيدها.
فماذا عساي أن افعل,
إلا أن أحكم عليها بالسجن المؤبد مع الحب الشَّاق
فلا يستطيع أحدٌ إخراجها إلا بإذن الله ـ عزَّ وجلَّ ـ نعم,
حكمت عليها بالسجن و أن تكون سيدته,
و أن تكون هي فقط
( سجينة قلبي )
اتمنى ان تعجبكم