كانت ندى في الحديقه وقد ضاق صدرها...كانت تفكر بيومها ومستقبلها حين رن جهازها النقال
كان الرقم غريب..أجابت متسائله "ألو"
أتاها صوت ليس بغريب عنها"مرحبا"
ندى"من؟"
سلطان"معك سلطان...حبيبك"
ندى"تخسي...وبعدين من وين لك رقمي؟!"
سلطانه"ههههههههه مقبوله منك يا عسل...رقمك أخذته من نجلاء اختي..اقصد سرقته"
ندى"يا أخي خاف الله...أنا مو ندى اللي أنت تبيها"
سلطان"لا تحاولين تقنعيني...وبعدين أنا جاي لكم اليوم...تجهزي"
قالت ندى بقلق"ليش؟"
سلطان"عشان أخطبك يا حلوه"
قالت ندى بهدوء حتى لا تفقد عقلها"ودام انك تقول اني أرسل لك صوري وأكلمك..ليش تبي تتزوج وحده مثل
كذا؟!"
هز سلطان كتفيه ثم قال ببرود"أعجبني جمالك..راح أخليكِ عندي لين أمل وبعدها أطلقك"
قالت ندى"بعيد عن عينك" ثم أغلقت جهازها وهي تتنفس بصعوبه.
رن جهازها مره أخرى فصرخت بالمتحدث "نعم...ايش تبي؟!"
قال محمد برقه"ندى"
شهقت ندى باكيه"محمد"
قال محمد مطمئناً"عيونه..شوفي ما عليكِ من سلمان..أنا آخر الأسبوع راح أجي وبعدها نتفاهم"
همست ندى بكلمات متقطعه"والله...يا....محمد...اني مظلومه"
محمد"أدري...انتي تعلميني عن روحي...أهم شي اهتمي بنفسك...وما عليكِ من أحد"
همست ندى"طيب"
محمد"يالله مع السلامه ...وسلمان هذا خليه علي"
ابتسمت ندى وهي تنظر إلى جهازها ثم قفزت من السعاده وقد تلاشى خوفها حين سمعت صوت محمد المطمئن.
ذهبت إلى مدخل البيت وكأنها تسير فوق الغيوم...وحين اقتربت من الباب أوقفها سلمان.
سلمان"أكيد اللي كلمك محمد"
تطلعت إليه ندى بدون أن تتفوه بكلمه واحده. فقل سلمان"انتي تدرين انه جاي عشان يتزوجك الأسبوع الجاي"
ندى"منو اللي قال لك"
سلمان"هو بنفسه اتصل علي قبل شوي...وقال بيضحي بنفسه عشانك وعشان يستر عليكِ"
ندى"اللي قاله لي قبل شوي يخالف تماماً اللي قلته انت الحين"
ابتسم سلمان بتشدق قائلاً"وان شاء الله انك تفكرين تتزوجين محمد وتربطين مصيره بمصيرك الأسود"
شهقت ندى قائله"سلمان..حرام عليك...لا تذبحني"
سلمان"انتي اللي جبتيه لنفسك...اسمعي يا بنت عمي..انسي زواجك من محمد..ومستحيل أبوي وأمي يوافقون
خاصةً بعد ما عرفوا كل شي عنك...باختصار بعدي عن طريق محمد"
صرخت ندى"حسبي الله عليك يا سلمان وعلى من كان السبب" ثم هربت إلى غرفتها.
************************************************** ***********
خرج أبو سلمان من المجلس وقابلته أم سلمان في الردهه.
قالت أم سلمان بقلق"قلي أيش صار؟!"
قال أبو سلمان متنهداً"طلع كلام الرجال صحيح...صورتها كانت بجواله..هو يقول انه يحبها ويبي يتزوجها بأسرع
وقت"
تنهدت أم سلمان بألم"طيب وندى المسكينه"
أبو سلمان"والله اللي فهمته من الرجال انهم متفقين على الزواج والدليل الصوره...وبعدين هي اللي جابته
لنفسها"
أم سلمان"والله اني ما أصدق ان هذا يحصل مع ندى"
أبو سلمان"والله لو هذا حاصل مع نوف كان كسرت راسها...لكن المشكله ندى يتيمه وأبوي موصيني عليها"
أم سلمان"والحين ايش بتسوي"
أبو سلمان"الرجال كان عندي قبل شوي...وهو قال انه مستعد يسوي أي شي..طأطأ أبو سلمان رأسه.ثم قال:
"لا حول ولا قوة إلا بالله...الله يسامحك يا ندى على الموقف اللي حطيتيني فيه..كنت أسمع له وما بيدي شي"
أم سلمان"والله انها مصيبه وحلت علينا"
أبو سلمان"شوفي يا أم سلمان اللي صار لا يطلع برى البيت"
هزت أم سلمان رأسها ثم قالت"كل الناس دروا...تو أم ماجد متصله تتأكد من الخبر"
هز أبو سلمان رأسه قائلاً"حسبي الله ونعم الوكيل"ثم ابتعد صاعداً السلم وقد كبر في هذين اليومين عشرين
سنه"
************************************************** ****************
دخلت هند نوره فحيتهما نوف قائله"هلا والله حياكم"
همست هند"كيف ندى؟"
تنهدت نوف قائله"يا عمري يا ندى...من أمس وهي حابسه نفسها بغرفتها"
نوره"وانتِ كيف تتركينها كذا"
ترقرقت الدموع من عيني نوف فقالت"والله ما فيه شي ما سويته عشان تفتح لي الباب..حتى البارح نمت
عند باب غرفتها قلت يمكن تطلع وأحس فيها..لكن البنت مو راضيه تطلع"
هند"امشي نطلع لغرفتها قبل تسوي بنفسها شي"
قالت نوره بقلق"الله يستر"
طرقت هند باب غرفة ندى ثم قالت"ندو افتحي"
نوره"ندوش ..تكفين افتحي الباب"
نوف"قلت لكم ما فيه أمل"
نوره"ندى حبيبتي أنا نوره بنت عمك افتحي الباب..خلينا نتفاهم"
نوف"ندى بليز افتحي الباب والله ما نمت البارح بسببك"
قالت هند بسخريه" ابعدن أنتن ...لما أسمع كلامكن الناعم نفسي أرمي نفسي من سابع طابق..
اقول ندى افتحي الباب..والا والله أكسر باب غرفتك واللي فيها فيها"
نوره"وين يا أبو الشباب..أشوف ما نفعت الخشونه"
هند"ندى...قسم اني مراهنه نوره بألف ريال على انك تفتحين..يرضيكِ اني أخسر الألف"
نوره"ولك عين تكذبين بعد"
نوف"المشكله انها حلفت"
هند"عادي نصوم ثلاث أيام..أهم شي تفتح ندى"
نوره"أقول لا يكون سوت بنفسها شي"
شهقت نوف"تقصدين انتحرت"
هند"أقول قسم بالله لو ما ضفيتن وجهكن الحين لأنتحر فيكن أنا..ليش تفائلن على البنت"
نوف"أقولك من أمس ما ردت ولا طلعت من غرفتها..حتى ما أكلت..أنا وأمي قلقنا عليها.حتى زياد المسكين
قام يبكي عشانها"
نوره"أقول نوف..تتوقعين هربت"
نوف"وين؟"
نوره"للديره اكيد"
هند"انتن ما دهوركن إلا الافلام اللي تشوفونها..وين حنا عايشين؟!"
نوره"وليش لا؟....ندى ما تحملت الظلم وهربت"
قالت نوف باكيه"يا قلبي عليكِ يا ندى"
هند"ندى ما راح يصير لها شي وفوقها رب ما يرضى بالظلم وبعدينا حنا حولها"
كانت ندى تنظر إلى وجهها بجمود من خلال المرآه المعلقه بجدار غرفتها وقد اتخذت قرارها.
لا صار ودكـ في هالزماان تعيش وبراحة ضمير
سكر عليكـ أبواب صمتك والتحف ثوب الغياب
************************************************** ********************
قال محمد يستحث السائق"بسرعه..تمشي على بيض أنت؟!"
سائق التاكسي"انت ايس فيه...ليش سرعه"
محمد"اسمع..اسرع وأنا أعطيك زياده فلوس"
السائق "واذا فيه يمسك شرطه..انت طلعني من سجن؟"
محمد"والله ابتلشنا مع هالهندي...وبعدين ايش فيه سلمان ما يرد على جواله"
قال السائق فجأه"وين هذا بيت؟"
محمد"لف يمين وبعدها لف يسار ..بيتنا ثالث بيت على اليمين"
وصل التاكسي في حين خفق قلب محمد وهو يشاهد الإضاءه التي تنير المنزل كما شاهد عدداً من السيارات
قال في نفسه"الله يستر ايش اللي صاير.؟!."
دخل المنزل وهو يشعر بالشلل يسري في جسده...كان يسير ببطء وهو يجر القدم تلو الأخرى..وقف عند باب
المجلس
وهو يشاهد الجموع وفي الوسط كان سلطان جالساً والابتسامه تملأ وجهه وقد ارتدى بشته.
رحب أبو سلمان بولده محمد بينما وقف محمد جامداً وقد جف الدم من جسده...قتلوها..وابتسموا في جنازتها
طعنوا قلبها وكفنوها والى قبرها أخذوها.
دارت به الدنيا ولم يشعر بمن حوله.
بحضر زفافك مثل باقي المعازيم..
لوكان في ليلة زفافك مماتي ..
بحضر نهاية قصت الحب والضيم..
بكتب على جرح الهوى ذكريااتي ..
ولو خانني دمعي بالليل المراسيم..
عزاي حبك مادروا به عداتي ..
يمكن انسى لفهة الارض للغيم..
وانسى معا موت الامل امنياتي..
ادفن بذاتي ثورة السين للجيم ..
وانظر لباكر لعل افراج تاتي..
الحظ وانتي واختلاف المفاهيم..
صارو حواجز في مسيرة حياتي..
ياما بدنيا الحب مثلي مظاليم ..
من عاش حرماني يسوي سواتي ..
بحضر زفافك مثل باقي المعازيم..
لوكان في لليلة زفافك وفاتي..
************************************************** ************
نهـــــــــاية البـــــــــارت (انتظروا البارت القادم والملئ بالاحداث والمفاجآت)