إنّ بِدْءَ الحديث والحوار بمواطن الاتفاق
طريق إلى كسب الثقة وفُشُوِّ روح التفاهم .
ويصير به الحوار هادئاً وهادفاً .
الحديث عن نقاط الاتفاق وتقريرها
يفتح آفاقاً من التلاقي والقبول والإقبال
مما يقلّل الجفوة ويردم الهُوَّة
ويجعل فرص الوفاق والنجاح أفضل وأقرب
كما يجعل احتمالات التنازع أقل وأبعد .
والحال ينعكس لو استفتح المُتحاورون
بنقاط الخلاف وموارد النزاع
فلذلك يجعل ميدان الحوار ضيقاً وأمده قصيراً
ومن ثم يقود إلى تغير القلوب وتشويش الخواطر
ويحمل كل طرف على التحفُّز
في الرد على صاحبه مُتتبِّعاً لثغراته وزَلاته
ومن ثم ينبري لإبرازها وتضخيمها
ومن ثم يتنافسون في الغلبة
أكثر مما يتنافسون في تحقيق الهدف .
عند بعض المُحاورين من البراعة
في تذويق الألفاظ وزخرفتها ما يوهم بأنه يُورد دليلاً .
وواقع الحال أنه إعادة للدعوى بلفظ مُغاير
وهذا تحايل في أصول لإطالة النقاش من غير فائدة .