أُحِبُّــكِ فَلِمَ الهَرَب؟
مَقْبَرَةٌ أَنَا....
أَغْرَقُ في مُسْتَنْقَعَاتِ الذُّبُول
فَتَأْكُلُنِي كُلُّ إِشَاعَاتِ الخُذُول
أَتَشَرَّدُ فِي مَتَاهَاتِ الأَقَاوِيل
فَأُصَابْ....
وَ أُحَنَّطُ فِي دَوَّامَةِ النِّسْيَان
لِأَنَّكِ تُرِيدِينَ الابْتِعَاد
تُرِيدِينَ الفِرَار وَ الهَرَب....
وَ أَتَحَوَّلُ وَ أَفْشَل
حِينَ أُرِيدُ الاِقْتِنَاعْ....
فَأَشُّدُ نَايَ حُقُولِي
لِأتَحَطَّمَ رَذَاذًا عَلَى بِقَاعِ الذِّكْرَيَات
لِأُقْهَرَ عَلَى سَجَّادَةِ الانْهِزَام
لِأنَّكِ تَهْرُبِينَ لِلأَبَد
فَلاَ أَسْتَطِيعُ الرَّحِيلَ لأَعُودَ بِكِ
لاَ أَسْتَطِيعُ التَّضْحِية
لأَنَّكِ تَبْتَسِمِينَ حِينَ أَمُوت
تَتَلَذَّذِينَ باعْتِرَافِي
تَهْرُبِينَ وَتُخَلِّفِينَ عَلَى جُدْرَانِي....
بِطَبَاشِيرِي كَلِمَاتِ النُّفُور
وَ فِي الأَخِير
تَكْتُبِينَ لاَ وَ الْهَرَب
وَ أَنْهَضُ لأَرَى مَا المَكْتُوبُ
مَا الْمَرْسُومُ عَلَى كَفِّي
أَجِدُ الظَّلاَمَ يُرَاودُنِي
مَنْقُوشٌ ظُلْمُكِ فِي كُتُبِي
فَكَيْفَ بِكِ تَهْرُبِين بِلاَ عَودَة
وَ لَمْ تَتْرُكِي....
لاَ مِنْشَفَةً وَ لاَ مِمْسَحَةً
تَمْحِي جُدْرَانَ احْتِمَالِي
وَ تُنّشِفَ دُمُوعَ عَاصِفَتِي
لأَتُوبَ مِنْ خَطِّكِ وَ خُطَاكِ.