************************************************** ***********
كانت نهى تضحك على تعليق كتبه سامي(صقر)
مغروره بجمالي"والله انك فله"
صقر"أعجبك"
مغروره بجمالي"انتم يا أهل الحجاز روحكم مرحه"
صقر"تسلمي يا حبي"
مغروره بجمالي"حبك الوحيد أو فيه غيري بالماسنجر والجوال ووووو"
صقر"أنا ما عرفت غيرك ولا أبي أعرف" (كثر منها)
مغروره بجمالي"وأنا بعد معجبه فيك..انت من وين طلعت لي"
صفر"من شاشة الكمبيوتر"
مغروره بجمالي"ههههههه تصدق تمر الساعات معك كأنها دقايق"
صقر"لنا أكثر من اسبوعين ما نفترق إلا وقت النوم ..لكن المشكله انك مو راضيه تسمعيني صوتك"
مغروره بجمالي"يا كرهي لكم يا الشباب من تتعرفون بوحده حتى تطمعون بمكالمات ومقابلات والخافي أعظم"
صقر"انتي تحسديني على سماع صوتك"
مغروره بجمالي"أوكي..ما عندي مانع...لكن ارسل لي بطاقة شحن"
قال سامي في نفسه والله انك ذكيه يا نهى ناوي أنصب عليكِ وسبقتيني.
صقر"من عيوني...اذا كان هذا يخليني أسمع صوتك..لكن بالأول تعطيني رقم جوالك"
مغروره بجمالي"اكتب عندك"0505 والباقي أصفار خخخخخخخخخخخخ"
قال سامي "والله انك داهيه ثم كتب"ممكن سؤال"
مغروره بجمالي"تفضل"
صقر"انتي ما قلتي انك معلمه وبنت عز يعني مو ناقصك فلوس"
مغروره بجمالي"أدري لكن اللي يبي يسمع صوتي لازم يدفع"
صقر"بالأول تعطيني رقم جوالك بالكامل"ثم قال في نفسه "ما تدرين اني مخزنه عندي بالجوال
بعد ما أخذته من اختي"
مغروره بجمالي"أجل انسى الموضوع"
صقر"راح أنتظر لكن تأكدي مستحيل أنساه"
مغروره بجمالي"براحتك"
صقر"على فكره..أنا عندي بعثه بعد شهر للخارج"
مغروره بجمالي"يووووه...يعني يتنقطع أخبارك"
صقر"لا طبعاً...الكمبيوتر راح يكون معي..وراح نكون على اتصال"
مغروره بجمالي"حلو....لأنك والله مالي علي وقتي"
صقر"وانتي بعد...لكن عندي مشكله"
مغروره بجمالي"ايش هي؟!اذا كانت بسيطه فأنا على راس الخدمه"
صقر"هي نوعا ما بسيطه...البعثه محتاجه فلوس حوالي 20000 هذا غير التذاكر
والسكن ومستلزماته"
قالت نهى في نفسها "بدينا بالشحاذه" "انت طالب طب ما شاء الله أكيد مكافئتك كبيره"
صقر"هذا أول..الحين يعطونا بالقطاره..وبعدين كل الماكفأه تروح على أقساط السياره"
مغروره بجمالي"الله يعينك"
صقر"أنا أقول اذا تقدرين تدبرين لي المبلغ كسلف وأرده لك بعد كم شهر"
مغروره بجمالي"كان ودي...لكن راتبي ياخذه أبوي كل شهر ويعطيني مصروف حالي حال أي طالبه"
قال سامي في نفسه"هين دواكِ عندي ان ما أخليكِ تبوسين يدي عشان أرضى عليكِ ما أكون سامي"
صقر"خلاص انسي الموضوع..أنا راح أدبر عمري"
مغروره بجمالي"اعذرني يا صقر...لا يكون زعلت"
صقر"وأنا أزعل من روحي مستحيل"
مغروره بجمالي"صدقني لو كان عندي كان أرسلت لك"
صقر"قلت لك انسي الموضوع...أنا عندي شغل بعد شوي..أشوفك على خير"
مغروره بجمالي"متى تكون اون لاين"
صقر"أكون متواجد على الفجر"
مغروره بجمالي"راح أكون بانتظارك"
صقر"ممكن سؤال؟"
مغروره"أوكي"
صقر"انتي عايشه لوحدك؟!"
مغروره بجمالي"لا طبعاً..ليش السؤال؟!"
صقر"يعني...كل ما أدخل ماسنجر القاكِ اون لاين..يعني تقريبا 24 ساعه"
مغروره بجمالي"ايش أسوي؟كل اللي بالبيت لاهي لحاله..أبوي بالعمل ما يجي إلا بالليل تعبان
ويمكن يمر أسبوع ما شفته...خواتي تزوجوا مع انه فيه وحده لها مشاكل مع زوجها وعندنا
في الوقت الحالي...لكن دائماً في غرفتها..أمي مع صديقاتها أو في النادي أو السوق..وغرفتي
لها شهر ما دخلتها وما عمرها سألت عني...وأنا هنا مع الكمبيوتر لولاه كان صابني جنون"
صقر"الله يعينك...أجل انتي في معاناه"
مغروره بجمالي"وهو فيه أسوأ من الوحده"
صقر"طيب ليش ما تطلعين للسوق..أو تزورين أحد من صديقاتك"
مغروره بجمالي"ابوي مانعني من زيارة صديقاتي والسوق ما أحبه واذا رحت لازم مع امي وخواتي.
يقفلون علينا بالبيت عند الخدم وما يدرون اننا ممكن نطلع للعالم من غرفتنا وعن طريق هالجهاز الصغير"
صقر"انتي نفس مأساتي تقريباً...والله وجمعنا القدر" (لا تصدقونه تراه يكذب)
مغروره بجمالي"البؤساء في الأرض هههههههههههه"
صقر"مو مشكله...على الأرض ولا تحت الأرض..يالله أنا تأخرت...تامرين على شي"
مغروره بجمالي"سلامتك أشوفك على خير"
صقر"وهو كذلك" أغلق سامي جهازه وهو يعد نفسه لتنفيذ خطته..
بدلت نهى لباسها فارتدت تنوره جينز تصل إلى نصف ساقيها وتي شيرت من بيرشكا.
وضعت ماسكرا على عينيها الواسعتين وقليل من القلوس مع مرطب.
نزلت إلى الأسفل وتفاجأت بوجود نوره في مجلس النساء مع ساره ووالدتها.
قالت نهى باستهزاء"ما شاء الله الأهل مجتمعين"
سارة"ومن زمان انتي وين تختفين ما نشوفك إلا على الوجبات؟!"
نهى"آه يا ليت فيه مكان سري بعيد عن هنا وأختفي فيه"
نوره"انتي ما تجيكِ عقده من كثر ما تجلسين لوحدك"
نهى"بدينا بالنصائح...انتي زوجك مو أمس طالع من المستشفى ليش ما قابلتيه؟"
نوره"أنا جايه عشان أشوف أمي لأنها من أمس وهي تعبانه"
اتسعت عينا نهى ثم التفتت إلى والدتها قائله"والله ما دريت..سلامتك يمه ايش فيك؟!"
سارة"ما قلت لكم انها عايشه بعالم آخر...انتي كيف تدرين عن اللي بالبيت
وانتي 24 ساعة بغرفتك"
قالت نهى غاضبه"أشوفك انتي واختك متحالفات ضدي اليوم...انتي بالاول شوفي
حل لكِ انتي وزوجك بعدين انصحيني"
صرخت أم فيصل غاضبه"أشوف كبرتي وقل أدبك يا نهى...اعتذري بسرعه من أختك"
قالت سارة بهدوء"اتركيها يا يمه...بنتك هذي ما ينفع معها النصح"
نهى"ايش قصدك يعني؟...ان شاء الله تبين تاخذين عصا وتضربيني فيها"
نوره"لا...العصى الحين ما تنفع...انتي يبيلك مقص للسانك الطويل"
نهى"يووووه وبعدين معكم أنا لو دريت ان جلستكم كذا كان ما نزلت من غرفتي"
تسائلت أم فيصل متعجبه"نهى ايش فيك متغيره؟! ما كنتي كذا"
همهمت سارة"زاد العمر ونقص العقل"
صرخت نهى"يمه سكتي بنتك"
نوره"سارة...اتركيها...الضرب بالميت حرام"
تناولت نهى قطعة من الكيكه أمامها وكأنها لم تسمع شي..أخذت الريموت وبدأت تقلب بالقنوات.
التفتت نوره إلى سارة قائله"ايش قلتي بموضوعنا؟"
قالت سارة بقلق"والله ما أدري...أفكر واذا كنت أقدر أروح"
نوره"لازم تروحين...نوف وعمتي أم سلمان يزعلون"
أم فيصل"انتي لازم تطلعين أجمل وحده بالحفل"
التفتت نهى متسائله بهدوء"انتم عن ايش تتكلمون؟"
أم فيصل"بعد أسبوع ونصف زواج سلمان"
اتسعت عينا نهى"كذا بالسرعه هذي!!"
أم فيصل"بيكون زواج عائلي...عشان ظروف بيت خالتك"
نهى"يووووه يعني ما فيه طق...ماني رايحه"
أم فيصل"براحتك"
صرخت نوره قائله"يعني كيف براحتها....يمه بنتك هذي لازم تمشي قدامك"
وقفت نهى ثم قالت غاضبه"لا يكون معينينك وصيه علي وأنا ما أدري"
سارة"يمه بنتك هذي المفروض ما تجلس لوحدها"
قالت أم فيصل بهدوء"عندها الخدم"
نوره"وانتي تضمنين الخدم...أكثر المصايب تجي من الخدم"
نهى"أقول...روحي لبيتك أفضل لك والنصائح هذي وفريها لنفسك...أنا رايحه غرفتي
بصراحه الجلوس معكم يرفع الضغط ويجيب الإكتئاب"
ذهبت نهى إلى غرفتها فالتفتت نوره إلى والدتها تسألها بحيره"يمه بتتركينها كذا"
قالت أم فيصل بأسف"والله يا بنتي أختك هذي ما أقواها"
************************************************** ********
كانت ندى نائمه في فراشها حين تناها إلى سمعها صوت ضحكات وأحاديث وصوت أطباق وكأنها تتكسر.
استفاقت وهي تشعر بصداع بسيط ,نظرت إلى ساعتها والتي كانت تشير إلى الثانيه صباحاً.
جلست في مكانها وهي تستمع إلى خليط الأصوات وميزت بينها أصوات ناعمه آتيه من الصاله.
سمعت صوت باب يغلق وصوت فتاه تضحك.أزاحت ندى الغطاء وهي تشعر أنها مازالت تحلم.
كانت ترتدي ثوب خفيف من القطن بدون أكمام يصل إلى نصف ساقها.تناهى إلى سمعها خليط الأصوات
مره أخرى وبسرعه وبحركه غريزيه نهضت من سريرها واتجهت مسرعه نحو الباب.اقتربت أكثر
في محاوله لاستراق السمع كان التوتر والانتظار مخيمان عليها.اتسعت عيناها من الصدمه
وهي تتأكد من وجود أشخاص في المنزل.
فتحت ندى باب غرفتها ثم سارت بحذر شديد.كانت الأفكار تروح وتجئ في رأسها وهي تقترب
من الصاله...دخلت الصاله وخفق قلبها بعنف.بقيت صامته وأصبح الجو مشحوناً لم تكن تحلم.
فما تراه أمامها ليس حلماً بل واقع.
أشعل سلطان سيجارته وهو يراقبها ببطء"هلا ندو...كنت أحسبك نايمه"
أحست ندى بفمها يجف ثم سيطرت على نفسها قالت ببطء"من هذولي يا سلطان؟!"
نظر سلطان بهدوء خلفه إلى الفتاتين الواقفتين وهن يتطلعن إلى ندى بثقه.
قال سلطان بصوت ملئ بالتحدي"صديقاتي"
أخذت ندى بعض الوقت لتستعيد توازنها لم تتفوه بكلمه وحين استطاعت ان تفتح فمها
جاء صوتها مرتجفاً"صديقاتك؟!!"
ابتسم سلطان بتشدق"ايش فيكِ يا ندو...خليكِ متحضره..حنا في عصر التحرر"
قالت ندى ببطء وعيناها متسعتين من الصدمه"لا...انتم بعصر الانحلال"
قالت إحدى الفتاتين"هذي ندى اللي كلمتنا عنها" وكانت السخريه الجافه واضحه في صوتها.
ثم أكملت"ما توقعتها بالجمال هذا كله"
قالت الفتاه الأخرى"بصراحه قصرت بوصفها يا سلطان"
تحرك سلطان مترنحاً وأخذ قنينه كانت موضوعه على الطاوله,شرب منها ثم مسح فمه.
تطلع إليها وكان منظره يوحي بأنه لا يعير أحد أي اهتمام"هذولي صديقاتي قبل أتزوجك..
وهذي حياتي يا ندى ومستحيل أغيرها لمجرد دخولك فيها"
جمدت ندى في مكانها لقد قال ما قاله لإسكاتها....لكنها لن تدع كلامه يؤثر على معنوياتها..
تعلم أن وجودها هنا مؤقت كما تعلم أن سلطان لا يفقه ما يقوله في هذه الساعه.
قالت بصوت كلسعة السوط"محول بيتك لدعارة يا سلطان"
سلطان"انتبهي لكلامك...واعرفي مقامك يا ندى..أنا حر..لا انتي ولا أي أحد ممكن يتحكم فيني
أنا متعود أسوي حفلات هنا بالشقه..وما أسمح لك تخربين علي أي شي..اسمعي الكلام وروحي
غرفتك وسكري على نفسك الباب" كانت كلماته فظه قاسيه وقعت على ندى وقوع الصفعه.
الا أن ذلك لم يحرك فيها قيد أنمله..تطلعت ندى إلى الفتاتين ثم قالت"اطلعن برى البيت الحين..
وإلا جمعت عليكم أمة لا اله إلا الله"
قالت إحدى الفتاتين بعنجهيه وثقه بالنفس"شكلك يا سلطان ما روضتها زين..أشوف قطتك صار لها ناب"
قالت الفتاه الأخرى بتحدي"أنا جالسه هنا يا بنت الناس وان كان فيه أحد يطلع فهو أنتي"
أحست ندى بالغثيان فقالت"انتي كيف تفكرين؟! انتي ما عندك مشاعر؟! كيف ترضين على نفسك
الحياه هذي؟!!كيف تبيعين نفسك برخيص؟انتي ما عندك كرامه؟!!"
صرخ سلطان قائلاً"ندى الزمي حدودك ولا تهينين ضيوفي في بيتي"
التفتت إليه ندى وقالت"انت ما تستحي على نفسك..جايب لك مصيبتين في بيتك وتسميهم ضيفتين
انت انسان بلا رجوله"
اقترب سلطان منها وقد انفلتت أعصابه فصفعها على خدها بقوه وصرخ فيها"انقلعي عن وجهي الحين"
وقفت ندى كالجبل ولم تسمح لدموعها بهزها"مستحيل أتحرك من مكاني لين أشوف الكلبتين اللي معك
برى بيتي"
قالت احدى الفتاتين"لا...حنا انهنا في بيتك يا سلطان"
قالت ندى باشمئزاز"انتي أهنتي نفسك بمجرد انك سمحتي لنفسك انك تروحين مع واحد غريب وتخونين أهلك"
قالت الأخرى غاضبه"سلطان طلعنا من هنا...هذي خربت علينا السهره ..والله يعينك عليها"
أمسك سلطان بذراعها بقوه ثم قال"مبسوطه الحين يا ندى...تراي إلى الآن وأنا أحاول أضبط أعصابي
لا تثيرين غضبي أكثر من كذا"
رفعت ندى وجهها إليه بتحدي وأحست بالنار تحرق ذراعيها تحت أصابعه مزعت يدها منه
ثم قالت"ايش ناوي تسوي بعد؟!تضربني مره ثانيه..خلاص يا سلطان صار عندي مناعه من الضرب
لكن تأكد مستحيل أكون أنا والعاهتين اللي معاك في مكان واحد"
اقترب منها سلطان هامساً"تتحديني يا ندى"
لمعت عينا ندى كالنار ورفعت ذقنها الصغير إلى أعلى بكبرياء"أتحداك يا سلطان"
قال سلطان من بين أسنانه"لا تجربين الوجه الثاني يا ندى"
ابتسمت ندى باشمئزاز"صدقني ما فيه شي راح أندم عليه أكثر مما ندمت عليه"
صرخت إحدى الفتاتين"أنا غلطانه لما فكرت أجي هنا..أنا بمشي ومستحيل
أدخل بيتك هذا مره ثانيه"
أمسك سلطان بكتفي ندى بقوه ثم قال"تأسفي منهم يا ندى"
قالت ندى بعنف وجسدها يرتجف"لو كان هذا آخر يوم بحياتي"
كم كان صعب عليها أن تضبط أعصابها..كم أرادت لو تصفعه لكي يفيق ..
لكن لا لن تنزل إلى مستواه الأخلاقي....
السخريه في صوتها أشعلت غضبه وبدأ يضغط على كتفيها بشده ويصر على أسنانه.
بينما كانت هي تحملق فيه بجرأه.
قال سلطان بتوتر"راح أربيكِ من جديد وأكسر طوق الغرور اللي مغلفك"
كانت أصابعها تؤلمها .امتلأت عينيها بالدموع.لا يجب أن تبكي..لن تبكي
أمام هذا الوحش وتلك النسرتين..ارتخت قبضتاه قليلاً ثم التفت إلى الفتاتين قائلاً
"يالله امشوا قدامي...وانتي يا ندى لي تفاهم معك بعدين"
خرج سلطان مع الفتاتين من البيت بينما كانت ندى تحدق بهما بدون استيعاب,
وفجأه تبخر احساسها بالشجاعه التي لازمتها الدقائق الأخيره..أفاقت من صدمتها
وبقيت للحظات غير واعيه لما حدث أمامها.
سمعت شهقاتها وبدأت بالبكاء وهي تتنفس بصعوبه.قالت بألم"وينك يمه؟"
كانت ذراعاها ما زالتا تؤلمانها وكان الألم يزداد في قلبها.
طافت برأسها فكره غريبه...ماذا لو هربت؟ ولكن إلى أين ولمن؟وفي مثل هذا الوقت.
وصلت إلى الباب ولاحظت أن سلطان قد أغلقه بالمفتاح وأغلق معه حريتها.
شعرت ندى بالجوع وبشعور آخر مميت همست بألم"وينك يا محمد تشوف اللي أنا فيه؟"
كانت ترتجف كورقه يابسه...كانت تعلم أنها تدفع ثمن كبرياؤها وصمتها ولكن ذلك كثير عليها.
اتجهت ندى إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها ثم أوت إلى فراشها..أحست بصداع ثقيل.
استرجعت تفاصيل ما حصل ودار في رأسها الحوار بينها وبين سلطان.
كانت تعلم أن سلطان يعيش على أرض موحله مليئه بالعفن ولكن الشي الوحيد
الذي أزعجها هو عندما أصر سلطان أن تتأسف من تلك الشيطانيتين.
ما حصل فوق احتمالها وان لم تخرج من هذا المستنقع قد تغرق فيه.
استغرقت ندى بالنوم وأفكار كثيره تشغل بالها.
************************************************** ********
لم تنم شذى تلك الليله فقد كانت أفكارها مضطربه..لن تنسى نظرات تركي المتأمله والتي
انصبت على سارة,تلك الفتاه التي قلبت حياتها وأتى الوقت الذي تنتقم فيه.
لقد مزقت أحلامها وتربعت على قلب تركي...انسلت من فراشها ثم ذهبت إلى خارج غرفتها.
توقفت في وسط الردهه.كانت العتمه تغمر المكان إلا من ضوء خفيف قادم من أسفل.
قالت لنفسها" أكيد تركي ما وصل إلى الآن من برى..والعجوز نايمه بغرفتها..عساها نومت أهل الكهف."
تنفست بارتياح ثم اتجهت إلى جناح سارة...فتحت الباب بهدوء ثم دخلت وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح.
كانت تمسك بيدها مشعلاً فهي لا تريد اضاءت النور حتى لا يلاحظ أحد ما الضوء.
كانت شذى تركز الضوء حولها بذهول.فكل شئ هنا جميل ورائع وكأنها في جناح ملكي.
قالت لنفسها والحسد يأكل قلبها"آه منك يا تركي...مسكنها في هذا الجناح الملكي.
وأنا تاركني في غرفه متر بمتر...لكن هين مصيرك انت وست الحسن والجمال في ايدي"
اتجهت شذى غاضبه إلى دولاب غرفة النوم لتبحث عن شئ من مخلفات سارة وكم راعها
أن تجد جميع ملابس سارة مرتبه بعنايه في الدولاب..حتى عطوراتها وأدوات التجميل مازالت
مصفوفه بعنايه فوق التسريحه...
صرخت بصوت خافت"ليش ما تموتين وأفتك منك...لكن صبرك علي ان ما وديتك ورى الشمس"
بدأت بالبحث المستميت وسط العتمه وكم كانت سعادتها كبيره حين وجدت خصلات من شعر سارة الذهبي
في سلة المهملات...أخذت خصلات الشعر ووضعتها في منديل ثم قالت والحقد يخرج من بين أسنانها
"بهالخصلات يا سارة راح أقضي عليكِ وعلى حب تركي لكِ "
أطفأت المشعل وبدأت تتلمس طريقها عبر الظلام...فتحت الباب ورفعت وجهها مصدومه ثم ابتعدت.
رأت شبح تركي في العتمه وغاص قلبها من الخوف...كان شبحه طويل وقوي وهو يتحرك نحوها.
أحست شذى بالأرض تهتز تحت قدميها...كانت على حافت الإنهيار.
أضاء تركي النور فشاهدت شذى بركان الغضب يتطاير من عينيه وقرأت تعبير مخيف على وجهه.
همس تركي بفحيح مخيف"ايش اللي جابك هنا؟ وكيف حصلتي على المفتاح؟!"
قالت محاوله اظهار الهدوء بينما كانت خائفه ومضطربه"كان مجرد فضول..من دخلت البيت
وأنا أتمنى أكون بالجناح هذا..ولما طلبت من خالتي قالت لي ان تركي ما راح يكون عنده مانع"
همس تركي بحنق"ومن أعطاكي الحق بدخول جناحي..أنا ما أسمح لك وما أسمح لأحد انه يدخل هنا"
فقدت شذى السيطره على نفسها وانطلقت الكلمات من فمها رغما عنها"انت أصلا ما عطيتني أي حق
من اني أكون زوجتك...ورميتني بغرفة الضيوف مثل الخدامه..ولما حلمت أسكن بالجناح هذا مثلي مثل
أي وحده متزوجه انت رفضت...لين متى وأنا صابره على وضعنا هذا يا تركي؟!"
قال تركي من بين أسنانه"اسمعي يا بنت الناس...قلتها قبل وأقولها الحين..اذا مو عاجبك
الوضع روحي لأهلك"
نظرت شذى إلى وجهه الوسيم تبحث عن بارقة أمل ولكنها لم تجد سوى الألم"يعني شلون ما فيه أمل
سارة للحين مسيطره على حياتك"
تنهد تركي ثم قال"اطلعي يا شذى من الجناح ولا تسول لك نفسك مره ثانيه تقربين من عتبة الباب"
قبضت شذى بقوه على المنديل ثم قالت في نفسها"والله وقربت نهايتك يا سارة"
خرجت شذى مسرعه إلى غرفتها بينما كانت تسمع صوت باب جناح تركي يغلق بالمفتاح.
شعرت بكره كبير وكانت تعلم أن سارة لو كانت أمامها في هذه اللحظه لقتلتها.
رفعت يدها وفتحت المنديل فشاهدت خصلات شعر سارة ابتسمت شذى بحقد
لا يهم فما كانت تبحث عنه حصلت عليه.
شعرت شذى بيد تقبض على يدها بقوه وباليد الأخرى انتزع خصلات الشعر من يدها.
صرخ تركي غاضبا"آه يا لئيمه...للدرجه هذي وصل فيك الحقد..أنا كنت أعرف ان ورى دخولك
جناحي سبب أكبر من اللي قلتيه..آه يا حقيره"
تساقطت الدموع من عيني شذى ثم شهقت قائله"انت السبب..كل اللي صار لي انت السبب فيه"
قال تركي بصرامه"رتبي أغراضك وقدامي على أهلك...راح أكلم السواق يوصلك"
ابتعد تركي نحو الباب فصرخت شذى قائله"تركي تكفى لا تسوي فيني كذا...
تركي انت كل شي بحياتي...لا تطردني أنا مستعده أسوي أي شي عشانك..مستعده أخدمك العمر كله"
التفت إليها تركي ثم قال بهدوء"شذى انتي طالق"
صرخت شذى بألم ولم تعد قدميها تستطيع تحملها اتكأت على الجدار وهي تبكي وتتوعد سارة بالويل.