بسم الله الرحمن الرحيم
مستشارنا الغالي موضوعك الجميل بالرغم من أهمية الرأي العام بخصوصه الا أنه يستحسن للأجابه
عليـــه أن يكون الشخص ملم ومطلع ولو بشكل طفيف على علم النفس الأجتماعي فهو الذي يحلل
شخصية الأنسانيه ويهتم بجوانبها السيكيولوجيـــه وبالطبع الشخصيات تختلف أختلافاً شاسعاً في تقبلها
للمزح فهناك الشخصيه البسيطه المرحه التي تتقبل المزح بأبتسامتها العريضه التي لا تفارق ثغرها ...
وهناك الشخصيه المتزنه التي تعمل بمالمثل الدارج (كل شيء بوقته حلو ) وهي ترى أن الجد له وقته
والمزح هو الآخر له وقته المناسب أيضاً وهي نظره يميزها الكثير من العقلانيه حقيقةً من وجهة نظري
الشخصيه للموضوع ...وعلى النقيض تماماً من الشخصيه المرحه نرى هناك بالمقابل شخصيه متطرفه
الى أبعد حد ترى المزاح مضيعه للوقت متناسيةً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال :
((روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا كلت عميت)) ....وغالباً ينتهي بها المطاف في
المصحات النفسيه بعد أن يتجرعوا مرارة الأكتئاب..!!
الموضوع يتشعب وأنا أذا كتبت أحببت أن ألم بكافة جوانب الموضوع المطروح على طاولة النقاش ..
ولذلك فأسمحلي أن أستعرض بقلمي نظرتي للمزاح ....
(الرِّفقُ يُمنٌ وخيرُ القولِ أصدقُهُ وكثُرةِ المَزْحِ مِفتاحُ العداواتِ )
إِن من مَطالبَ النفس ( المزاح ) وهو طريق لفتح أسارير الروح وانشراح الصدر وقديماً قالوا :
الناس في سجن ما لم يتمازحوا .. والمزاحُ عادة شبه يوميه تصدر من كل واحدٍ منا ، ولكن بعضنا قد
وقع في آفات المزاح ، حتى كان المزاح بداية العداوات كما قيل ....
فجميلٌ بنا أن ندخل بوَّابة المِزاح ، ولكن بِزِيٍّ شرعيّ وإِسلاميَّ ، لكي نجني إِيجابيات المزاح من الفرح
والسرور .. وهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم سيِّدنا في المزاح ، وقد حفظ التاريخ لنا نماذج من
مزاحه ومُداعبته للكبار والصغار ، بل وحتى للنساء .. ولا زال التاريخ يروي لنا قصصاً تجمل في
طياتها ( ابتسامات ) و ( طرائف ) ولكن لا بد من التنبه لأمور :
• المزاح بالآيات والأحاديث أو بالعلماء والصالحين ( لا يجوز )
• والمزاح بالأمور الشرعية كالحجاب والجهاد و غيرها .. لا يجوز .
• والمزاح بالقبائل والجنسيات والدول والأشخاص والصفات الجسدية ، من المحرمات شرعاً .
• والمزاح باليد كالدفع أو الحركة قد يترتب بعده أضرار كما نشرت إِحدى الجرائد أن رجلاً دفع صاحبه
الذي كان على مقعد السيارة ، فسقط على ظهره ، وأصيب بشلل كامل ، والله المستعان ....
• والمزاح مع الصبيان يجب أن لا نبالغ فيه حتى لا نهون عليهم ويستمرؤوا ذلك...
• والمزاح مع العلماء وأهل الفضل لا بد أن يجري على قانون الأدب ومسلك الوقار لنحفظ لهم قدرهم ...
• ومع الوالدين لا ينبغي لنا أن نطرق المزاح معهما إِلا في مساحة البر والتوقير لتبقى لهما سحابة
الأبوة في سماء الحياة ...
• ومع الناس جميعاً ، ما أحسن أن نمزح ونضحك ونتبسم ونظهر لهم أن في ديننا فُسحة ، وأن الله أباح
لنا هذا الطريق .
• ومع شعورنا بأحوال المسلمين وهمومهم إلا أن ذلك لا يعني أن نبكي دوماً ونترك الضحك ، فهذا
رسولنا كان يحمل هموم الأمة ، ومع ذلك فكان من أوقاته شيء للدعابة والمَرَح والابتسامة وخير الهدي
هدْي محمد ...
وختاماً : ليكن المزاح في حياتك ، كالملح في طعامك ..
ومضـه : قيل لابن عمر : هل كان الصحابة يضحكون ؟ قال : نعم .. والإيمان في قلوبهم أعظم من
الجبال ...
أخوك/
عبدالله الذيابي