ياواحد من غيبتك ما انكف الليل *** ولا بشروا نجد العذيـة بشايـر
الليل عقبك غادي لـه مواويـل *** ماجاز له قبلان فوق السرايـر
هي النهاية إذاً... وهو الفراق إذاً... وهي إذا.. قبلتي الاخيرة ... ألثم بها جبينك الطاهر ... لتحكي لك كل ما في من ألم وحرقة وحزن ... ولتنسكب دموعي حزنا ًعلى فراقك ....أيها الفارس الشهم ... أيها الأب العطوف ... أيها المربي الصادق ..تترجل عن دنيانا هذه ككل فارس ... شامخاً عزيزاً طاهراً نقيا....ليبكي عليك الجميع ... وليفتقدك الجميع ....عندما يرونك في المعركة الوحيدة التي لا تخرج منها منتصراً....
وكما كان ابنك مرافقاً لك في كل حالاتك .. وكنت أنت صاحباً وسيداً في كل حالاتك ...دعني اغتنم فرصتي الاخيرة لمناجاتك وجهاً لوجه .. حتى وإن كنا سوياً ... في سيارة تنقلك إلى ... المقبرة .. مستقرك إلى حين ... إلى حين يبعثون ...
سيدي ووالدي ...
ها هم محبوك ... أهلك ... جماعتك ... أصدقاؤك ... بل كل من عرفك ... ينتظرونك وجمهعم غفير ...ينتظرون رؤيتك ... بكل ما عهدته فيهم من حب لك ... وتقدير لشخصك ... بكل حب زرعته في من عرفك عبر سنينك ... وبكل تقدير اكتسبته من خلال أفعالك وأعمالك ...
.... تنتظرك كل عذراء سترتها وقضيت حاجتها ... وكل شيخ أسند رأسه عليك لتكون له عوناً في ألمه ... وكل عجوز شكت إليك – بعد الله – حاجتها فعادت منك وقد رفعت كفيها دعاء لك ...
ثم أرى رجالاً من معارفك ... من أقاربك ... من أصدقائك ... عهدتم أقوياء أشداء إلا في غيابك ... فها هي عيونهم تذرف الدمع في يوم غيابك كما ذرفته في مرضك ...عندما وقفوا عليك ... وأنت في غيبوبتك وعلى سريرك...يبكون حالك ... ويبكون أيامهم معك .. ولتحكي لنا دموعهم – قبل أن يحكوا هم – كيف يحق لأبنائك أن يفخروا بأنهم من صلبك... وبأنهم إليك ينتمون ...
سيدي ... والدي ...
سنفقتدك كثيراً ... وسنبكي عليك كثيراً ... ولكنها الأقدار والتي لا نملك معها إلا الصبر والاحتساب ...ومعها أعرف كم هو صعب أن يكون المرء ابناً لمثلك.. فمعك يكون الإرث كبيراً.. والمسؤولية عظيمة ..
برحيلك تكون نهاية ألمك ...وبغيابك الأبدي تكون في حضرة ملك لا يظلم ....لا نزكيك عليه .. ولكن نحسبك عنده في منزلة عالية رفيعة ....فمن أحبه الله أحبه خلقه ... رحمك الله .. وأحسن اليك ... كما أحسنت إلينا ...