[خصيم الوقت]

جسد يرقد فوق رصيف الصمت
ينتظر إطلالة كلمة مفعمة بأي شيء ،
حتى ولو ببعض ضجيج !

..

ما كنت أبحث عن مستحيل
لا ..
ولا عن ليل طويل
مساء يركض على عجل
أو لقاء يمضي بكل وجل

..

لا فرق بين أن تكون اللقاءات مستحيلة ،
إلى الحد الذي تكون معه الأشياء معدومة التصور ،
وبين أن تكون الأشياء متاحة ،
ومقبولة للعيان ،
وللإنسان ،
ربما تجد في نفسك قدرة هائلة على مداواة جراحك ،
لكنك حتماً بحاجة ماسة إلى مراجعة كل تفاصيل حياة عشتها ،
وكنت تجادل كثيراً في إمكانية الوصول إلى حقيقة ناصعة ،
تبلغ معك مبلغاً من الإقناع ،
قد تستطيع من خلاله إدراك ما ترغب بالوصول إليه ،
تتوقف كل الأشياء التي تحيط بك ،
ولربما شعرت بأن الزمن هو الآخر قد توقف ،
لك حينئذٍ أن تعاود التنفس من جديد ،
وتربت على كتف الوقت ،
وتمارس الكثير من الصمت ،
ذاك المحبب إليك ،
وهنا تقودك الخطوات مرة أخرى ،
إلى حالة إدمانية ظلت تتعايش معك ،
ألا وهي الصمت بكل متعته ،
نعم هي متعة الصمت التي أصبحت تثير فيك حنيناً عجيباً لماض ٍ بعيد ،
لم تجد في أي لحظة من لحظات حياتك من تتحدث إليه ،
على الرغم من أن كثيرين هم الذين كانوا وما يزالون يحرصون على الحديث معك ،
قد يبدو فيما تقول شيء من غموض ،
لكنه هو الواقع الذي يفرض نفسه مهما كانت مبررات قبوله أو رفضه ،
لك أن تتكئ على نفسك وما فيها من تصميم عجيب على بلوغ الهدف ،
وفي ذات الوقت ،
هناك أشياء تعتقد بأنها ستخذلك ،
فتجد بأنك وبين لحظة وأخرى قد فقدت كل شيء ،
الثمن هنا كبير جداً قد يتجاوز قيمة كل التضحيات المتاحة ،
لكنه بالتأكيد ثمن لابد من دفعه ،
أو لعلك تفرط في كل ما حولك من بقايا أمل ،
قد يكون خادعاً إذا قارنته بما مضى ،
وقد يكون الحظ هذه المرة في قمة السعد بالنسبة لك ،
جربت كثيراً أن تلغي هذه الأفكار البالية ،
لكنك في كل مرة تصادفها وهي تقف أمامك ،
وتستقر في أعماقك مهما حاولت أن تصدها ،
تحاول دائماً أن تهرب نحو لحظات من الفرح مرت بك ،
لكنها تظل أكثر بخلاً من إعطائك ما تحلم به من اكتفاء ،
تكون معه قادراً على العيش ،
وإذاً فلا مناص من العودة إلى أحضان الصمت ،
تلك الأحضان التي تظل أكثر وفاءاً من كل الأحاديث التي قد تحصل عليها
فالصمت وحده هو من يستحق الثقة ،
بل والثقة المطلقة ،
هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يخون !
وهذا بالتأكيد ما تبحث عنه ،
بعيداً عن أتون حياة ربما يكون القلق والخوف والترقب هي عناوينها حين تتحدث ،
بل هي كذلك بالتأكيد !!