كانت الساعة العاشرة مساءً حين جلسن الفتيات يتحدثن ....كانت ليلة جميله من ليالي الشتاء....كان القمر
كالملك في بهائه وقد أنار مصباحه الكون في جو ساكن لا يعكر هدوءه إلا أصوات بعيده تسمع من وقت إلى آخر
وكانت أصوات دبابات وأحيانا يسمع قرع الدفوف.
"بصراحه أنا تعجبني منتجات كرستيان ديور" هذا ما صرحت به نوره لندى وهي تضع قليلاً من كريم الليل.
قالت ندى بهدوء"أنا أستخدم (شارمل) بالنسبة لكريم الأساس أما الشدو أفضل شانيل والأرواج من جميع
الماركات حسب اللون"
نظرت نوره إلى نوف الغارقه في قراءة احدى الروايات الرومنسيه ثم همست لندى "شوفي الرومنسيه" نظرت
إليها ندى ضاحكه....أنزلت نوف روايتها ثم قالت "على ايش تتهامسون انتي وياها؟!"
قالت ندى"نوف حنا جايين نسولف ونستانس..أجلي الروايه لبعدين"
وضعت نوف روايتها جانباً ثم اقتربت من ندى ونوره وقالت بهمس. "ايش رأيكم نتسابق بالدبابات"
نوره"والله فكره"
ارتاعت ندى وقالت"لا ما أقدر...ما أعرف للدباب"
نوف"ما عليك أنا أعلمك"
ندى"أخاف أحد يكشفنا"
نوف"عادي بنكون لابسات عباياتنا وبعدين ما فيه أحد من المخيمات الثانيه يتجرأ ويقرب من مخيمنا بالوقت
هذا...وحنا راح نتسابق من خلف المخيم لأنه ما فيه مخيمات"
غمزت نوره قائله"بالنسبه لي ما عندي مشكله"
وضعت هند الهدفون (سماعات الأذن) والتي كانت من خلاله تستمع إلى إحدى الأغاني "كيف يا خبيرة زمانك؟"
همست نوره"راح أتنكر بلبس ولد...بلبس ثوب وأتلثم بشماغ..واللي يشوفني من بعيد يحسبني ولد"
شهقت ندى"لا ما تسوينها"
هند" لا تستغربين سوتها قبل كذا....هبله...ثم ابتسمت...طالعه علي"
نهضت نوره وأخرجت الثوب والشماغ من أحد الأكياس ثم قالت مبتسمة "هذا الثوب لطلال سرقته من دولابه
والشماغ لفيصل"
قالت هند بحماس"ما عندك واحد ثاني؟"
غمزت لها نوره"خذي شماغ فيصل...ما يغلا عليكِ"
صرخت هند"وع من زين أخوكِ"
قالت نوره بدلال"والله من أزين الشباب ما عدى ماجد"
هند" الله يعينك على ماجد هو بوادي والرومنسيه بوادي ثاني"
نوره"عاجبني برومنسيه أو بغيره"
هند"انتبهي ترى رومنسيته ضرب....متأثر من العمل"
تنهدت نوره"أحبه بكل أحواله"
نوف"يا ناس ريحوا البنت وزوجوها" فضحكت الفتيات على التعليق.
تلثمت نوره بالشماغ ثم صعدت الدباب وقادته في سباق تحدي مع نوف ..اقتربت هند من نوف وهمست إليها
فابتسمت بدورها وهزت رأسها....اتصلت هند على هاتف ماجد النقال وقد ارتسمت على وجهها ابتسامه شيطانيه.
قادت نوره دبابها لمسافه بعيده وحين التفتت للخلف لم تجد نوف....قالت في نفسها"وين راحت هذي؟!"
كانت تشاهد أضواء المخيم البعيدة وحين أرادت العوده فاجأها دباب عليه أحد الشباب متجهاً إليها بسرعه....
تمسكت بدبابها وهي ترتجف خوفاً وحين اقترب شهقت رعباً وهي تشاهد ماجد ...ثبتت لثمتها وقررت الصمت.
اقترب ماجد وهو يبتسم "وين يا أبو الشباب؟!"
لزمت نوره الصمت وهي مطأطأة الرأس فقال ماجد "أشوفك تدور حول المخيم؟"
شعرت نوره بدموعها بدأت بالتساقط ثم قالت في نفسها "وين رحتي يا نوف؟! حسبي الله عليكِ"
ترجل ماجد من دبابه واتجه إليها .شدت نوره يديها وحين أدارت المحرك أمسك ماجد بيدها قائلاً"لحظه يا ابو
الشباب ..نتفاهم"
قالت نوره في قلبها"يا ويل قلبي...ايش بسوي الحين"
ابتسم ماجد برقه ثم قال"انزل من الدباب...كلمني"
ارتجف قلب نوره إلا أنها تمسكت بمكانها...قال ماجد بهمس"تنزل أو أنزلك بالقوه"
نزلت نوره بسرعه ثم ابتعدت عنه....قال ماجد بتشدق "ليش ما تتكلم؟!...لايكون أكلت لسانك"
كانت نوره تنظر إلى المخيم وهي تدعي في قلبها أن تأتي إحدى الفتيات لإنقاذها .
قال ماجد وهو يبتسم "معقوله أنت ولد ولك هالعيون الحلوه"
غطت الدموع عينا نوره وبدأت بالبكاء...رقت نظرات ماجد اقترب منها ثم أنزل لثامها ورفع وجهها وقال"مساء
الخير يا أجمل وجه بهالكون....ويا أحلى عيون"
************************************************** **********
نهضت ندى مبكراً مع أول نسائم الصباح الباردة....لبست (جلالها) فقد كانت تتوق للتمشى حول المخيم.
كانت متجهه إلى خارج المخيم حين تناهى إلى سمعها همسات وجدال خارج من خيمة كانت قريبة منها...اقتربت
بهدوء..ليس من عاداتها استراق السمع إلا أن الحديث أثار فضولها خاصة أنها سمعت إسمها من ضمن
النقاش...عضت شفتها وهي تقترب أكثر. سمعت عمها يقول "يا ولدي هذي ما نعرف لا أصلها ولا فصلها"
سلمان"يبه أنا اتخذت قراري وانتهى"
أبو سلمان"وحنا ما لنا رأي"
سلمان"أنتم الخير والبركه...لكن البنت عاجبتني"
أم سلمان"يا ولدي أنا ما ودي انك تستعجل"
سلمان"يمه أنا اتفقت معها ...وبعدين أنا أعرفها من سنين"
أبو سلمان"يا ولدي ترى بنت عمك ندى شيخة البنات"
سلمان"وندى ايش دخلها بالموضوع؟!"
أبو سلمان"أنا ناوي أخطب ندى لك"
نهض سلمان صارخاً "مستحيل....لا أحد يفكر إني ممكن آخذ أم الذبان"
صعقت ندى وشعرت كمن يسقط من عمارة على وجهه...ركضت وركضت...وهي لا تشعر بقدميها ولم تشاهد
الطريق الذي تسلكه من خلال ضباب دموعها....وصلت إلى مكان بعيد ثم صرخت بأعلى صوتها...جثت على
ركبتيها ثم أمسكت يديها بقوه على الرمال الناعمة.... كانت تبكي بألم ..."وينك يمه....وينك يبه...ليش
تركتوني"...."آآه يا سلمان يا ليتني مت قبل أسمعك" بدأت يداها تضرب على الرمل الناعم في محاولة مستميتة
لوقف نزف قلبها.
خاب صمتها وتفتح جرحها....كلماته كانت كالسياط تمزق روحها...لقد آلمها بلا رحمة أليس الموت لها رحمه..؟!
آآه وماتت الآه عند شفتيها ومات اللفظ مشنوقاً...خانتها جراحها وطعنها الزمن...وتمثلت السعادة مصلوبة أمام
عينيها...وكأن الحزن شراب كلما عطشت جرعت منه كأساً...صدمت زمن حين ينكرها من تفتحت زهور قلبها على
يديه. كيف تغسل همها من أنهار الحزن المحيطه بها؟! يا ترى كيف تخفى قلبها المنكسر في زجاجه من
الإبتسامات المزيفه؟!
************************************************** *****************************
كان هاتف هند لا يتوقف عن الرنين حين استيقظت بتململ...رفعت جهازها وشاهدت خمس مكالمات ورسالة
وجميعها من ماجد....فتحت الرسالة وقرأتها بتمهل (صباح الخير هند....نفسي أسوي مفاجأه لنوره...من شان كذا
باخذك معي للسوق..أنا أنتظرك بسيارة فيصل لأن سيارتي متعطلة...تعالي ولا أحد يدري عنك)
تنهدت هند قائله "بدينا بالرومنسيه يا ماجد"
جهزت نفسها ثم خرجت من المخيم الهادئ...وجدت سيارة فيصل في وضع تشغيل وكان ماجد بداخلها...أحست
بقشعريره في جسدها وهي تفكر بصعود سيارة فيصل....ولكن ليس بيدها حيلة..
صعدت السيارة وأغلقت الباب خلفها...قالت متنهدة "وين بتوديني على هالصبح؟!"
تحركت السيارة وسارت بتمهل وحين وصلت الزفلت انطلقت كالصاروخ...تطلعت هند برعب إلى ماجد المتلثم ولم
تستطع الوصول إلى عينيه المختبئتين خلف نظاراته الشمسية.قالت بهمس"ماجد...لا تسرع"
لزم ماجد الصمت وكانت السيارة تنطلق بسرعة جنونية.
تطلعت هند حولها ثم رفعت حاجبها حين قرأت إحدى اللافتات وكان مكتوب عليها (الدمام 360)
صرخت هند"ماجد وين رايحين؟!"
أنزل الجالس بقربها نظارته الشمسية ورفع شماغه وتطلع إليها مبتسماً.
شهقت هند برعب وهي تنظر الى فيصل.
************************************************** *********
رن هاتف سارة نظرت إلى الشاشة ثم ابتسمت...كانت قادمة من المستشفى مع السواق.
سارة"هلا وغلا"
تركي"هلا سارة...وينك؟"
كذبت سارة قائله"آسفه ما علمتك....كنت بالسوبر ماركت...نقصت أغراض المطبخ فحبيت أجيبهم"
تركي"طيب أنا بانتظارك...لا تتأخرين"
ابتسمت سارة قائله"أنا بالطريق...كلها دقايق"
أغلقت سارة هاتفها ثم وضعت يدها على بطنها وهي تبتسم برقه" وأخيراً تحقق حلمنا يا تركي...نفسي أشوف
فرحتك لما أعلمك اني حامل...."
وصلت سارة إلى المنزل وحين دخلت الباب استقبلتها أم تركي بوجهها المتجهم..."وين كنتِ يا بنت حصه؟"
لم تعرها سارة أي اهتمام...تقدمت إلى الصالة حيث كان تركي ينتظرها...
وقف تركي قائلاً"لازم تعلميني مره ثانيه قبل تطلعين يا سارة"
همست سارة"أسفه يا عمري....حبيت أخليها لك مفاجأة"
رفع تركي حاجبيه"ايش هي؟"
غمزت له سارة"بعدين أعلمك"
نظر تركي إلى ساعته "أوكي...أنا رايح مشوار ضروري لمدة ساعة وراجع"
سارة"وأنا بانتظارك"
خرج تركي وكانت عينا سارة تراقبه.
وقفت أمامها أم تركي قائله"وين الأغراض يا بنت حصه؟"
قالت سارة قبل أن تصعد إلى غرفتها"ما أعجبني شي"
كادت أم تركي أن تنفجر غيضاً...أخذت جهازها ثم اتصلت على تركي.
أم تركي"الحين يا ولد أمك ما تلاحظ انك تارك الحبل لزوجتك"
تنهد تركي قائلاً"إيش فيه يمه؟!"
أم تركي "ما معها شي! جت من السوبر ويدها فاضيه"
تركي"أكيد مع السواق"
أم تركي"أنت ما تفهم؟! أقول لك ما اشترت شي أبد"
تركي"طيب اذا جيت أسألها"
أم تركي"الله يستر من زوجتك هذي...لو انك طايع شوري وماخذ بنت خالتك"
قاطعها تركي قائلاً" يمه...أنا وصلت عند الشباب...بعدين أكلمك"
كانت سارة خلال الساعتين الماضيتين تعد نفسها بأبهى الملابس وقد جملت وجهها بمكياج رائع...وزعت
مجموعه من الشموع والورود الطبيعية....كما أعدت أطباق شهيه والعديد من الحلويات, فهذه الليلة يجب أن
تكون خاصة لتركي.
سمعت نداء خالتها من أسفل السلم..تنهدت قائله "الله يهديكِ يا خاله ما تتركيني بسلام"
نزلت سارة السلم وهي في قمة جمالها "هلا خاله..آمري"
قالت أم تركي وهي تشاهد تألق سارة"الزبالة من يطلعها"
سارة"أوكي...ألبس عباتي الحين وأطلعها"
ارتدت سارة عباءتها ...ثم خرجت ومعها مجموعه من الأكياس.
أسرعت أم تركي وأغلقت البوابه خلفها...ثم نبهت السائق بالتزام غرفته...طلبت من ريم فصل الجرس فأسرعت
الأخيرة بسعادة لتنفيذ أوامر والدتها...
بكت ليلى قائله"يمه حرام اللي تسوينه"
نهرتها أم تركي قائله"اذلفي لغرفتك....وقسم بالله لو تطلع منك كلمه أذبحك"
جرت ليلى إلى غرفتها ثم أغلقتها...بينما اتصلت أم تركي على ابنها.
أم تركي"وينك؟ لاهي بالمشاوير وما تدري عن زوجتك؟"
صرخ تركي"سارة؟!....ايش فيها؟!"
أم تركي " زوجتك ركبت سيارة مع واحد غريب وهي طاقه زينها" ثم ابتسمت بحقد.
************************************************** ***********
نهاااااااااااااية البارت
أتمنى تفاعلكم.......
انتظروا البارت القادم(السادس عشر)