التعليم العالي هو مؤسسه تعليمية حضارية وهو احد أهم أسباب رقي المجتمع
ومنسوبيه هم من يصنع الفكر وهم أصحاب القرار نكون أو لا نكون .
واعتقد أن ألأستاذ الجامعي هو احد أركان هذا الصرح وهو جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة التعليمية
لذلك يجب أن تتمثل في شخصية ألأستاذ الجامعي مميزات عديدة منها اتساع الفكر وقبول وجهة النظر ألأخرى
مهما كانت معارضه لفكرته وإعطاء أرائه لطلابه بكل وضوح وتزويدهم بأي معلومة سواء تختص
في منهج المادة التي يدرسها أو أي معلومة أخرى وان يشعر طلابه انه أتى من اجلهم لا من اجل الحضور فقط .
هنا سوف يمنحهم معلومات متعددة ويزيد مخزونهم الثقافي ويخرج من محاضرته وهو ألأستاذ المثقف والأب المربي
ولكن ما نشاهد من بعض ألأساتذة هو العكس تماما حيث
انه إذا حضر يثقل على الطلاب حضوره ويكون حملا لا يطاق من ناحية تعامله معهم !
تشعر في بعض ألأوقات انه مرغم على الحضور أو انه لم يحضر إلا من اجل أن يقال هو هنا لا يريد أن يتحدث كثيرا وإن تحدث إما برد ساخر أو انتقاد حاد لبعض التصرفات من الطلاب التي لا تحتاج إلا قليل من النصح بمودة
يخلق بينه وبين طلابه فجوة عظيمه جاءت من شخصيته المغرورة واعتقد انه لا يعلم بذلك يتعامل معهم بفوقية حيث انه يعتقد أنهم لا يرتقوا أن يناقشوه واعتقد ل مثل هذا لا يثق بنفسه وفكرة !
فيفضل الصمت وليته صمتا طويلا بل حديث قليل وعلى قلته دائما ما يكون سلبيا
مثل هذا ألأستاذ ينتهي دوره بنهاية وقت المحاضرة وقل ما يصنع جيل طموح بل انه يكرس ويصنع عقول
تعتمد على التلقين ولا يمكن لها أن تفكر إلا بأفكار الغير بل انه يصنع ويؤهل أيضا عقول جمعيه ونحن قد مللنا من تكرار هذه العقول ووفرتها في معظم مجتمعاتنا ولو تنازل صاحبنا هذا عن برجه العاجي
وأبدى رأيه لكان ذلك سببا بالارتقاء بعقول طلابه بل يفيدهم بخبرته التي يريد هو أن تتبخر دون أن يعلم
بها احدهم. ما المانع أن يقول كنت كذا وصنعت كذا من ألأشياء بحياته التي تحفز الطلاب أن يكونوا
مؤهلين ويصنع منهم كوادر تربوية وتعليمية وأكاديمية فكرها متسع ولها وجهة نظرها الخاصة بها .
نحن كطلاب سئمنا من مثل هذا ولا نريده أن يلقننا ما يقرأ نريده أن يلقننا ما يعلم !
جميعنا يعرف كيف يقرأ ولكن لسنا جميعا نعرف كيف نفكر وهناك نماذج من طلاب اليوم وهم أساتذة الغد يملكون عقول لا يفكرون بها بل يحفظون ما يملي عليهم الغير( العقل الذي يحفظ لا يصنع شيئا من يفكر هو الذي يصنع )
من سيصنع ألأجيال القادمة نحن أساتذة الغد لا نريد أن نتوارث التخلف !
سوف نساهم في صنع جيل يفكر ويفكر جيدا .
إنهم في مراحل التعليم التي مرننا بها علمونا ولم يعلمونا كيف نتعلم ! .
خلاصة :
لا أريدك أن تصعد بي إلى القمة ولكن اخبرني كيف يصنع سلم الصعود .