قبيلة بني رشيد

قبيلة بني رشيد (http://ban3abs.com/aa/index.php)
-   المنتدى الإسلامـــي (http://ban3abs.com/aa/forumdisplay.php?f=3)
-   -   من وصايا السلف رحمهم الله ... (http://ban3abs.com/aa/showthread.php?t=86294)

عبدالسلام عارف 07-08-2010 01:44 PM

من وصايا السلف رحمهم الله ...
 
9999bani-3abs
من وصايا سفيان
الثوري - رحمه الله


قال سفيان الثوري –
رحمه الله – فيما أوصى به علي بن الحسن السلمي :



(( عليك بالصدق في
المواطن كلها ، و إياك و الكذب و الخيانة و مجالسة أصحابها ، فإنها وزر كله
، و إياك يا أخي و الرياء

في القول و العمل فإنه شرك بعينه ، و إياك و العجب فإن
العمل الصالح لا يرفع و فيه عجب ، و لا تأخذن دينك إلا ممن هو مشفق على
دينه ، فإن مثل الذي هو غير مشفق على دينه ، كمثل طبيب به داء لا يستطيع أن
يعالج داء نفسه ، و ينصح لنفسه ، كيف يعالج داء الناس و ينصح لهم ؟!!


فهذا لا يشفق على دينه كيف يشفق على دينك ؟ و يا أخي إنما دينك لحمك و دمك ،
ابكِ على نفسك و ارحمها فإن أنت لم ترحمها لَم تُرحم ، و ليكن جليسك من
يزهدك في الدنيا و يرغبك في الآخرة ، و إياك و مجالسة أهل الدنيا الذين
يخوضون في حديث الدنيا ، فإنهم يفسدون عليكم دينك و قلبك ، و أكثر ذكر
الموت ، و أكثر الاستغفار مما قد سلف من ذنوبك ، و سل الله السلامة لما بقي
من عمرك ، ثم عليك يا أخي بأدب حسن الخلق ، و خلق حسن ، و لا تخالفن
الجماعة فإن الخير فيها ، إلا من هو مكب على الدنيا ، كالذي يعمر بيتا و
يخرب آخر .



و انصح لكل مؤمن إذا سألك في أمر دينه ، و لا تكتمن أحداً من
النصيحة شيئاً إذا شاورك فيما كان لله فيه رضا ، و إياك أن تخون مؤمناً ،
فمن خان مؤمناً فقد خان الله و رسوله ، و إذا أحببت أخاك في الله فابذل له
نفسك و مالك ، و إياك و الخصومات و الجدال و المراء فإنك تصير ظلوماً
خواناً أثيماً ، و عليك بالصبر في المواطن كلها فإن الصبر يَجُر إلى الجنة
،و إياك و الحدة و الغضب فإنهما يَجُران إلى الفجور و الفجور يجر إلى النار
، و لا تمارين عالماً فيمقتك ، و إن الاختلاف إلى العلماء رحمة و الانقطاع
عنهم سخط الرحمن ، و إن العلماء خزان الأنبياء و أصحاب موارثيهم ، و عليك
بالزهد يبصرك الله عورات الدنيا و عليك بالورع يخفف الله حسابك ، و دع
كثيراً مما يريبك إلى ما لا يريبك تكن سليماً و ادفع الشك باليقين يسلم لك
دينك .


و أمر بالمعروف و انه عن المنكر تكن حبيب الله و ابغض الفاسقين
تطرد به الشياطين ، و أقل الفرح و الضحك بما تصيب من الدنيا تزدد قوة عند
الله ، و اعمل لآخرتك يكفك الله أمر دنياك ،
و أحسن سريرتك يحسن الله
علانيتك ، وابك على خطيئتك تكن من أهل الرفيق الأعلى ، و لا تكن غافلاً
فإنه ليس يغفل عنك ، و أن لله عليك حقوقاً و شروطاً كثيرة ؛ ينبغي لك أن
تؤديها ، و لا تكونن غافلاً عنها ، فإنه ليس يغفل عنك ، و أنت محاسب بها
يوم القيامة ، و إذا أردت أمراً من أمور الدنيا فعليك بالتؤدة ، فإن رأيته
موافقاً لأمر آخرتك فخذه ، و إلا فقف عنه حتى ينظر إلى من أخذه كيف عمله و
كيف نجا منها ؟ و أسأل الله العافية ، و إذا هممت بأمر من أمور الآخرة فشمر
إليها و أسرع من قبل أن يحول بينها و بينك الشيطان ، و لا تكونن أكولاً لا
تعمل بقدر ما تأكل فإنه يكره ذلك ، و لا تأكل بغير نية و لا بغير شهوة ، و
لا تحشون بطنك فتقع جيفة لا تذكر الله و أكثر الهم و الحزن ، فإن أكثر ما
يجد المؤمن في كتابه من الحسنات الهم و الحزن و إياك و الطمع فيما في أيدي
الناس ، فإن الطمع هلاك الدين ، و إياك و الرغبة فإن الرغبة تقسي القلب ، و
إياك و الحرص على الدنيا ، فإن الحرص مما يفضح الناس يوم القيامة ، و كن
طاهر القلب نقي الجسد من الذنوب و الخطايا ، نقي اليدين من المظالم ، سليم
القلب من الغش و الخيانة خالي البطن من الحرام ، فإنه لا يدخل الجنة لحم
نبت من سحت ، كُف بصرك عن الناس ، و لا تمشين بغير حاجة ، و لا تكلمن بغير
حكم ، و لا تبطش بيدك إلى ما ليس لك ، و كن خائفاً حزيناً لما بقي من عمرك
لا تدري ما يحدث فيه من أمر دينك و إياك أن تلي نفسك من الأمانة شيئاً و
كيف تليها و قد سماك ظلوماً جهولاً ؟


أبوك آدم لم يبق فيها و لم يستكمل
يوم حملها حتى وقع في الخطيئة ، أقل العثرة ، و اقبل المعذرة و اغفر الذنب ،
كن ممن يُرجى خيره و يؤمن شره ، لا تبغض أحد ممن يطيع الله ، كن رحيماً
للعامة و الخاصة ، و لا تقطع رحمك ، وَصِل من قطعك وصل رحمك و إن قطعك و
تجاوز عمن ظلمك تكن رفيق الأنبياء و الشهداء ، و أقل دخول السوق فإنهم ذئاب
عليهم ثياب ، و فيها مردة شياطين من الجن و الإنس ، و إذا دخلتها فقد لزمك
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و إنك لا ترى فيها إلا منكراًَ ، فقم
على طرفها و قل : " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و
له الحمد يحي و يميت ، بيده الخير و هو على كل شيء قدير و لا حول و لا قوة
إلا بالله العلي العظيم " ، فقد بلغنا أنه يكتب لقائلها بكل من فِي السوق
عجمي أو فصيح عشر حسنات ، و لا تجلس فيها ، و اقض حاجتك و أنت قائم يسلم لك
دينك .


و إياك أن يفارقك الدرهم فإنه أتم لعقلك ، و لا تمنعن نفسك من
الحلاوة فإنه يزيد فِي الحلم ، و عليك باللحم و لا ندم عليه و لا تدعه
أربعين يوماً فإنه يسيء خلقك ، و لا ترد الطيب فإنه يزيد في الدماغ ، و
عليك بالعدس فإنه يفرز الدموع و يُرق القلب ، و عليك باللباس الخشن تجد
حلاوة الإيمان ، و عليك بقلة الأكل تملك سهر الليل ، و عليك بالصوم فإنه
يسد عنك باب الفجور و يفتح عليك باب العبادة ، و عليك بقلة الكلام يلين
قلبك ، و عليك بطول الصمت تملك الورع ، و لا تكونن حريصاً على الدنيا ، و
لا تكن حاسداً تكن سريع الفهم ، و لا تكن طَعَّاناً تنج من ألسن الناس ، و
كن رحيماً تكن محبباً إلى الناس ، و راض بما قسم لك من الرزق تكن غنياً ، و
توكل على الله تكن قوياً ، و لا تنازع أهل الدنيا في دنياهم يحبك الله و
يحبك أهل الأرض ، و كن متواضعاً تستكمل أعمال البر . اعمل بالعافية تأتك
العافية من فوقك ، كن عفواً تظفر بحاجتك ، كن رحيماً يترحم عليك كل شيء .


يا أخي ؛ لا تدع أيامك و لياليك و ساعاتك تمر عليك باطلاً ، و قدم من نفسك
لنفسك ليوم العطش . يا أخي ؛ فإنك لا تُروى يوم القيامة إلا برضا من الرحمن
و لا تدرك رضوانه إلا بطاعتك ، و أكثر من النوافل تقربك إلى الله ، و عليك
بالسخاء تستر العورات و يخفف الله عليك الحساب و الأهوال ، و عليك بكثرة
المعروف يؤنسك الله في قبرك و اجتنب المحارم كلها تجد حلاوة الإيمان .


جالس أهل الورع و أهل التقى يصلح الله أمر دينك ، و شاور في أمر دينك الذين
يخشون الله ، و سارع في الخيرات يحول الله بينك و بين معصيتك ، و عليك
بكثرة ذكر الله يزهدك في الدنيا ، و عليك بذكر الموت يهون الله عليك أمر
الدنيا ، و اشتق إلى الجنة يوفق الله لك الطاعة ، و اشفق من النار يهون
الله عليك المصائب ، أحب أهل الجنة تكن معهم يوم القيامة ، و أبغض أهل
المعاصي يحبك الله ، و المؤمنون شهود الله في الأرض ، و لا تسبن أحداً من
المؤمنين ، و لا تحقرن شيئاً من المعروف ، و لا تنازع أهل الدنيا في دنياهم
، و انظر يا أخي أن يكون أول أمرك تقوى الله في السر و العلانية و اخش
الله خشية من قد علم أنه ميت و مبعوث ، ثُم الحشر ثثم الوقوف بين يدي
الجبار – عزوجل - ، و تحاسب بعملك ، ثم المصير إلى إحدى الدارين إما جنة
ناعمة خالدة ، و إما نار فيها ألوان العذاب مع الخلود لا موت فيه ، و ارج
من رجاء من علم أنه يعفو أو يعاقب ، و بالله التوفيق لا رب غيره )) .


المصدر(
حلية الاولياء لأبي نعيم


ص 7-82
85 5200bani-3abs


عايد2001 07-08-2010 02:30 PM

جزاك الله عنّا خيراً
ونفع بك


الساعة الآن +4: 11:53 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
هذا المنتدى يعمل على نسخة في بي بلص