الموضوع: ღ ..حلم وردي.. ღ
عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 348  ]
قديم 15-10-2009, 08:23 PM
رواية
كـاتـبـه مـُمـيـزه
الصورة الشخصية لـ رواية
رقم العضوية : 1883
تاريخ التسجيل : 30 / 7 / 2007
عدد المشاركات : 6,699
قوة السمعة : 25

رواية بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
ومرت الأيام سريعاً ...سافر سلمان ومها إلى الخارج لمدة شهر..بينما انشغلت ندى في مذاكرتها.
كانت ندى تشاهد تغيير مستمر في سلطان. فقد لزم البيت وكان نادرا ما يخرج.
كما أنه قام بتنظيف المجلس مما فيه.كان يجلب لندى غداء وعشاء جاهز رغم امتناع ندى ومحاولة
اقناع سلطان بالطبخ...ولكمه رفض بحجة أنه لا يريدها أن تنشغل عن مذاكرتها.
وحل يوم الاختبارات...اجتمعت ندى,هند,نوره ونوف في ساحة الكليه قبل وقت الامتحان بنصف
ساعه وكن يراجعن دروسهن.
كانت ندى ممسكه بمرآه تعدل من مكياجها..فهمست هند قائله"ندو...شكلك طابعه المقرر."
ضحكت ندى قائله"ليش؟"
هند"ماشاء الله عليك من دخلتي ما فتحتي مذكره...وحنا نلاحق الوقت"
ندى"لأني ما لعبت ..كل الفتره اللي فاتت وأنا اذاكر"
قالت نوره بقلق"يااااا ربي..أحس اني ما ذاكرت شي"
هند"تستاهلين كل ليله طلعات..أنصحك وما تسمعين لي"
قالت نوره برقه"ايش أسوي..لما أشوف عيون مجودي ما أقدر أقول لا"
نوف"الله يخليه لك...لكن انتبهي لا ترسبين والسبب عيون مجودي"
تطلعت ندى إلى ساعتها ثم شهقت"يوووه..الامتحان باقي عليه خمس دقايق"
سارت ندى وصديقاتها إلى قاعات الإمتحان...كان الإزدحام شديد عند السلالم.
شاهدن إحدى الدكتورات والتي كانت مسؤوله عن تدريس مادة الحاسب.
ضربت هند نوره مع كتفيها برقه"شوفي الدكتوره سناء...اليوم مادتها.."
تنهدت نوره بقلق"الله يعين عليها وعلى مادتها"
تطلعت ندى إلى الدكتوره والتي جاوزت الستين وكانت كبيرة الحجم كما كانت حركتها بطيئه.
تساءلت نوف"حنا ليش واقفين؟! وليش الزحمه؟!"
هند"ما تشوفين التريله اللي قدامنا(تقصد الدكتوره)مسويه زحمه مروريه"
اقتربت نوره من الدكتوره ثم قالت"صباح الورد لأجمل دكتوره بالكليه...ايش الحلاوه هذي ايش الذوق"
تطلعت الفتيات إلى تنورة الدكتوره السوداء والتي كانت تلبسها منذ عشر سنوات وفانيلتها الصفراء
والتي بهت لونها من كثرة الغسيل و يعتقد أنها لزوجها.
اقتربت نوف من نوره وهمست في اذنها"أي شياكه..هذي المفروض تلبس كفن..ما عندها وقت"
ابتسمت الدكتوره باعياء"مشكوره يا نوره"
قالت نوره بقلق زائف"دكتوره تحتاجين مساعده؟"
تطلعت إليها الدكتوره لاهثه"يا ليت تساعديني بصعود السلم...رجولي توجعني"
نوره"من عيوني"
تطلعت نوره إلى هند لكي تساعدها فشهقت هند"من صدقك؟!هذي يبيلها ونش يالله يشيلها"
نوره"يا بنت..هذي امتحانها اليوم..يمكن تطيح ورقتي بين يديها وترحمني"
قالت هند باستهزاء"أخاف عن يومين يقولون عنها مرحومه..هذي رجلها والقبر"
ندى"أنا راح علي الإمتحان وأنتم تتناقشون...يالله مع السلامه"
نوف"وأنا بعد...يالله ألحق"
نادت هند بصوت عالي"لا تنسون اجتماعنا بعد الإمتحان في الكافتريا"
اقتربت هند ونوره من الدكتوره ثم أمسكن بها وساعدنها على صعود السلم
وبعد جهد جبار وصلت إلى أعلى السلم.
الدكتوره"مشكورات"
نوره"عاد لا تنسينا يا دكتوره بامتحان اليوم"
الدكتوره"ان شاء الله راح تحلون...أنا أسئلتي سهله"
هند"أقول يا دكتوره حنا تأخرنا على لجنة الإمتحان...تامرين على شي"
الدكتوره"ربنا يوفقكم"
كانت أيام الإمتحانات صعبه...كما لاحظت ندى الفرق بين أسئلة المدرسه البسيطه
وأسئلة الكليه المعقده والمركبه.
ولكنها أيام مرت وبقيت ذكرياتها الحلوه والمره في ذاكرة ندى...حصل الجميع على النجاح
وكانت ندى متفوق في جميع موادها...وها قد حلت العطلة الصيفيه ومعها أحداث جديده.
************************************************** ***************
كانت ليلى تلاطف أختها ريم في غرفتها الخاصه في المستشفى بينما كانت أم تركي تحادث أختها (أم شذى)
بخصوص حالة ريم.
كانت ليلى مستمره في سرد حدث حصل معها قائله"وطبعاً الشايب رفض ياخذ الابره"
ضحكت ريم قائله"الله يعينكم عليه"
ليلى"المشكله كانت حالته خطيره وعلاجه لازم يكون عن طريق الابر"
طأطأت ريم رأسها ثم رفعته لتنظر إلى ليلى وعيناها تلمع.
قالت بهدوء مميت"وأنا يا ليلى...حالتي خطيره؟"
اضطربت ليلى ثم قالت"من قال؟كل الأمر انك تشكين من فقر دم شديد"
صرخت ريم بألم"ليلى...لا تكذبين علي..جلسات كيميائيه شبه يوميه...بشرتي تغيرت
شعري تساقط كله....شهر وأنا بالمستشفى...شهر!!"
قالت ليلى بهدوء"صدقيني حالتك بسيطه"
قالت ريم بحزن يشوبه ألم""أنا مو طفله يا ليلى..أنا سمعت الإستشاري عبدالملك يشرح
حالتي للممرضه بالانجليزي..وأنا أعرف الانجليزيه..كان يقول اني أعاني من سرطان بالدم
وان حالتي خطيره...وان جسمي ما يستجيب للعلاج"
شهقت ليلى باكيه ثم همست"وساكته كل هالوقت؟!!"
ريم"ما حبيت أزيد من حزنك...كنت أبكي كل ليله..خاصه إني الآن بديت أحس ان الموت قرب.
صدقيني يا ليلى أنا ماني خايفه من الموت...هذا حق علينا كلنا..لكن خايفه على أمي
وخايفه أموت وما سامحتني سارة"
ليلى"لا تقولين كذا يا ريم..ان شاء الله راح تتعافين وتصيرين أفضل من أول"
لزمت ريم الصمت وكانت تعلم أن ليلى تكذب عليها وأنها تحاول اخفاء مدى سوء حالتها.
كانت أم تركي تحادث أختها وتوضح لها حالة ريم"والله يا أم شذى يقولون فقر دم..
وأنا أشوف بنتي حالتها ما تحسنت...الدكاتره هذولي ما يفهمون..وحاولت أطلعها من المستشفى
ورفضت ليلى"
أم شذى".................."
أم تركي"حياكم الله..أجل أشوفكم بكره ان شاء الله...يالله مع السلامه"
دخلت أم تركي الغرفه ثم وقفت جامده وهي تشاهد آثار الحزن على محيا ابنتيها.
فاجأتهم أم تركي قائله"خير...ايش فيكم؟!"
قفزت ليلى من كرسيها وقد تبدلت ملامحها إلى مرح كاذب "هلا يمه...كيف خالتي؟"
تنهدت أم تركي"راح تزور ريم بكره...وأنا الحين ودي أروح لمصلى النساء"
ابتسمت ليلى وهي تمسك بيد والدتها تقودها عبر الردهه"يالله معي..أنا بعد نفسي أروح"
جلست ريم لوحدها وقد بان الألم على محياها.
"ايش فيها الحلوه زعلانه" ر فعت ريم رأسها وابتسمت حين شاهدت أخاها تركي يدخل الغرفه
وقد ارتسمت ابتسامه واسعه على محياه الجميل.
ريم"هلا تركي"
اقترب تركي من سريرها وجلس على الكرسي المقابل لها قال بعد فتره صمت دامت عدة ثواني.
تركي"كيفك الحين يا ريم؟"
ريم"الحمد لله تمام"
ترددت ريم قليلاً ثم قالت "تركي فيه موضوع حساس ومهم من زمان كان نفسي أكلمك فيه"
ابتسم تركي قائلاً"اذا كان شي أخطأت فيه بالماضي فما ودي أسمعه"
ريم"لو كان الأمر خاص فيني لوحدي كان ممكن ما تكلمت..لكن الأمر خاص فيك"
ضحك تركي قائلاً"يا ساتر...عني أنا"
سالت دمعه على خد ريم الشاحب وقالت"عنك انت وسارة"
ضاقت عينا تركي وازداد اهتمامه فقال"كملي"
همست ريم بوجل"أوعدني بالأول ما تزعل مني ومن أمي"
هز تركي رأسه علامة الموافقه ثم قال"وعد"
تململت ريم في مكانها أخذت نفس عميق ثم قالت"تذكر الليله اللي لقيت فيها سارة برى..
وسحبتها للبيت وضربتها بتهمت انها كانت مع واحد...وهذا اللي قالته لك أمي"
تنهد تركي بألم وهو مطأطأ الرأس...وكيف له أن ينسى؟ همس"ايه أذكر"
انهمرت دموع ريم ثم شهقت قائله"سارة مظلومه"
رفع تركي رأسه بقوه وقد اتسعت عيناه ولم يستطع أن ينبس ببنت شفه.
أكملت ريم شاهقه" كل اللي صار كان خطه مني ومن أمي...سارة كانت بغرفتها ذيك الليله
كانت تتجهز لك...لك انت يا تركي..صمتت قليلاً في محاوله للسيطره على شهقاتها ثم أكملت
نادتها أمي وطلبت منها انها تطلع الزباله...وافقت سارة بعد ما أجبرتها أمي الله يهديها...
صمتت ريم لثواني وهي تشد قبضتها على الغطاء ثم قالت هامسه..بعد ما طلعت قفلت عليها
أمي باب الفله وفصلت الجرس..وطلبت من السواق ما يفتح الباب"
قفزت تركي بسرعه من كرسيه وكأنه لدغه ثعبان وقد ازدادت ضربات قلبه وكان صدره
يعلو ويهبط بسرعه مخيفه.
صرخ بألم "ليه يا يمه دمرتيني ليه؟!!"
تطلعت إليه ريم ثم قالت بصوت مبحوح"وفيه شي ثاني"
أغمضت ريم عينيها ثم أكملت ببطء"كانت ريم حامل لما انت ضربتها..وفقدت جنينها بالمستشفى"
انسحب الدم من وجه تركي وكاد قلبه أن يتوقف.
************************************************** ********************
كانت نهى محبطه من طلبات سامي والتي لا تنتهي.
مغروره بجمالي"اللي انت تطلبه مستحيل"
صقر"ما فيه شي مستحيل يا بنت رجل الأعمال..50000 من خزنة الوالد بدون ما يدري"
تعجبت نهى من بجاحة صقر ومن ثقته بنفسه حتى يطالبها بمثل هذا المبلغ.
مغروره بجمالي"انت تحلم...وبعدين شوف..أنا غلطان اني تعرفت عليك..اعذرني مضطره أحذفك من الماسنجر
فالأشكال هذي ما أتشرف أتعرف عليها..وانتم كلكم كذا يا الشباب يبدأ الواحد برومنسيه وينتهي ببجاحه"
صقر"هههههههههه انتبهي تراكِ ما انتي قدي"
مغروره بجمالي"وايش اللي يمنعني يا ولد الناس..وبعدين ايش بيدك ممكن تسويه؟!"
ابتسم سامي ثم قال في نفسه(مسكينه) وأرسل ملف إلى إيميل نهى.
صقر"هذا ملف مهم افتحيه وشوفي ايش ممكن أسوي"
فتحت نهى الملف وصرخت برعب...كان الملف ملئ بصورها وقد كانت؟؟؟؟؟؟؟
توترت أعصابها وسرت الحراره في كيانها...ابتلت أهدابها بالدموع وهي تشاهد صورها.
بقيت لثواني مشلوله وكأنها في كابوس تواجه خطرا تعجز الكلمات عن التعبير عنه
وقد جمدها رعب كلي...شعرت بدوار شديد وعدم قدره على التنفس بشكل منتظم.
وسرعان ما اندفعت بعيداً عن الكمبيوتر ودفعته إلى الأرض...استندت على الجدار
وتطلعت حولها بذهول ثم هرولت مسرعه خارج غرفتها...لم تكن تعلم إلى أين تتجه
كل همها أن تهرب مما شاهدته نزلت السلالم وهي تجري وقد تناها إلى سمعها صوت والديها آتياً من الصاله
التفت قدمها فانزلقت نهى على طول درجات السلم .صرخت من الألم حين استقرت في أسفل السلالم
سمعت وقع خطوات والديها آتيه بسرعه إليها.
سألتها والدتها بخوف"سلامتك نهى...تحسين بشي؟!"
حاولت نهى النهوض فانتابتها موجه من الألم ثم أمسكت بطنها وهي تشعر بطعنات كالسكاكين.صرخت من الأم
واستمرت بالصراخ كلما زاد الألم.
صرخ والدها بوجل"أم فيصل..البسي عباتك بسرعه نودي نهى للمستشفى"
لم تستطع نهى الكلام من شدة الألم فصرخت أم فيصل على احدى الخادمات وهي تحتضن ابنتها وطلبت منها
أن تجلب العباءه.أسرعت الخادمه لكي تجلب ما طلبته أم فيصل بينما قال أبو طلال"أنا راح أسبقكم للسياره"
بعد ساعتين وفي المستشفى.كانت أم فيصل تجلس على أحد الكراسي في الردهه مشتتة الذهن.
لا تعلم ماذا حصل لإبنتها .تملكها قلق عظيم وهي تشاهد زوجها يسير ذهابا وايابا عبر الردهه.
كان أبو طلال شاحب الوجه وعابس كما كان يتحدث إلى نفسه بذهول.
وصل الدكتور المسؤول فقابله والدا نهى بقلق.قال الدكتور مبتسما"أبشركم نهى حالتها مستقره"
تهللت أسارير أم فيصل وقالت"الله يبشرك بالخير يا دكتور...ممكن نشوفها"
قال أبو طلال وقد اعتراه خوف شديد"ولش العمليه يا دكتور..هي الطيحه خطيره للدرجه هذي؟"
تنهد الدكتور ثم قال موجهاً حديثه لكليهما"تعلوا معي لمكتبي"
دخل الدكتور مكتبه وجلس خلف الطاوله بينما تقد م أبو طلال وأم فيصل وقد استبد بهم القلق.
تنحنح الدكتور ثم قال"أنا عرفت انك عم الدكتور سلمان...المسؤول في قسم الجراحه"
اكتفى أبو طلال بهز رأسه وقد انسحب الدم من وجهه واتسعت عيناه.
قال الدكتور بتردد"أنا أعرف انكم مؤمنين..واللي حصل ما هو إلا قضاء وقدر"
ارتجفت أم فيصل بينما همس أبو طلال بوجل"ايش اللي حصل يا دكتور؟!"
الدكتور"نهى حصل معها نزيف شديد اضطرينا اننا نشيل الرحم"
صرخت أم فيصل بينما تساءل أبو طلال وقد ارتعشت شفتاه"نزيف؟!!"
هز الدكتور كتفيه قائلاً"صدقوني لو ما قمت بالخطوه هذي كان ممكن تموت...هي من متى حامل؟"
تطلعت أم فيصل إلى الدكتور بوجوم وقد شل الخبر لسانها بينما علت الصدمه وجه أبو طلال.
سرت قشعريره في جسد أبو طلال ,ازدادت ضربات قلبه وتسارعت أنفاسه بينما انسحب الدم من وجهه.
وقف ببطء ووضع يده على قلبه واذا به يترنح قبل أن ينهار أرضاً مهدود القوى أمام صرخات أم فيصل.
************************************************** *************************
كانت نهى قد استيقضت منذ ساعات وقد أخبرها الدكتور تفاصيل ما حدث لها.
أغمضت عيناها وهاجس كلماته ما تزال تطرق تفكيرها..كانت قد علمت بحالة والدها والذي تعرض
إلى جلطه خفيفه وكان قد خرج من العنايه المركزه إلى قسم الملاحظه قبل لحظات وهذا ما أكدت لها نوره.
رفعت نهى رأسها تنظر إلى نوره وقد بدا على وجهها العذاب. شعرت بالدوار وهي تتذكر ما حدث
لها في الساعات الأخيره والتي أدت إلى هلاكها.
لم تكن تظن أن الصدمات قد تتوالى عليها هكذا الواحده تلو الأخرى وفي لحظة جنون تمنت أنها لم تصحو من
المخدر.
تنبهت لصوت نوره"وبعدين معك يا نهى...لك ساعه ساكته"
سحبت نهى نفسا مرتجفا وقد توترت شفتاها وتملكتها رجفه.
كانت نوره تتفحص وجهها بقلق "ما ودك تقولين لي من اللي سوى فيك كذا"
أغمضت نهى عينيها وكانت تتخبط في عقلها الأفكار وساد قلبها الحيره والضياع.
كانت تتوسل إليها نوره"لا تصيرين عنيده يا نهى...تكلمي"
عضت نهى على شفتها ثم سألت"أمي وينها؟"
تنهدت نوره ثم قالت"بصراحه أمي ما تبي تشوفك بعد اللي صار..واعذريها الصدمه حطمتها
فيصل كان موجود لما كنتي تحت تأثير المخدر ...وما تتخيلي كيف كان يحاول انه يسيطر على أعصابه.
وهو اللي طلب مني أعرف من اللي تسبب بكل هذا"
همست نهى بصوت مبحوح"فيصل هنا"
نوره"فيصل وسارة وهند ونوف وعمي أبو سلمان ومحمد وماجد كان بالمستشفى قبل لحظات
لكن كلهم طبعا عند أبوي..."
همست نهى بوجل"كلهم دروا؟"
نوره"ايوه الكل عرف..لكن مو هذا المهم..حنا نبي نعرف من اللي بحياتك؟"
بللت نهى شفتيها بتوتر فلطالما حرصت على تجنب المشاكل ولم تكن تعلم أنها
كانت تعبث بعش الزنابير.
تطلعت إلى نوره والتوسل في عينيها"نوره...أقسم بالله انه ما فيه أحد في حياتي..
كل المسأله كانت تسليه ومحادثه عن طريق الماسنجر..والله ما قد كلمت جوال
أو حتى فكرت اقابل أحد...أو أخونكم"
صرخت نوره"لا تتهربين يا نهى هذا ما راح يفيدك بشي...أنتي كنتي حامل"
شهقت نهى باكيه وقد شعرت أنها سقطت وتحطمت إلى أشلاء لا يمكن تجميعها.
سيطرت نوره على أعصابها ثم همست برقه"نهى..اللي حصل حصل..وصدقيني أنا ابي مصلحتك"
قالت نهى بتوتر"كنت أعرف واحد ماسنجر وهو اللي هددني بصور لي معه..لكن ما أدري كيف
حصل عليها...تطلعت نهى الى اختها ثم صرخت..ما أدري كيف حصل عليها...ما أدري"
شهقت نهى باكيه وهي تتذكر ندى..وهاهي الآن تتذوق من نفس الكأس بل أشد وأقسى من ذلك.
كان ما حصل لها ضريبة ظلمها لندى. يا لعدالة الجبار لا يترك مظلوماً إلا ونصره.
مدت نوره يدها لتلمس نهى إلا أنها سرعان ما سحبتها بسرعه.
كانت نوره عاجزه عن الكلام أمام أختها المنهاره.
تمسكت نهى بأختها ثم قالت شاهقه"اتصلي على ندى..ابيها الحين..تكفين يا نوره"
بلعت نوره ريقها ثم هزت رأسها علامة الموافقه.
************************************************** *******
كانت أم فيصل تجلس على الكرسي في الردهه وقد وضعت يدها على خدها
كانت تفكر بالمشاكل التي حدثت خلال الاربع وعشرين ساعه..وآه يا زمن
حاولت تحطيم طلال فتحطم أبناؤها..والان الدور على من؟؟؟
كانت قريبه من غرفة زوجها بانتظار خروج الدكتور.
بينما جلس فيصل قربها بوجوم وقد انسحب الدم من وجهه.
كانت هند تتأمل وجه زوجها وقد شاهدت الألم مرتسماً على ملامحه.
هي لا تلومه على ذلك فمصيبة نهى وسقوط والده كان كثيراً عليه.
سمعت هند سارة وهي تقول لنوف"أنا بروح آخذ بنادول من الممرضات أحس بصداع"
همست نوف بقلق"تبيني أروح معك؟!"
سارة"لا ما يحتاج...الغرفه قريبه من هنا"
وقفت سارة وهي تشعر بالأرض تهتز تحت قدميها.اجتاحتها موجة اغماء استطاعت سارة
السيطره عليها بصعوبه.استمرت بالسير في الردهه وهي تتكئ على الجدار.
شعرت بأنفاسها تتزايد وبدأ الظلام يحيط بها...كان تركي يمشي في نفس الممر.
تطلع ناحية سارة وعرفها...كان يعلم أن عمه وعائلته في المستشفى وكان الدكتور بدر
قد طمئنه في وقت سابق عن حالة أبو طلال.غضن تركي جبينه وهو يشاهد سارة تمشي
وكأنها تتخبط بالظلام...رفعت سارة رأسها ثم شاهدت تركي يتقدم نحوها.
سيطرت على نفسها وقد بدأت تضعف...لفها الظلام ولم تعد تشعر بشي.
همست باسمه"تركي" وقد رأته يمد يديه نحوها ثم سقطت على الأرض مغمياً عليها.
اتسعت عينا تركي من الصدمه فرفع زوجته برفق وحملها بين يديه..اتجه مسرعاً نحو غرفة الممرضات
وصرخ بهن طالباً منهن أن يساعدن زوجته.تحركت الممرضات بسرعه لمساعدته حاولن حملها
إلا أن تركي رفض أن تأخذنها من بين ذراعيه..شعر بأنفاسها قريبه بينما هي بعيده عنه تماماً.
تمتم بقلق إلى أحد الممرضات"تكفين ديري بالك عليها"
ابتسمت الممرضه"اطمئن..هذي حالة اغماء بسيطه...انت تقرب لها؟"
همس تركي وهو ينظر إلى وجه حبيبته "أنا زوجها"
لم يتركها لحظه واحده...كان بالقرب منها عندما أخذوا منها التحاليل اللازمه .
تطلع إلى وجهها الجميل الرقيق الشاحب...كان قلبه ينبض بألم.
يا ليتني أغرق داخل عيونك وأموت
يا ليت أنفاسي الأخيره بين يديك
والآه أقولها أنا ما ينطقها لسانك
يا ليتني جرحك ويا ليتك السكين
انتِ دنياي والحياه وأنفاس المطر.
اقتربت احدى الممرضات من تركي والذي كان يحدق في زوجته بعيداً عمن حوله.
قالت الممرضه"المريضه تشكو من فقر دم شديد"
وقف تركي وهو يمد يده"أنا...أنا أعطيها دمي كله"
الممرضه"أوكي...لكن لازم نسو لك بعض الفحوصات"
تركي"فصيلة دمي وفصيلة دمها متطابقه"
الممرضه"حنا نسوي التحاليل لعدة احتمالات مو بس الموضوع متوقف على فصيلة الدم"
تنهد تركي باستسلام"اللي تشوفونه"
كان قد مرت حوالي الساعه وقد أعطيت سارة الدم الازم كما أنها وضعت في غرفه خاصه لحين
قدرتها على القيام...أخبر تركي أخاها فيصل وقد مر عليها للإطمئنان...كانت سارة ما زالت نائمه
حين خرج فيصل وتركي من عندها.شاهدت شذى تركي يخرج من احدى الغرف وقد كانت هي
في زياره لريم...انتظرت حتى يبتعد هو والشاب الذي معه ثم تسللت بخفه إلى الغرفه وكم هالها
أن تجد سارة في تلك الغرفه غارقه في نوم عميق...شعرت بسكاكين الغيره تقطع نياط قلبها.
قالت من بين أسنانها"أكرهك في كل احوالك...حتى وانتي مرميه بالمستشفى"
تطلعت حولها فوجدت أن هنالك كيس من الدم قد وضع عند سارة وأوصل إليها عن طريق ابره
كانت مغروسه في جلدها الناعم. اقتربت من سارة والحسد ينهشها وقد علت وجهها ابتسامه شيطانيه.
رفعت يدها لكي تنزع الابره وهي تنظر إلى سارة.
سمعت صوتاً قاسياً آتياً من خلفها"ناويه على ايش بعد يا شذى؟!!"
التفتت شذى إلى الخلف مقطوعة الأنفاس ثم قالت بارتباك"خالتي"
اقتربت أم تركي ثم قالت"ايه خالتك التي عطتك ولدها وسوت المستحيل عشان تحطك في بيتها
خالتك اللي ما قدرتيها ...أنا ما ألوم تركي لما قال عنك انك حقيره..اطلعي برى المستشفى.
لا مو المستشفى بس ..اطلعي برى حياتنا كلها...ما أبي اشوفك أبد..وانتبهي تفكرين انك ممكن
تدخلين بيتي.أو حتى تحضرين مناسبه لنا..أمك اختي وما أقدر أقاطعها لكن انتي لا تقربين من
تركي ولا من بناتي وإلا أنا اللي راح امزقك بين يديني."
اتسعت عينا شذى مما سمعت كانت ترتجف كورقه صغيره...هربت مسرعه من أمام أم تركي
التي تنفست الصعداء وهي تنظر بحنان إلى سارة النائمه بسلام.
************************************************** *

يتبع


توقيع رواية
الحياة أقصر بكثير من كل حلـم رسمناه فـَ‌ أملئها بـِ الأستغفار...!