عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 07-02-2010, 04:48 AM
الخيال المجنح
عضو شبكة عبس
رقم العضوية : 8276
تاريخ التسجيل : 8 / 8 / 2009
عدد المشاركات : 53
قوة السمعة : 16

الخيال المجنح بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي تَكمِلَة خَياَلات مُجنّحَهْ ]
في ذات ليلة ، والليل مُرخي سدوله

والنهارُ مُدبرةٍ خيوله ، أتاني شخصٍ ، كالح الوجه

، دميم الخلقة، ولله شؤون في خلقه !

قال لي : هل تُريد المبارزة ؟!

قلت لهُ : ولماذا ؟

قال لي : هل تُريد المبارزة ؟

قلت لهُ : بأي شيء تُريد المبارزة ؟

قال لي : هات ماعندكَ من ماتصبوا بهِ نفسك !

قلت لهُ : إذا أردت المبارزة بالسيف ، فسيفي يُفني القوي ، ويُعتق الضعيف !

قال لي : لآ أُريد ذلك !

قلت لهُ : أن كنت تُريد بالشعرِ ، فأني أسبق الشعراء بادرة ، وأفضلهم نادرة .

قاطعني وقال : أُريد المبارزة بما تحمل الصدور ، من ماضي العصور ، وبِمَ يلامس الشعور !

قلت لهُ : هات ماعندكَ ؟

قال لي : ماذا تعرف عن إرم ذات العماد ،( التي لم يُخلق مثلها بالبلاد ) ؟

قلت لهُ : تلك مدينة بناها شداد بن عاد ، وجعل لبناتها من الذهبِ ، وأنهارها تُفيضُ

بالفضة واللؤلؤ ، وجعل أعمدة إناراتها من الذهب الخالص ، وكان يُريدُ من بنائها

منافسة جنة الخُلد ، جنة رب العالمين التي وعد اللهُ بها نبيهُ هود عليه السلام ،

وحينما أراد شداد بن عاد دخولها بعد ما أكتمل بنائها ، فتح الله الأرض وبلعتها

وقيل في بعض الأساطير ، إنها تظهر كل أربعين عامٍ ، وسعِدَ من رأها !

قلت لهُ : حدثني أنت عن بيضة الرخ ، وقصة السندباد معها !؟


قال لي : لا أعرف ذلك

قال لي : حدثني أنت عن قصة ابن عباد والأرض التي

قُتل بها ؟

قلت له : كان ابن عباد من حكام الأندلس ، وقُتل ظلماً

وبهتاناً ، وكان مقتلهُ في أرض خميلة -مُمتلئة بالعشب

والأشجار- والموضع الذي قُتل بهِ كان تكسوه الخضرة ،

ومن ذلك الحين إلى يومنا هذا لايزال موضعهُ

كاراحة الكف لاينبتُ به شيء من الأعشاب بأنواعها ،

على الرغم من إحاطتهُ بالأشجار اليانعة ، الجاذبة للأنظار

وهذا دليلاً قاطع على الظلم الذي أحل بهِ .

قلت له : حدثني أنت عن أهل الغار وكيف أماتهم الله عز

وجل.

قال لي : لا أعرف ذلك .

وفجأة وإذا برهطٍ من الرجال يقصدوننا , ولم يرموا

بالسلام قبل الكلام ، وإذا بصاحبي يقول لهم ماذا حكمتم

بهِ ؟.

قال كبيرهم وحكيمهم وشيطانهم :نحكم لك فلم نرى قبلك

ولابعدك ، فإنك نابغة زمانك ، ومنفرداً عن أقرانك ،

صدق لسانك , وسَلِم بنانك -يقصد بذلك صاحبي -.

قال صاحبي :ماذا تحكمون لهذا ؟

قال كبيرهم وفصيحهم وشيطانهم :نسلب حصانهُ ،ونعقد

لسانهُ ، ونقطعُ بنانهُ , فأنهُ جاهلاً جهلاً عظيم , وأنت

حكيم ، فلا نُقارن بين الجرح السليم , والجرح الكليم !

فياللعجبِ ، وسيادة الظلم والكَذِب ، ويحق لي الغضب

، ولا يُحق لي الرضى ، بهذا القضى ، فأنني أنتصرتَ

عليه , وهزمتهُ هزيمة نكراء ، ويأتون أصحابهُ ،

ويحكمون ظلماً وبهتاناً ، فأنني أغزر علماً ، وأفصح

لساناً ، وأرفعُ مكاناً ، وحسباً ونسباً .





أنا الذي لايحمل الظلمَ ماحيـا
يروق فؤادهُ بالحقيقةِ ويصدقُ


لهُ منزلاً ليس بمنزل شأمـةٍ
كريم النسب حينا يقولُ وينطقُ




أحبابي ماذا تحكمون أنتم ؟



بقلم / الخَيالُ المُجنّح .
الموضوع الأصلي: تَكمِلَة خَياَلات مُجنّحَهْ ] | | الكاتب: الخيال المجنح | | المصدر: شبكة بني عبس


آخر تعديل بواسطة رائد الذيابي ، 23-02-2010 الساعة 10:25 PM.


توقيع الخيال المجنح



إذا جزتَ صحراءِ الغويرٍِ مُغرباً=وجازتكَ بطحاءُ السواجيرُ ياسعدُ
فقل لبني الضحاكُ مهلاً فإنني=أنا الأفعوان الصلُ والضيغمُ الوردُ