عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 16  ]
قديم 27-05-2007, 03:44 PM
البنفسجي
عضو مبدع
رقم العضوية : 1398
تاريخ التسجيل : 4 / 5 / 2007
عدد المشاركات : 324
قوة السمعة : 19

البنفسجي بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي رد : حملة البنفسجي لدفاع عن سنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
السؤال :سمعت في الإذاعة حديثاً منسوباً إلى النبي  أنه قال: ( من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك) فما درجة هذا الحديث ؟
الجواب : هذا الحديث منكر ولا يصح في الباب شيء وقد ذكره ابن الجوزي في الموضوعات [ 1 / 248 ] وقال:( تفرد به عمر بن راشد وهو وَهْم صوابه عمر بن عبد الله )
والخبر رواه الترمذي في جامعه ( 2888 ) وابن عدي في الكامل ( 5 / 1720 ) من طريق زيد بن الحباب ،عن عمر بن أبي خثعم ،عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عن النبي .
قال الترمذي -رحمه الله- (هذا الحديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وعمر بن أبي خثعم يضعف ، قال محمد : هو منكر الحديث ).
وقال أبو زرعة : (واهي الحديث حدّث عن يحيى بن أبي كثير ثلاثة أحاديث لو كانت في خمس مئة حديث لأفسدتها )
وروى الترمذي ( 2889 ) وأبو يعلى في مسنده ( 6224 ) من طريق هشام أبي المقدام عن الحسن البصري، عن أبي هريرة قال: قال  ( من قرأ حم الدّخان في ليلة الجمعة غفر له ) .
وهذا الإسناد معلول بعلتين :
الأولى : هشام بن زياد أبو المقدام . ليس بشيء قاله النسائي وغيره .
وقال ابن حبان في كتابه المجروحين ( 3 / 88 ) هشام بن زياد كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات والمقلوبات عن الأثبات حتى يسبق إلى قلب المستمع أنه كان المتعمد لها . لا يجوز الاحتجاج به .
الثانية : الانقطاع فإن الحسن لم يسمع من أبي هريرة وقد قال الإمام أبو زرعة -رحمه الله- . لم يسمع الحسن من أبي هريرة ولم يره فقيل : فمنْ قال حدّثنا ؟ قال: يخطىء .
وقال الترمذي -رحمه الله- عقيب هذا الحديث :لم يسمع الحسن من أبي هريرة هكذا قال أيّوب ويونس بن عُبيد وعليّ بن زيد .
والخبر أورده ابن الجوزي في الموضوعات ( 1 / 247 ) وقال: هذا الحديث من جميع طرقه باطل لا أصل له .


[SIZE="5"]السؤال : ما صحة هذه الأحاديث المشهورة على الألسنة :
( حب الوطن من الإيمان ) ،( يخلق الله من الشبه أربعين) ،(من أنقذ امرأة من غرق فهي أخته)[/
SIZE]


الجواب :قد كثرت في زماننا الأحاديث الموضوعة والآثار الباطلة والحكايات المختلقة . وقد اعتاد الكثير تناقل هذه الأخبار دون تثبت من صحتها ولا بحث عن حقيقتها .
وهذا محرم شرعاً ، وقبيح عقلاً .
وهذه الأحاديث الثلاثة مكذوبة مختلقة على رسول الله . فلا تحل روايتها ولا التحديث بها بدون بيان بطلانها .
وقد روى البخاري في صحيحه ( 3509 ) عن علي بن عياش،حدثنا حريز،حدثني عبد الواحد بن عبد الله النصري قال: سمعتُ واثلة بن الأسقع يقول: قال رسول الله  ( إن من أعظم الفِرَى أن يدّعي الرجلُ إلى غير أبيه أو يُرِي عينه ما لم تر أو يقول على رسول الله  ما لم يقل ) .
وروى البخاري ( 110 ) ، ومسلم في مقدمة صحيحه ( 3 ) من طريق أبي حَصين عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله  ( من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ).
وكلُّ مَنْ حدث بالأحاديث الباطلة والحكايات الموضوعة على رسول الله  ولم يبين صحيحها من سقيمها وحقها من با طلها فقد باءَ بالإثم وتعرض للوعيد .
وقد ذكر السيوطي في كتابه " تحذير الخواص من أكاذيب القصاص" ص ( 167 ) [ أن من أقدم على رواية الأحاديث الباطلة يستحق الضرب بالسياط ويهدّد بما هو أكثر من ذلك ويزجر ويهجر ولا يسلم عليه ويغتاب في الله ويُستعدى عليه عند الحاكم ويحكم عليه بالمنع من رواية ذلك ويشهد عليه ] .
وذلك للذب عن سنة المصطفى  ونفي الأخبار الكاذبة عنها ولحماية الأفراد والمجتمعات من هذه الأساطير والأكذوبات . نسأل الله السلامة والعافية .



فضيلة الشيخ / سليمان العلوان