[حنان الرشيدي]

" بسم الله الرحمن الرحيم "

\

/

حِينَ تَسقُط وَرقَة حَيَاتِي مُعلِنَة غِيابِي الأَبَدِي ..
لَنْ أُحدِثَ فَجَوة نَقصٍ جَراءَ الرَحِيل ..
فَفِيْ كُلِ لَحظَةِ تَصرُخ رُوح جَدِيدَة تَبدأ
رِحلَتها فِيْ الحَيَاة ....
وَ عِندَ رَحيِلي ..أَكَادُ أَجزِم أَنَّ الحُزنَ
سَيَجِد مَكَان لَه فِيْ قُلوبِ البَعض بَينَما
الكَثِير لَنْ يَكتَرثْ ..
وَ فِيْ جَمِيعِ الأَحوَال لَنْ تَقِف عَجَلة
الحياة عَنِ السَير ..
سَتُشرِق الشَمْس كـَ كُلِ يَوم وَ عِنْدَ غِيَابِها
يَحِل الليل فِيْ مَوعِده ....
لَنْ يَتَعطَل شَيء وَ لَنْ تُعلِنَ الدُنيَا الِحدَاد..
فَمَا أنَا إِلاَّ إنِسَانَة يُقَال أَنَّهاَ كَانتْ هُنَا ذَاتَ يَوم
وَ مِنْ ثَمَّ رَحَلتْ كَمَا يَرحَلُونْ..!







وَفَاءْ .. يَا مَنْ كَانْ خَوفكِ وَ تَرقُبكِ دَافعَاً
لِـ تَسطِير هَذِه الكَلِمَات ..
وَ رَبُك ..لَمْ أَكتُبْ هَا هُنَا لِـ أَرثِ جَسَد فَانْ ..
وَ لاَ رُوح إِنْ عَصَتْ بَارئهَا تَخِيب وَ تَخسرُ
وََ تُهَان !
وَلَكنْ أَكَتبُ لَعَليَّ أَبَوحُ بِبعضٍ مِمَّا أَستَكَنَّ بِدَاخلِي
وَ لَمْ يَجرؤ عَلَى نُطقِهِ اللِسَان ..!








وَفَاءْ .. يَا حُبَاً أَخَويِّ لَمْ يُشَوهَ صِدقهِ لاَ
خِصَام وَ لاَ جَفَاء ..
وَ إِنْ كَانَتْ لاَ تَخلُوا أَيَامنَا مِنْ مُنغصَاتٍ تَشوَب صَفوَهَا
إِلاَ أَنْهَا مَا تَلبثُ أَنْ تَعُودَ لِـ النَقَاء ..







وَفَاءْ ..إِنْ طُويَتْ صَحِيفَة عُمرِي وَ صَدقَتْ
الرَؤيَا التَيْ مَا فَتئَتْ تَدقُ نَواقِيس الفُراقِ كُلَما
عَانَق النَوم أَجفَانكِ وَ إِنْ لَمْ تَخِيبَ أَحَاسيِسي ..
فَـ أَخبِري حُبِي الطَاهِر وَ عِشقيِ العَفيِف " أُمِي "..
أَنّي لَمْ أَتَمَنىَ شَيءٍ فِيْ حَيَاتِي بِقَدرِ مَا تَمنِيتُ
رِضَاهَا وَ لَمْ أَحَلمْ بِشيءٍ إلاَّ إِذَا أَرتَبَط بِأُمنِيةٍ قَدْ
رَسمَتهَا هِيْ فِيْ خَيَالِهَا وَ مَا كَانَ سَعييَ وَرَائَها إلاَّ
لَهَا وَمِنْ أَجلِهَا !
وَ أَطلبِي مِنْهَا أَنْ تُسَامِحنِي عَنْ أَي شَيء وَعَدتَها
بِه وَلَمْ يُسعِفنِي العُمر بِأَنْ أُحَقِقَ الوَعدْ ..!
وَ إِيَاكِ .. إِيَاكِ .. إِيَّاكِ أَنْ تَترُكِيهَا تَستَسلمْ
لِـ الحُزنِ وَ ضُمِيّهَا بَدَلاً عَنِي وَ قَبلِي رَأسَهَا
وَ الجَبِين ..!
وَ أَهُمسِي لَهَا بِأَنِي كُنتُ اَكرَه نَفسِي حِينَ تَبكِي
مِنْ حَدثٍ مَا ..فَكيِف إِذَا كَانَ بُكَائُهَا بِسَببي ..َ!









وَفَاءْ .. بَلِغِي مَنْ كُنتِ تَعلَمِينَ أَنَّه أَمْتَلكَ مِنْيّ
مُضغَة تَنْبِضُ خَلف قُضبَانِ صَدرِي بِـ أَنّي
ُكنتُ عَازِمَة عَلَى أَنْ أُهدِيهِ عمِري حِينَ شَعرتُ
أنَّ كُل الهَدَايَا لاَ تَتَناسبْ مَع مِقدَارِ حُبِي
إِلاَّ أَنِي عِندَمَا تَيَقنتُ بِعَدمِ مُلكِيتِي لِـ العُمر تَرَاجَعت
فَليَسَ مِنْ شِيمِي أَنْ أَتَصَرفَ فِيَمَا لاَ أَملكْ ..
وَ لـِ يُسَامِحنِي إِنْ كَانَ سَـ يُصبحَ اِسميِ تَرنِيمَة
أسَى كُلَمَا عَانقَتْ مَسَامِعهُ بَكَى ..!




وَفَاءْ ..قُولِي لِـ مَنْ كُنتْ أَنَادِيه " يا أكثر شخص بالدنيا بكاني "
بِأَنِّي .. قَدْ سَامَحَته .. سَامَحَته .. سَامَحَتهُ وَ كَفَى !




وَفَاءْ .. أَعلَمُ أَنَِّي كُنتُ أَنَانيِة حِينْ تَرَكت فِيْ
كُلِ مَكَانٍ لِيْ ذِكرَى .. فَإنْ كَانتْ تُؤلِمك صِوَرِي ..
وَ بَقَايَا دَفَاتِريِ أَشعَارِي .. فَـ أَحرِقِيهَا وَ لاَ تُبَالِي ..
كُل شَيءٍ يُملِيهِ عَليِك العَقل فَـ اِفعَليِه ..إِلاَّ
مَا يَخُص مَنْ كُنتُ أُنادِيهَا " طِفلَتِي " بِالعَاطِفةِ
عَاملِيهِا وَ كُلَمَا اِرتَكَبتْ حَمَاقة فِـ بِالأحضَانِ
خُذِيهَا ..
وَ لا تُوبخِيَها بـِ أَقسى مِنْ جُملَةِ : (مِنْ أَجلِهَا)
لاَ تُعَاودِي مَا فَعلتِي ..




وَفَاءْ .. لَو كَانَتْ حَيَاتِي يَومُ وَاحد ..
كُونِي عَلَى ثِقَة أَنَّ اللهَ لَمْ يَخُلقَ شَيء عَبَثَاً ..
وَ مُؤكَد أَنَّ الهَدَفَ مِنْ خَلقِي قَدْ تَحَقق ..



\
/

" حنان "

الموضوع الأصلي: لو صدق حلمك و ما خاب إحساسي يا ( وفاء ) ! | | الكاتب: حنان الرشيدي | | المصدر: شبكة بني عبس