كُنتُ أرى بعينِي بريقَ حُزنْ منذُ الوهلةُ الأولَى اللتِي بَدَت معالِمُ أُنوثًتِي بالظُهور
بَدأتُ أحسُ أن نبَضاتِ قلبي الصَغيرْ بَدتْ تتسِع ليَكبُر مابِة من كَومةُ من عَبَثِ الطائشِين
يُخلفُ بعدَه حُزنٌ عَمِيقْ..
سَالتُ أمِي: لِما كَبُرتْ ..!
لِما أصبًح لصَوتِي نَغمَةٌ ساحِره ولشَعري سوادٌ يُكحِلُ الأعْيُن
أصبَحتُ أجْذب منهمْ حَولِي..
أماه..!
لِما عانقْتُ مشارِفَ العشرينْ بِصدمةٌ مِن الأيَام تصْفَعُني صَباحاً ومساءً حَتَى تَكادُ
أَن تُدميْ ماتَبقَى من رُوح تَعصِفُ بالقَهرِ المتَشَبِثُ بيْ
أماه ..!
عَانِقينِي لعلِي أَعُودْ طِفَلة السُور المُورَد
أُنشِدُ اعذَبَ الألحانِ البَريئه..
أَنظُر لهذهِ الأوجُه بنقاءٍ أكْثَرْ..
فَرُبما حينُها لا أرىْ مارأَيتُه..
سَوادْ .. قِطاعْ .. لُبَادْ.. جُنونْ .. مُهاتَرات.. حَتى الرُكُود
مَارسْتُ الحَياةُ بِيْ أبْشَع طُقُوسِها.. لتتْرُكنِي صَرِيعه الفَقْدْ
الفَقْد اللذِي حَول حَيَاتِي إلى سُكونْ يَكادُ أنْ يَقتٌل..
..
أماه..!
هَل بإمكَانِي العَودَه قليلاً إلى الوَراءْ
وقَليلاً أكثَر.. لحِجْرك الدافِئ
وللخًلفِ قليلاً .. لِوقتٌ لا أَكونُ موجُودةٌ فِيه..
..