عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 32  ]
قديم 20-07-2008, 09:23 PM
المغرم اليائس
عضو سوبر
الصورة الشخصية لـ المغرم اليائس
رقم العضوية : 186
تاريخ التسجيل : 5 / 9 / 2006
عدد المشاركات : 3,228
قوة السمعة : 23

المغرم اليائس بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تفسير سورة العاديات

مكية و آياتها إحدى عشر آية

( و العاديات ضبحا ) يقسم الله تعالى بالخيل إذا أجريت في سبيله فعدت عدوا بليغا قويا , يصدر عنه الضبح , و هو صوت نفسها في صدرها عند اشتداد العَدْو .

( فالموريات قدحا ) يعني اصطكاك نعالها للصخر فتقدح منه النار و تسمى نار الحباحب .

( فالمغيرات صبحا ) أي جماعات الخيل يركبها فرسانها للإغارة على العدو بها صباحا , و الإغارة صباحا أمر أغلبي , قال الشهاب : ... و تخصيص الصبح , لأن الغارة كانت معتادة فيه , أي مباغتة العدو .

( فأثرن به نقعا ) أي فأهجن بذلك الوقت غبارا من الإثارة , قال الشهاب : و ذكر إثارة الغبار , للإشارة إلى شدة العَدْوِ و كثرة الكرّ و الفرّ .

( فوسطن به جمعا ) فتوسطت جمع العدو و كتائبه لقتال أعداء الله الكافرين بالله و آياته و لقائه المفسدين في الأرض بالشرك و المعاصي .

( إن الإنسان لربّه لكنود ) المراد من الإنسان الكافر و الجاهل بربّه تعالى الذي لم تتهذب روحه بمعرفة الله و محابه و مكارهه و لم يُزَك نفسه بفعل المحاب و ترك المكاره , هذا الإنسان أقسم تعالى على أنه كفور لربه تعالى و لنعمه عليه أي شديد الكفر كثيره بذكر المصائب و يعشر بها و يصرخ لها و يصر عليها وينسى النعم و الفواضل عليه فلايذكرها و لا يشكر الله تعالى عليها , فالكنود الكفور .
و قد فسر السلف الكنود بالهلوع و الجحود و الجهول و الحقود و المَنوع .

( و إنه على ذلك لشهيد ) أي إن الإنسان على ما يعرف من نفسه من المنع و الكند لشاهد بذلك , لا يجحده و لا ينكره , لأن ذلك أمر بيِّن واضح . و يحتمل أن الضمير عائد إلى الله تعالى أي : إن العبد لربه لكنود , و الله شهيد على ذلك , ففيه الوعيد , و التهديد الشديد , لمن هو لربه كنود , بأن الله عليه شهيد .

( و إنه لحب الخير لشديد ) أي و إنه لحب المال و الدنيا و إيثارها , لقويّ , و حبه لذلك , هو الذي أوجب له ترك الحقوق الواجبة عليه , قدم شهوة نفسه على حق ربه , و كلُّ هذا لأنه قصر نظره على هذه الدار , و غفل عن الآخرة .
و سمّي المال خيرا تسمية عرفية إذ تعارف الناس على ذلك , كما أنه خير من حيث أنه يحصل به الخير الكثير إذا أنفق في مرضاة الله تعالى .

( أفلا يعلم إذا بُعثر ما في القبور ) أخرج ما فيها من الأموات , لحشرهم و نشورهم .

( و حُصّل ما في الصدور ) أي أظهر و أبرز ما في صدورهم و نفوسهم من أسرارهم و نياتهم المكتومة فيها , من خير أو شر , فصار السر علانية , و الباطن ظاهرا , و بان على وجوه الخلق نتيجة أعمالهم .
قال الرازي : ( و إنما خص أعمال القلوب بالتحصيل دون أعمال الجوارح , لأن أعمال الجوارح تابعة لأعمال القلوب , فإنه لولا البواعث و الإرادات في القلوب , لما حصلت أفعال الجوارح , و لذلك جعلها تعالى الأصل في الذم فقال " ءاثم قلبه " و الأصل في المدح فقال " وَجِلَت قلوبهم " )

( إنّ ربهم بهم يومئذ لخبير ) أي العالم بجميع ما كانوا يصنعون و يعملون و مجازيهم عليه أوفر الجزاء , و لا يظلم مثقال ذرة . فلو علم الكفور من الناس المحب للمال هذا و أيقنه لعدّل من سلوكه و أصلح من اعتقاده و من أقواله و أعماله فالآيات دعوة إلى مراقبة الله تعالى بعد الإيمان و الإستقامة على طاعته .
و خُص خُبره بذلك اليوم , مع أنه خبير بهم في كل وقت , لأن المراد بذلك , الجزاء بالأعمال , الناشئ عن علم الله و اطلاعه .


توقيع المغرم اليائس
إذا جعلت شخصيتك دودة تزحف على الأرض
[ فلا تلم من يدوسك بقدمه ]
.
.
كان هنا .. ومضى
[

 

 



Facebook Twitter