عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 5  ]
قديم 31-12-2012, 10:01 PM
سعد الرشيدي
ابـو مــحــمـــد
الصورة الشخصية لـ سعد الرشيدي
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 22 / 4 / 2006
عدد المشاركات : 3,276
قوة السمعة : 10

سعد الرشيدي قام بتعطيل خيار تقييم العضوية
غير متواجد
 
الافتراضي
منازل غطفان في الجاهلية وصدر الإسلام




 
  
  
 
حول مُجير خالد بن جعفر الكلابي


لقد اختلفت الروايات التاريخية في (مجير) خالد بن جعفر الكلابي اختلافاً أثار معه شيئاً من الإشكال في أن يكون المجير هو النعمان امرئ القيس جد النعمان بن المنذر، لأن زوجته كانت (المتجردة) بنت زهير بن جذيمة، فالقاتل لا يحتمي بمن تحته بنت مقتولة.
فخالد بن جعفر الكلابي حين قتل زهير بن جذيمة لجأ إلى أحد ملوك الحيرة في العراق لحمايته من غطفان، فهل كان المجير لخالد هو النعمان بن امرئ القيس أم النعمان بن المنذر؟ والواقع أن في ذلك ثلاث روايات؛ الأولى: في كتاب ((الأغاني: 11/90)) وفيه: فلمّا استحق عداوة عبس وذبيان أتى النعمان بن المنذر ملك الحيرة... والثانية؛ في كتاب: ((العقد الفريد: 6/7)) وفيه أن المضيف لخالد هو الأسود بن المنذر... والثالثة في كتاب: ((الكامل في التاريخ: 337-338 لابن الأثير)) وفيه: فعلم خالد أن غطفان ستطلبه بسيدها، فسار إلى النعمان بن امرئ القيس فاستجاره، فأجاره، فضرب له قبّة...
ولعل في خبر استنجاد لقيط بن زراره بالنعمان بن المنذر، لمساعدته في حرب بني عامر وما كان بعد ذلك يوم شعب جبله ما يزيل عنّا الإشكال في مجير خالد، فقد ذكر ابن عبد ربه في ((العقد الفريد: 6/10)) هذا الخبر وقال: أتى لقيطٌ الجونَ الكلبي وهو ملك هجر... قال له: هل لك في قوم عادين، قد ملأوا الأرض نعماً وشاءً، فترسل معي بنيك، فما أصابنا من مال وسبي فلهما ومن دم فلي؟ فأجابه الجون إلى ذلك، وجعل له موعداً رأس الحول، ثم أتى لقيط النعمان بن المنذر فاستنجده وأطمعه في الغنائم، فأجابه، وكان لقيطاً وجيهاً عند الملوك، فلما كان على قرن الحول من يوم رحرحان. أنهلّت الجيوش إلى لقيط... وأقول: إذا علمنا أن وقعة رحرحان قد وقعت بعد مقتل خالد بن جعفر في الحيرة تأكّد لنا أن مجير خالد بن جعفر هو النعمان بن المنذر وليس النعمان بن امرئ القيس، ومن ذلك يظهر أن الاتفاق في الاسم بين الاثنين هو الذي أوقع الخلط بينهما فنسب لأحدهما من الأخبار ما للآخر،ليس هذا فحسب، بل كان مثل هذا التشابه في الاسم أيضاً بين زوجتيهما فالنعمان بن امرئ القيس زوجته المتجردة بنت زهير بن جذيمة سيد عبس، والنعمان بن المنذر زوجته أيضاً المتجردة() جعفرية عامرية، فقد كانت حين قتل خالد بن جعفر ممن بكاه وشقّتْ عليه جيبها،وفي ذلك يقول عبدالله بن جعده في رثاء خالد:

 

يا حار لو نبهته لوجدته



لا طائشا رعشا ولا معزولا

شقّت عليه الجعفريّة جيبها




جزعا وما تبكي هناك ضلالا

فانعوا أبابحر بكل مجرّب


حران يحسب في القناة هلالا

فليقتلنّ بخالد سرواتكم


وليجعلن لظالم تمثالا



فأجابه الحارث:


تالله قد نبهته فوجدته



رخو اليدين مواكلا عسقالا

فعلوته بالسيف أضرب رأسه




حتى أظل بسلحه السربالا



 
 
قيس بن زهير سيد عبس وصاحب الجواد داحس

ساد عبساً بعد مقتل أبيه، وكان قائداً حازماً، وداهية ذا رأي سديد، وبقيادته كان قدر عبس أن ابتلُوا بحروب كثيرة، مع عدد كبير من قبائل العرب في الجاهلية،وقد خرجوا من كل هذه الحروب – بدهاء قيس – وهم من أجلّ قبائل العرب مجداً، وأعزّهم كياناً، وأبعدهم ذكراً.
ومن حديث يوم الفروق() سُئِل قيسٌ: كم كنتم يوم الفروق؟ قال: مائـة فارس كالذهب، لم نَكْثُرْ فنفشل، ولم نقلّ فنضعف. وكان الفرزدق قد تعرض في معرض التهاجي بينه وبين جرير إلى ذكر أيام بني تميم على قيس عيلان، فأجابه مذكراً إياه أن لقيس عيلان على بني تميم أياماً أدهى، فذكر منها يوم الفروق لعبس على بني سعد من تميم وقال:


لقد حظيت يوماً سَلَيْمٌ وعَامِرٌ



وعبس بتجريد السيوف الصوارمِ

وَعبْسٌ هُمُ يوم الفروقين طرّفوا




بأسيافهم قدموس() رأس صلادمِ



وعبس هذه هي عبس قيس بن زهير، وبرئاسته كانت إحدى شوامخ القبائل القيسية التي أشاد جرير بأمجادها كمفاخر لقيس عيلان ككل وقال:


وقَيْسٌ هُمُ قَيْسُ الأعِنَّةِ والقنا



وقَيْسٌ حماةُ الخيلِ تَدمَى نُحورُها

سُلَيمٌ وذُبْيَانٌ وَعبْسٌ وعَامِرٌ




حُصُونُ إلى عِزٍّ طِوَالٍ عُمورُها

ألم تَرَ قيساً لا يرامُ لها حِمىً


ويَقْضِي بِسلْطانٍ عليك أميرُها

ملوك وأخوالُ الملوك وفيهم


غيوث الحيَىَ يُحيِى البلادَ مطيرُها



وقد فرض بنو بدر – سادة فزارة وذبيان – على قيس بن زهير حرب داحس والغبراء فرضاً مُبِيَّتاً()، وهي حرب تبدو في ظاهرها أنها قامت بسبب الرهان بين حذيفة بن بدر وقيس على إجراء السباق بين داحس والغبراء،غير أن مجيء داحس سابقاً، وإعاقته من قبل فتيان من فزارة كانوا في كمين معدّاً سلفاً لهذا الغرض، ليفسحوا المجال للغبراء أن تصل الغاية وهي في المقدمة، وإصرار حذيفة – ظالماً – على أن يخرج قيس من هذا السباق خاسراً، مع سدّ كل أبواب الصلح في تسوية الخلاف بينهما ينبئ أن إشعال الحرب بين عبس وذبيان كان هو الغاية لدى بني بدر، وعليه فليس من المستبعد أن تكون غايتهم من هذه الحرب هي تحميل أوزارها قيس بن زهير، ليبعدوه عن منافستهم على رئاسة غطفان.
وحقاقاً للحق لقد كان قيس يدعو أهل الحل والعقد في غطفان أن يتفادوا الانزلاق في حرب أي قتيل فيها من أنفسهم، ويحذرهم من العواقب الوخيمة التي تنتظرهم أن هم انقادوا خلف من يعمل على إذكاء نار الفتنة فيهم، ويقول:


يودُّ سنان لو يحاربُ قومنا



وفي الحرب تفريق الجماعة والأَزْلُ

يدبُّ ولا يخفى ليفسد بيننا




دبيباً كما دبّتْ إلى حُجرِها النملُ

فيا بني بغيض راجعا السَّلْم تسلما


ولا تشمتا الأعداء يفترقُ الشملُ

وإن سبيل الحرب وعرٌ مُضِلّةٌ


وإن سبيلَ السَّلْم آمنةٌ سَهْلُ



ولكن بنو بدر ومن لفّ لفّهم من بني ذبيان لم يتركوا باباً فُتِحَ للصلح إلا أغلقوه، فكانت الحرب، وفيها تمكّن قيس بن زهير وجماعة من فرسان عبس من قتل رؤساء بني بدر، وهم قادة بني ذبيان يوم جفر الهباءة، وهم وإنْ كانوا يمثلـون خصم سوء، لقيس وقومه إلا أن قيساً وُجِدَ نفسه بعد مقتلهم كمن يحارب بيد جَذْمَى (بلا أصابع)، كما يقول:


شفيت بقتلهم لغليل صدري



ولكني قطعتُ بهم بناني



مثله في ذلك مثل قومه، قال الربيع بن زياد أحد سادة بني عبس المعتبرين:


وحرَّق قيسٌ عليَّ البلادَ



حتى إذا اضْطرمَتْ اجذما


فقد وجدوا بعد جفر الهباءة أن لا مقام لهم بديار غطفان، فجلُوا، ليحتموا بجوار من هم أكثر ترحيباً بهم من قبائل العرب، وقد اكتشفوا لاحقاً أنهم قد استبدلوا بعدوّهم عدوّاً باغياً، ثم غادروهم بعد أن أذاقتهم سيوف بني عبس هزيمة مرة، وكذا كان حالهم مع عدد كبير من قبائل العرب(). ولهذا أشار قيس على بني عبس أن يجنحوا للسلم ويتصالحوا مع قومهم، فالموت مع بني ذبيان خيرٌ من البقاء مع غيرهم، فقاد الربيع بن زياد وفدهم إلى السلم، فاصطلح القوم، أمّا قيس فقد تنصّر وساح في الأرض، حتى انتهى إلى عُمان، وهناك مات مقتولاً بلا معين ولا مجير على يد رجل من عبدالقيس().

عنترة بن شداد

كان من نوادر زمانه خُلُقاً وشجاعة وبسالة، شهد بداية ونهاية حرب داحس والغبراء، وفي ميدان تلك الحرب التي طال أمدها ظهرت فروسيته، وفيها شاع ذكره في الآفاق، كبطل من ألمع أبطال العرب المعدودين، عاش عزيزاً عفيفاً، ومات كريماً خالداً في التاريخ.
ومثلما برز في ميدان الحرب فارساً مغواراً برز أيضاً في ميدان الشعر، علماً شامخاًأنزله في منازل أصحاب المعلقات، ومن شعره في ساحة الفخر:


للهِ دَرَّ بني عَبْسٍ لقد نسلوا



مَنَ الأكَارمِ مَا قَدْ تَنْسُلُ العَرَبُ

لَئِنْ يَعِيبُوا سَوَادي فَهْوَ لي نسبٌ




يوم النِّزَالِ إذا مَا فَاتَنِي النسبُ

إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ يا نُعْمَانُ أنَّ يَدِي


قَصِيرةٌ عَنْكَ فالأَيّامُ تَنْقَلِبُ

اليوم تَعْلَمُ يا نُعْمَانُ أيَّ فتىً


يَلْقَى أخاك الذي قد غَرَّهُ العُصَبُ

إنَّ الأفَاعِي وإنْ لانَتْ مَلاَمِسُها


عِنْدَ التّقَلُّبِ في أَنْيَابِهَا العَطَبُ



ويروى عن عمر بن شبّه، قال: حدثنا ابن عائشة، قال: أُنْشِد النبيُّ صلى الله عليه وسلم قول عنترة


ولقد أبيتُ على الطُّوى وأظلُّه




حتى أنال به كريمَ المأكلِ



فقال صلى الله عليه وسلم: ((ما وُصِف لي إعرابيٌّ قطُّ فأحببتُ أن أراه إلا عنترة)) ومن جانب آخر حدّث عمر بن شبّه، قال: قال عمر بن الخطاب للحُطَيئة: كيف كنتم في حروبكم؟ قال: كنّا ألف فارس حازمٍ. قال: وكيف يكون ذلك؟ قال: كان قيس بن زهير فينا وكان حازماً فكنّا لا نعصيه. وكان فارسنا عنترة فكنّا نحمِل إذا حمل ونحجم إلى أحجم. وكان فينا الربيع بن زياد، وكان ذا رأي فكنّا نستشيره ولا نخالفه. وكان فينا عُرْوة بن الورد فكنّا نأتمّ بشعره، فكنا كما وصفت لك. قال عمر: صدقت.

وفاته واختلاف الروايات في سببها ومكانها

من أقدم من ذكر سبب ومكان وفاته من المؤرخين:
1- ابن الكلبي (ت: 204هـ) وعنده أن عنترة أغار على بني نبهان من طيء، فطرد لهم طريدة، وهو شيخ كبير، فجعل يرتجز وهو يطردها ويقول:
آثار ظلمانٍ بقاعٍ مخرمِ
قال: وكان رِزٌّ بن جابر النبهاني في فُتُوّةٍ، فرماه وقال: خذها وأنا ابن سلمى، فقطع مطاه()؛ فتحامل بالرّمية حتى أتى أهله؛ فقال وهو مجروح:


وإنّ ابنَ سَلمى عنده فأعلموا دَمي




وهيهات لا يُرجى ابن سلمى ولا دمي

يحلُّ بأكناف الشعاب وينتمي


مكان الثُّريَّا ليس بالمُتَهضَّمِ

رماني ولم يَدهَش بأزرقَ لَهَزمٍ


عشيَّة حلُّوا بين نعفٍ ومخرمِ



قال ابن الكلبي: وكان الذي قتله يلقّب بالأسد الرهيص.
2- وذكر أبو عبيدة (209هـ) أنه كان قد أسنّ واحتاج وعجز بكبر سِنِّه عن الغارات، وكان له على رجل من غطفان بَكرٌ، فخرج يتقاضاه إياه؛ فهاجت عليه ريحٌ من صيف وهو بين شرج وناظرة، فأصابته فقتلته.
3- ذكر أبو عمر الشيباني (ت: 213) أنه قد غزا طيّئاً مع قومه، فانهزمت عَبْسٌ، فخرّ عن فرسه ولم يقدر من الكبر أن يعود فيركب، فدخل دغلاً، وأبصره ربيئةُ طيئ فنـزل إليه وهاب أن يأخذه أسيراً فرماه وقتله().
ومن هنا ترى أن من قال: أنه مات بين شري وناظره أخذ برواية أبي عبيدة، ومن قال: أنه مات بناحية من سلمى: أخذ برواية أبي عمر الشيباني، ومن قال: أنه مات في مكان آخر أخذ ذلك من قصص لا يقوم عليها دليل من العلم.
وأقول: مما تقدم يظهر أن أبا الفوارس عنترة بن شداد مات متأثراً بجرحه من قبل الأسد الرهيص، مع علّة الريح وكبر السن بين شري وناظره والله أعلم.

 
عروة بن الورد

نسبه: عُرْوة بن الورد بن زيد؛ وقيل: عمرو بن زيد بن عبدالله بن ناشب بن هريم بن لُدَيم بن عوذ بن غالب قُطَيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نِزَار بن معد بن عدنان.
وقد عرّف صاحب: "الأغاني" عروة وقال: شاعر من شعراء الجاهلية وفارس من فرسانها وصُعلوك من صعاليكها المعدودين الأجواد. وكان يُلقَّب عُروة الصعاليك؛ لجمعه إياهم وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم، ولم يكن لهم معاش ولا مغزى، وقيل لُُقِبَ عُروة الصعاليك لقوله():

 

لحى الله صُعلوكاً إذا جَنَّ ليلُه


مصافي المشاش آلفاً كلَّ مجزرِ

يَعُدُّ الغِنى من دهره كلَّ ليلةٍ


أصاب قِراها من صديق مُيسّرِ

واللهِ صُعلوكٌ صفيحةُ وجهه


كضوءِ شهابِ القابس المتنوّرِ



وأقول : الواقع أن عروة لم يكن مهتماً بأمر الصعاليك وحدهم، وإنما كان الناس إذا أصابتهم شدة من الدهر تركوا المرضى والفقراء والعجزة منهم في ديارهم، فيقوم عروة ويكنُفُ عليهم الكنُفُ (حضاير) ليسكنهم فيها، فيذهب يلتمس لهم سبيل الرزق، فإذا أتى به أشركهم معه فيه، ولهذا كان معاوية بن أبي سفيان يقول: ((لو كان لعروة وَلْدٌ لأحببت أن أتزوج إليهم)) وقال عبدالملك بن مروان: ((ما يسرني أن أحداً من العرب ممن ولدني لم يلدني إلا عروة بن الورد لقوله:


إني امرؤٌ عافي إنائي شركة


وأنتَ امرؤٌ عافي إنائك واحدُ()



وفي رواية أخرى قال عبدالملك بن مروان: ((من زعم أن حاتماً أسمح الناس فقد ظلم عروة)).
وتجدر الإشارة إلى أن عامر بن الطفيل العامري حين بلغه قتل عنترة، قال: لا ترك الله لطيء أنفاً إلا جدعه، أمّا علينا فليوث – يعني عبساً – وأمّا على جيرانهم فلا شيء؛ وقد قتلوا فارس العرب. وكانت عبس – كما تقول الرواية – إنما تنتظر من طيء مثل تلك الغِرّةِ حين نزلوا من الجبل، وأصابت عبسٌ حاجتها فقال عروة في ذلك():


أبلِغْ لديكَ عامراً إن لقِيتَها



فقد بلغت دارُ الحفاظ قرارها

رحلنا من الأجبال أجبال طَيء




نسوق النساءَ عُوذَها وعشارها

ترى كُلَّ بيضاء العوارض طَفْلَةٍ


تُفَرّي إذا شال السماكُ صِدارَها

وقد علمتْ أنْ لا انقلابَ لرحلها


إذا تركتْ من آخر الليلِ دارَها



كان عروة بن الورد فارساً مظفراً وشاعراً كان قومه بنو عبس يأتمّون بشعره مات مقتولاً سنة 616م على الراجح عند أهل العلم، بعد فترة غير بعيدة من وفاة عنترة.

 

3-
بنو أشجع بن ريث بن غطفان

منهم: بنو بكر، بنو سُبَيع، بنو خلاوة، بنو فتيان، بنو قنفذ()، بنو دهمان، بنو حُلَيْس، بنو زهدم، بنو سُلَيْم، بنو غُفَيْله()، ومنازلهم كانت تمتدُّ من واحة خيبر شمالاً، حتى المدينة المنورة جنوباً غربياً، منتشرة بالمواضع الغربية الجنوبية من حرّة النار، وقد خلفتهم في ديارهم القديمة فروع من قبيلة بني رشيد، أكثرهم عدداً وأوسعهم منازلاً قبيلة الذيبة؛ واحدهم ذيابي.
قال ابن خلدون: وليس لهذا العهد() منهم بنجد أحد إلا بقايا حول المدينة النبوية، وبالمغرب الأقصى منهم حيّ عظيم الآن يظعنون مع عرب المعقل بجهات سجلماسة ووادي ملوية، ولهم عدد كبير وذكر(). ومن الباحثين في عصرنا هذا من يرى أن الذيبة من بني رشيد هم من بقايا أشجع، وعلى رأسهم الشيخ المحقق حمد الجاسر.

ومن مشاهيرهم من الصحابة الكرام


1- جعدة بن هبيرة الأشجعي.
2- زاهر بن حرام، كان يسكن المدينة، وقد شهد بدراً، فإذا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتيه إلا بطرفة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل حاضرة بادية، وبادية آل محمد زاهر بن حرام.
3- نعيم بن مسعود الذي شتت جموع الأحزاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق.
4- حُسَيْل() بن نويره، دليل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر.
5- نبيط بن شريط.
6- معقل بن سنان؛ كان على المهاجرين يوم الحرّة، وقد قتله مسلم بن عقبة المرِّي يومئذٍ صبراً.وفيه يقول القائل:


أصبحت الأنصار تبكي سراتها



وأشجع تبكي معقل بنسنان



وغيرهم، والأشجع مشاهير كثر، منهم حُلَيس بن نصر بن دهمان، وهو الذي جعلت على يديه الرهان يوم داحس والغبراء.

 
4-


بنوعبدالله بن غطفان

قال ابن حزم في "جمرة النسب": ولُد غطفان: ريث وعبدالعُزَّى، بدّل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – اسمه، فسمّاه عبدالله، فهم بنو عبدالله بن غطفان، منهم عُقْبَة بن وهب بن كلده بن الجعد بن هلال بن الحارث بن عمرو بن عدِيّ بن جشم بن عوف بن بهثه بن عبدالله بن غطفان، أحد السبعين الذين بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ليلة العقبة، وهاجر إلى مكة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ثم هاجر إلى المدينة، كان حليفاً لبني الحُبْلَى، وهم بنو سالم بن غنم من بني عوف بن الخزرج من الأنصار، ومنهم ضرار بن عمرو، المتكلّم، أحد شيوخ المعتزلة، وكانت فيه ثلاثة أعاجيب، كان معتزلياً كوفياً، وكان عروبيّاً شعُوبياً، وزوّج ابنته من علج أسلم،وكان يختلف إليه، ومات وله تسعون سنة، بالدماميل، ومنهم: سالم بن داره الشاعر. ومنهم: كان بإشبيله بقرية قَرْشانه من الشرف الطفيل بن العبّاس بن معاوية بن المضاء بن المهلّب بن معاوية بن محمد بن الكوثر بن يزيد بن زهدم بن الأدهم بن مالك بن عبدالله بن غطفان. مضى بنو عبدالله بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان.
وكان قد قدم وفدهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال: من أنتم؟ فقالوا: نحن بنو عبدالعُزَّى، فقال: بل أنتم بنو عبدالله()..
ومن أشهر فروعهم: بنو بريمة، وبنو المرقّع، وبنو سُحَيْم، وغيرهم ومنازلهم القديمة كانت تمتدُّ من الحاجر بمحاذاة الضفة الشرقية لوادي الرمّة نحو الجنوب الشرقي إلى أن تقترب من جبل قطن، وقد ذكر المتقدمون من منازلهم في هذه الجهة: ذا العشيرة (المباري حالياً) ومبهلاً (المحلاني) والتلبُوت (الشعبة) وهذه أودية كلها تصب في وادي الرمة في مستقبل الجنوب وفيها مياه كثيرة، ومن جبالهم: المجيمر وكتيفه والوتدات وأبارق الأثوار، وبعضها لا يزال معروفاً في هذه الناحية().



توقيع سعد الرشيدي
(((مواضيعي المختارة ويشرفني مروركم لها)))


ويشرفنا متابعة قناة بني عبس على الرابط التالي