جلست ندى في كافتريا الكليه وهي تتذكر هند وضحكاتها..مسحت دمعه نزلت على خدها وقالت"الله
يوفقك يا هند"
نظرت إلى ساعتها ثم غضنت جبينها ,الساعه قاربت الواحده ظهراً ولا أثر لنوف ونوره...نظرت
حولها بوجل
فقد كانت لا ترغب بمشاجره أخرى مع بدور وشلتها...نبهها صوت ناعم لفتاه "مرحبا" رفعت ندى
رأسها ثم ابتسمت
بترحيب وهي تتذكر نجلاء"هلا والله...حياكِ"
نجلاء" هلا ندى...كيفك ؟من زمان ما شفتك"
ابتسمت ندى برقه قائلة" كنت تعبانه شوي الأسبوع اللي فات"
ابتسمت نجلاء ثم قالت" انا عرفت بالسالفه"
"ندى"أي سالفه؟"
نجلاء"سالفتك مع بدور وشلتها"
شهقت ندى" هو انتشر الخبر؟"
نجلاء"اطمئني...انا خبرتني نوره..لأني سألتها عنك"
تنهدت ندى براحه" الحمد لله"
نجلاء"عندي لك بشاره"
تطلعت إليها ندى" ايش هي؟"
نجلاء" بدور ما راح تشوفيها هنا بالكليه مره ثانيه"
ندى"والله....هند قالت لي انها خبرت العميده هي ونوف لكن ما توقعت انهم يتخذون اجراءاتهم
بالسرعه هذي"
ضحكت نجلاء"لا....المشكله مو من عند العميده"
تطلعت ندى إلى نجلاء تستحثها فضحكت الاخيره قائله" لقوها بشقة شباب...وطبعاً فيه واحد علم
أبوها وداهموا الشقه"
اتسعت عينا ندى بتعجب"معقوله"
نجلاء" يس...البنت من أول أخلاقها سيئه...لكن أهلها ما اكتشفوها..."
ندى"الله يحفضنا"
نجلاء"طبعا بعد ما اكتشف أبوها ....خلاها تجلس بالبيت وحولها حراسه مشدده من اخوانها واهلها"
ندى"زين ما ذبحها"
نجلاء" كان ممكن يسويها...لكن خاف على سمعته بالسوق"
ندى"وانتي من وين جبتي الأخبار هذي كلها؟"
ضحكت نجلاء قائله" من أخوي سلطان...ما فيه شي يخفى عليه"
قاطع حديثهما صوت نوف"مرحبا ..تأخرت عليكِ ندى"
تطلعت إليها ندى" ايش اللي أخرك؟...ووين نوره"
تنهدت نوف قائله" نوره أرسلت لي رسالة تقول انها بتغيب"
ندى"ليش؟ عسى ما شر"
نوف" تقول ان سارة تعبانه وودوها للمستشفى"
شهقت ندى"الله يستر..ايش فيها؟"
نوف" ما أدري ...من الصبح أحاول اتصل على نوره وجوالها مغلق"
نجلاء"طيب أنا أستأذن السواق عند الباب"
ندى"الله معك...خلينا نشوفك"
نجلاء"ان شاء الله"
ابتعدت نجلاء فالتفتت نوف إلى ندى قائله..."وانتي بعد ما ودك نطلع..تراي ميته جوع...والوالده
اليوم مسويه مقلوبه وملوخيه"
ضحكت ندى قائله"شهيتيني...يالله نمشي" ثم نظرت إلى ساعتها لتقول"اكيد جداني الحين وصلوا
للديره"
نوف" يا بنت بسرعه....الجوع ضرب فيوزات عقلي"
ضحكت ندى"بسم الله على عقلك......طيب يالله قبل تاكليني"
************************************************** ************
"أكرهك..انت ما تفهم" صرخت هند.
قال فيصل بتمهل" أنا أعرف انه مو من قلبك"
نزلت دموع هند وهي تتطلع إلى السويت الرائع الجمال في أحد فنادق الدمام...
اقترب فيصل منها ليجلس على الاريكه بالقرب من هند.."هند أحب أطمنك اني مستحيل أجبرك على
شي انتي ما تبينه"
همست هند"واللي سويته مو اجبار...اخذتني غصب وبدون علم أحد"
فيصل"ماجد كان عنده خبر"
هند"حسبي الله عليك انت وياه"
ضحك فيصل قائلا"قولي اللي تحبين...عسل على قلبي"
سكتت هند ثم قالت" كم بنجلس هنا؟"
تطلع فيصل الى عينيها الواسعتين ثم قال"الين ترضبين علي"
هند" اذا على كذا بنجلس العمر كله"
فيصل"وانا ما عندي مشكله...اجلس العمر كله وانا احاول أراضيكِ"
هند"راح تتعب"
فيصل" مستحيل أتعب منك..وبعدين ممكن أطفالنا يحننون قلبك علي"
صرخت هند"احلم تقرب مني"
ابتسم فيصل بهدوء"مثل ما وعدتك..مستحيل أجبرك على شي انتي ما تبينه..."
سكتت هند فقال فيصل"لكن عندي أمل"
************************************************** **************************
كانت الساعه الرابعه عصرا حين نزلت ندى إلى الحديقه....كانت ترتدي كنزه شتويه بلون الأورنج
وبنطلون جينز..ارتدت (الجلال)
لاحتمال دخول أحد من أبناء عمها....اقتربت منها نوف قائله "مساء الندى"
ابتسمت ندى قائله"هلا وغلا"
تنفست نوف بعمق قائله"احب أجواء الشتاء"
ندى" انا ما أحبها...يغريني الصيف أكثر"
نوف"ايش رأيك أجيب شاي ومكسرات ونجلس هنا"
ندى"والله فكره"
نوف"اوكي بروح أكلم الشغاله....ثواني وأنا عندك"
دخلت نوف المنزل الكبير بينما كانت ندى تراقبها...وجود نوف حولها خفف الكثير من
صدمتها...
كانت تعلم أن عمها وعمتها سيذهبون هذه الليله إلى منزل مها لخطبتها....أحست بأن قلبها شفي من
صدمته...
ابتسمت بشماته...كانوا يقولون أن الحب أول مره هو الحب الحقيقي ولكنها اكتشفت ان تلك المعلومه
خاطئه....
فالحب الاول مجرد نزوه أو قد تكون حاجه أو تعلق بشخصيه ويزول...لقد تعلقت بشخصية سلمان
لمجرد أنه دكتور واثق لامع ووسيم.
تنهدت ندى وهي لا تعلم كيف يفكر قلبها؟؟وإلي أين يوصلها؟ هل لفظ سلمان من أعماقه؟ أم هذه ردت
فعل لما صدر منه من كلام جارح؟!
تنحنح صوت من خلفها .وضعت ندى غطاء وجهها ثم تطلعت إلى محمد...
قال محمد مبتسماً" الجو حلو اليوم"
ندى"بارد شوي"
محمد"أحب الأجواء البارده"
اقترب قليلا ثم أخذ كرسي بالقرب منها..."كيفك ندى؟"
قالت ندى بهدوء"الحمد لله....ترددت قليلاً ثم قالت" مشكور على إللي سويته بالكليه"
ابتسم محمد"من اللي قال لك؟..أكيد نوف"
ندى"ايوه نوف قالت لي انك كنت بتذبح حارس الكليه لما حاول انه يمنعك..وانك اخذتني للمستشفى"
محمد"انا ما سويت شي أشكر عليه..وأي واحد بمكاني سوى أكثر من اللي سويته"
ابتسمت ندى"شكرا على بوكيه الورد"
محمد"أعجبك....كنت أعرف انك تحبين الجوري"
لاحظت ندى أن الحديث جرفهما...وقفت متردد ثم قالت"عن اذنك"
قال محمد بعد تردد"فيه موضوع خاص أبكلمك فيه"
شعرت ندى بخوف فقالت" اعذرني محمد ....ما ابي أسمعك"
وقف محمد بدوره قائلاً"ليه؟"
ندى"لأنه ما فيه موضوع خاص بيني وبينك"
اراد محمد أن يتكلم حين وصلت نوف "هلا محمد ..متى جيت؟"
كان محمد يتطلع إلى ندى بألم وكانت عيناه تقول الكثير إلا أن ندى لم تلتفت له...
نوف"الو....محمد"
صرخ محمد"انتي شتبين بعد"
نوف"يؤيؤيؤ ..ما قلنا شي"
محمد"أجل ضفي وجهك...أو أنا أنقلع عنكم"
خرج محمد فقالت نوف"هذا ايش فيه؟!"
أغلق محمد الباب بقوه ثم سمع صوت رنين جواله رفع السماعه وصرخ قائلا"نعم"
سلطان" اعصابك....ايش فيك محمد"
اخذ محمد نفس عميق ثم قال"هلا سلطان"
سلطان" يا أخي الدنيا ما تستاهل"
محمد"آه وانت صادق.."
سلطان"شكلك تعبان...تعال وتلقى الوناسه عندي"
محمد"والله انك جيت بوقتك وينك؟"
سلطان"ههههههههه بالاستراحه...تعال واشيل الهم عنك"
محمد" طيب هذا أنا جاي"
************************************************** *****************************
يتبع