حايل تلك المدينة الحالمة ... النائمة بين عظمة الجبل وروعة السهل... المتعانقة مع ( النفوذ ) كتعانق حبيبين.. بعد أن طال بهما الفراق والبعد.. وهدهما كثر الوجد والانتظار ....
...... حايل مدينة تشم منها عبق التاريخ وطهارته ... مرتع الكرم والفروسية : كرم حاتم وفروسية ابن شداد....
قصة ملك ( ابن رشيد ) ودولته ورجاله .. جبروت الرجال ثم انكسارهم .. علو مُلك وسقوط مملكة... صنع تاريخ واندثار مجد ..
نعم حايل ملأ بمعاني كنت ومازلت اهواها .. اهتم بها واعشقها واسعي لها ...تهمني وتهم كل من يهتم بالتاريخ والفن والحضارة ...
ولكن ... مهلاً ... مهلاً ,,,, حايل بالنسبة لي ليس ذلك فحسب .. عشقي لحابل عشقُ من نوع آخر .. يختلف عن عشقي للتاريخ والفن والحضارة...بل ويتعداه ... ويزيد بكثير ....
كثيراً ما اتساءل ... ويلح علي السؤال ويتكرر ... ما الذي جعلني اهتم بتلك المدينة كل هذا الاهتمام ؟ وما الذي يجعله بهذا التقدير و الحفاوة والإجلال ؟ لقد تحول الاهتمام إلى عشق ... والهواية إلى رغبة .. والشوق إليها حنيناً جامحاً... أضحيت اعشق حايل بكل ما فيها .. شوارعها.. مبانيها .. صغارها شيوخها نساءها..ثم يكون ذلك السؤال والتساؤل ! ويلح علي ويتكرر : لماذا حايل ؟! .. ويكون الجواب .. جوابُ لست بجاهلة... ولم أكن يوماً غافلاً عنه: .... لأنهما وجهان لعملة واحدة... حبيبتك وحايل ...
عندما تترائي لي حايل من بعيد .. بـ ( أجاها وسلماها ) يترائي لي وجه حبيبتي ... فوق تلك الجبال لتعكس ( أجا ) صورة ثغرها الباسم ... وتكون ( سلمى ) معنى من معاني حبيتي في العذوبة والجمال والطهارة...
حايل .. هي سٌكنى الحبيبة .. وموطن لقائنا الأول....فيها عرفتها ... وفيها خبرتها .. وفيها ابتدأت قصة حب نفتخر به ونعتز باستمراره عبر سني حياتنا .... تبتسمُ حايل كلها عند ابتسامة تلك الحبيبة ... وتكتسي حايل حزناً وسواداً عندما يغشى وجه حبيبتي سحابة حزن آو كآبة ...
عشقت ارض حايل وأهل حايل لان حبي لتلك الفتاة كان كبيراً عظيماً قوياً .. اكتسب حجمه وعظمته وقوته من معاني رائعة ضمناها فيه وبنيناها سوياُ... صدقاً وإخلاصا وحباً طاهراً عذرياً .. نستحق أن نفخر بك يا حايل .. ويحق لك أن تفخري بنا... فلقد أعطيتنا اللقاء الأول وأعطيناك عنوان حبنا الصادق...