البــــــــارت الــــــــتاسع
كان السكون يعم المكان...إنبعث نور خفيف من أباجوره كانت موضوعه على طاوله صغيره بالقرب من
السرير...كان الظلام يعم المكان رغم أن الوقت مازال عصرا والشمس ما زالت متربعه في كبد
السماء....إنسدلت الستائر الكحليه في الغرفه الواسعه مما أدى إلى حجب الشمس..
تناهت طرقات خفيفه أتبعها صوت أم ماجد"هند..إنتي صحيتي"
رفعت هند رأسها المثقل من على الوساده...حركت رموشها بخفه لتنفض بقايا النوم والتي ما زالت
متعلقه بأهدابها السوداء الطويله...قالت بصوت مبحوح "أيوه صحيت"
أم ماجد" أجل إنزلي تحت من جيتي من الكليه ما شفناكِ"
هند بصوت متثاقل"إن شاء الله أصلي وأنزل" سمعت بعدها وقع خطوات والدتها تبتعد عن الغرفه.
وقفت ثم نظرت إلى بجامتها السكريه..رفعت شعرها ومسدت عنقها الطويله الناعمه ثم تركت شعرها
منسدلا مره أخرى بحريه على ظهرها...تقدمت بخطى ثقيله إلى المرآه المثبته على الحائط .شهقت وقد
هالها إنتفاخ جفنيها وإحمرار عينيها..
جلست على الكرسي وهي تتذكر بكاؤها المر
قبل أن يغلبها النوم...أحنت رأسها ووضعت يدها على خدها..فبدت بوجهها البريئ كطفله ثم همست
بكبرياء مجروح "حسبي الله عليك يا فيصل...كان الزواج منك حلم وإنت اللي قتلته بإيدك"
تاهت في دوامة الذكريات المره وبالتحديد قبل سنتين. حيث كانت أحلامها مختلفه.
كانت جالسه في صالة خالتها أم فيصل تتحدث بمرح مع إبنة خالتها نوره...بينما كانت والدتها وأم فيصل
تتحدثان جانباً لأحاديث خاصه
أخرج هند ورقه وقلم و كتبت هند+فيصل= حب ثم شرعت في رسم قلوب وبداخلها حرف(ف)
ضحكت نوره على خربشات إبنة خالتها المعهوده..نزعت منها الورقه تهددها بها ضاحكه حين دخلت
نهى لاهثه لتعلن رغبة فيصل بالدخول..إرتدت هند غطائها وكان قلبها يرجف خوفا وفرحا ..دخل فيصل
وعلى وجهه إبتسامة رائعة ..القى التحيه ثم سلم على خالته وجلس بجانب والدته.
أم فيصل"ما سلمت على هند يا فيصل"
قال فيصل ضاحكا"والله ما إنتبهت خبري بها وهي بزر تلعب بالحوش...ثم أردف قائلا كيفك هنوده؟"
ردت هند بضيق"الحمد لله بخير"
قالت أم ماجد"كيف الشغل بالشركه يا فيصل؟"
كان فيصل في ذلك الوقت قد تخرج وإلتحق حديثا بشركة والده"الحمد لله ماشي الحال"
إبسمة أم ماجد قائله"طيب...ما تبينا نفرح فيك"
كاد قلب هند يتوقف وهي تنتظر رد فيصل.
رد فيصل بابتسامه واسعه"على إيدك يا خاله..دوري لي"
أم فيصل"وليش تتعب نفسك..سكتت قليلا وهي تنظر إلى هند ثم أردفت العروس موجوده"
قال فيصل مستنكرا"إذا كانت أحد أقاربي ..إنسي...مستحيل أفكر آخذ قريبه"
كادت هند أن تصاب بلإغماء وهي تستمع إلى كلمات فيصل التي مزقتها كالسكين
أم فيصل"القريبه يا وليدي أفضل...على الأقل نعرف أخلاقها وطبعها"
فيصل بعناد"لا يمكن وبعدين ما فيه من قريباتي وحده تملأ العين"
بدأت دموع هند بالتساقط في سكون تام بينما قلبها يكاد يتمزق وقد إختفى الهواء من حولها..
شعرت نوره بمعاناة إبنة خالتها فقالت بعصبيه"كثير من قريباتي حلوات وسنعات..لا تستعجل يا فيصل
بحكمك"
فيصل بإستهزاء"القريبه ما تناسبني ولو فيها جمال الدنيا كلها ما أبيها"
أم ماجد"خلاص اتركوه على كيفه...فيه أحد في بالك يا فيصل"
قال فيصل كاذبا لكي يتخلص من الموقف الذي أوقع نفسه فيه "فيه..إخت صديقي أفكر أخطبها"
صرخت أم فيصل بحنق"والله إنك ما إنت صاحي...تبي تجيب لي وحده ما أعرفها"
فيصل ممازحا" الحين يا الغاليه اللي يبي يتزوجها أنا..إنتي ما عندك مشكله"
أم فيصل بحنق"ولو في النهايه تبي تصير زوجة ولدي"
فيصل"هههههههههه أوكي ما عندي نيه أتزوج..فكوني"
كانت هند طوال الجلسه وكأنها في دوامه في أحد البحار تناضل لكي تتنفس بلا فائده.
نهضت فجأه وهي تغالب دموعها"يالله يمه ..خلينا نمشي"
فيصل باستهزاء"وين هنوده بدري...لا يكون مستعجله على ألعابك"
لم تلتفت هند له وإنما أسرعت بالخروج يلاحقها صوت والدتها"طيب يا بنت ليش مستعجله"
إلا أن ندائها إرتطم بجدار من الصمت.حاولت أم فيصل إقناع أختها بالجلوس إلا أن أم ماجد إعتذرت
بأشغالها وقد فهمت في تلك اللحظه مشاعر إبنتها المحطمه...
خرجت أم ماجد مسرعه وتبعتها أم فيصل...التفتت نوره إلى فيصل بعينان تكاد تقتلانه "إنت إيش قلت
أنت ووجهك؟!"
فيصل بتعجب"أعصابك...ما قلت شي غلط"
زفرت نوره بحنق ثم تقدمت من فيصل .رمت بالورقه في حضنه قائله"الورقه هذي كتبتها هند قبل
دخولك بثواني"
رفع فيصل الورقه ليقرأ ما هو مكتوب فسقطت الورقه أرضا وسقط معها قلبه....
عادت هند من ذكرياتها بكبرياء مطعون...نهضت ثم إتجهت الى دورة المياه لكي تأخذ شاور عله يغسل
أحزانها.
كانت أم ماجد مستغرقه في حديث جدي مع ماجد حين دخلت هند...."السلام عليكم"
الجميع"وعليكم السلام "
إبتسمت أم ماجد قائله"هنوده باركي لأخوكي"
رفعت هند بصرها إلى ماجد متعجبه"على إيش؟"
أم ماجد"ماجد قرر يتزوج"
هند"والله....مبروووووك"
قال ماجد بابتسامه واسعه "ما سألتي منهي؟"
قالت هند بقلق"من سعيدة الحظ؟"
أم ماجد"نوره بنت خالتك"
قفزت هند بسعاده عارمة "واااااااو...ونااااااسه...لا لا ماني مصدقه"
ماجد"هههههههه لا صدقي"
هند"والله هذا أحلى خبر سمعته"
ماجد بتحذير" إنتبهي لا تقولين لها ..لين أكلم زوج خالتي ونتفق"
قالت هند كاذبه"من عيوني"
دخل خالد وعلى وجهه إبتسامه مرحه"السلام عليكم"
الجميع"وعليكم السلام"
أم ماجد "هلا خالد..وينك ما نشوفك؟"
خالد"والله يا الغاليه إيش أسوي..البيت طفش...أروح لأصدقائي أستانس معاهم"
أم ماجد"الله يسعدك يا رب ..لكن إنتبه على نفسك"
خالد بابتسامه مطمئنه "لا توصين"
إقترب من هند قائلا"هنوده إختي الغاليه"
هند"من الأخير ..ما عندي وقت"
خالد بتردد"أبي سلف"
هند"ما عندك مشكله لكن بلأول رجع الفلوس اللي إنت متسلفهم مني"
خالد بصوت هامس حتى لا يسمعه ماجد"ان شاء الله ..إنتي سجلي كل شي..وبعد ما أتوظف راح
أرجعهم لك"
هند"أها...معناته ..مستحيل ترجع الفلوس"
خالد بكلامه المعسول"هنوده..ترضين أخوك يروح ما أصحابه ومحفظته فاضيه"
هند"اخلص كم تبي؟"
خالد"مية ريال بس"
شهقت هند"ليش تبيت تعزمهم في مطعم"
قال خالد وهو يسترق النظر الى ماجد "اششششش لا يسمعك ماجد..تكفين هنوده آخر مره أطلبك"
وقفت هند قائله"أوكي لكن هذي آخر مره"
خالد بحماس"وعد...بسررررعه"
توجهت هند الى الدرج في منتصف الصاله حين قابلة والدها..إبتسم لها بحنان قائلا"مساء الخير هنوده"
هند"هلا يبه يا مساء الورد"
أبو ماجد"وين رايحه؟! "
هند"بروح أجيب للعله خالد فلوس"
أبو ماجد "الولد هذا وين يودي فلوسه...أنا البارح معطيه ميتين ريال"
هزت هند كتفيها"ما أدري عنه"
حرك أبو ماجد رأسه بقلة حيله"الله يهديه"
صعدت هند الدرجات قفزا الى غرفتها وحين أغلقت الباب تناولت جهازها الهاتف النقال لكي تزف الخبر
الحلو لنوره.
************************************************** **********************************
نزل فيصل الدرجات بخطى ثقيله..لقد فقد الأمل في قلب هند وهو يلوم قلبها على قسوته في الحكم عليه
في لحظة طيش قال فيها عدة كلمات لم يكن يقصدها.
وصل الى الأسفل ووجد والده ,والدته وطلال...
أتاه صوت والدته مرحبا"هلا وغلا بالغالي"
فيصل"السلام عليكم"
الجميع" وعليكم السلام"
جلس فيصل بالقرب من والدته وقد إرتسم على وجهه ظلال من الهم.
أبو فيصل بابتسامه حنونه"فيصل"
رفع فيصل رأسه" هلا يبه"
قال أبو فيصل"نبي نخطب لك"
وقع قلب طلال وإرتعشت يداه .لم يستطع التحكم في نفسه فقد كانت ملامح القلق مرتسمه على محياه إلا
أن ذلك لم يفت نظرات أم فيصل المتفحصه.
قال فيصل متعجبا"منو يبه؟"
أبو فيصل"نوف بنت عمك"
أغمض فيصل عينيه وقد حلقت طيور الهم حول رأسه "أنا ما أفكر بالزواج الحين"
أم فيصل بعصبيه"إيش تقول؟!نوف ما فيه مثلها كل يتمناها..بنت عمك وإنت أولى فيها...ثم همست في
أذنه..اللي تفكر فيها ما تبيك..إنسى يا فيصل ..لك سنتين وحنا نحاول وما فيه فايده"
قال فيصل باستسلام"خلاص اللي تبونه"
أم فيصل لم تستطع إخفاء سعادتها"كلوووووش..أجل مبروك يا فيصل"
أبو فيصل"على بركة الله"
لم يستطع طلال تحمل المزيد..نهض مستأذنا وقال"عن اذنكم ..أنا ناوي أروح للإستراحه"
نهض فيصل هو الآخر بتثاقل"خذني معك"
بعد أن خرج طلال وفيصل...نهضت أم فيصل والحقد يكاد يأكل قلبها المريض...إتجهت الى غرفة طلال ثم
فتحتها لتقع عيناها على أوراق وحسابات الشركه المهمه.كانت مرتبه في ملفات ومن الواضح أن
طلال قد إنتهى من مرجعتها.
أغلقت الباب خلفها بالمفتاح ثم أمسكت القلم وبإبتسامه شيطانيه بدأت بتحريف المستندات.
************************************************** **************************
قالت نوره بسعاده عارمه"والله..من جد...هند تكفين لا يكون أحد مقالبك"
قالت هند من خلال السماعه"كل شي أمزح فيه إلا الزواج"
نوره"يووووه يا هند..ماني مصدقه"
هند"أقسم بالله هذي الحقيقه..تو مكلمني ..الوالد ناوي يخطبك الأسبوع هذا"
شهقت نوره"بالسرعه هذي"
هند"وحنا إيش يأخرنا..وناااسه بنروح للكليه مع بعض"
نوره"ههههههههههه وهذا اللي همك"
هند بابتسامه جانبيه"فيه سبب ثاني..نفسي أشوف أولاد أخوي"
نوره وقد إحمر وجهها حياءا "وجع هند"
هند"هههههههههه وأنا قلت شي خطا؟!"
نوره بتردد"هنوده"
هند"عيونها"
نوره"فيصل يبي يخطب"
هند بتوتر"وأنا قلت لكم رأيي بصراحه"
نوره بتردد أكثر"مو أنتي...فيصل يبي يخطب نوف"
إرتجفت هند ولم تستطع منع دموعها ثم قالت بكبرياء"ما همني...والله يوفقه"
************************************************** ***************
الحالم"بصراحه روووعه...جمال خيالي"
مغروره بجمالي"مشكووور ..كلك ذوق"
الحالم"ندى لازم أشوفك"
مغروره بجمالي"ههههههه مصر يعني"
الحالم"طبعا وبعد الصوره أنا أكثر تمسك فيك...أنا ما ألومك لما سميتي نفسك مغروره"
مغروره بجمالي وهي تتذكر صورة ندى"طبعا أنا واثقه من جمالي"
الحالم"ما جاوبتيني....متى أقابلك؟"
مغروره بجمالي"قريب عن شاء الله"
الحالم"الله يصبرني"
إبتسمت نهى وفي رأسها خطه جهنميه.
] هذا نموذج لفتاه تعيش فراغ داخلي ووحده عارمه...لم تفكر في يوم أن تقابل شاب أو أن تتزوج من
خلال ماسنجر..إنما بداخلها رغبه وهي أن يوليها أحد ما إهتماما خاصا ..حتى وإن كان ذلك عبر صوره
غريبه عنها[
************************************************** *******************************
نظرت حولها بسعادة..كانت قد إنتهت توا من تنظيف قسمها الخاص وقد إنتشرت رائحة البخور والعطور
الشرقيه.بدلت ملابسها بعد أن أخذت شاور.إرتدت سارة جلابيه شرقيه بلون عشبي .
نظرت إلى ساعتها ثم غضنت جبينها,قالت في نفسها "غريبه تأخر تركي"..ترددت كثيرا وهي تنظر إلى
هاتفها النقال..وبعد صراع دام لثواني آثرت أن لا تتصل..نزلت إلى أسفل حيث كانت أم تركي وبناتها
يتحدثن في الصاله.
ساره"السلام عليكم"
الجميع"وعليكم السلام"
ليلى بابتسامه بشوشه"هلا ساره..تعالي عندي"ثم ربتت على الأريكه بقربها.
قالت أم تركي ببرود يفتقر إلى التهذيب"ساره جيبي لي ماء"
ساره"ان شاء الله يا خاله"
اتجهت ساره إلى المطبخ ثم تطلعت أم تركي إلى ليلى بحنق"اثقاي يا ليلى"
ليلى"ما قلت شي خطأ يمه"
نهرتها أم تركي"إنتي ليش ما تسمعين كلامي"
ليلى "يمه..والله اللى تسوينه بساره حرام...البنت من الصبح شغاله لين الليل...ما تعطينها فرصه تجلس
حتى معانا..تشتغل بالبيت كله...حتى غسيل ملابسنا ..والمسكينه ما تشتكي من شئ..تدور رضاك بأي
طريقه"
صرخت أم تركي في وجه ليلى بحنق "إنتي تعلميني الحرام والحلال يا..........." الا أن ظهور طيف
ساره الجم لسانها.
قدمت ساره كأس الماء لأم تركي والتي بدورها مدت يدها لكي تأخذه .أفلتت أم تركي الكأس متعمده,
فسقط على الرخام لينكسر وتتبعثر أجزاؤه
. صرخت أم تركي"إنتي ما تشوفين"
إرتاعت ساره فقالت بهمس"آسفه خالتي"
في تلك اللحظه دخل تركي ليشاهد بقايا الكأس أجزاءا متناثره في كل مكان ووالدته تنظر الى ساره
الواقفه بحنق.
تركي"السلام عليكم...سلامات إيش صاير؟"
عندها بكت أم تركي كاذبه "ساره حذفت الكأس في وجهي"
شهقت ساره قائله"والله ما كان قصدي يا تركي"
ازدادت شهقات أم تركي "تكذبين علي يا بنت حصه"
نظرت ساره برعب إلى تركي باحثه عن بارقة أمل في عينيه"تركي..والله ما كان قصدي"
صرخ تركي"ساره روحي جيبي المكنسه بسرعه"
وقع قلب سارة وإزدادت أنفاسها تسارعا .كانت تنظر مصدومه إلى من تحب .أمسكت دموعها ثم قالت
بانكسار"ان شاء الله" إتجهت الى المطبخ .عندها زفر تركي بتعب بينما إبتسمت أم تركي بحقد همست
ليلى بكلمات مبهمه عن الظلم والظالم ثم اتجهت الى غرفتها..بعد أن أرسلت اليها والدتها نظره جمدتها.
ابتسمت ريم بتشفي وقالت في نفسها"تستاهل شايفه نفسها"
جلس تركي بجانب والدته في حين اتجهت ساره الى مكان بقايا الكأس المتناثره إنحنت بالقرب من قدمي
أم تركي وإنشغلت بتنظيف المكان. حين إنتهت من تنظيف المكان إستقامت في وقفتها .
قالت أم تركي في تشفي"جهزي عشا سنع الليله إختي وبنتها يبون يجونا "
نظرت ساره إلى تركي ثم قالت"لكن أنا وعدت أهلي أجيهم الليله"
قال تركي وهو مطأطأ الرأس "زيارة أهلك راح نأجلها"
نظرت ساره إلى زوجها بقهر محاوله أن تبعث رساله غير مقروءه عبر عينيها إلا أنه لم يرفع عينيه
إليها.
غرقت عيناها بالدموع وإرتجفت شفتاها..فهذا الرجل غريب عنها.
************************************************** *****************
}لقد غير لي صفحة حياتي..كتب حروفه على لوحة أقداري..شتت فكري ..هل ما أعيشه واقع أم محض
خيال؟هل هو حلم سرعان ما يتلاشى..أم هو قدري..أشعر بضئالتي حين تعصف بي قوة شخصيته
وسلطته..لقد جرفني كبحر هائج ..لا أعلم مشاعري نحوه ..هل هي تعلق فتاه بأسطوره...إعجاب ,
أم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟{
وضعت ندى القلم ثم أغلقت مذكرتها وإبتسمت بحلم.تذكرت سلمان حين دخل المطبخ بهيبته وشخصيته
العظيمه.
قالت في نفسها"هل راح تضحك لك الدنيا يا ندى" تمددت على السرير وهي غارقه في أحلامها...ثم
أمسكت بجهاز الهاتف وإتصلت بجدتها فقد كانت مشتاقه لها كثيرا.
قريبا من غرفتها كانت نوف تسير بحنق في الردهه ثم اصطدمت بجسد قوي .رفعت رأسها لتقابل عينا
محمد المبتسمتين.
محمد "مرحبا" غضنت نوف جيبينها علامة الاستياء ثم ابتعدت عنه لتكمل طريقها..أمسك محمد يدها ثم
قال"للحين زعلانه يا نوف" نوف بعصبيه"وإنت اللي سويته شي هين"
محمد بهدوء"إعذريني..لكن انتي غلطانه بعد"
صرخت نوف "يوصل فيك الأمر إنك تمد ايدك علي"
زفر محمد بهدوء قائلا" قلت لك آسف..سكت لبرهه ثم ـأكمل..عشان أبرهن لك أسفي راح أوديك لهايبر
بانده ..اشتري اللي نفسك فيه...ثم غمز لها..وعلى حسابي"
قالت نوف بابتسامه جانبيه"أوكي..لكن حط في بالك إني راح أخسرك"
محمد"ههههههههه ولا يهمك اذا كان هذا يسعدك"
قالت نوف بنشوة فرح "أنا برح ألبس عباتي"
قبل أن تتحرك أمسك محمد بيدها قائلا "بشرط"
قالت نوف بتعجب" إيش هو الشرط؟!"
قال محمد بتردد"ندى تروح معك"
رفعت نوف حاجبيها "نعم؟! مستحيل هذي تروح معي"
اقترب محمد من أخته ثم همس لها برقه"نوف..هذي يتيمه..والله نهانا عن قهر اليتيم..هي مالها أحد
غيرنا..خليها تروح معنا ..تستانس..ومثل ما قلت لك إشتري من الريال للألف"
بعد تفكير دام لثواني قالت نوف"براحتك لكن مو أنا اللي أكلمها"
محمد برجاء"نوف بليييز"
في تلك اللحظه مر زياد من أمامهم...استوقفته نوف قائله"زياد تبي علبة شوكولاته كبيره من اللي
تحبه"
قال زياد باندهاش"أكيد"
نوف"راح أشتريها لك بشرط"
غضن زياد جبينه قائلا"اللي هو؟!"
قالت نوف بهمس"تطلب من ندى إنها تروح معي الآن لهايبر بانده"
زياد"وإنتي ليش ما تطلبين منها "
قالت نوف بحنق"زيادوه..عن الفلسفه الزايده..تروح أو ما فيه شكولاته"
قال زياد "طيب..أكلتيني"
إبتسم محمد ثم غمز لنوف"أنا أنتظركم تحت"
اتجهت نوف لغرفتها بينما طرق زياد باب غرفة ندى بتردد...
ندى"مين؟" قال زياد بصوت عالي حتى تتمكن ندى من سماعه"أنا زياد إفتحي الباب يا ندى"
فتحت ندى الباب ثم قالت مبتسمه"هلا زياد"
قال زياد بابتسامه واسعه "نوف تقول تبي تروح لهايبر بانده وتبيكِ تروحين معاها"
اتسعت عينا ندى تعجباً"عن جد"
زياد"أيوه وهي راحت تلبس عباتها الحين"
ندى بعد تفكير"طيب مع مين نروح"
هز زياد كتفيه قائلا "ما أدري يمكن مع السواق"
ندى"أوكي...ثواني وأكون جاهزه"
أغلقت ندى غرفتها ثم دارت حول نفسها بسعاده..هذه إشاره من نوف بان قلبها بدأ يميل إليها.."ياالله
شكثر تمنيت اللحظه هذي" همست ندى لنفسها ثم لبست عباءتها لتخرج بعدها من الغرفه.
كان محمد يمشي بعصبيه في الحديقه وهو يتساءل ان كانت ندى ستأتي أم لا.رن جهازه النقال نظر الى
الرقم ثم ابتسم .
محمد"هلا والله بالمختفي..هلا بسلطان"
سلطان"ههههههههههه والله أنا موجود بالمنطقه ..لكن أنت مالك شوفه من تخرجنا اختفيت..ولا مره
مريتني بالاستراحه"
محمد بابتسامه جانبيه"أعوذ بالله وانت من يبيك"
سلطان"الله يسامحك..بعد عشرة ستة سنين تتنكر لي"
محمد"يا أخي اترك الخراب اللي بين ايديك وأنا أجيك"
سلطان"والله اللي تسميه خراب خلاني فوق السحاب..جيب لكزس ...شقه ملك ورصيد بالبنك"
محمد"انت للحين مسأجر الإستراحه اللي على خبري"
سلطان"هههههههه خبرك عتيق...أبشرك شريتها..تعال وراح تنبسط..مشروب وبنات ورقص ووناسه"
محمد"لا يا أخي ماني مضيع عقلي"
سلطان"براحتك...على العموم أنا حبيت أسلم عليك أنت وتركي ...رغم ان تركي أدق عليه وما يرد"
محمد"خلاص تركي انتهى"
سلطان"ايش لا يكون مات؟!"
محمد"ههههههههه تقريبا...دخل عش الزوجيه"
سلطان"لا حول ولا قوة الا بالله...لازم أكلمه أعزيه"
محمد باستهزاء"قدم التعزيه لنفسك بالاول..والا تركي مبسوط"
سلطان"الشرهه مو عليك...يالله ضف وجهك..وهذا رقمي متى ما بغيتني اتصل فيني"
محمد"أوكي..يالله مع السلامه" حين أغلق جهازه شاهد نوف وندى مقبلتين عليه وبدأت نبضات قلبه لا
شعوريا بالتسارع..وسارعت روحه ترفرف حيث ندى.
تردد ندى حين تبين لها أن محمد هو من سيوصلهم إلا أن الأوان كان قد فات.تقدمت بخجل ثم ألقت
السلام ليرد عليها محمد بلهفه"عليكم السلام..هلا ندى"
قالت نوف "يالله يا روميو...ورانا مشوار"
لم يعرها محمد بالا أما ندى فقد احمرت وجنتاها خجلا...ركبوا السياره لتنطلق بهم الى السوق المركزي
وضع محمد سي دي وبدأت أغنيه"أتوسل بيك" لماجد المهندس تصدح
ضحكت نوف بصمت...بينما لم تفهم ندى مغزى الكلمات.
كانت هايبر بانده مزحومه بالمتسوقين..حين دخلها محمد نوف وندى..أخذت نوف احدى العربات ثم
قالت لمحمد ضاحكه"باي نتقابل عند المحاسب"
كانت ندى مبهوره مما تراه..حيث اصطفت العديد من الأشياء المختلفة الأصناف فوق أرفف متعدده.
نبهها صوت محمد القريب منها"ندى...فيه قسم معين تبينه"
التفتت ندى نحوه قائله"هاه..ما أدري"
إبتسم محمد برقه"تبين قسم الشكولاته"
هزت ندى كتفيها قائله"عادي"
محمد"تبيني أوصلك لقسم الشكولاته"
نظرت ندى الى سله صغيره ثم قالت"لا شكرا..أنا أروح بنفسي"
ثم أخذت السله وابتعدت وعينا محمد تراقبانها. تنقلت ما بين الأقسام إلى أن وجدت ضالتها إبتسمت
بسعاده وهي تشاهد الأصناف المتعدده والمتنوعه من الشكولاته...اخذت العديد من الشكولاته وأولا
الجالكسي .
رن جهازها ليطالعها رقم غريب غضنت جبينها ثم ردت ليأتي صوت محمد"ندى خلصتي؟"
ندى"أيوه ..وينكم؟"
محمد"أنا ونوف عند المحاسب"
ندى"أنا جايه"
ذهبت ندى الى المحاسب وهي تخرج محفظتها إلا أن محمد أوقفها ثم أخذ منها السله قائلا "الحساب
علي"
حاولت ندى أن تجادله الا أنها آثرت الصمت.فلم تكن تمتلك الخيار في الرفض أو القبول.
اقتربت ندى من نوف قائله"نوف...ايش اشتريتي؟"
نظرت اليها نوف بكبرياء ثم أشاحت بوجهها..ذهلت ندى إلا أنها التزمت الصمت.
أوقف محمد الجيب بالقرب من البوابه..وحين نزل سبقته نوف وندى...قابلهم سلمان عند الحديقه
سلمان"مرحبا من وين جايين؟"
نوف"مثل ما تشوف من السوبر"
سلمان"ما شاء الله يا نوف ما تركتي شي"
كانت ندى تسترق اليه النظر كل ثانيه قبل أن تدخل لم ينتبه سلمان..الا أن تلك النظرات لم تفت محمد.
************************************************** ******************************
وقف ماجد يغني بالقرب من الشواية...بينما جلس طلال يقطع السلطة وهو مشغول البال...
انشغل تفكير طلال بنوف..فقد كانت حلمه منذ كان صغيراً والآن هو سراب..هل يطلع فيصل بذلك..إلا أنه تراجع..فهذا ليس من طبعه...كان فيصل جالساً هو الآخر يفكر بعمق لقد وافق على نوف حتى يقهر هند..ألم لعله بذلك يحرق نفسه..
ابتسم باستخفاف .."مسكين يا فيصل إنت للحين متمسك فيها" تنهد بتعب فلقد خرج الوضع عن سيطرته...
أتاهم صوت محمد من بعيد"السلام عليكم"
ماجد "عليكم السلام ..هلا والله تأخرت"
محمد"اعذرني...كنت أجيب لأهلى أغراض من السوبر"
ماجد باستهزاء"زين اللي لحقت علي كنت أبنجن عند الموسوسين"
محمد"من تقصد؟!"
ماجد"طلال وأخوه"
قال طلال حانقا"أقول انثبر من اليوم وأنا أساعدك"
ماجد"لكن قلبك وتفكيرك..الله أعلم وينهم؟"
طلال"ماجد تراني ما لي خلق لمزحك"
محمد"لاااا الولد فيه شي..عسى ما شر يا طلال"
قال طلال باقتضاب"ما فيني شي..."
جلس محمد ثم تاهت نظراته وهو يفكر في نظرات ندى .."معقوله يا ندى...؟سلمان؟! مستحيل أكيد اني بديت أوسوس فعلا"
ماجد"هاه ما كان ناقصنا واحد ثالث"
رن جهاز محمد وحين نظر إلى الشاشه غضن جبينه فقد كانت إحدى فتياته..أغلقه في وجهها ثم مسح جميع أرقام الفتيات بعد أن أرسل لهن رساله بأن لا يتصلن عليه.
تطلع إلى فيصل ثم قال"فيصل عندك لي مكان في الشركه"
فيصل"الشركه كلها تحت أمرك يا المهندس محمد"
طلال"وأخيرا ..ما بغيت"
ماجد"ما شاء الله يا محمد...إيش اللي غيرك"
سكت محمد مبتسما ثم قال في نفسه"لعيونها أتغير"
************************************************** ****
نهااااااااااية البارت التاسع
أعدكم ان شاء الله سوف أنزل البارت العاشر غدا