عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 05-09-2013, 12:33 AM
برق الشمال
باحث بالتـاريخ ومــراقباً عاماً للبحوث التاريخية
رقم العضوية : 210
تاريخ التسجيل : 6 / 9 / 2006
عدد المشاركات : 1,076
قوة السمعة : 20

برق الشمال بدأ يبرز
غير متواجد
 
مشاركة الرشايدة والآشراف,حلف ومصاهرات عبر التاريخ

قصة دخول الأشراف مع الرشايدة تعود إلى سنة 923هجري عندما أستولوا الأتراك على المدينة المنورة أستحكم العداء بين الباشوات حكام المدينة وقبائل الحجاز ذات العِرق العربي الأصيل وصاحبة الجاه والنفوذ الواسع في المنطقة في تلك الحقبة الزمنية قبائل الظفير وعبس(1) ..
حتى بلغ العداء ذروته في العام 939هجري بسبب سياسة التمييز العنصري التي كانت تمارس ضد هذه القبائل العربية الأصيلة وكانت تمارس ضغوط ايضا ً على الأشراف ,إذ أمر السلطان سليمان القانوني بناء سور على المدينة المنورة وأنشأ حصون وقلاع داخل المدينة وفي ذلك العام أدى الى فرار ونزوح العديد من أسر الأشراف (الحُسينيين) خارج مدينة جدهم الرسول محمد بن عبدالله عليه افضل السلاة وأزكى التسليم ودخولهم في قبائل بادية المدينة في تلك الفترة الظفير وعبس وغيرها وكانت لتلك القبائل سطوة ونفوذ وقد ذكرالعَيّاشي ذلك النزوح القسري في رحلته (2) بقوله :
"ولم يبق لبني حسين إلا رسوم قليلة من ولاية المدينة وصاروا كلهم إلا القليل بادية يرحلون , وينزلون بنواحي المدينة " أنتهى
ونتيجة طبيعية هذا التحول قادهم للدخول في قبائل الجوار القوية ذات المنعة في منطقة الحجاز في تلك الفترة وكان من ابرز هذه القبائل قبيلة عبس التي تُعرف اليوم (ببني رشيد) و التي كانت من اقوى قبائل المنطقة واكثرها نفوذ وتأثير وذلك في القرن السابع والثامن الهجري بحسب ماذكر المؤرخ محمد لبيب البتنوني في كتابه الرحلة الحجازية الذي وصفهم بقوله :
"عبس كان لها في الجاهلية ذلك الجاه المنيع.وكانت الى القرن الثامن الهجري قوية ..."الخ
وقد ظل العداء قائم على أشده بين قبائل عبس (بني رشيد) والسلاطين الأتراك في الحجاز ووقعت بينهم عدة وقائع ومناوشات في فترات زمنية مُتعاقبة كانت سببا ً لعودة بعض بطون الرشايده إلى حرة بني رشيد وهجرة آخرين منهم إلى السودان (الهجرة الأولى ) وقد هاجر مع بني رشيد العديد من الأشراف الهاشميين من أشهر وجهائهم المُتأخرين على سبيل المثال لاالحصر الشيخ الشريف دخيل الله احمد الشريف وجماعته الذين كانوا مع المهيمزات والشيخ الشريف زيد الحسن وجماعته دخلوا مع الزنيمات من بني رشيد, وكانت لهم مكانة خاصة هم وابنائهم لدى عموم الرشايدة وقد عادوا الآن الي موطنهم الأصلي في مكة المكرمه والحجازعند ابناء عمومتهم الأشراف ويملك الشريف الحسن ابن زيد وثائق ومعلومات تثبت تفاصيل هجرتهم وتذكر أسبابها ولازالت علاقتهم بالرشايدة علاقة قوية أرتبطوا من خلالها بمصاهرة مع قبيلة بني رشيد حليفهم الأقدم في ارض الحجاز إبان فترة الأحداث العصيبة التي مرت عليهم.
ومن أشهر هذه المصاهرات التاريخية بين قبيلة بني رشيد والأشراف (آل بيت تحديدا ً ) زواج الحسن بن علي بن أبي طالب, سيد شباب أهل الجنة (رضي الله عنهم وأرضاهم) بخولة بنت منظور الفزارية الغطفانية (3) ولدت له محمد الإبن الأكبر وبه كان يكنى والحسن (المثنى) بن الحسن
(4) بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي ابن عم الرسول محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) وصهره، من آل بيته، وأحد أصحابه، وهو رابع الخلفاء الراشدين.ومن المعلوم أن قبيلة فزارة الغطفانية من القبائل الغطفانية التي دخلت في أختها قبيلة عبس الغطفانية ( والتي شملها جميعاً مسمى بني رشيد؛الرشيدي) في آواخر القرن الثامن الهجري تقريبا ًومابعده حتى عهدنا هذا.

ونذكر منها ايضا ًالعلاقة التاريخية بين الرشايدة-عبس- الغطفانيين وحلفائهم الأشراف (السماهدة) الحسنيين.
حيث كانت هناك وشائج وأواصر نسبية تاريخية تشكلت عبر تاريخ طويل, من ذلك ماجاء في كتاب تاريخ شرق السودان, للمؤرخ محمد ضرار المؤلف عام 1907 م (5) جاء فيه التالي :
قبيلة الرشايدة الرشايدة أو الزبيد، يطلق هذان الإسمان على قبيلة عربية هاجرت من الحجاز إلى السودان سنة 1869م، وكان أول من هاجر الزنيمات (Zeneimat) وزعيمهم الشيخ الشريف عبيد الله بن مبارك السمهودي إذا استأجر عدة سنابيك وحمل فيها كل قبيلته والإبل والأغنام، ثم نزل في ميناء محمد قول، وبعضهم نزل في دَرور، وكانت معهم أسلحة نارية من الطراز القديم. أنتهى
وفي هذا دلالة واضحة ومباشرة على العلاقة التاريخية المميزة التي تربطهم حتى عدهم المؤلف قبيلة واحدة لافرق بينهم نسبا ً وزعامة وذلك أثناء هجرتهم الأولى المتمثلة في هجرة قبيلة الزنيمات من قبيلة بني رشيد العبسية من وطنهم الحجاز.وكان قد توطدت العلاقة بينهم في عهد الجد رشيد العبسي(6) (رشيد الزول) الأب الجامع لقبائل بني رشيد العبسية والذي أنتسب إليه بنوعبس و قبائل غطفان في جزيرة العرب (أشجع,فزارة,وغيرهم) وعُرِفوا به (بني رشيد ؛ الرشيدي) في جزيرة العرب في القرن السابع الهجري ومابعده.وساهمت الظروف السياسية المظطربة التي مرت بها منطقة الحجاز في تنامي هذه العلاقة الأزلية وهي علاقة حلف ومصاهرة تاريخية.

رؤية تاريخية قدمها الباحث التاريخي ناصر العجوني
_____________________________
(1) الرحلة الحجازية لـ محمد لبيب البتنوني؛صفحة58 ,59
(2) رحلة العياشي (ماء الموائد)ج1صفحة310 ,العياشي عبدالله بن محمد (1037/1090هـ ).
(3) الجوهرة في نسب الإمام علي وآله، لمحمد بن أبي بكر الأنصاري 645هـ
(4) عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب,لأحمد بن علي الحسني (748-828هـ)
(5) تاريخ شرق السودان, للمؤرخ محمد ضرار المؤلف عام 1907 م الجزء الثاني صفحه 745
(6) طنايا عبس بين اليوم والأمس,الوزير مبارك الرشيدي.



آخر تعديل بواسطة برق الشمال ، 08-02-2014 الساعة 12:14 AM.