بين الضباب .. وعجاج الرمل والتراب
نفضتُ مسكنها وأدواتها
وبكل
شوقٍ نظفتها
جئت
زائرة فأصبحت
ساكنة
جئت الى عجاج
الماضي في سكون
الحاضر
:
.
:
.
رأيت
بيتها .. مشيت على
سُلمها
وطيتُ بقدمي على
مفارشها
نعم
رأيتُ كل شيءٍ
يخُصها ... لها وليس ل
غيرها
بأ ُم ِ عيني رأيت أدواتها
...
كانت هُنا تسكن ...
سريرها .. وسادتها
مدفئتها ... وأنين صياحها
تلفازها ... وسجادة صلاتها
وما إن زال نظري هُنا أو هُناك
حتى رأيت شيئاً
يعني لي الكثير
ويأخذني عبر
الأثير
ومع
الأفكار أسرح وأطير
هُنا كانت
تجلس ..
وعلى
رأسي كانت تُحسس
تمسك بأطراف جدائلي
.. تلامسها .. تمشطها .. تُظفرها ..
:
نعم ...!
أسمع
صوتها وهي توبخني
وبكلماتها الرقيقة
تعاتبني
قائلة ....:
لماذا تركتي المكان متسخ
لما لم تنظفي المطبخ
ألم تكبُري .. ألم تتعلمي ...
ألن تفكري في الغد حين تتزوجي
...
نعم كان دائماً هذا هو حديثها...
انها جدتي
نظرة من حولي فوجدت أيضاً اغراض لها
هاهي نظارتها ... عباءتها ...وبرقعها
هاهو دفتر اشعارها .. نعم دفتر اشعارها
لم تكن تكتب بل كنت
انا من يكتب لها
كلماتها كأشعار نزار ..
وحبها لي كالتيار
:
...:
كانت ولا زالت :...
أُحب حديثها ... والسهر بليلها
أعشقها
احتضانها ... والنوم بقربها
أحب مجيئها الى بيتنا ...
والنوم على صوتها وحنينها
...:
ولكن أين هي الآن ..؟ :...
ماتت ... نعم ماتت
ماتت
من كانت تعني لي العالم بأسره
فقد كان وجودها
مُهِم ..
فقد كانت
تسمعني ... واذا أخطأت
تنهرني
نعم ...! ماتت
ماتت وتركتني ... في خضم السنين وعذاب الانين
لم يعُد لي سوى
طيفها .. والنوم على
ذكراها
و
البعد عن ما يغضبها في حياتها
كانت
تكرهـ الموضة
وتعتبرها
تدميرًا للعقول الضالة
كانت
تحكي لي الحكايات
و
تجمع لي الدلالات
و
تُفرق بين زمنهم
وزمننا
و مدى التغيرات
:
يا إلااااااااااااااااااااااااااهي لقد ماتت
نعم ...!
ماتت وتركتني
رحلت واعتقد انها نستني
ولكني
لم ولن انسها ...
فقد
سكنت ذاكرتي
و
اخاطبها طوال حياتي
بيني وبين نفسي ... امضي معها جُلَّ ساعاتي
اشكو لها .. وتسمعنــي
اعاتبها
لرحيلها ... وتهدئني
:
...:
وصفٌ للحال :...
رحيلك مزقني .. عذبني ... دمرني
أصبحت
لا أُفرق ين الامس واليوم فكلتهما سيان
اتعلمين ..!
لم اعد
البس ساعة يد
فليس
للوقت في حياتي معنى
ولا لل
فرح بعدك طعم ولا مكاناً للهَنى
فقد أصبحت بعدك ... ك
عصفورةٍ مكسورة الجناح
.. تطير .. تنوح ..
تنام وتصحو
على البكاء والنواح
ولا ابالي من يخطىء بحقي ولا اطلب منه السماح
فلم يبقى لي شيءً بعدك
فقد ذهبت
البسمة .. وطارت مع الرياح
الفرحة
ولم يعد
للاماني مكان ... فقد رحل برحيلك
الزمان
ولم يظل بقربي سوى ذكرى
بشعة ... جشعة .. مخيفة .. موحشة
تبعد كل البعد عن الامان والاطمئنان
:
...:
اشتقت لـها :...
لقد
اشتقت لها
اريدها ...
وبين ذراعي احتضنها
لقد رحلت ... وبكل قوة وجهي صفعت
برحيلها ... وابتعادها
...:
جــدتي :...
رحمك المولى
واسكنك جناته العليا
والبسك لباس المغفرة والرحمة
.
:
.
...:
كلمات في خاطري :...
ربما كانت
صورة البيت
سبب من ذكرايا لها وربما كان
كل الاسباب
صورة البيت
اثارتني ... عذبتني
ول
زمن جدتي ذكرتني
:::
استغفركـ ربي واتوب اليكـ :::
ليتها قبل رحيلها
ودعتني
فقد
رحلت بلاكلمة واحدة ... هزها المرض في ثانية
وعلى
السرير الابيض ساقطة
لاتعلم من حولها ... ولا تقدر على الحركة
.... استفغرك ربي ....
ليتها في كفنها
حوتني
وعلى نعشها
حملتني
...
أسألك المغفرة يارب فبفراقها حطمتني ....
ليتها بقيت ... ولأنين ابنت ابنتها
احتضنت
...:
آخـــر تمتماتي :...
وفاتها غير مجرى
حياتي .... وحرمني
ابتساماتي
فأنــــــــا الى الآن
,,,,
أحبها ,,,,
اعشقها ,,,
اشتقت لها
,,,
وعذبني فراقها
,,,
اريدها ,,,
احتاجها
واضناني رحيلها
يااااااااا إلااااااااااااااااهي
كلها
امنيات ... فقد
ماتت جدتي