عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 6  ]
قديم 06-09-2011, 06:29 PM
محقق تاريخي
عبدالله خلف
الصورة الشخصية لـ محقق تاريخي
رقم العضوية : 8707
تاريخ التسجيل : 10 / 10 / 2009
عدد المشاركات : 686
قوة السمعة : 15

محقق تاريخي بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
أشكرك أخي | ابن الوجه , و كلامك جداً سليم .


بالنسبه للهجات قبيلة الرشايده ؛ فقد ذكرها د. وليام يانج في غير موضع من كتابه : (بدو الرشايده -الرحالة العرب بشرق السودان-) , و قد علق عليها محقق الكتاب الأستاذ | عطا الله ضيف الله (ابن حنيّه) بهوامش الكتاب .


و هنا نورد لكم بعضاً مما كتبه د. وليام يانج , و أسفله تعليق محقق الكتاب (ابن حنيّه) .



يقول د. وليام يانج : [ما عاينتوا حطب] .


يعلّق ابن حنيّه : [ما يجب ملاحظته في جملة مخاطبة (عابدة) ل(نافع) : "ما عاينتوا حطب" هو أنها أشبعت الضمة في ضمير المخاطب الدال على الجمع (أنتم) عند اتصاله بالفعل (عاين) بمعنى : (ما لقيتم أو وجدتم حطباً) , فتولد منها حرف من جنسها "واو" ليحل محل "الميم" الدال على الجمع نطقاً و كتابة. فالإشباع عند النحاة هو تبليغ حركة الحرف حتى يتولّد منها حرف من جنسها , ينطق و يكتب -إن أمكن- متصلاً بحرف الحركة , سواء أكان ذلك في الفتحة نحو ؛ جئتَ : (جئتا) أم بالضمة نحو جئتُ : (جئتو) , أم بالكسرة نحو , الصيارف : (الصيّارف) فإشباع (عابدة) الضمة في ضمير المخاطب للجمع نشأ عنه استبدال الميم بالواو فصار (أنتوا) , و هذه ليست لبني رشيد فحسب. بل الأعمّ الأغلب في لهجات قبائل أواسط شبه الجزيرة العربية , و لا سيما في (نجد) منها , فهذه الجملة الاستفهامية (ما عاينتوا حطب) حقها (ما عينتم حطباً) و لا تفوت الإشارة إلى أن تسكين المفعول (حطب) بدلاً من نصبه (حطباً) أيضاً لهجة محكيه شائعة في أكثر قبائل العصر إن لم يكن كلّها] .


يقول د. وليام يانج : [قام عبد الله بعقد حبل تخين (عجال)] .

يعلّق ابن حنيّه : [الغالب في لهجة الرشايدة أن يقلبوا حرفي (القاف) جيماً في النطق بهما مثل : قعدان (جعدان) , و كفّة (جفّة) و قاعد (جاعد) , و مصقّع (مصجّع) , و كيف (جيف) و هكذا و قولي في -الغالب- احترازاً من أَن فيهم فروعاً كالمضابرة -سكان جبلي أبانين و منهم محقق هذا الكتاب- و العونة , و العجارمة , و ذوي مسيلم , و ثلاثة البطون الأخيرة من سكان العالية من نجد , قد تأثرت لهجتهم جميعاً بمن احتكوا بهم من القبائل الأخرى , و لكن هذا هو الأصل و غيره الفرع , و ليس الفرع كالأصل] .


يقول د. وليام يانج : [فش الريق] .

يعلّق ابن حنيّه : [هذه العبارة (فكّ الريق) و الأمثل الأقرب إلى الصح أن تكتب في اللهجة اللغوية لبني رشيد بالجيم (فجّ الريق) و ليس بالشين (فش الريق) كما مثل المؤلف , و الحق أن ما ذهب إليه كان له وجه من الصح إلاّ أنه التبس عليه فهمه. ف(الكاف) إحدى الحروف الحنكية المهموسة , و هي : الجيم , و الشين , و الياء , و الراء , و الصاد , و الكاف , و هذا الأخير يطرأ عليه -في لهجة الرشايدة- صوت من التشتشه , وفقاً لوصف أهل اللغة له , لأنه يخرج ممزوجاً بين (الجيم و الشين) , لاشتراكه مع الجيم في المخرج من (الحنك) , و لذلك أوجدوا لظاهرة هذا الصوت رمزاً يكتب به كتابة صوتية هو (ج) مثلثة مثل : كتف (جتف) في حالة التبيين في تحوّل صوت الكاف عن مخرجه الأصلي إلى هذا الصوت المزجي] .


يقول د. وليام يانج : [تصبح بلهجة الرشايدة (شيف حالش)] .


يعلّق ابن حنيّة : [تعطيش (الجيم) شيناً في لهجة الرشايدة ظاهرة صوتية قديمة فيهم , بل هي من أهم الخصائص اللغوية في لهجتهم , و ليس من اللازم أن يقترن ذلك بوجود حرف من أحرف العلة , ليطرأ عليه حدوث مثل هذا التغيير في الصوت ؛ كما جاء في تعليل المؤلف , فقد قالوا في : يجتمع , جاء , جلس , حاج , حجة : (يشتمع , شاء , شلس , حاش , حشة). أما تعطيش (الكاف) شيناً , كإحدى خواصهم اللغوية , سواء أكان ذلك حرفاً من حروف الكلمة أم ضميراً للمخاطب , كما أعطى المؤلف مثالاً لذلك في تحيتهم للمخاطب : (كيف حالك) في قولهم (شيف حالش) , فهذا بعيد كل البعد , و ليس من المأثور في كلامهم أن يقلبوا (الكاف شيناً) , و لكن المؤلف في هذا المثل الذي استشهد فيه على تعطيش (الكاف) وضعنا أمام ظاهرتين صوتيتين للكاف , و قد تكلم فيهما اللغويون العرب منذ أقدم الأزمنة , و لا تزالان حيتين في اللهجات المعاصرة حتى اليوم , فالأولى : (الكسكه أو التستسه) و يعنون بها أن (الكاف للمخاطب) في بعض اللهجات تنطق صوتاً مزدوجاً (تس) أي : ممزوجاً بين (التاء و السين) و لاستحالة وجود حرف تكتب به من الحروف العربية لجأ علماء العربية إلى أن يعطوا هذا الصوت رمزاً ليدل عليه و هو (تس : س و عليه نقطتين) و على هذا فحق تحية المخاطب المفرد المذكر في لهجة الرشايدة إن كان و لا بد من أن تكتب ظاهرة هذا الصوت فتكتب على هذا الوجه (تسيف حالك أو : جيف حالك) و مثل هذا في الجمع مع زيادة الميم الدالة على الجمع (حالكم) , و ربما أشبعوا الضمة و قالوا (حالكو) , و للمفردة المؤنثة : (تسيف حالتس) و (جيف حالتس) , مع زيادة نون النسوة في الجمع (حالتسن) بسكون النون مع قبول مجاورة الساكنين. و لعل المؤلف و هو نابغة في اللغويات وجد هذا الرمز الحرفي (تس) دلالة على هذه الظاهرة الصوتية فأثبته كتابة ظناً منه أنه يكتب ب(الشين) .
و الثانية : (الكشكه أو شنشنة اليمن) و يعنون بها أن (كاف المخاطب) للمؤنثة في بعض اللهجات تقلب شيناً مثل : (كيف حالش) و كما جاء في قول الشاعر :

فعيناش عيناها و جيدش جيدها 000 و لكن عظم الساق منش دقيق

و مثل هذا الكاف لا يتكلم بها الرشايده مطلقاً , و برغم أن العلماء قد نسبوا (الكسكسه) لأكثر من قبيلة , و كذلك (الكشكشه) فإن الواقع المسموع من واقع الحال الديمغرافي يبين بوضوح أن أهل الشمال (نجد و الحجاز) كانوا بالكسكسه أخص , فيما الكشكشه بأهل الجنوب (اليمن) ألصق. و في هذا المنحى تجدر الإشارة إلى أن الميزة النحوية التي أشار إليها المؤلف في تميزهم عن السودانيين في قولهم : (ويش تقولون) هي لهجة شائعة في القبائل العربية المعاصرة من غير تحديد أو استثناء لأحد , ف(ويش) كلمة استفهامية من الكلمات المنحوته التي تكلم فيها علماء اللغة العربية القدامى , و تعني (أي شيء تقولون؟). و مع ما للظواهر اللغوية المتقدم ذكرها في لهجة الرشايدة من أهمية ذات دلالة صوتية فارقة. في تمييز هويتهم الاجتماعية بمجرد أن يتكلم أحدهم بها , فإن في لهجتهم أيضاً بعض الظواهر الأخرى التي يحسن أن تضاف لسابقتها , عسى أن يجد فيها علماء اللهجات العربية الحديثة ما يساعدهم على تذليل بعض المعوقات التي تعترضهم في هذا السبيل , فمن أهمها :

. زيادة (هاء السكت) ل(ياء المتكلم) عند الوقوف على هذه الياء , نحو : ناقتيه , خاليه , و لديه في : (ناقتي , خالي , ولدي) , و هذه اللهجة المميزة لبني رشيد لغة فصيحة كالتي وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى : ((ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانية)) (سورة الحاقة 82-29). و منه قول عائشة -رضي الله عنها- في وصف أبيها : (أبيه ما أبيه) (النحو الوافي : ج3|176) .

. إشباع الكسرة في اسم الإشارة للمفردة المؤنثة للقريب نحو : (هذه) تصبح في لهجتهم : هذيه .

. ينطق ظرف الزمان لوقت الحال (الآن) في لهجتهم : (ذلوان أو ذوان)] .


يقول د. وليام يانج : [و هذا الرجل يطلق عليه (كبير المخيم) (شبير الفريق)] .


يعلّق ابن حنيّة : [يلتزم المؤلف دائماً كتابة (الكاف) -بلهجة بني رشيد- كتابة صوتية ب(الشين) كما هو واضح في تبيينه هنا للفظة (كبير) ب(شبير) كمثال على هذا الحرف في لهجتهم , و الذي عليه علماء اللهجات العربية الحديثة أن هذا الحرف (الكاف) يعتريه في بعض اللهجات العربية صوت من (التشتشة) مزجياً بين (الجيم) و (الشين) و لكنه إلى (الجيم) أقرب منه إلى (الشين) , و لذلك رمزوا له عند كتابة ظاهرة هذا الصوت ب(ج) مثلثة , و على هذا ف(كبير) يصبح بهذه اللهجة (جبير) و هذا هو الأصح بلسان بني رشيد] .


يقول د. وليام يانج : [التنورة الطويلة (تشَّه)] .


يعلّق ابن حنيّة : [تكّه : يبيّن المؤلف هنا أن الرشايدة يقلبون (الكاف) في لهجتهم شيناً , و قد سبق أو أوضحنا فيما تقدم أن حقها في لهجة بني رشيد -حسب قواعد الرسم التي وضعها علماء اللهجات العربية الحديثة لظاهر الصوت- أن تكتب بالجيم المثلثة : (تجّه) و هو الأقرب و إن صاحبه شيء من الوشوشة في الصوت] .




توقيع محقق تاريخي
ناظر عموم الرشايده - الناظر | أحمد حميد بركي العمري