قبيلة بني رشيد - أســــــعِدوا مـــن تحبون

"الروج الأخضر السحري..الفساتين
النفاشة..قبعة العيد..شنطة الحلاوة"

من ذاكرة الطيبين كما يسميّنا البعض
..
ومن غبار الأيام.. وماضي البنات الأسود..

هذا الوسم الذي أطلقه مغردون ومغردات
في التويتر.. مستعرضين صور ذكريات تعود لعشرات السنين.. بين الضحك والغبنة
والسعادة والقهر..

هل ماضينا فعلاً أسود؟
رجعت بذاكرتي وشعوري لتلك الأيام.. ابتسمت عندما تذكرت وجبة العصر المفضلة..
بسكويت الشاي المغمس في الماء البارد..
والدراجات التي تملأ الحارة مع علبة بيبسي بين عجلاتها لتصدر صوتاً مزعجاً يُعتبر من صميم السعادة..
مستلزمات البيت حين نجمعها في غرفة مكوّنين "سوق" للبيع والشراء..
مسيار الحريم.. وضيافة الخيار مع الموز وعصير الربيع ..
جدار المنزل التي امتلأت بطبعات أقدامنا كقُبلة وفاء..
الأفلام التي كنّا نطبقها..
وأشرطة الكاسيت التي تحتضن الذكريات..
الأراجيح وإطارات السيارات القديمة..

لم تسلم منا الأسوار
والمزارع
والأبواب
والشوارع
والسيارات
وأسطح المنازل ..

ألبومات صورنا القديمة
و تسريحة شعورنا
.. ملابسنا.. أحذيتنا
تجعلنا نضحك كثيراً ونحزن على أنفسنا..

(الله يسامح أهلنا تركونا نخرج للناس بهذه المناظر..)
والرد الذي يأتينا دائما: " والله كنتو أشيك بنات"...

ولعلكم حين تقرأون شيئا من ذكرياتنا المشتركة تتبسمون..
وتمرّ في أذهانكم صوراً لأيامكم القديمة..

لكن حين أرى أطفالنا اليوم..
أحزن على حالهم..
أطفالنا باتوا يكبرون بصورة مخيفة.. يفهمون الحياة من حولهم بطريقة غريبة.. يمتلكون الرفاهية ويبنون في أنفسهم حب المظهر والممتلك..

اذكر طفلة جارنا تقول: "أنا بنت عميد، وأنت أبوك وش هو؟!!"
طفلة لم تتجاوز التاسعة علّقت نجمات والدها على كتفها وباتت تتفاخر بها بين الأطفال..

و "شيمو" طفلة الثامنة تطلب حساب فيس بوك وتويتر.. و 600 ريال عيديّة..

و"فيّ" طفلة الصف الخامس تقول: "والله لأصورك يافرح وأنزله باليوتيوب وأقول فضيحة فرح!!!!!!!!"

و "جود" طفلة العاشرة تحكي لرفيقتها حلقة المسلسل التركي الذي فاتتها ليلة البارحة..

أحزن على أطفالنا كثيراً..
رغم الترف والرفاهية إلاّ أن الفرح لايزورهم كثيراً..
فالملابس الجديدة كل شهر فلم يعد يُفرحهم فستان العيد وحذاؤه..

والحلوى كل يوم حتى استساغوا طعمها فلم تضيف لهم نكهة جديدة في المناسبات..

واللعبة والهدية كل حين فلم يَعد النجاح طموحهم لنيل الهدايا وزيارة سوق الألعاب..

وبرغم الأجهزة الذكية..
والألعاب الذكية..
والأفكار الذكية
إِلَّا أن عقولهم ليست ذكية كما ينبغي..

الحياة لديهم لا تتجاوز حدود جهاز لوحي، صورة بالانستقرام،
وتغريدة في التويتر،
ومشاركة في الفيس،
ورقص في الكيك..
وحفل وأعياد..
على مرأى من الكبار والآباء والأمهات دون أن يعترضوا أو يمنعوا..
ليس حراماً مايفعلونه شرعاً..
لكنه حرام في حقّ طفولتهم.. براءتهم.. جمالهم..
حرام في سجل ذكرياتهم الفارغ..
فلن يذكروا مستقبلاً لعبة الطيور الغاضبة، ولا مزارع السنافر..

لن يذكروا سوى الخواء الذي عاشوه.. وسيبكون كثيراً حين لا يسعفهم الزمن لِأنْ يلعبون.. ويركضون.. يتقافزون.. ويبتكرون ألعابهم من أبسط معطيات الحياة من حولهم..

لن يذكروا أبداً أنهم استمتعوا باللعب في التراب والطين والماء..

لن يذكروا أنهم ناموا على الأرض مع بنات العم والخال على فراش واحد يجمعهم..

لن يذكروا لعبة الاختفاء، وثلج وماء، والبرجون....

لن يذكروا لهم ماضٍ لا أسود ولا أبيض..

إننا وإن كُنا كبرنا زمناً.. وتغيرت مجريات أيامنا وأحداثها إلاّ أننا نملك ماضٍ جميل..
يحمل لنا بهجة الذكرى
.. وبسمة الطفولة..
وجمال الأيام البسيطة..

اتركوا في حياة أطفالكم ذكرى جميلة..
اصطحبوهم للبر والعبوا معهم ألعاب (الطيبين)..
ابهجوهم بفكرة النوم بعيداً عن الفرش الناعمه
باختصار..
اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم ..
‏لأن الـــــــسعادة جــــــداً بسيطـه
أســــــعِدوا مـــن تحبون