قبيلة بني رشيد - الحـــــــ الصامت ــــــــــــــــب


	من بين جدران غرفتي .. ومن بين ثنايا الصمت .. أمسكت بقلمي وورقي وبدأت أنقش ما يجول بخاطري ،،، بين كثبان الماضي وحرارة الحاضر وغربة المستقبل ، أعدو و الصمت يلاحقني .. أهرب فيعترض مسيرتي .. جثيت على رمال الألم ، وتنهدت زفرات الحزن علة يرحمني ويرحل ، ولكن مازال الصمت صمتاً .. توسلت إليه فلم يكترث .. بل أخذ يقرب ببطْء شديد .. حاولت تبديده والسكون ، ولكني لم أنجح .. تملكني اليأس أنظر إليه بأهداب مثقلة ، ولسان تاهت حروفه وتفرقت ، وقلب ينبض مع كل خطوة من خطواته .. أقترب أكثر فأكثر .. استسلمت ورضخت لهذا القدر المحتوم ، توقف عن السير نحوي فجأة .. خلته سيفك قيدي ويحررني ، فتمسكت بأخر أمل لدي ، نظرت إليه .. يا للهول ! تسمرت عيناي وشل لساني .. ماذا أرى ؟! أهذا أنت ؟! أهتز وجداني وتجمدت أطرافي ، نعم هذا هو أنت .. كيف لي أن أنسى تلك العينين التي رمتني بسهامها ؟! وتلك النظرات الصامتة التي زرعت بذور الحب في فؤادي ؟! أجل هذا أنت .. ومن سواك يلهب العواطف ويشعل النيران في العروق ؟! أنسابت دموع الشوق من مقلتي وغلف الحب كياني من جديد .. تمنيت أن ينتشلني ويضمني بين أحضانه لنرحل معاً .. ولكن حين رأيت قيودك تكبلني ابتسمت ابتسامة صامتة .. ابتسامة النصر .. ورحلت .. رحلت وحدك وتركتني أسير ذاك الحب الصامت .. فإلى متى سيظل الحب صامتاً ؟! إلى متى أشكو الصقيع في ذروة الصيف .. إلى متى أشكو المسافة وأنت هنا بين يدي .. إلى متى نبتلع الكلمات الساخنة وشفاهنا باردة.. لاترد على استفهاماتي الكثيرة .. يكفيني فقط أن تفكر فيها .. ضع يدك في راحتي .. وأسمع نوح قلبي في وريدي .. أنة يناديك ..؟! أنا لا أعترض على تفشي حبك في الروح والجسد .. فحبك قضاء الله وقدرة فيني ، ولكني أسأل الله .. اللطف فيه !!