![]() |
يا من لم يصوم ست من شوال أستدركـ الوقت
http://www.shababonaizah.com/uploaded/1_1235292155.gif الحمد لله المتفضِّل بالنِّعم، وكاشف الضرَّاء والنِّقم، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وآلهـ وأصحابهـ أنصار الدين. وبعد: أخي المسلم: لا شكـ أن المسلم مطالب بالمداومة على الطاعات، والاستمرار في الحرص على تزكية النفس. ومن أجل هذهـ التزكية شُرعت العبادات والطاعات، وبقدر نصيب العبد من الطاعات تكون تزكيتهـ لنفسهـ، وبقدر تفريطهـ يكون بُعدهـ عن التزكية. لذا كان أهل الطاعات أرق قلوباً، وأكثر صلاحاً، وأهل المعاصي أغلظ قلوباً، وأشد فساداً. والصوم من تلكـ العبادات التي تطهِّر القلوب من أدرانها، وتشفيها من أمراضها.. لذلكـ فإن شهر رمضان موسماً للمراجعة، وأيامهـ طهارة للقلوب. وتلكـ فائدة عظيمهـ يجنيها الصائم من صومهـ، ليخرج من صومهـ بقلب جديد، وحالة أخرى. وصيام الستة من شوال بعد رمضان، فرصة من تلكـ الفرص الغاليهـ ، بحيث يقف الصائم على أعتاب طاعهـ أخرى، بعد أن فرغ من صيام رمضان. وقد أرشد الرسول صلى الله عليهـ وسلم أمتهـ إلى فضل الست من شوال، وحثهم بأسلوب يرغِّب في صيام هذهـ الأيام.. حيث قال صلى الله عليهـ وسلم -: ( من صام رمضان ثم أتبعهـ ستاً من شوال كان كصيام الدهر ) [رواهـ مسلم وغيرهـ]. قال الإمام النووي - رحمهـ الله -: قال العلماء: (وإنما كان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين..). ونقل الحافظ ابن رجب عن ابن المباركـ: ( قيل: صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل، فيكون لهت أجر صيام الدهر فرضاً). أخي المسلم: صيام هذهـ الست بعض رمضان دليل على شكر الصائم لربهـ تعالى على توفيقهـ لصيام رمضان، وزيادة في الخير، كما أن صيامها دليل على حب الطاعات، ورغبة في المواصلة في طريق الصالحات. قال الحافظ ابن رجب - رحمهـ الله -: ( فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعدهـ، فهو من فعل من بدل نعمة الله كفراً). أخي المسلم: ليس للطاعات موسماً معيناً، ثم إذا انقضى هذا الموسم عاد الإنسان إلى المعاصي! بل إن موسم الطاعات يستمر مع العبد في حياتهـ كلها، ولا ينقضي حتى يدخل العبد قبرهـ.. قيل لبشر الحافي - رحمهـ الله -: إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان. فقال: (بئس القوم قوم لا يعرفون لله حقاً إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها). أخي المسلم: في مواصلة الصيام بعد رمضان فوائد عديدة، يجد بركتها أولئكـ الصائمين لهذهـ الست من شوال. وإليكـ هذهـ الفوائد أسوقها إليكـ من كلام الحافظ ابن رجب - رحمهـ الله إن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كلهـ. إن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضهـ وبعدها، فيكمل بذلكـ ما حصل في الفرض من خلل ونقص، فإن الفرائض تكمل بالنوافل يوم القيامهـ.. وأكثر الناس في صيامهـ للفرض نقص وخلل، فيحتاج إلى ما يجبرهـ من الأعمال. إن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامهـ على قبول صوم رمضان، فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد، وفقهـ لعمل صالح بعدهـ، كما قال بعضهم: ثواب الحسنة الحسنهـ بعدها، فمن عمل حسنهـ ثم أتبعها بحسنهـ بعدها، كان ذلكـ علامة على قبول الحسنة الأولى، كما أن من عمل حسنهـ ثم أتبعها بسيئهـ كان ذلكـ علامة رد الحسنه وعدم قبولها. إن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، كما سبق ذكرهـ، وأن الصائمين لرمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر، وهو يوم الجوائز فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكراً لهذهـ النعمة، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب، كان النبي يقوم حتى تتورّم قدماهـ، فيقال لهـ: أتفعل هذا وقد غفر الله لكـ ما تقدم من ذنبكـ وما تأخّر؟! فيقول:( أفلا أكون عبداً شكورا). وقد أمر الله سبحانهـ وتعالى عبادهـ بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكرهـ، وغير ذلكـ من أنواع شكرهـ، فقال: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185] فمن جملة شكر العبد لربهـ على توفيقهـ لصيام رمضان، وإعانتهـ عليهـ، ومغفرة ذنوبهـ أن يصوم لهـ شكراً عُقيب ذلكـ. كان بعض السلف إذا وفق لقيام ليلة من الليالي أصبح في نهارها صائماً، ويجعل صيامهـ شكراً للتوفيق للقيام. وكان وهيب بن الورد يسأل عن ثواب شيء من الأعمال كالطواف ونحوهـ، فيقول: لا تسألوا عن ثوابهـ، ولكن سلوا ما الذي على من وفق لهذا العمل من الشكر، للتوفيق والإعانة عليهـ. كل نعمة على العبد من الله في دين أو دنيا يحتاج إلى شكر عليها، ثم التوفيق للشكر عليها نعمة أخرى تحتاج إلى شكر ثان، ثم التوفيق للشكر الثاني نعمة أخرى يحتاج إلى شكر آخر، وهكذا أبداً فلا يقدر العباد على القيام بشكر النعم. وحقيقة الشكر الاعتراف بالعجز عن الشكر. إن الأعمال التي كان العبد يتقرب بها إلى ربهـ في شهر رمضان لا تنقطع بإنقضاء رمضان بل هي باقية بعد انقضائهـ ما دام العبد حياً.. كان النبي عملهـ ديمة.. وسئلت عائشة رضي الله عنها : هل كان النبي يخص يوماً من الأيام؟ فقالت: لا كان عملهـ ديمة. وقالت: كان النبي لا يزيد في رمضان و لا غيرهـ على إحدى عشرة ركعة، وقد كان النبي يقضي ما فاتهـ من أورادهـ في رمضان في شوال، فتركـ في عام اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، ثم قضاهـ في شوال، فاعتكف العشر الأول منهـ. فتاوى العلماء حول صيام ست من شوال |
الله يجزاك خير....
|
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك يعطيك العافية |
مشكور
وجزاك الله خير |
بارك الله فيك
كثر الله من امثالك يا الوافي |
جزاك الله خير ع التذكير
|
بارك الله في مجهودك
|
الساعة الآن +4: 08:42 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.