(الــــــــبارت العشرين)
أسند محمد ظهره على الأريكه وهو يشعر بسعاده كبيره...مازال صوت ندى الرقيق يتردد على مسامعه
"أنا ايش اللي بيصبرني هنا سنتين؟!"هذا ما قاله لنفسه بألم.
أخذ كأس العصير وهو يقلب نظره في الشقه الجميله التي يسكنها في أحد أجمل أحياء لندن.
كان يعلم أن أحلامه في طريقها إلى التحقيق ,البعثه وزواجه من ندى.
أخذته الذكريات إلى عهد الطفوله,حين كانوا يزورون جدهم في الديره وكيف تفاجأ للمره الأولى
بتلك الفتاه النحيله الهادئه..كان يحب اللعب بشقاوه بينما هي تميل إلى اللعب الهادئ..
علمته الحروف ورغم أنه كان يعرف القراءه إلا أنه كان تلميذا سيئا في فصلها..حتى لا تنتهي فصول التعليم.
علمته الرسم على الرمال..وعلمها كرة القدم..كانت همساتها رقيقه حتى وهي صغيره..وكان لديها حلم أن تتعلم
الإنجليزيه.
ورغم أنه كان عنيد وشقي إلا أنه تعلم كيف يكون رقيقا في وجودها..تنهد وهو يتذكر لمسات كفوفها الرقيقه حين
كان يشكو من جرح في اصبعه..مازال يتذكر نظراتها البريئه وقد أصابها الرعب حين كانت تترجاه أن لا يرمي
بنفسه من فوق السور...وكان هو يعاند لكي يستحوذ على اهتمامها أطول وقت ممكن.
والآن كبرا وكبر حبه لها..لن ينسى جمالها الأخاذ حين دخل في أول لقاء لهما وكانت هي في الصاله.
عندما رآها شل تفكيره ...نظر إلى جواله وهو يصفح الأسماء حتى وقع نظره على رقمها.
ابتسم وهو يتذكر كيف سرق الرقم من جوال أخته نوف .
لكنه لا يتجرأ على الإتصال بها..كم هو بشوق لسماع صوتها.
**********************************
فتحت نوف الباب الخلفي لسيارة الجيب بوجل..صدمها وجود ندى في الداخل.
صرخ سلمان حين أغلقت الباب "هذي عاشر مره أدق عليكِ...ليش ما تردين؟!"
قالت نوف بقلق وهي تقلب بصرها بين سلمان وندى الصامته"كلمتك أول مره وقلت لك اني جايه"
صرخ بها سلمان"ساعة على ما توصلين للبوابه"
نوف"سلمان ايش فيك معصب كذا...ندى إيش صاير؟"
سلمان"قولي لها يا ندى ايش حصل لك بالسوق"
سمعت نوف بكاء ندى الخافت ثم شهقت مصدومه"ندى ايش فيك؟ِ!"
صرخت نوف مره أخرى"أنا بنجن واحد منكم يقول لي ايش اللي حصل؟"
قال سلمان بسخريه"اسئلي بنت عمك الشريفه"
اقتربت نوف من ندى ثم حضنتها قائله"ندو ايش فيكِ؟! عسى ما شر"
أغمضت ندى عينيها وهي تبكي بألم محاوله محو أحداث الساعة السابقه من رأسها.
تذكرت قلة حيلتها واستماتتها في تبرئة نفسها.
ندى"سلمان أكيد فيه سوء تفاهم...أقسم بالله هذا ما أعرفه"
سلمان وقد بلغ به الغضب ذروته"تضحكين علي أنتي"
قال سلطان بتشدق "شوف يا سلمان..اللي صار صار..وأنا ما جيت عشان الفضايح.."
تقدم فيصل ورفع يده ثم صفع سلطان بقوه وقال" لك وجه تتكلم انت"
ابتسم سلطان ثم قال بهدوء"معذور..واللي حصل راح افوته لك يا فيصل وبمزاجي لأننا كنا أصحاب..
وبعدين ربوا بنتكم بالاول"
صرخ سلمان"أيا الـ( )"
قال سلطان بهدوء"هذا جزاي اللي حاط يدي بيدكم..وبعدين أنا راح يكون تفاهمي مع الشايب .بما ان محمد
مسافر..تشاو"
ابتعد سلطان يتهادى في مشيته وكأنه لم يفعل شي...
التفت سلمان إلى ندى قائلاً"سود الله وجهك"
قالت ندى باكيه"والله يا عيال عمي ما أعرفه...قسم بالله ما أعرفه"
قال فيصل بهدوء"خلاص يا ندى...انتي روحي للبيت الحين..وأنا أشوف الناس بدأت تتجمع حولنا.."
سلمان"يالله قدامي على السياره"
فيصل"امسك أعصابك يا سلمان..التفاهم مو هنا..يالله مع السلام انا راح ادق على خواتي عشان يطلعون"
سلمان" الحمد لله اني عرفت بأمرك قبل ما تتمادين أكثر"
همست ندى بألم"حسبي الله على من كان السبب"
سلمان"يالله قدامي على السياره..ونوف راح أكلمها الحين"
فتحت ندى عينيها تطرد ذكرى ما حدث التفتت حولها فوجدت أنهم وصلوا إلى البيت"
شعرت بضيق في صدرها..وهي تتخيل صدامها مع عمها وعمتها ومحمد حين يعرف بالامر..فهي تعلم
أن سلمان سيخبرهم بالامر"آه يا يمه وينك؟"
ترجلت ندى ونوف من السياره اقتربت منها نوف"ندو تكلمي بليز"
تعلقت عينا ندى بعيني سلمان علها تجد فيهما شيئا من الرحمه أو التفاهم..ولكن ما وجدته آلمها ومزقها.
قال ثائراً"ادخلي بسرعه..والله لو ما انتي يتيمه كان عرفت كيف أتعامل معك"
صرخت نوف"سلمان انت ليش تقول كذا؟!"
سلمان"بنت عمك يا نوف كانت مواعده شاب بالسوق"
صرخت نوف قائله"مستحيل...ما أصدق"
قال سلمان بهدوء"لا صدقي..مكالمات وصور..والله أعلم بالخافي"
قالت ندى باكيه"اقسم بالله يا سلمان اني ما أعرفه"
نوف"ندى مستحيل تسوي كذا...أنا أعرفها"
ابتسم سلمان بسخريه"ومن متى تعرفيها؟ قبل سنه...ما تكفي عشان تعرفين الشخص زين"
نوف"كافيه عشان نعرف فيها الشخص ..ندى عاقله وخلوقه وتخاف ربها"
قال سلمان بعصبيه"لا تدافعين عنها..الاشكال هذي المفروض ما تسكن بهالبيت المحافظ..
الرجال كان يعرفها ورقمها مخزن بجواله وكانت مرسله له صورتها...صدق من قال الحيه جلدها ناعم لكن في
أنيابها السم"
قالت ندى وهي تنتحب" ياليتك ذبحتني قبل تسمعني الكلام هذا"ثم جرت مبتعده إلى غرفتها تتبعها نوف.
************************************************** *********
صرخت هند باستنكار"مستحيل ندى تسوي كذا"
قال فيصل بهدوء"وأنا بعد متأكد من هذا..والبنت واضح انها صادقه"
جلست هند على الأريكه بالقرب من فيصل"صدقني يا فيصل..أقسم بالله البنت في قمة الأدب والأخلاق"
فيصل"انتي تقنعيني؟!واضح يا هند ان البنت خلوقه..وأكيد اللي حصل مدبر"
نهضت هند ثم صرخت"بس...عرفت من اللي دبر المكيده"
غضن فيصل جبينه ثم تطلع إلى زوجته متسائلاً"من تتوقعين؟"
هند"هذي أكيد شذى بنت الغورلا أم تركي"
ضحك فيصل قائلاً"حرام عليكِ يا هند...لا تتهمين الناس"
قالت هند بهدوء"ما أدري لكن اذا كان مدبر فهو من شخص حاقد على ندى"
فيصل"ندى بنت عاقله والكل عارف كذا ومستحيل أحد يصدق اللي حصل..."
تطلعت إليه هند برقه"صحيح يا فيصل...انت مع ندى"
قال فيصل صادقاً"طبعاً بنت عمي وأعرفها...وسلطان واحد لعاب ويوصل اللي يبيه بشتى الوسائل.."
ابتسمت هند وهي تراقب ملامح زوجها..تنهد فيصل وهو يرى نظرات هند .اقترب منها قائلاً"شكلك بتذبحيني"
تراجعت هند وقد ارتدى وجهها قناع البرود ثم قالت"انتبه لا تتجاوز حدودك"
قال فيصل بألم"لمتى أنتظر....أشوف أحب الناس قدامي ولا أقدر أقرب منها"
قالت هند بهدوء"والله ما أحد ضربك على ايدك وقال لك تزوجني"
فيصل"أنا لو ما تزوجتك كان مت"
شهقت هند بلاشعور"ان شاء الله عدوينك"
ابتسم فيصل ثم همس"صدق..من قلبك"
هند"طبعاً عشان أمك وخواتك ما يفقدونك"
ابتسم فيصل وهو يشعر بأن قلب هند بدأ يلين.
************************************************** ************
صعدت نهى مسرعه إلى غرفتها...تطلعت إليها والدتها بدهشه ثم قالت"ايش فيها هذي حتى السلام ما سلمت"
هزت نوره كتفيها قائله"ما أدري والله..طول الطريق وهي وفيصل ساكتين"
أم فيصل"الله يستر من هالبنت والله اني خايفه عليها"
نوره"ما عليك منها هذي نهى تحرق اللي حولها وما تحترق"
أم فيصل"بسم الله على بنتي"
نوره"أنا تعبانه يا يمه وبروح أجهز نفسي قبل يوصل ماجد"
أم فيصل"ما انتي ناويه تنامين عندنا الليله"
نوره"لا طبعاً..حلا هو.....الا كيف ساره؟"
تنهدت أم فيصل قائله"ما عليها كانت تتابع فيلم وراحت تنام قبل شوي"
نوره"الله يكون في عونها" قالت تلك الكلمات ثم واصلت صعود الدرج...كانت تتسائل متعجبه مما حدث في
السوق.يتصل عليهم فيصل فجأه وتلغي نهى الطلب.
والصمت الثقيل الذي خيم على السياره تساؤلات حيرتها.
رن جهازها النقال...ابتسمت حين شاهدت رقم نوف...وحين ردت أتاها صوت نوف التي كانت تهذي بكلمات
صعقتها.
وصل ماجد بعد حوالي ساعة ليأخذ نوره .دخلا جناحهما الخاص في منزل أبو ماجد...حمدت نوره ربها أن الجميع
كان نائماً.
دخلت غرفتها ثم أنزلت عبائتها وحين التفتت تفاجأت بماجد واقفاً خلفها. نظر إلى عينيها ثم رفع رأسها
وسألها هامساً"ايش فيكِ يا روح ماجد..من أخذتك من أهلك وانتي ساكته...وبعدين ليش الدموع"
بكت نوره فاحتضنها ماجد برقه ثم رفع رأسها مسح دموعها.
قال بصوت قلق"حبيبتي ايش فيكِ؟"
جلست نوره على الكرسي ثم حكت لماجد ما حصل لندى بالتفصيل كما أخبرتها نوف.
كان ماجد يستمع إليها ولم يحاول مقاطعة حديثها وبعد أن انتهت جلب لها كوباً من الماء ثم جلس بجانبها.
مسح على رأسها وقال"كثير القضايا اللي تجينا ومشابهه لقضية ندى"
همست نوره قائله"وانت تصدق ان ندى ممكن تواعد شباب؟!"
قال ماجد بهدوء"بصراحه ما أقدر أعطيها برائه وفي نفس الوقت ما أقول انها مذنبه"
همست نوره بصدق"ماجد...ندى أنا أعرفها...صدقني البنت قمه في الأخلاق"
مسح ماجد شعر نوره الحريري ثم نظر إليها مبتسماً"خلاص..دامك شهدتي لها أنا أصدقك"
سكت قليلاً ثم قال"يالله لازم تنامين...وأنا متعب وراي عمل"
تنهدت نوره قائله"روح انت يا ماجد...أنا والله مالي نفس"
ماجد"مستحيل يجيني النوم وانتي مو عندي..."
ابتسمت نوره وهي تنظر الى عيني زوجها الغالي"طيب..لكن أنا جوعانه..تبي أسوي لك عشا خفيف قبل تنام"
ابتسم ماجد"أوكي..اللي يشوف هالوجه الحلو أكيد بتنفتح نفسه"
نوره"ثواني راح اسوي لك سندويشات خفيفه"
تنهد ماجد براحه وهو يشاهد الضحكه تعود مره أخرى إلى محيا نوره.
صدقيني أي كلمه تنطقيها
تعتبر فـي ذاتهـا معجم غرام
وأي نظره من عيونـك ترسليها
ما يترجمها على أوراقـي كـلام
وأي بسمه في شفاهـك ترسميها
منتهى أمن المولع والسـلام
وكان ما نظرات عيني تفهميها
يصبح اسم البوح في شرعي حرام
فتحت نهى جهازها فوجدت رساله من الحالم (أكلتي المقلب يا حلوه...ومبروك عليكِ أنا.هههههههههههه
.والله راح أخليكِ تشوفين نجوم الظهر بالليل)
قالت نهى بحنق"يا ابن الـ( ) أنا أضحك على عشره من أمثالك" قالت تلك الكلمات بعد أن حذفت اسمه من
الماسنجر
وبدأت بالبحث عن صيد آخر تتسلى به (سبحان الله كيف تنقلب الأمور؟!!)
************************************************** *********************
يتبع
************************************************** *********************
بقيت ندى مستيقظه تنظر إلى السماء من خلال الشرفه المفتوحه كان الفجر قريب...مسحت دموعها وهي تتذكر
جديها.سوف يصابا بجلطه ان سمعا بالخبر "يااااارب رحمتك"
أريد أبكي لين مايبقى دمــوع
أريد أشكي لين مـــايبقى كـــلام
من هموم صارت بقلبي تنـوح
من جـروح أحـرمت عيني المنام
وأنطفت في دنيتي كل الشموع
والهنا مايـــوم فـــي دنيـــاي دام
إن شكيت الحال محد لي سموع
وإن سكت الناس زادوا في الملام
طال صبري والزمن عيّ يطوع
والـرجا بلي عيونـه ما تنـام
اقتربت نوف منها ثم ربتت على كتفها وهمست لها"لا تهتمي يا ندو..وسلطان له رب يحاسبه"
أغمضت ندى عينيها"القضيه لو مقتصره على سلطان لوحده كان ممكن أحلها عن طريق الهيئه أو الشرطه..
المشكله بعيال عمي وأهلي اللي عرفوا وشافوا قدام عيونهم..."
نوف"توكلي على الله يا ندى...أكيد فيه خطأ...ما أدري أحس ان كل شي مدبر..والله لو أعرف من اللي سوى
فيكِ كذا لأفرمه بيدي"
قالت ندى بصوت مبحوح"نوف...ممكن تجيبي لي كوب ماء"
قفزت نوف قائله"من عيوني" ثم خرجت مسرعه إلى المطبخ"
رفعت ندى جهازها النقال ثم طلبت رقم نهى وحين أتاها صوتها.
قالت ندى بتردد"نهى"
نهى"نعم...ايش تبين؟!"
ندى"اتقي الله باللي سويتيه فيني"
قال نهى باستهزاء"يوووه...قطعتي قلبي..ولا يهمك راح أروح لفصيل وسلمان وأقول لهم انه ندى بريئه وأنا
السبب"
قالت ندى والدموع تترقرق من عينيها"حرام عليكِ أنا ايش سويت فيكِ"
نهى"ما سويتي فيني شي...لكن كذا نصيبك...والواحد المفروض يرضى بنصيبه"
ندى"قلبك هذا من حجر يا بنت عمي"
نهى""لا من قشطه هههههههههههههههههههههه"
ندى"حسبي الله عليكِ"
قالت نهى بعصبيه"هيه...انتي داقه علي عشان تهدديني انتي ووجهك"
ندى"أنا بنت عمك...ماني عدوتك عشان تسوين فيني كذا"
قالت نهى ببرود"دبري نفسك أنا مالي شغل"
ندى"بعد ايش؟! بعد ما ورطتيني مع سلمان وفيصل"
نهى"انتي ما عند أم وأب يحاسبونك..احمدي ربك...أو أقول لك روحي للديره وبتختفي الفضيحه"
ندى"انتي انسانه أنانيه"
نهى"أدري..ما جبتي شي جديد...ومبروك عليكِ سلطان..يقولون خطبك من سلمان ههههههههه يالله بالتوفيق"
ندى"انتي ما تخافين الله...ما تخافين اني أشملك معي بالحكايه"
صرخت نهى قائله"اسمعي يا ندوش..انتبهي تجيبين اسمي على لسانك..والله راح تندمين...تدرين ليش؟
لأني أحتفظ بصورتك عندي..والله في سماه ما أخلى منتدى ولا موقع الا وأعرض صورتك فيك..
وأنا ومن بعدي الطوفان..ايه وفيه شي ثاني..راح أجر رجل نوف معك وأقول انكم تكلمون شباب وتواعدونهم
بالسوق
يعني المصيبه بتكون مصيبتين"
ندى"مو معقوله..أنا ما شفت مثلك...انسان"
نهى"ههههههههههههه طبعاً أفهم من كلامك هذا انه مو محبه..مو مشكله..على فكره ايش تبيني ألبس على
زواجك من سلطان"
أغلقت ندى هاتفها وهي تبكي بألم..ماذا تفعل؟كيف ستقابل أهلها أولاد عمها وبنات عمها بعد هذه الفضيحه.
وصلت نوف ثم سقط الكأس من يدها وهي تشاهد ندى ممدده على الأرض تبكي..أسرعت إلى جانبها وهي تبكي
لبكائها
همست ندى بألم"ياليتني مت قبل هاليوم"
نوف"لا تسوين بنفسك كذا يا ندى"
تطلعت ندى الى نوف من خلال شلال دموعها ثم قالت"أنا لي 19 سنه محافظه على شرفي..وبلحظه..ظلم يمسح
كل شي حسبي الله على من كان السبب"
همست نوف"انتي تعرفين من السبب؟"
ندى"ايش يفيد يا نوف وأنا اللي بالواجهه"
نوف"ندى..اذا كنتي شاكه بأحد علميني...تكفين لا تسكتين"
ندى"صدقيني يا نوف حتى الاعتراف ما ينفع..كل شي ضدى..وأنا اللي غلطانه قدامهم"ثم أجهشت بالبكاء.
نوف"انتي ايش تقولين؟ ندو أنا ماني فاهمتك"
ندى"نوف اللي يهمني الحين عمي وعمتي"
قالت نوف بتردد"انا تو شفتهم جالسين بالصاله..وباين على وجيههم انهم دارين بالسالفه"
صمتت ندى وهي تبلع ريقها فأكملت نوف"أكيد قال لهم سلمان..لكن تصدقين..أبوي سأل عنك قال كيف ندى؟"
قالت ندى بهمس"قولي له الله يرحمها"
************************************************** *****************
أنارت شمس اليوم التالي مدينة الرياض لتضفي عليها جمالاً خاصةً في هذه الأيام الربيعيه.
كانت ندى غافيه على سريرها وبجانبها نامت نوف...سمعت ندى طرقات خفيفه على باب غرفتها
نهضت ندى بتكاسل وهي تشعر بألم في رأسها.
قالت بصوت ضعيف"مين؟!"
أم سلمان"أنا يا ندى عمتك...افتحي الباب"
تنهدت ندى قائله"ادخلي يا عمتي الباب مفتوح"
دخلت أم سلمان ثم قالت بتردد "صباح الخير..ندى عمك يبي يشوفك تحت"
همست ندى"الحين أنزل..بعد ما أبدل ملابسي"
ابتسمت أم سلمان قائله"طيب ننتظرك"
بدلت ندى لباسها ثم ارتدت (جلالها) ونزلت إلى الصاله..حين دخلت تفاجأت بسلمان الذي كان يجلس بجانب عمها.
تنهدت بألم,القت التحيه ثم جلست بجانب عمتها.
أبو سلمان"وعليكم السلام....ندى انتي تعرفين أنا ليش طالبك"
قالت ندى وقد بدأت دموعها بالنزول"والله مظلومه يا عمي"
أبو سلمان"لا حول ولا قوة الا بالله...يا بنتي أنا ودي أصدقك..لكن الرجال ايش اللي جابه لك بالسوق...
يا بنتي جدك وجدتك ربوكِ أحسن تربيه...وما قصروا عليكِ بشي...وأنا فتحت لك قلبي قبل بيتي"
التزمت ندى الصمت وهي تعلم أنها لن تستطيع تبرئة نفسها..فكل الأدله ضدها ..
وكما تعلم من خلال كلام عمها أنه يتهمها وهذا ما زاد من تعاستها.
كان عمها مازال يتحدث"يا بنتي حنا وافقنا انك تسكنين معنا..وأنا اعتبرتك وحده من بناتي ..حتى كنت
بزوجك لواحد من عيالي..وما توقعت انه يطلع منك كذا"
همست ندى"صدقني يا عمي ما أعرف عنه شي...وأنا دايم عند حسن ضن الجميع"
أبو سلمان"كيف قابلك طيب؟...علميني كيف يعرفك؟"
ندى"ما أدري...اسألوه كيف وصل لي...اسألوه أنا ما أعرفه وما قابلته قبل كذا..والله فاجأني بالسوق"
قال سلمان بهدوء"اسمعي يا بنت عمي...انتي غلطتي ولازم تصححين خطأك اذا كان موعلى شانك فعشان
عائلتك"
ندى"وكيف؟!"
سلمان"الرجال قال انكم تتقابلون من زمان...والله أعلم وين؟وهو الحين مستعد يتزوجك"
ندى"مستحيل...افهمني..أقول لك ما أعرف..وربي انه يكذب"
صرخ فيها سلمان"مو على كيفك"
قال أبو سلمان بهدوء"سلمان انتبه للكلام اللي انت تقوله..ندى بنت عاقله وهي تعرف مصلحة نفسها"
شعرت ندى بمن يصرخ في كهف ويعود له صدى صوته.
قالت بهدوء"كلمه وحده بقولها ...جداني لا يدرون بشي"...استأذن ثم وقفت جسداً وقد ماتت روحها.
مخنوقه يايمه واحس الخنقه هدتني .. .. مكسور قلبي وعيني مدري وش فيها ..
.. ودموعي اللي غصب عن عيني بكتني .. .. مليت اغمض عيوني لجل اداريها ..
صرخ محمد من خلال الهاتف النقال"انت ايش تقول ؟! انت انهبلت؟!"
قال سلمان بهدوء"اللي قلته لك صار قدام عيوني"
محمد"مستحيل أشك بالعالم كله...لكن ندى مستحيل"
ابتسم سلمان ثم قال متعجباً"هذا وانت اللي قايل لي انها كانت تكلم شباب"
محمد"سمني خبل..غبي..ما أفهم..كل الكلام اللي قلته لك كذب..ندى مستحيل تسوي كذا..وأنا أراهن على عمري"
سلمان"والله الرجال ما تجرأ وجاني وأعطاني الأدله إلا لأنه صادق"
صرخ محمد قائلاً"انت ما تعرف سلطان...هذا مصيبه..هذا مستعد يبيع أمه اذا كان في هذا مصلحه"
سلمان"اسمع ندى بنت عمي..يعني شرفي..ودام فيه لقاءات ومواعيد لازم نزوجها من سلطان"
رمى محمد باحدى الطاولات الزجاجيه التي أمامه ثم قال مهدداً"انتبه يا سلمان تسويها..هذا أنا حذرتك"
سلمان"أنا ما غلطت..أبوي من رأيي..البنت ونبي نسترها"
محمد"برافو عليكم...لأنها يتيمه أكلتوها..لأن مالها ظهر...لو صار هذا الشي لنوف هل تحذفها مثل ندى"
سلمان"المخطئ لازم ينال جزاؤه"
صرخ محمد بـألم" سلمان..انت ما تعرف سلطان وتاريخه الأسود"
سلمان"نعم أعرفه...لكن هذا الشي ندى هي اللي جابته لنفسها"
محمد"اذبحوها...لكن لا تزوجوها سلطان"
سلمان"قلت لك البنت لازم نسترها"
محمد"تبي تسترها..أوكي..أنا جاي في آخر الأسبوع وأنا اللي راح أسترها..أنا راح أتزوجها يا سلمان"
سلمان"انت انهبلت؟!"
محمد"قل اللي تبي...بنت عمي وما راح ياخذها أحد غيري..ندى هذي أمانه "
سلمان"لا تهدد يا محمد..انت وراك دراسه ومستقبل...مو هذا اللي تحلم فيه من زمان"
محمد"الدراسه وما أبيها..اللي يهمني الحين ندى..وانتبه تلمسون شعره من راسها"
قال محمد تلك الكلمات مهدداً ثم أغلق الهاتف.
************************************************** *********************
يتبع