
28-07-2008, 02:14 AM
|
من أين ينبع الهوى؟

من أين ينبع الهوى؟ وأين يصبّ؟ وكيف تتمهل الخطوات أو تتسارع وتتداخل المصائر وتتباعد، وتضطرب الأحوال ثم تستقر، ويتوهج الجسد مثل عود ثقاب قبل أن ينطفئ، فلا يجد فرسان الهوى أنفسهم سوى كائنات متراخية تربض في أرائكها ربضة كسلى، وهي تتابع الأخبار المكررة لقناة "الجزيرة"؟ أسئلة حاولت حزامة حبايب أن تزج قارئها في أتونها، بكثير من الشغف والتأني، وهي تضع أمامه الشخصيات الخمس الرئيسية لروايتها "أصل الهوى".
رواية "أهل الهوى" الصادرة حديثاً عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت فيما يزيد على ثلاثمائة صفحة، تحكي قصة خمسة رجال فلسطينيون، من أجيال متباينة، قذفت بهم الهجرات الى الخليج، في مكاتب إحدى الصحف الظبيانية، يمضغون ماضياً عذباً ومعذباً (بكسر الذال) ويعيشون العصر العربي الجديد بكل هوسه الموزع بالتساوي بين التحجب والتكشف.
إنها كما قال أحد النقاد: هي رواية عن الرجال العاشقين، لا يمكن أن تكتبها إلا امرأة عرفتهم وأغرمت بهم وهجست بأحلامهم، واقتربت منهم وبكت لهزائمهم وتعذبّت على أيديهم. لكنها أيضاً رواية النساء القويات المتغلغلات في كل مفاصل الحياة، والحاضرات بقوة في كل الفصول والتقلبات. نساء يمارسن هواهن في أكواخ المخيمات مثلما يتحررن في المخادع ووراء الأبواب وزجاج السيارات القاتم والهواتف وورق الرسائل والبريد الالكتروني والبيوت المستأجرة جماعياً. ترى الكاتبة هذا الحضور الجارف طبيعياً. إنهن، كما تقول "عشيقات فاتنات وأمهات قادرات ومحبوبات مولعات بالحياة، كما بالموت. على أن هذا الحضور النسائي لا يمكن التعاطي معه بمعزل عن الشخصيات الأساسية في الرواية التي تتابع خمسة رجال وخمس هزائم، ولا بأس بفرح قليل وشغف حياتي رغم كل شيء. إن الأصل في الحكاية هو هؤلاء الرجال، والهوى فيها هو هواهم".
توقيع ولد حايل |
|
|