عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 03-01-2008, 05:02 PM
بنت العبسي
جُـنـُونِي سِر فُـنُـونِي
الصورة الشخصية لـ بنت العبسي
رقم العضوية : 1695
تاريخ التسجيل : 25 / 6 / 2007
عدد المشاركات : 7,636
قوة السمعة : 26

بنت العبسي بدأ يبرز
غير متواجد
 
::: حماتي أزمة حياتي :::


ما إن تبدأ الزوجة حياتها الجديدة مع من اختارته شريكاً لعمرها و حياتها ، و ما هي إلاّ أن تضع خطوتها الأولى على أعتاب الدّار حتى تجد في الاستقبال ( حماتها ) أم زوجها ..!!

قد يبدو اللقاء الأول بينهما حميميّاً دافئاً تلفّه الزغاريد و التهاني . . . أيام جميلة .. ولحظات أجمل .. سرعان ما تنقضي و تبدو ضئيلة جداً حين تتحوّل الزغاريد إلى سيلٍ من الكلام الجافي ، فتبدأ الزوجة إما بالتضجّر .. أو تنطوي على ذاتها بين جدران غرفتها تندب حظّها في حماتها التي صارت لها كابوساً مخيفاً ، و ضجيجياً مزعجاً !!

ليست قليلة تلك الرسائل التي تشتكي فيها الزّوجات سوء معاملة ( الحموات ) لهنّ أو تغيّرها و تقلّبها . .



فتلك تشتكي :


- كره حماتها لها وكيدها بها ومحاولة التفريق بينها وبين زوجها بالشعوذة والسحر والكيد الخفي . .
وأخرى تقول :

- ( حماتي ) تتدخّل في كل شؤون حياتي حتى في لبسي وزينتي وطريقة نومي واختيار عطري ...!!بل إنها تتدخل حتى في اختيار طبق اليوم الذي أطبخه لزوجي . . !!
وثالثة مقهورة :

- حماتي تكره أبنائي ولا تحبهم فهي تضربهم لأتفه الأسباب - ألا تعلم أنهم أطفال صغار - ؟.. !!
و بحيرة تتساءل إحداهن :


- هل من حق والدة زوجي أن تدخل غرفة نومي من غير إذني وتفتش في أغراضي ؟!
بل هل من حقها أن تمتلك نسخة من مفاتيح بيتي ؟! إنني محتارة ولا أشعر بالأمان في بيتي !!!

- وتلك تخنقها عبرتها وهي تشتكي حماتها :


- دائمة النقد لي أمام الجارات والصديقات فلا يعجبها لبسي ولا مشيتي ولا صمتي أو كلامي ، دائمة الدعاء عليّ امامهنّ و كأني الجريمة الوحيدة في حياتها !!

بل قد وصل الحدّ ببعض ( الحموات ) :

- أن تحرّض ابنها على طلاق زوجته ، لأنها أساءت إليها أو ( لم تدخل مزاجها ) !!



لقد أصبحت ظاهرة ( الحـــمــاة ) ظاهرة مجتمعيّة مؤثرة على العلاقة بين الزوج وزوجته - سلباً أو إيجاباً - سيما وأن الإعلام ببعض
برامجه يحاول أن يصوّر ( الحماة ) بصورة مزريّة وأنها شخصيّة متسلّطة غشومة جبّارة ..

وبعض نصائح الصديقات والجارات تفرض على الفتاة حصاراً نفسيّا ( متوجّساً ) من والدة الزوج ، حتى لا تكاد تدخل الفتاة بيتها
إلاّ وهي تترقّب لحظات الاشتعال !! ومع هذا كله تُصاب الزوجة بموقف زوجها الحائر أو الغشوم الظلوم أو البارد
الذي لا يعنيه شيء من ذلك . . !!


:



السؤال :

لماذا تتأزّم العلاقة بين أم الزوج وزوجة الابن ؟!

وما هو السبيل الأمثل للتعامل مع ( والدة الزوج ) - خصوصاً - وأهل الزوج عموما ؟!



صحيح أن من ( الحموات ) من تكون بلسماً ونسمة هادئة على ( زوجة الابن ) تعطف عليها وتحنّ إليها
وتشتاق لرؤيتها كما لو أنها بنت من بناتها .

لكن هناك صنفا من أمهات الأزواج معقّدة المزاج و صعبة التعامل والمراس قد لا أقول أنهم قلّة لكن صارت القضية ( ظاهرة مجتمعيّة ) .. فلماذا
تظهر بعض الأمهات بسلوك التسلّط والتدخّل المباشر في حياة أبنائهم بعد الزواج ؟!


لعل ذلك يعود إلى بعض العوامل والأسباب النفسية والاجتماعية والفكرية التي لها أكبر الأثر في صياغة السلوك ،

من هذه الأسباب والعوامل :

1 - الدلال الزائد الذي تربّى عليه الشاب قبل الزواج .

فبعض الأمهات من شدّة تدليلها لابنها تحاول أن تتدخّل حتى في حياته بعد الزّواج ، فهي تطلب من زوجته أن تفعل وأن لا تفعل ،
وهكذا تجد الزوجة أنها في نظر والدة زوجها مقامها مقام الخادمة لولدها فقط !! دون مراعاة لأحاسيس هذه الزوجية وأحقيّتها بمقتضى الشراكة في الحياة بينها وبين زوجها !!

:

2 - ضعف شخصيّة الزوج .

فالزوج لا يستطيع أن يقرر ولا أن يتحمّل المسئولية ، كلما عنّ له أمر أو حدث في حياته الزوجية رفع سماعة الهاتف على والدته يكلمها ،
وبعض الأزواج - أصلحهم الله - بلغ به ضعف شخصيته أن وصل إلى حدّ السذاجة حتى صار يحدّث أمه في كل ما يفعله مع زوجته حتى في بعض أسرار غرفة النوم !!
هذه الشخصيّة الضعيفة تغري الوالدة بفرض سيطرتها وشخصيتها سيما لو كانت الزوجة أقوى شخصيّة من زوجها حينها تحاول الأم أن تسدّ
الثغرة في ولدها بإظهار سلطتها وشخصيتها على هذه الزوجة !!

:

3 - الجهل وقلة الوعي.

فبعض الأمهات لا تدرك خطورة التدخّل في حياة ابنها الزّوجية فضلاً عن أن تدرك مواطن التدخلات الحكيمة في حياة ابنها مع زوجته .

:

4 - الغيرة .

الغيرة من الأخلاق التي جبل الله تعالى عليها الرجل والمرأة ، لكن لمّا كانت المرأة أشدّ انجذاباً إلى عاطفتها صارت تسلك بالغيرة
مسالك تصل بها إلى حدّ الغلو والإضرار بالآخرين بعيداً عن التعقّل والرويّة .

:::

ومن هنا قد تكون الغيرة - غير المنضبطة -

من أهم الأسباب التي تؤزّم العلاقة بين أم الزوج وزوجة الابن .فهي تغار من جمال شكلها أو من حسن زينتها و لبسها أو تغار من حسن ترتيب
وجمال أثاث بيتها وهكذا مما تغار منه النساء بعضهنّ من بعض ؛ فإن والدة الزوج ليست بمعزل عن هذه الطبيعة في النساء من شدّة الغيرة وعدم الاتزان فيها .

:

5 - تقصير الابن في البر والإحسان بوالدته وأهله وإخوانه .

تقصير الزوج وإهماله في البر والإحسان بأمه بعد الزواج يولّد عند والدته شعوراً - من حيث يشعر هو أو لايشعر - بأن زوجته هي
السبب في هذ التقصير وهذا الإهمال ، سيما إذا كانت تعهده باراً بها قبل الزواج .!!
هنا تبدأ مشاعر الحقد والغيرة والبغض والكره يتولّد عند هذه الوالدة على زوجة ابنها بسبب تقصير ابنها في البرّ بها والإحسان إليها وإكرامها ،
سيما إذا كانت ترى إغداق ولدها على زوجته بما تشتهي !!

:

6 - عدم اتزان المفاهيم ووضوحها عند الزوج .

بعض أمهات الأزواج ربما تقسو وتخطئ أو تسيء إلى زوجة الابن ، وبعض الأبناء يرى أن من البرّ عدم حماية زوجته من خطأ أو قسوة
والدته أو على أقل تقدير مفاتحة والدته في هذا الموضوع .

:

7 - غياب روح التفاهم والمواساة بين الزوجين .

بعض الأزواج يعرف أن في والدته طبعاً غير محمود ، و يعرف أن والدته ربما أساءت إلى زوجته لكنه لا يُلقي لهذا الجانب بالاً ،
ولا يكلّف نفسه حتى مشاركة زوجته هذا الهمّ بالتصبير والاحتساب و التذكير بعظيم أجر الصبر ، وتعويضها بما يخفف عنها هذه المصيبة .

والزوجة من إصرارها تصبح غير قابلة لئن تتفهم واقع ( حماتها ) وأن تتعايش مع هذا الواقع بالطريقة التي تضمن لها سلامتها من
الإساءة و الإيذاء ، فهي لا تفكّر بالحل إلاّ من جانب واحد وهو : الطـــــــــــــــــلاق !!



:

هذه جملة من الأسباب والعوامل التي تؤثر في الحقيقة على علاقة أم الزوج بزوجة الابن ، ومثل هذه الظاهرة أو ( المشكلة )
هناك خطوطاً كثيرة للتعامل معها وتجاوزها تجاوزاً إيجابياً بل والانسجام معها انسجاماً حيوياً .

وهنا يشترك الزوج والزوجة في حلّ هذه الأزمة ، ولعلّي أن أشاركهما ببعض الوصايا و الأفكار التي تساعدهما في ذلك .




... : يتبع : ...



الموضوع الأصلي: ::: حماتي أزمة حياتي ::: | | الكاتب: بنت العبسي | | المصدر: شبكة بني عبس


آخر تعديل بواسطة بنت العبسي ، 03-01-2008 الساعة 05:09 PM.


توقيع بنت العبسي

 

 



Facebook Twitter