غَرِيبَةٌ مُشَاكِسَةٌ الأَيَّام
عِنْدَمَا تَنْقَلِبُ لأَوْهَام
وَ تَبْتَعِدُ الحَقِيقَة
وَ تَقْتَرِبُ المُجَازَفَاتُ المَغْمُومَة
وَ تَشْتَدُّ وَ تَكْتَحِلُ الغُيوم
وَ تُمْطِرُ الوَقاَئِع
لِتَزْدادَ المَواجِع وَ أَتَقبَّلَ الوَضْعَ كَمَا هُو....
دُونَ رَدٍّ
دُونَ جَزْرٍ أَوْ مَدٍّ
فَأَبْقَى وَحِيدَة بِوُجُودِي
وَ أَعْمَقُ مِنْ وَحِيدَة ....
وَ تَبْقَى الدُّنْيَا لَدَيَّ
دُونَكَ
جَرْدَاءُ فِي عَيْنِي بِلاَ قِيمَة .....
صَعْبٌ سَاطُورُ الكَآبَة
وَ العُزْلَة وَ الاِخْتِنَاق
وَ جَرَاثِيمُ الاِنْشِقَاق......
حِينَماَ تُهَدِّدُنِي ذِكْرَاكَ
فَأَتَذَكَّرُ كُلَّ صَغِيرَةٍ وَ كَبِيرَة
فَلاَ يَبْقَى عِنْدِي
سِوَى حَلٍّ وَاحِد
البُكَاء وَ الحَسْرَة ....
فَلِمَ هَذَا البُعْد؟
غَيْرِ المُتَوَقَع
بِلاَ حُدُودْ
أَيْنَ المَاضِي المُطَرَّز
الرَّزِين غَيْر المُهْتَزّ
بَعِيدًا عَنْ المَوَانِع
الصُّلْبَة بِلاَ اِحْتِرَاق
لِلأَمامِ لَا لِلرُّجُوع ......
وَ أَتَقَبَلُ الوَضْعَ
كَماَ هُو دُونَ رَدّ.....
لَسْتَ بِحَوْزَتِي
فِي فُلْكٍ سِحْريٍّ تحيى
فِي زَمَان وَ مَكَان
بَعِيدًا عَنِّي.....
مَعَ مَنْ ؟!
لَا أَدْرِي كَيْفَ المُواصَلَة
وَ المُتَابَعَة وَ كَيْفَ كَانَتْ الحِكَايَة
لاَ يُصَدَّقُ الحَدِيثُ
فَأَنَا تائِهَة ُالطُّرق...
أَتَمَنّاَكَ لِي وَحْدِي
فِي زُمُرّدِ أَشْواَقِي.....
وَ هَيْهَاتَ طَرِيقِي
لَا حَديثَ وَ النِّهَايَة ….
بِاخْتِصَارْ مَعَ طَرَفٍ ثَانٍ
وَ أَناَ وَحِيدَة ٌبِبُعْدِي
عَلَى سُحُبٍ سَرابِيَّة
عَلَى جُمَلٍ كُلَابِيَّة
تَأْكُلُنِي
تُكَلِّبُ جِلْدِي
وَ يَزْدَادُ الجُرحُ دُونَ دَواَء
وَ يَخْتَنِقُ الهَوَاء بِي
ذُقْتُ مُرَّ الحَقِيقَة
وَ الكَائِنُ وَقَعْ...
لَكِنِّي أَدْرِي
بِأَنَّ رُجُوعَكَ إِلَيَّ
سَيَكُونْ.....
وَ أَكْثَر مِن اِقْتِنَاعْ
بِأَنَّكَ سَتَرْجِعْ
أَدْرِي أَنَّهَا نَزْوَة
رُبَّمَا بَل الأَهَمّ
أَنَّكَ سَتَعُودُ وَ تَرْجِع ....
وَ تَمُرُّ السَّحَابَةُ العَابِرَة
وَ يَبْقَى لَكَ طَرِيقٌ وَاحدٌ
العَوْدَة ....
فَلاَ تَهْتَم
أَتَمَنَّى لَكِ مَا أَتَمَنَّاهُ لِي
لَنْ أَنْسَاكَ......
أَنْتَظِرُ رُجُوعَكَ الحَتْمِي
لِأَنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ سَتَعُود
مِنْ سَفَرِكَ المُشَرَّد الطَّوِيل
سَتَعُودْ...
مَعَ لَوْن السَّمَاحَة .....
عِنْدَهَا لَنْ أَطْرُدَك.....
فَأنْتَ الوَحِيد
طُعْمَ الرَاحَة
عَلى وَطَنِي الوَحِيْدْ.