يوسف الزهير " عين حائل " تصوير . عبد الوهاب بن هادي . روض بن هادي . حصري
لم أتخيل أن تكون نهاية رحلتي مع أخواني فريق عين حائل مأساوية إلى هذه الدرجة ، فقد اتضحت الصورة كأمله لدي ولدي الكثير من تواجدوا بذلك الموقع الذي لم استطع حبس دموعي من هول ما شاهدته ، فالطفل الشهيد وسط البئر ورجال الدفاع المدني الذين يزيدون عن خمسة أفراد يتفرجون ببعضاً من أجهزتهم المتواضعة التي تتألف من (حبل اصفر اللون) فقط .
في ذلك الموقع تواجدنا مع باقي ذوي الطفل محاولين انتشال جثته ، فما كان من احد المواطنين إلا ان يحضر ماطور لسحب ماء البئر وبعض رجال الدفاع المدني متواجدون يتفرجون لعدم وجود تجهيزات حقيقية وينتظرون وصول الدعم من المراكز الأخر ، وفعلاً وصلت فرقه أخرى من الدفاع المدني لتنضم للفرقة الأولى ليشكلوا عدداً فقط دون نتائج ، وعندما طلبت أن يغطس احداً منهم قالوا لسنا غطاسون ولن نخاطر بأنفسنا ، فطلبت أن اغطس أنا بحكم معرفتي وبحكم عاطفتي التي أصبحت هي من تسيطر علي حينها ، ولكن طلبي رفض رفضاً شديداً وطلبوا ان ابتعد من الموقع قليلاً ، وذكروا لي ان الغطاسين سوف يأتون وكنا في تمام الساعة الثانية والربع مساءً ، انتظرنا قدوم الغطاسون والبئر بانهيار مستمر ويغمر الطفل بالتراب والطين ، وبعد وقت طويل وصل فردان من الغطاسون قادمون من مركز محافظة الغزالة على ما اظن وفعلاً قام احدهما بالنزول ولم يستطع ان يجد الطفل وهذا في تمام الساعة الرابعة والنصف مساء ، للأسف إمكانيات الدفاع المدني في تلك الجهة من مدينة حائل سيئة جداً ولا تتعدى الحبال وخراطيم الماء ، كذلك باقي الجهات للمدينة ، وأنا أتساءل أين تلك الآليات التي نشاهدها بمهرجانات الرالي متوقفة للاستعراض أمام الزوار، وأين الدعم البشري وذوي الخبرات في مجال الإنقاذ ، وأين تلك الدورات ونتائجها لكثير من الأفراد ، ام هي للاستعراض لا أكثر .
أنا حينما سمعت احد أفراد الأمن يقول في ذلك الموقع كلمة ( لماذا نخرجه اجعلوا هذا البئر قبراً له ) علمت ان عمليات الإنقاذ ستطول جداً إذا كان من يعمل عليها أفراد من هذه النوعية ، او فعلاً سيكون هذا البئر قبراً له لعدم وجود رجال دفاع مدني أصلا ، حتى إنني تلفظت عليه بكلمات لا يسعني ذكرها هنا ، فكيف برجل امن يقول هذا الكلام أمام والد الطفل الشهيد وأبناء عمه وأقاربهم .
سعادة الفريق / سعد التو يجري
مدير عام الدفاع المدني
إننا أبناء منطقة حائل نتوجه إلى الله عز وجل ثم إلي معاليكم بالنظر وبوجه السرعة إلى الإمكانيات الأقل من متواضعة بالمعدات والتجهيزات فحكومتنا الرشيدة تبذل كل ما هو صالح للمواطن ، وايضاً الضعف بالعنصر البشري لعمليات الإنقاذ ، فمنطقة حائل مختلفة ومتنوعة بالتضاريس ويجب ان يتوفر بها جميع أنواع الآليات وحتى الطيران العامودي ، فما شاهدته هناك يا معالي الفريق يجعلني أثق ثقه عمياء بان الكثير من الضحايا والمنكوبين لن تأتيهم المساعدة إلا بعد فوات الأوان ، واقرب مثال هذا الطفل الشهيد الذي غرق قرابة الساعة الثانية عشر مساء ولم يتم إخراجه إلا بعد الساعة الثالثة فجراً من قبل عمالة أفغانية وجهود بعض المواطنين ، إما بعض مركبات الدفاع المدني فقد تعطلت هناك والبعض منها أصبح صيد سهل للوحل .
سعادة الفريق
أهالي منطقة حائل يناشدونكم بالوقوف على احتياجات المنطقة وتوفيرها ، ودعم جميع المراكز بالمحافظات والقرى برجال الغطس والمنقذين الحقيقيين وليس ببعضاً من الإفراد الذين كروشهم تتقدمهم ، كما أعلمكم بان في ذلك الموقع بعض من رجال الدفاع المدني لهم جهود كبيره بالمحاولات بغياب المعدات ، وايضاً جهود العمالة التابعين للبلدية الذي احضروا ماكينه لشفط الماء وايضاً ذلك المسن الذي احضر ماطور الماء لسحب الماء من البئر ، وكذلك مجموعة من الشباب الذين احضروا عدداً من السلالم للمساعده ، والدفاع المدني يتفرج هناك .
http://www.aenhail.com/up//uploads/images/aenhail-3a736d5178.jpg