((( الســـــــــــعادة )))
السعادة أجمل شيء في الحياة والأجمل من السعادة هو كيف نصنع نحن هذه السعادة معظم الناس يمكنهم صنع سعادتهم بأيديهم , إذا غيروا من طريقة تفكيرهم , فالسعادة لا تقاس بمقدار ما يحدث لنا في الحياة , ولكن ما يحدد قدر هذه السعادة هو رد فعلنا تجاه هذا الذي يحدث .
فربما يقرر شخص إذا ما فقد وظيفته الذهاب والعمل في مكان آخر ( فهذه فرصته لاكتساب خبرات أخرى وإعادة اكتشاف قدراته وتأكيد استقلاليته ) . وربما يكون رده فعل شقيقه الذي تعرض لنفس الموقف هو أن يلقى بنفسه من مبنى مكون من عشرين طابقا وان ينهى حياته كلها . فقد تعرض الاثنان لنفس الموقف , ولكن الأول سعد أما الثاني فقد انتحر . حيث رأى الأول من الموقف إنها فرصة واغتنمها , أما الثاني فقد رآه على انه كارثة .
فربما يكون هذا مثل بسيطا ولكنه يعكس واقع ردود أفعالنا في الحياة . (( فحتى تفقد السيطرة على نفسك لبعض الوقت , بعد اتخاذ قرار ما , تجد نفسك تقول : "" إن الأمور تزداد صعوبة بالنسبة لي . أعتقد أنى سأفقد
عقلي "" )) ..
فإن تكون سعيدا ليس دائما بالأمر السهل . فيمكن أن يكون هذا واحداً من أكبر التحديات التى نواجهها , وفي بعض الأوقات قد يتطلب الأمر منا أن نحشد جميع عزمنا وإصرارنا لكي نحظى بهذه السعادة . إن معنى النضج يتضح في أن نكون مسئولين عن سعادتنا وعن اختياراتنا التى بنيناها على ما نملكه في أيدينا أكثر من هذا الذي لا نملكه .
فنحن المسئولين عن سعادتنا لأننا نقرر ما لأنفسنا بطريقة سلبية أو إيجابية , فليس هناك من يفرض علينا هذه الأفكار . فلكي نشعر بالسعادة نحتاج لأن نركز في تفكيرنا على الأفكار السعيدة . ولكننا للأسف نقوم دائما بعكس ذلك ؛ فنرهق أنفسنا بالتفكير في الأمور المزعجة , وننسى أي شيء جميل أو أي مجاملة رقيقة سمعناها من أحد . ونسمح للتجارب المؤلمة والكلمات الجارحة بأن تسيطر على تفكيرنا لأسابيع طويلة . ولنتذكر دائماً أننا المسئولون عن أسلوب تفكيرنا .
فمعظم الناس لا يتذكرون كلمات المديح والإطراء سوى لدقائق معدودة, أما الإهانات فتظل عالقة بأذهانهم لسنوات طويلة .
إنى أتذكر و أنا في الخامسة والعشرون من عمري , كيف إنى استيقظت من نومي وقد اتخذت قراراً بأن لا أكون إنساناً تعساً بعد اليوم . وقلت لنفسي " أذا كان هناك يوم ما سأكون فيه سعيداً حقاً ؛ فلم لا يكون هذا اليوم الآن ؟".
وفي هذا اليوم قررت أن أكون أسعد مما تخيلت بالفعل .
وبعد ذلك بدأت أسأل الآخرين عن سبب سعادتهم . وكانت إجاباتهم بلا استثناء تعكس تجربتي في السعادة . فقد توصلوا جميعاً إلى أنهم قد نالوا كفايتهم من التعاسة , والألم , والوحدة , وقرروا أن يغيروا من حياتهم ..
خلاصة الموضوع :
قد يتطلب الوصول إلى السعادة جهداً شاقاً في بعض الأحيان . فهي أشبه بالمنزل الذي نتعهده بالعناية والتنظيم حتى يظل دائما ً مرتباً . إن السعادة تتطلب منك التفكير في الأشياء الجيدة . فكل شخص ينظر إلى الأشياء من حوله من وجه نظره الشخصية , فهذا ينظر إلى النافذة ليرى هذا المنظر الجميل , و الأخر لا يرى إلا الأشياء القبيحة . فكل واحد منا يختار ما يراه وما يفكر فيه