عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 15-08-2008, 07:02 PM
ثامر ضيف الله
عضو فعال
الصورة الشخصية لـ ثامر ضيف الله
رقم العضوية : 4282
تاريخ التسجيل : 29 / 5 / 2008
عدد المشاركات : 224
قوة السمعة : 18

ثامر ضيف الله بدأ يبرز
غير متواجد
 
صورة عنتــــــــــــر بن شــــــــداد "فارس بني عبس"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مايروى عن عنتر حقيقه...

عنترة بن عمرو بن شداد بن معاوية بن قراد العبسي هو أحد أشهر شعراء العرب في فترة ما قبل الإسلام، اشتهر بشعر الفروسية، وله معلقة مشهورة.

وشداد جده غلب على اسم أبيه، وإنما أدعاه أبوه بعد الكبر وذلك أنه كان لأمة سوداء حبشية يقال لها زبيبة، وسرى إليه السواد منها، وكانت العرب في الجاهلية إذا كان للرجل منهم ولد من أمة استعبده، كان بعض أحياء العرب قد أغاروا على بني عبس فأصابوا منهم فتبعهم العبسيون فلاحقوهم فقاتلوهم عمّا معهم وعنترة فيهم، فقال له أبوه: «كر يا عنترة»، قال : «العبد لا يحسن الكر، إنما يحسن الحلاب والصَّر»، فقال : «كر وأنت حر»، فكرَّ وهو يقول :





أنا الهجين عنترة كل امرئ يحمي حره


أسـوده وأحـمـره والــواردات مشـفـرة





فقاتل وأبلى واستنقذ ما كان بأيدي عدوهم من الغنيمة فادّعاه أبوه، وألحق به نسبه، وكان لا يقول من الشعر إلا بيتين أو ثلاثة حتى سابه رجل من بني عبس فرد عليه وافتخر بأفعاله في الغزوات والغارات وكان أول ما قال معلقته الشهيرة التي مطلعها:





هل غادر الشعراء من متردم


أم هل عرفت الدار بعد توهـم





وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفساً، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة. وكان مغرماً بابنة عمه عبلة فقل أن تخلو له قصيدة من ذكرها. اجتمع في شبابه بامرئ القيس الشاعر، وشهد حرب داحس والغبراء، وعاش طويلاً، وقتله الأسد الرهيص وقيل: جبار بن عمرو الطائي..

قرية النعي

يقال أنه قبر عنتر وكهفه .. والله أعلم ..

هذا ما يقال عنه أنه قبر عنتر









وهذا كهفه من الأسفل






تحولت قصة حياته إلي سيرة شعبية تتناقلها الأجيال

كان عنترة بن شداد شاعرا وفارسا تغلب علي ظروف حياته القاسية حتي أصبح أحد أبطال العصر الجاهلي، وأصبحت سيرة حياته وبطولاته مضرب الامثال.. أصبحت سيرة بطل شعبي تعشقه الجماهير عبر كل العصور!
مازلت أذكر طفولتي في القرية، وكيف كنت استمع في ليالي القرية إلي قصة عنترة بن شداد من المنشدين والرواة، وكيف خلبتني هذه الشخصية..
فهو المنتصر في كل المعارك الذي يخوضها.
وهو العاشق الذي طلب منه أن يذهب إلي الشام ليحضر ألفا من النوق مهرا لحبيبته وغامر وحقق هذا الأمل..

وهو الشاعر الذي يقول أجمل أشعار الحب والبطولة!
ومع الأيام.. وكلما امتدت بي أيام العمر أحاول أن أعرف حقيقة هذا الشاعر.. لا كما رسمتها الاساطير، ولكن كما كان علي الحقيقة.. وقرأت عنه الكثير..
انه واحد من البشر جاء إلي الدنيا ليجد أن والده شداد بن قراد قد أنجبه من أمته الحبشية (زبيدة).. فجاء أسود اللون.. ينظر قومه إليه بازدراء لسواد لونه، وعدم اعتراف والده به، وأراد هو أن يحقق ذاته.. ويثبت وجوده، لأنه يملك كل مقومات الرجولة والصعود إلي قمة الاحترام..!
تدرب علي الفروسية فأصبح فارسا مغوارا.. وعرفته الحروب بطلا لا يهاب الموت ولايخشاه، كما عرفته قبيلته 'عبس' شاعرا مرموقا، فلماذا لايكون في صدارة مجتمع هذه القبيلة؟
ولماذا لايحقق حلمه بالزواج من ابنة عمه 'عبلة' تلك الفتاة الجميلة التي أحبته عندما رأته يزود عن حياض القبيلة بشجاعة منقطعة النظير؟ وأنه آن له أن يحقق ذاته..!
وجاءته الفرصة عندما أغارت احدي القبائل علي قبيلته، فابتعد عنترة عن ميدان القتال، مما اضطر أبوه أن يرجوه الدخول في المعركة حتي لاتنهزم القبيلة، وتبوء بالذل والعار، ولكن عنترة رفض علي أساس أنه مجرد عبد لايحسن الكر والفر، ولكن يحسن الرعي.. وهنا قال له والده:
قاتل وأنت حر.
فشعر عنترة بأنه في بداية الطريق لتحقيق ذاته.. وحارب وانتصر.
وقال في قصيدة من أجمل قصائده.





والخيل تعلم والفوارس أنني


فرقت جمعهم بضربة فيصـل





وقال فيها أيضا:




ولقد أبيت علي الطوي وأظله


حتـي أنـال بـه كـريـم المـأكـل





وهذا البيت الأخير أنشده الرسول عليه الصلاة والسلام فيما بعد
وقال:




مــا وصــف لــي اعـرابـي


فأحببت أن أراه إلا عنترة.






وقد أصبح عنترة أحد أصحاب المعلقات، والتي يقول في مطلعها:





هل غادر الشعراء من متردم


أم هل عرفت الدار بعد توهـم





وهو يعني أن الشعراء الذي سبقوه لم يتركوا شيئا لم يتحدثوا عنه.
وفي هذه القصيدة يتحدث عن حبه (عبلة) بقوله:





يــادار عـبـلـة بـالـجـوار تكـلـمـي


وعمي صباحا دار عبلة واسلمي





لقد أراد أن يكون فارسا.. فأصبح فارسا.
وأراد أن يكون شاعرا فأصبح شاعرا
وأراد أن يحب كما يحب الناس فأحب ابنة عمه عبلة وقال فيها أجمل الأشعار، حتي أنه يذكرها أثناء معاركه:





ولقـد ذكـرتـك والـرمـاح نـواهـل


مني وبيض الهند تقطر من دمي


فــوددت تقبـيـل السـيـوف لأنـهـا


لمعـت كـبـارق ثـغـرك المتبـسـم





وقد سئل عنترة:
أأنت أشجع العرب وأشدٌجها؟
قال: لا
قيل: فبم شاع لك هذا في الناس؟
قال:
كنت أقدم اذا رأيت الاقدام عزما، وأحجم اذا رأيت الأحجام حزما، ولا أدخل موضعا لا أري لي منه مخرجا، وكنت أعتمد الضعيف الجبان فأضربه الضربة الهائلة يطير لها قلب الشجاع فأجهز عليه فاقتله.
إذن فنحن أمام شاعر حكيم موهوب، يعرف مواضع القوة ومواضع الضعف، ويدرس ظروف المعركة قبل أن يخوض غمارها، ويعرف مواقع الضعف والقوة، ثم يخوض معركته بعد أن يدرس أرض المعركة كما تقول بلغة هذا العصر.


لقد عاش عنتره حياته كما أحب أن يعيشها بعد أن تحرر من رق أبيه، وبعد أن اعترف أبوه ببنوته له، وخاض المعارك تلو المعارك فأصبح اسمه علي كل لسان.
وأحب، وسواء انتهي هذا الحب بالزواج كما يقول بعض الرواة، أو بالفشل في ذلك، فقد عاش الرجل حياته.. وامتد به العمر حتي تجاوز التسعين عاما (525- 615م)..
وهناك من قال أن حياته انتهت عام 600 م،
وقيل أن مات في إحدي الغارات التي كان يشنها علي أعدائه بسبب قوة الريح، وكان قد كبرت سنه.
وقيل أنه مات بضربة سهم من الأسد الرهيص.
ويقول الأستاذ علي الجارم عن نهاية هذا الفارس:
'.. ومات عنترة بعد أن شاخ وكبر، كان في غزاة فسقط عن جواده، ولم يستطع الركوب، فرآه فتي من طيء فقتله.
وهكذا يموت أشجع الشجعان، وأفرس الفرسان، ولكنه يموت كما يموت كل حي، ثم يعيش كما يعيش كل عبقري بآثاره، ويخلد كما يخلد كل نابغ بما ترك وراءه من مجد وذكريات'.
ويقول عن هذه النهاية الشاعر الصديق أحمد سويلم في كتابه 'الفارس الأسود'.
'.. علي أن تعدد الروايات لم يحل دون تداول رواية أن عنترة مات مقتولا إثر رمية السهم من الأسد الرهيص.
ونظرا لكبر سنه، وضعف بصره فإنه لم يستطع أن يتحامي الرمية من السهم الغادر الذي سدد إلي ظهره.
ولابد أن خيال القاص الشعبي قد صور هذا المشهد تصويرا رائعا وملخصه أن عنترة البطل حينما أصيب بالسهم المسموم الذي سدده إليه الأسد الرهيص أحسن أنه ميت لا محالة وحينئذ اتخذ خطة الليث المناضل حتي بعد مماته، فقد ظل ممتطيا صهوة جواده، مرتكزا علي رمحه السمهري، ثم أمر الجيش بالتراجع والنجاة من بأس الأعداء.
وظل عنترة في وقفته تلك، حاميا ظهر الجيش، والعدو يبصر الجيش الهارب ولكنه لايستطيع اللحاق به لاستبسال قائده البطل في الذود عنه، حتي نجا الجيش.
وأسلم عنترة أنفاسه الأخيرة، ولكنه بقي مكانه متكئا علي الرمح، وظل جواده ثابتا، فلما طال وقوفه وجاوز حد المألوف، ارتاب العدو في الأمر، وشك في مصير البطل، فأطلق إلي الجواد حجرا ليهيجه، وحينما يصدمه الجوا شب براكبه، فخر الفارس علي الأرض بعد أن ثأر لنفسه باضاعة فرصة النصر علي عدوه وحماية قومه من براثنه.
وهكذا كانت نهاية عنترة بين الحقيقة والخيال، لتضع آخر سطر في هذه الحياة الحافلة لأشهر فارس في العصر الجاهلي.. وأخدق من ضرب بالسيف، وطعن بالرمح، وقاد الكتائب إلي النصر، وخاض غمار الحروب دون هوادة، وأحب حبا مستحيلا واجه به تقاليد المجتمع بقوة وبأس ولسان حاله يقول:





فما أوصي مراس الحرب ركني


ولكـن مـا تـقـاوم مــن زمـانـي.





و... ما أجمل الابحار في مسيرة حياة هذا الشاعر الفارس، الذي انحدرت شمس حياته نحو المغيب، بعد أن ترك تراثا خالدا تردده الأجيال منذ العصر الجاهلي إلي اليوم.. نراه بعين الحقيقة حينا..!
ونراه بعين الخيال في كثير من الأحيان.



مراجع
العصر الجاهلي د. شوقي ضيف
جارميات علي الجارم
الفارس الأسود أحمد سويلم

جمعت هذه المعلومات من اماكن متعدده لحبي الشديد لهذا البطل .
قصه رائعه اتمنى انها تعجبكم

تحياتي




Facebook Twitter