- انا ذاهبٌ للتسوق ، أريد شراء ملابس وأشياء جديدة ، فمنذً زمن لم ألتفت لأناقتي
وتحديداً عندما أخبرني غيابك الطويل بأنه لن يحضر إلا على متنِ صدفة مفاجئة !
وكما هو حال الطلاب المكلوبين على امرهم والذين يتوعدهم معلمٌ أعجف بإختبارٍ مفاجىء ويطلبُ منهم التأهب له في اي وقت كان ، ولكن الفصل الدراسي أوشك على الانقضاء ولم يفي بوعده لهم !
فما كان منهم إلا أن أهملوه من شدةِ إهتمامهم به .
- أحب أن أتسوق بمفردي دون إصطحاب أحدٍ معي ، وذلك لأني من نظره واحدة ألتقطُ
الاجمل وادفع الثمن دون تردد ، ولا أحب ان يشاركني فيه رايٌ آخر إلا بعدما أرتديه ، وجميلاً كان أنتقائي، او لم يكن كذلك بأعين من يراني سواكِ ، فأنا من دفع وانا الذي سيرتديه - تماماً - كما اتحمل نتائج قلبي الذي دفعته ثمناً لعينيك ومن أجل أن ارتدي حبك . وهذا يعني أن لا احد يملك القدرة على ثني رأيي فيك .
- اللون الاسود المعتم ، واللون البني القاتم المائل أيضاً للعتمة هما اللونان اللذين أنا ذاهب من أجل إنتقاء أحدهما ، وكالعادة لا ابتعد عن العتمة ، وربما أنها توافق ذوقك عندما تريني وازهو امامك ، كما هي ترافق حياتي الآن من دونك !!
- سأشتري ساعة جديدة ، فساعتي القديمة توقفت عقاربها عن الحركة ، من بعد أن غادر وجهكِ الجميل عيني لتخرج من دائرة التوقيت غاضبة متعطلة عن الحركة ، وكأنها إشارة واضحة لا تحتاج إلى اكثر من تفسير عندما [ تغيبين ] تكفُ الأرض عن الدوران ، وتتوقف الحياة !
كما أني ساقتني قلماً فاخراً من ماركة شهيرة ، فانا احب الاقلام الجميلة وسأجرب خطه
قبل أن ادفع ثمنه وأخطُ اسمك .. ولن انسى الورقة التي كتبتُه عليها ، ستحملها غيرتي قائلةً لي خذها معك للذكرى !
بعد أن أستئذن صاحب المحل في ذلك بأن الامر يعنيني ، واترك له إبتسامة انيقة تدل على خصوصية أن لا أكمل سري له .
ولربما انه قد يكتشف أول حروف السر عندما أطلب منه ( ميداليه ) هادئة اعلق بها مفاتيح كل اشيائي مكتوبٌ عليها أولَ حرفٍ من اسمك !
اسمك الذي هو مفتاح قلبي ، وافكاري ، وداري ، واسراري .
- هنالك أيضاً سيكون لدي بعض الوقت لأتمكن من إلتقاء البشر مرةً أُخرى
وأمارس نهم تطفلي لأتأمل في ملامحهم وتصرفاتهم وهم يجيئون ويذهبون ويتجادلون مع الباعة ، ويتحادثون بينهم البين ، وآخرَينِ هنالك يمسك كل واحدٍ منهما بيد الآخر !
سيكونا بالفعل فرصة سانحة لأمرن بهما روحي الشريرة واعرف مدى قدرتي على الحسد !
وأحدهم يشبهني ، يمشي بمفرده ويخاطب مع ذاته حيرته ، ولكن وجهه وثيابه البالية تبدو أشد رداءةً، وإهمالاً من وجهي وثيابي القديمة ، لتعود بذاكرتي إلى الخلف سبع سنوات عجاف مضت حين قال والدي ينصحني قبل أن يودعني ، وانا أستعد للسفر متأهباً لبدء اول سنوات دراستي الجامعية آن ذاك ، ذلك الآن الذي كان فيه قلبي خالياً
من الحب بل ومن اي وجهٍ لانثى خارج اسوار محيطي الاجتماعي المغلق جداً ..
" يا بني ، إنك عندما تشعر بحاجة ماسة لتقتنع بما انتَ فيه ـ فلا تنظر إلى من هو اعلى من مستواك ، وإنما إنظر لمن هو اقل منك .. إلا شهادتك لا تدعها تنظر للاسفل منها ابداً " وحينها سأبتسم كمن يدعي أنه بخير وهو في الحقيقة خلاف ذلك .
- وبعد أن اجمعني واشيائي وفرحتي الصغيرة المصطنعة في غيابك ،
والتي كانت محاولة لجبر كسر ابتسامه مشابهه تماماً لابتسامتي الاخيرة لتظل قيد الحياة .
أكون قد أنتهيت من تفريغ ولو بعض الملل الساكن بي ، لن انسى وأنا
أغادر المكان ، أن أمدّ بما امدني الله وما تبقى معي لأمرأة تقعد امام بوابة السوق وطفلتها الصغيرة ، والتي يشكو جسدها الصغيرالنحيل الجوع والفقر، وقسوة قلوب البشر ، وأهمال الجمعيات في كثرة الخير وقلة ذمم أهل الخير، وساقسم بها نيتي لنصفين عني وعنكِ ، فقد علمني قلبكِ الطيب الكثير ، علمني كيف أن اشعرَ بالاخرين ، وان أتالم معهم ، قلبكِ يعود هنا مرةً اخرى ويزيد من تنظيف , وَ تطهير انسانيتي ، لذا قسمتُ النية على نصفين ، نصف لي ، و نصف لك ، سائلاً الله أن يدفع بها ضراً عني وعنك .
- و في طريق العودة ، تبدأ الخيالات تمارس شغبها في راسي كيف ستجدني إن حضرت لي مع تلك الصدفة المفاجئة ، وألتقيتها امامي دون موعد سابق .. وانا ارتدي ملابسي وأشيائى الجديدة فوق حزني المرير القديم ، هل يا ترى .. ستردد كعادتها " كل ما تكبر تحلى ، وتصير احلى واحلى " !!!
يااااااه ، كم أنت مُزعجة .. مُزعجة جداً ولا اعرف حقاً ، كيف استريح منك !
لقد الغيت فكرة التسوق ، فلا راحة ولا مناص عنك ، إنك في كل شيء ومع كل شيء .